أبداع وإستمتاع
ومهارة فائقة في الأسلوب الأدبي.
لم أدر -وأنا ألتهمه بنظري- ماذا حلّ بي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن فيصل
فلا تدري بأيهما أنت مستمتع هل أنت مستمتع بالسرد أم بالقصة ذاتها؟
|
نعم نعم ؛ مثلما ذكر موجهنا الأدبي بتعليم مكة في اقتباسي لعبارته.
أخي الفاضل :
رفـــيق الـــدرب
من جمال لغة السرد البديعة ؛ أعدتُ القراءة مرّات ومرّات.
فالمرّات الأولى للاستمتاع ببراعة انتقائك لمفردات اللغة المعبّرة بإحكام عن الأحداث.
مقدمة للحكاية أذهلتني.. أحسستُ أنني أقرأ لأديب بارع من قديم الأدباء المميزين.
والمرّات الثانية لأستوعب أحداث القصة المحزنة، وأشاطرك ألام المفاجآت الأليمة..
من ذلك الكلب العقور. وذاك الفأر الجسور اللذان أدمياك وثانيهما جرح ابنك الصغير.
وعلى ذكر ضرب والدتك - رحمها الله - لك بالحذاء - أعزكم الله - هذا شيء متعارف عليه عند الأولين،
واعتقدنا به إلى قريب . فقد جربناه - نحن مجموعة من مدرسي مدرسة قذانة وبعض الأهالي- ؛
على زميل لنا من دار الجبل يدعى: جمعان سحاب، ومعنا مدير المدرسة: صالح حنتوش، وسعيد بن شفلوت،
وأحمد دربي من بني كبير، وخمسة آخرين من أهالي قذانة.
القصة كالتالي:
عزمنا الخمسة لتناول الغداء وقضاء باقي النهار في شعب أحدهم الممتد بين هضاب جبل " أثرب "
والمرتمي بين أحضانٍ طبيعة خلابة، ومياه رقراقة، وأشجار وارفة ، وبه غرفة مبنية على صخرة عالية يحرسها كلبٌ عقور.
يومها.. ربطه صاحبه في سند الركيب الكبير المجاور للغرفة خوفًا علينا منه.
أسقينا غداءنا بالشاي في بطوننا، وكثرنا بالخير، ونزلنا نلعب كرة قدم في الركيب الكبير،
وماهي إلا دقائق معدودة ؛ حتى تفاجأنا بانطلاق الكلب بعد أن نتر رباطه من الأركوضة القصيّة بركن الركيب البعيد،
فصحنا وهربنا باتجاه الغرفة الجاثمة على الصخرة العالية مسرعين، وقد نـُحِت في جانبها بعض الحفر الصغيرة
لاستخدامها كدرج للصعود، وتزاحمنا عند الصعود، وتمكنا من الصعود إلا جمعان الذي قفز عليه العقور،
وعضه في مؤخرته، وخربشه بمخالبه، وأسقطه أرضـًا، وتمكن صاحب الكلب من تخليص جمعان، وإنقاذه من بين براثنه.
وبعد أن رأينا ملابسه ملطخة بالدماء؛ أشار علينا أحدهم بإنقاذه من عدوى مرض السعار،
فرموه بيننا وانهلنا عليه ضرباً بالأحذية - أعزكم الله - دون هواده ولا رحمة، تصور أكثر من 8 أنفار
كل يضرب من مكان وهو يصرخ صراخ الموجوعين بحرقة شديدة مردداً ( آح يا ف.....)،
ولم نتركه حتى اختفى لون سرواله الأبيض من أثر نزيف دمه، وعندما قام قال:
والله الكلب أرحم منكم يا ملاعين الصلاهيد ( ترجم ياريس معنى صلاهيد).
لكن الحمد لله لم تلتهب جروحه ؛ لأنها كانت معزولة أثناء الضرب بسرواله.
يا جماعة طوّلت عليكم وهي قصيرة . هنا يتجلى المبدعون باختيار أسلوب قصصي يوصل الفكرة بأقصر الطرق،
كرفيق الدرب ، وعلي بن حسن ، واللواء محمد عجير، وبن ناصر، وأبو ياسر ،وعلي بن جاهمة، وسعد دوبح،
وأبو حاتم، ونايف , ووووو...... إلخ.. الأسماء المتميزة كثيرة يا رفاقتي ، فاعذرني يامَن لم أذكر اسمه.
لكم التحية والسلام ، والتقدير والاحترام.
متمنيًا لأخي الفاضل : رفيق الدرب
الصحة وطول العمر ، ولفكره وقلمه التألق الدائم المستمر.
خارج النص:
آه نسيت: احسب لي هذه المشاركة يا أبا ياسر ( يا نافدا الخنافر والبراطم)