عدد النقاط : 10
. هذه إحدى قصائد صفي الدين الحلي ما هبّتِ الريحُ إلاّ هزّني الطّرَبُ، ما هبّتِ الريحُ إلاّ هزّني الطّرَبُ،= إذ كانَ للقَلبِ في مَرّ الصَّبا أرَبُ لذاكَ إن هَيمَنتْ في الدّوحِ أُنشِدُه:= بيني وبينكَ يا دَوحَ الحِمى نَسَبُ يا جِيرَة َ الشِّعبِ، لولا فَرطُ بُعدِكُمُ= لمَا غَدا القَلبُ بالأحزانِ يَنتَعِبُ فهَلْ يَجودُ بكُمْ عَدلُ الزّمانِ لَنا = يوماً، وترفعُ فيما بيننا الحُجُبُ يا سادَة ً ما ألفنا بعدَهم سكناً، = ولا اتّخَذنا بَديلاً حينَ نَغتَرِبُ بودّكم صارَ موصولاً بكم نسبي؛ = إنّ المَودَة َ في أهلِ النُّهَى نَسَبُ جميلُكُم كانَ في رِقّي لكُم سَبَبَا، = لا يوجدُ الحكمُ حتى يوجدَ السببُ فكَيفَ أنساكُمُ بَعدَ المَشيبِ، وقَد= صاحبتُكم، وجلابيبُ الصِّبا قُشُبُ أم كيفَ أصبرُ مغتراً بأُمنية ٍ، = والدّارُ تبعدُ، والآجال تقتربُ قد زرتُكم وعيونُ الخَطبِ تلحظُني= شَزراً، وتَعثرُ في آثاريَ النُّوَبُ وكم قَصدَتُ بلاداً كيْ أمرّ بكُمْ، = وأنتمُ القَصدُ لا مِصرُ ولا حَلَبُ وكم قَطَعتُ إليكُم ظَهَرَ مُقفِرَة ٍ، = لا تَسحَبُ الذّيلَ في أرجائها السُّحبُ ومَهمَهٍ كسماءِ الدَّجنِ معتكرٍ، = نَواظِرُ الأسدِ في ظَلمائِهِ شُهبُ حتى وَصَلتُ إلى نَفسٍ مُؤيَّدَة ً، = منها النُّهَى واللُّهَى والمجدُ يكتسبُ بمجلسٍ لو رآهُ الليثُ قالَ بهِ: = يا نَفسِ في مثلِ هذا يَلزَمُ الأدَبُ مَنازِلٌ لو قَصَدناها بأرؤسِنا،= لكانَ ذاكَ علَينا بَعضَ ما يَجِبُ ملكٌ بهِ افتخرتْ أيّامُهُ شرَفاً،= واستبشرتْ بمعالي مجدِهِ الرُّتَبُ وقالتِ الشمسُ: حسبي أن فخرتُ به،= وجهي له شَبَهٌ، واسمي لهُ لَقَبُ لا يعرفُ العفوَ إلاّ بعدَ مقدرة ٍ،= ولا يرَى العذرَ إلاّ بعدَما يَهَبُ سَماحُهُ عُنوِنَتْ بالبِشرِ غايَتُها، = كما تُعَنونُ في غاياتِها الكُتُبُ وهمة ٌ حارَ فكرُ الواصفينَ لها، = حتى تشابَهَ منها الصّدقُ والكذِبُ قالوا: هوَ البدرُ؛ قلتُ: البدرُ مُمّحِقٌ = قالوا: هو الشمس؛ قلتُ: الشمس تحتجبُ قالوا: هو الغيثُ؛ قلتُ: الغيثُ مُنتظَرٌ.= قالوا: هو اللّيثُ؛ قلتُ: اللّيثُ يُغتصَبُ قالوا: هو السّيلُ ، قلتُ: السّيلُ مُنقطعٌ = قالوا: هو البحرُ ، قلتُ: البحُر مُضطرِبُ قالوا: هو الظلّ؛ قلت: الظلّ مُنتَقلٌ. = قالوا: هو الدّهرُ؛ قلتُ: الدّهرُ مُنقَلِبُ قالوا: هو السّيفُ؛ قلتُ: السّيفُ ننَدُبه،= وذاكَ من نفسهِ بالجودِ ينتدبُ قالوا: فَما منهمُ يَحكيه؛ قلتُ لهم: = كلٌّ حكاهُ، ولكنْ فاتَهُ الشنَبُ يا ابنَ الذينَ غَدَتْ أيّامُهم عِبَراً = بينَ الأنامِ، بها الأمثالُ قد ضربُوا كالأُسُدِ إن غضِبوا، والموتِ إن طلَبوا،= والسّيفِ إن نُدبوا، والسّيلِ إن وهبُوا إن حكموا عدلوا، أو أمّلوا بَذَلوا، = أو حوربوا قتلوا، أو غولبوا غَلَبُوا سريتَ مسراهمُ في كلّ منقبة ٍ، = لم يَسرِها بَعدَهم عُجمٌ ولا عَربُ وفُقتَهُمْ بخِلالٍ قد خُصِصتَ بها، = لولا الخصوصُ تساوى العودُ والحطبُ حَمَلتَ أثقالَ مُلكٍ لا يُقامُ بها، = لو حملتها الليالي مسّها التعبُ وحُطتَ بالعدلِ أهلَ الأرضِ كلّهمُ،= كأنّما النّاسُ أبناءٌ، وأنتَ أبُ لكلّ شيءٍ، إذا عللتَهُ، سببٌ، = وأنتَ للرّزقِ في كلّ الورى سببُ مولايَ! دِعوَة َ عَبدٍ دارُهُ نَزَحَتْ، = عليكمُ قربه بل قلبهُ يجبُ قد شابَ شعري وشعري في مديحكمُ،= ودُوّنَتْ بمَعاني نَظميَ الكُتُبُ فالنّاسُ تَحسُدُكم فيهِ، وتحسُدُه فيكُم،= وليسَ له في غَيرِكم طلَبُ فلا أرتنا الليالي منكمُ بدلاً؛ = ولا خلَتْ منكُمُ الأشعارُ والخُطَبُ