عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2012, 01:33 PM   رقم المشاركة : 1226
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

بسم الله الرحمن الرحيم
وسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسع صدرك
عندي قصة أو أقصوصة غآص بها أزعم أنها سترسم البسمة على شفاهكم
عندما كانت الأرض أكثر فرائحية والسماء أكثر كرما والناس أكثر ابتسامة
رغم الفقر والعوز ، خرج محدثكم من بيته وهو مايزال طفلا .
في يوم ربيعي بعد شتاء ممطر غاب فيه عنا وجه السماء طويلا ، اهتزت له الأرض فتدفقت بالينابيع ، وامتلأت الآبار وأعادت الأشجار لبس حلتها بعد احرام طويل وتزينت أشجار اللوز بالأزهار وتحولت الأرض إلى بساط أخضر فلا تسمع إلا تغريد الطيور وخرير المياه و حركة أهل القرى يخرجون إلى أعمالهم بعد إنتهائهم من قهوة الصباح وتناول لقيمات من خبزة أعدت بليل تحت مشهف مصنوع من الفخار لمجابهة عمل يوم دؤوب مصبوغ بالعرق.
أتجهت إلى محجر لنا مملوء بأشجار اللوز والتين ، راقني منظر الأرض البهيج فحدثت نفسي أن أنشىء لي جنابا ( مزرعة صغيرة ) خمسة أشبار طولا في ثلاثة عرضا بشبر طفل ، جلبت لها أحسن تراب ونثرت حب الحنطة عليها ثم حرثتها بأصابعي ومنيت نفسي أن أراها في الغد وقد نبتت بها الحنطة واستوت على سوقها وسأتعهدها بالسقايه بجلب الماء لها من البيت في ركوة أبي التي يتوضأ ويغتسل منها يجلبها معه إلى المسجد كلما وجب عليه الغسل وغيره من الجماعة مثله ، يلج كل منهم إلى المدرسة وهو موقع خارج المسجد يتحسس بيده مرزحا ويعلق ثوبه على الزائد من الفلكة التي تتمدد فوقها السواري ( جسر من الخشب ) ومن يسبق منهم يتنحنح معلنا بعدم الإقتراب منه ( أنا هنا يا فقيه ) ويتنحنح الآخر
( وأنا هنا يافقيه ) وكل منهم يتعمد أن يستبق على المرازح الخلفية حيث الظلام الدامس حتى لا يشي به ضوء الصباح فينكشف المستور ، يرتدي كل منهم ثوبه بلا ملابس داخلية ويتجه إلى المسجد والماء يقطر من جسمه ويدس كل منهم جسمه المكدود بتعب الايام في جبة ثم يدخل المسجد . رحمهم الله جميعا .
وبعد هذا الاستطراد نعود وبينما أنا على وشك الانتهاء من وضع اللمسات الأخيره في مزرعتي سمعت جلبة آخذة في الاقتراب شيئا فشيئا ، نهضت وإذا بأولاد الحلة يسوقون أمامهم قطيعا من الكلاب ، فيما يبدو أن اجتماعها كان حضورا لاحتفال بعرس لم تتح لها الفرصة للاستمتاع به .
وعندما رأوني مطلا عليهم من عل قالوا : ( انحن طردناها ووصلناها عندكم وانتم كملوا يا سفان العبالة ) وقفلوا راجعين ، أظهرت لهم شجاعتي وليتني لم أفعل لأن الإقدام قتال في بعض المواقف كما يقول الشاعر ( الجود يفقر والإقدام قتال ) .
تناولت حجرا ورميت به أحدهم فاستضعفني حيث كنت منفردا والمرء قوي بإخوانه وفي ثوان تسلق الجدار واتجه نحوي ووليت الأدبار ولكن أين المهرب ؟!!! .
بعد بضعة أمتار أمسك بثوبي وأوقعني أرضا وافترسني بجانب مزرعتي وغرز أنيابه في فخذي الأيسر وكان عمي حمدان -رحمه الله - يحرث في مزرعة لنا تحت المردد رأى الكلب يهجم علي فصاح ( أعقب إن كان تخلي الكلب ياكلك ) رجعت إلى البيت ودمي على قدمي أصيح وأنتحب سمعتني أمي فأخبرتها بما جرى فتناولت نعالا - أكرمكم الله - وأوسعت بها فخذي ضربا وقالت : ( هذا دوا عضة الكلب ) تسمم الجرح ومكثت مريضا مايقارب شهرين وهذا كله ببركة أولاد الحلة ( مايجينا من هذيك الدار إلا كل ...................... خييييييييييييييير ) .
كدت أغص بها هههههه .
رب قائل يقول : كيف يجري لك هذا مع الحيوانات بدءا من لجغة الثور لأصبعك ثم عضة الكلب ثانيا ولكن ازيدكم من الشعر بيت لكي تتسع أشداقكم أكثر .
في ليلة من الليالي ونحن رقود نزا علي فأر من فتحة في المكيف على وجهي وعندما أحس بحركتي غرز أنيابه في جبهتي ومضى مسرعا و ألقى بنفسه على الإبن سامي وهو مايزال صغيرا ينام معنا فعضه في إصبعه صحيت من النوم عندما أحسست بسائل على وجهي مسحته بيدي فإذا هو دم ورأيت سامي ينفض يده والدم يقطر من إصبعه
وكان عمي دغسان - رحمه الله - عندنا وعندما اجتمعنا على قهوة الصباح أخبرته بسالفة الفأر وما فعله بنا وقلت له : أنا قلت شطرا وانت كمله ، قال هات
قلت : البارح انا وسامي جالنا عض فار
فرد على الفور : من يوم جانا الذهب والماس غَلب عظفار
هذا هو قدري مع الحيوانات وأحمده على كل حال وهذه حكوتي والسلام .