عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2012, 04:47 PM   رقم المشاركة : 1384
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابو خالد بن صغير is on a distinguished road


 

في ١٠/٦/١٣٨٣ تم تعيننا في مدرسة الجموم الابتدائية وكانت لطريق في تلك الفترة ملئة بالمصاعب فطريق الوادي كله رمل من النوارية او العمرة الي ما يعرف النوارية فهي تبعد عن مكة حوالي خمسة كيلو متر من جهة الشمال وكان ايام الأمطار الطريق الى الوادي صعب جداً حيث ان الأمطار والسيل يعمق الطريق ونرجع الى بيوتنا ونعودلليوم الثاني وكانت الوسيلة الوحيدة للنقل في تلك الايام سيارات الخضرة والبرسيم والفاكهة نركب فوق الخضرة واحنا راجعين مكة ونركب في اللواري وهي فاضية عائدين الى عملنا عصر يوم الجمعة .

وقد كان المدرس في تلك الفترة له قيمة عند الأهالي ويحترمونه ويكون في مقدمة الضيوف بعد امير المنطقة وقد كانت الإدارات الحكومية في الجموم تكاد تكون مكتملة حيث يوجد بها تلك الايام امارة وكان أميرها آنذاك الامير عبدالله السلوم قبل ان تكون محافظة تابعة لمكة المكرمة ومركز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورئيسه الشيخ عبدالله اللحيدان يرحمه الله وعضوية كل من الشيخ عبدالعزيز اللحيدان والشيخ سعد جمعان الزهراني والشيخ عبدالله جمعان الزهراني ومكتب للبريد ورئيسه السيد سليمان المالكي والموزع عابد الانصاري رحمه الله ومحكمة وكان رئيسها في ذلك الوقت الشيخ عبدالله الطرباق يرحمه الله ووكيله الشيخ عبدالمحسن السيد وبعض الكتاب ومركز للشرطة وكان المسئول عنه في تلك الايام الملازم سعيد العاصمي وبعض الافراد وهناك بعض الدكاكين الصغيرة وملحمة باهبري وفرن واحد يمون قرية الجموم وبعض القرى المجاورة مثل ابي شعيب وأبي عروة والشامية وغيرها من القرى المجاورة .

وكانت الجموم موزعة على حارات او قرى صغيرة تشتمل على :
حارة الصواعد ، حارة البياشة ، حارة الحروب ، حارة الغمد وغيرها وللمعلومية فان حارة الغمد لها مكانتها بين الحارات حيث ان لها قانونها ورئيسها وشعبيتها وكانت محكمتها منها فيها ولا تسمع بان هناك غامدي من الحارة نفسها قد راح الامارة او المحكمة يشتكي او يشهد اويعرف على احد محكمتهم منهم فيهم وكان زعيمهم في تلك الفترة واحد اسمه دخيل الله الغامدي وابنه حمزة وابن عمهم واحد اسمه دخيل الله كاتب عدل في مكة في تلك الفترة وكانوا اصحاب أموال ومزارع كثير ة وحلال كثير وكلمتهم واحدة وزعيمهم واحد يختصمون عنده ولا يردون له كلمة وعندما سمعو بان في المدرسة معلم جديد غامدي وأولادهم في المدرسة ارسل زعيمهم في طلبه وليس بمفردة وانما لأجل لا يحرجونه عزموا المدرسين معه لكي يتعرفون على هذا الغامدي من اين هو من الغمد .

ذهبنا جميعا عندهم من العصر تلك الايام لم يكن هناك كهرباء ولكنهم يستعملون المواطير لكل حارة شاطرة ماطور والدوائر الحكومية امارة ومدرسة ومحكمة وبريد وهيئة وشرطة ماطور لحالهم والأهالي مع البقالات وغيرها ماطور .

وقد أجبنا الدعوة وقدموا لنا القهوة والفاكهة ولأول مرة اتعرف على فاكهة اسمها ( أمبه )منً شجرة تشبه النخل وليست نخل ولا نارجيل ثم إذن للمغرب وصلى بنا المغرب زعيمهم وكان حسن الصوت وله هيبة ومقدار عند القرية كلها حتى عند الامير والشرطة والمحكمة ثم بعد العشاء سألني من اي القرى من غامد وما هي العادات والتقاليد وغير ذلك من المعلومات التي اعرفها والتي ما اعرفها ثم سالته من اي القرى يرجع اصلهم فقال نحن من قرية تسمى بنى كبير جدنا الاول هاجر منها واستقر به المقام في القرية وحيث انه من المزارعين جاء الى هذه المنطقة واخذ منها هذا الجزء وكون فيها هذه القرية وصار منها ما صار فكثرنا بالخير ورجعنا الى بيوتنا وكنا من قبائل عدة فمنا الثبيتي والسلمي والقحطاني وهو مديرنا وجاوا وسوداني وفلسطيني .
وكنت في ذلك العام اقوم بتدريس الصف الثاني الابتدائي وفي نهاية العام قام امير الجموم يرحمه بدعوة كريمة لجلالة الملك فيصل يرحمه الله زعيم الامة الاسلامية والتضامن الاسلامي وقد تكرم بقبول الدعوة وطبعا المعلمين في مقدمة المدعويين وقد اعد للمناسبة هذة ما يليق بالضيف الكبير حيث خصص لكبار الضيوف مخيم تحت ضلال اشجار الليمون والموز والنخيل والأعناب
وجلسنا من الصباح حتى قبل الظهر حيث وصل الموكب ولم يكن في ذلك الوقت كبير حيث ان السيارات ما تتعدا اصابع اليد مع الاخويا والعسكر كان موكب متواضع جداً وخرجنا لاستقبال جلالة الملك فيصل يرحمه وسلم علينا واحد واحد ثم تصدر المخيم واخرج لنا لنا الامير بعد القهوة فاكهة من فاكهة الوادي قبل الغدا ثم اخرج لنا الغدا مطبوخ تحت الشجر اللهم الا الحلا جاء به من مكة .

ثم بعد الغدا جلسنا نتناقش مع بعض لم يكن بيننا وبين الملك تكلف وسال كل مدير إدارة عن عمله وما هي المنغصات التي قد تعطل العمل وكان بين الحضور مدير تعليم مكة المكرمة حيث طلب بعض الأهالي منه فتح مدرسة متوسطة حيث لم يكن في ذلك الوقت متوسطة في الجموم ووعد بذلك امام الملك فيصل يرحمه الله.

وكان من بين الحضور متطفلين ويرغبون في زحزحة ريس البلدية في مكة المكرمة وكان في ذلك الوقت الاستاذ عبدالله عريف الكاتب المعروف وقال هذا المتطفل ان عبدالله عريف يا طويل العمر يأكل من الحكومة وما كان من الملك فيصل الا ان قال (عبدالله عريف يأكل ويشتغل وغيره يأكل ولا يشتغل ) هذه سمعتها بنفسي ومن فم الملك فيصل يرحمه الله .

ثم قبل المغرب خرج جلالة الملك والضيوف في بعض البساتين القريبة مشيا على الأقدام ثم لحقت بهم السيارات وعادوا من حيث قدموا وكانت ايام لاتنسى رحم الله الملك فيصل وعبدالله السلوم وجمعنا بهم في مستقر رحمته امين .