الحبيب الغالي ابو خالد بن صغير :
لا اشك في أن الجميع في هذه الساحات وجميع من تشرف بمعرفتك يا ابا خالد يكن لك حبا خاصا ، وهذ الحب لم يأتي من فراغ ، واسمح لي ايها الحبيب أن اتجاوز حدودي واتحدث عن احد اعمالك المشرفة ، رغم تأكدي أنك لا ترغب في الحديث عن ذلك ، ولكني اجد نفسي ملزما بالحديث عنه لا مدحا لك فانت اكبر من ذلك ولكن لذكر الحقائق لتكون قدوة لنا جميعا .
ايها القارئ الكريم :
هذا الرجل ضرب مثلا في البر بأبيه واخوانه واخواته وجميع اقاربه ، وكان نموذجا فريدا ، ضحى بالاشتراك مع زوجه ( هكذا الصواب وليس زوجته ) المثالية ام خالد متعها الله بالصحة والعافية .
بر بوالده وربى اخوانه واخواته وابنائه وبناته هو ولم يفضل احدا عن احد وليس ذلك فحسب بل وكفل ابناء وبنت اخيه المهندس عبد العزيز رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان والذي مات اثر حادث اليم وهو في زهرة شبابه وكان موته كارثة هزت اركان بيوت من يعرفه وحطمت افئدتهم . ورباهم جميعا فاحسن تربيتهم وبنى لابناء اخيه بيتا بجوار بيته في العوالي بمكة المكرمة يدر عليهم دخلا يغطي احتياجاتهم ويجعلهم يعيشون عيشة كريمة لا يحتاجون بعدها إلى مساعدة من الغير ولم يحسوا بفراق والدهم ابدا وساعده في ذلك والده واخوانه من ابيه وزوجه ام خالد وزوج المرحوم حفظهم الله جميعا فكانوا كالبنيان المرصوص واستمر التعاون حتى كبر الابناء والبنات وتعلموا وتزوجوا واصبحوا ينافسون اقرانهم من الشباب ، ولا يزال يواصلهم ويحن عليهم ولا يكل ولا يمل من ذلك .
هذه خصلة واحدة من خصال ابي خالد ، ولو تحدثت عن تواضعه وادبه واخلاقه وطيب معشره وخفة ظله واحترامه للقريب والبعيد والجار والزميل لطال بي المقام واترك ذلك من يريد الحديث عنه والحديث عن ابي خالد ذو شجون .
متع الله ابا خالد بالصحة والعافية وجعل ما قدم من بر وصلة وتضحية في ميزان حسناته ونفعه بها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
ما شهدت الا بما علمت والله على ما اقول شهيد .