عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2012, 03:54 PM   رقم المشاركة : 4

 

كان الأعشى يوافي سوق عكاظ في كل سنة وكان المحلق الكلابي مئناثا مملقا فقالت له امرأته يا أبا كلاب ما يمنعك من التعرض لهذا الشاعر فما رأيت أحدا اقتطعه إلى نفسه إلا وأكسبه خيرا قال ويحك ما عندي إلا ناقتي وعليها الحمل قالت الله يخلفها عليك قال فهل له بد من الشراب والمسوح قالت إن عندي ذخيرة لي ولعلي أن أجمعها قال فتلقاه قبل أن يسبق إليه أحد ، وابنه يقوده فأخذ الخطام ، فقال الأعشى من هذا الذي غلبنا على خطامنا ..؟؟ ، قال : المحلق ، قال : شريف كريم ، ثم سلمه إليه فأناخه فنحر له ناقته وكشط له عن سنامها وكبدها ثم سقاه وأحاطت بناته به فقال ما هذه الجواري حولي قال بنات أخيك وهن ثمان شريدتهن قليلة فقال الأعشى : كُفيتَ أمرهن .. ومضى

قال وخرج من عنده ولم يقل فيه شيئا فلما وافى المحلق سوق عكاظ إذا هو بسرحة قد اجتمع الناس عليها وإذا الأعشى ينشدهم
[[color="rgb(139, 0, 0)"][color="rgb(139, 0, 0)"]
أَرِقتُ وَما هَذا السُهادُ المُؤَرِّقُ وَما بِيَ مِن سُقمٍ وَما بِيَ مَعشَقُ
وَلَكِن أَراني لا أَزالُ بِحادِثٍ أُغادى بِما لَم يُمسِ عِندي وَأُطرَقُ
فَإِن يُمسِ عِندي الشَيبُ وَالهَمُّ وَالعَشى فَقَد بِنَّ مِنّي وَالسِلامُ تُفَلَّقُ
بِأَشجَعَ أَخّاذٍ عَلى الدَهرِ حُكمَهُ فَمِن أَيِّ ما تَجني الحَوادِثُ أَفرَقُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى أن قال :
لَعَمري لَقَد لاحَت عُيونٌ كَثيرَةٌ إِلى ضَوءِ نارٍ باليَفاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبُّ لِمَقرورَينِ يَصطَلِيانِها وَباتَ عَلى النارِ النَدى وَالمُحَلَّقُ
يَداكَ يَدا صِدقٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ وَأُخرى إِذا ما ضُنَّ بِالزادِ تُنفِقُ
تَرى الجودَ يَجري ظاهِراً فَوقَ وَجهِهِ كَما زانَ مَتنَ الهِندُوانِيُّ رونق
نَفى الذَمَّ عَن آلِ المُحَلَّقِ جَفنَةٌ كَجابِيَةِ الشَيخِ العِراقِيِّ تَفهَقُ
طَويلُ اليَدَينِ رَهطُهُ غَيرُ ثِنيَةٍ أَشَمُّ كَريمٌ جارُهُ لا يُرَهَّق
كَذَلِكَ فَاِفعَل ما حَيِيتَ إِلَيهِمُ وَأَقدِم إِذا ما أَعيُنُ الناسِ تَبرَقُ
[/color]

فما أتم القصيدة إلا والناس يتهافتون ويتوافدون إلى المحلَّـق يهنئونه ، والأشراف من كل قبيلة يتسابقون إليه يخطبون بناته لمكان شعر الأعشى .. فلم تـُمسِ واحدة إلا في عصمة رجل من أشراف العرب
واسم المحلق عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن عبيد وهو أبو بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وإنما سمي محلقا لأن حصانا له عضه في وجنته فحلق فيه

وتكرر الصورة مرة أخرى ولكن في تهامة وليس في عكاظ فهذا
محمد بن عوض أبو فمين الأحمدي الزهراني
وهو شاعر قديم ومعروف من قرية الكراديس من أل احمد من قبائل الشغبان وقد كان - رحمه الله - شديد الاعتزاز بنفسه وبقبيلة الشغبان وببني سليم وزهران عامه
يطرح بدعا لقصيدة رد جاءت بما جاء به الأعشى من دعوة مفتوحة للزواج ترفع من مكانة السليمية وتظهرها من أفضل النساء
وطـوارف سُليـم الهـوج مـا تندفـع حُدانهـا
من تزوج سليمية يروح الخضر في وسط داره
وان وقع له ولد منها فحظّه يصيـر اكبر منه

[/color]
====================================

مقارنة جميلة من متذوق أجمل
وكما تفضلت يا عزيزي عن المحلق يروى أن لديه ثمان من البنات
لم يتزوج منهن واحدة وكما تروي كتب الأدب أن ذلك كان
بسبب بخله ، فكلما جاء خاطب لإحدى بناته قالوا له جماعة المحلق
انتبه ترى الرجل بخيل !!!!!!!!!!!!!
والعرب تغتفر كل شيء إلا البخل ، وما ذاك إلا بسبب أراضي العرب الصحراوية
التي تجبرهم على الترحال من مكان إلى آخر طلبا للماء والكلأ
هذا يستتبعه بالضرورة حاجة الناس الملحة لبعضهم بعضا في تلك المفاوز المهلكة
فمنهم من أوقد النار قريبا من خيمته ومنهم من أشعلها على رأس جبل قريب
حتى يراها من يمر عابرا فيهوي إليهم ليصيب بعض الطعام والدفء
وكما تفضلت يا عزيزي أشارت عليه زوجته أن يتعرض للشاعر ( الأعشى )
ويعرض عليه استضافته فيكرمه ومن ثم يمدحه فيسري خبره بين العرب
( وحيَها من شوره )
فقد تهافت الخطاب عليه فتزوجن جميعهن
شكرا لك على ما أتحفتنا به .

 

 

   

رد مع اقتباس