عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2012, 08:54 AM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

الحلقة الثانيــــة عشرة (12)


بدأ فيصل عامه التحضيري بدراسة مكثفة لللغة الأنجليزية ....وبقي مستمرا في تفوقه كما سبق من سنوات تعليمة ....ونال إعجاب مدرسية ...ثم بدأ العام التالي وتخصص فيصل في الهندسة الصناعية ....وأجتاز أعوامه التالية بنجاح كبير ....وفي حفل التخرج كان فيصل يقف في مقدمة الصفوف بالعباءة الجامعية السوداء وهو يتناول شهادته من يد رئيس الجامعة كأفضل طالب في الجامعة من ناحية التفوق الدراسي في مجاله .
وما أن إنفض الحفل حتى كانت أرامكو تمد يدها لمنحه الوظيفة التي وعدته بها .....وحصل خلاف ذلك على سكن فاخر وسيارة لتنقلاته عوضا عن سيارته القديمة التي إشتراها بثمن بخس بعد سنته الأولى في الجامعة .
أستلم فيصل مسؤوليات وظيفته ....وبدا مزهوا بنفسه فخورا بما انجزه حتى الآن ....ورغم كل ذلك فقد مرت بفيصل لحظات يسترجع فيها سنته الدراسية الأولى في المحمدية ...وتلك الأم الحنون التي تستقبله عند عودته كل يوم من المدرسة.....كم تمنى وأنها معه الآن ليشعر بقيمة فرحه وتحقيق طموحه .....لكنه وحيد الآن ....وليس له من يفرح له ...أو يدعو له .
وبعد عام تقريبا منذ إلتحاقه بوظيفته أبلغ عن طريق إدارته أنه مرشح لبعثة دراسية في امريكا .....وفرح كثيرا ...فقد تمنى أن يشاهد أمريكا التي يأتي منها هؤلاء الخبراء الذين يحيطون به من كل جانب ....ولم تمض ايام حتى كان فيصل على متن الطائرة متوجها إلى جامعة هيوستون في تكساس لمواصلة دراسته العليا في الهندسة الصناعية .
كانت كل إجراءات إبتعاثة وسكنه وعلاجة وتنقلاته قد تم تنسيقها عن طريق ممثلية أرامكو في امريكا ....وأستقبل في المطار ثم إلى الجامعة حيث تم تعريفة بمتطلبات الدراسة ...ثم إلى سكنه ضمن الحرم الجامعي .....وتم تعريفه على الخدمات التي تقدم للطلاب وأمكنة المطاعم والعيادة الصحية ومناطق الترفيه والرياضة .
وبدا رحلته الدراسية مع مجموعة من الطلاب من دول مختلفة ....وكالمعتاد ركز فيصل كل جهده على دراستة ...رغم المغريات الكثيرة حوله إلا أنه لم يستسلم لها .....وكان قدوة لبقية الطلاب لمناقشاته واسئلته الكثيرة ....ومحاوراته مع مدرسية حتى خارج قاعات المحاضرات .
كان من ضمن مقررات دراسته زيارة بعض المصانع والمختبرات ....وكان فيصل يشعر بمتعة غريبة حين يستمع لشرح معلمية عن خطوات تصميم وصناعة جهاز ما .
حصل فيصل على الماجستير بعد عامين مع مرتبة الشرف ....وبدأ فورا الإعداد لبحوث الدكتوراه .....ومن ضمن متطلبات البحث القيام بممارسة عملية في بعض المصانع المتخصصة في إنتاج المضخات الضخمة التي تستخدم ارامكو الكثير منها في معاملها ....وحصل على موافقة للإلتحاق باحد مصانع ديترويت العملاقة .
مضت ثلاثة اشهر على إنضمامه إلى فريق العمل في المصنع ....وكان صاحب المصنع ضمن فريق العمل وهو مهندس أمريكي من اصل ألماني ....تعلم في أمريكا ثم حصل على جنسيتها وعمل في عدد من الشركات قبل أن يؤسس مصنعه الخاص ...ولم يكتف بإمتلاكه للمصنع بل بقي عضوا عاملا في مصنعه ...وقام بتكليف شخص آخر بتولي أعمال الإدارة .
لاحظ صاحب المصنع مدى براعة فيصل في عمله ودقة ملاحظاته التي حسنت كثيرا من مستوى افنتاج في المصنع , وفوجيء ذات صباح بفيصل يعرض عليه تصميما لمضخة جديدة ذات مميزات تختلف كثيرا عن المطروح في الأسواق ..وتدارس مهندسو المصنع هذا التصميم الجديد وعملت الإختبارات اللازمة فحقق تصميم فيصل نجاحا رائعا ...وما أن بدئ في عرض هذا المنتج في الأسواق حتى أصبح حديث اصحاب المعامل والمصانع ....وأحتفل الجميع بهذا النجاح الرائع ونال فيصل مكافأة قيمة من صاحب المصنع .
تلى ذلك دعوة خاصة من صاحب المصنع لفيصل لتناول عشاء منزلي خلال عطلة الأسبوع ...وكان ذلك العشاء نقطة تحول كبيرة في حياة فيصل ....فقد تعرف فيصل إلى كارولين أبنة صاحب المصنع والتي تعمل طبيبة اطفال ...وأعجبته كثيرا شخصيتها المرحة وجمالها الرائع ....وشعر فيصل بشعور غريب نحوها ...وهو الذي لم يسبق له ان مر بشعور مماثل رغم انه شاهد الكثيرمن الفتيات في الجامعة وفي المصنع وفي كل مكان لكن أيا منهن لم يكن لها ذلك التأثير الصاخب في حياته .
ثم كانت نقطة التحول الأخرى بأن عرض عليه صاحب المصنع أن يدخل شريكا معه في المصنع بنسبة ممتازة .....لكن عند هذا العرض طلب فيصل مهلة للتفكير .....فدخوله كشريك في هذا المصنع يعني انه سيضطر للبقاء في امريكا بعد الدكتوراه ....وهو ملتزم بعقد مع أرامكو للعودة للعمل أو دفع ماصرف عليه من مبالغ منذ إلتحاقه بجامعة البترول والمعادن ....وهو بلاشك مبلغ كبير .
ومنحه الرجل كل الوقت الذي يريده للتفكير ....وبدلا من أن يفكر في هذا العرض المغرى ..كان تفكيره يقوده نحو كارولين ....في كل مرة .
وبعد أسبوع او اكثر كان الرجل يسأله هل توصل إلى قرارمناسب حول عرضه ....وأجاب فيصل أن الموضوع بحاجة للتفكير أكثر فهناك إلتزام مالي قد لايتمكن من الوفاء به .
وعرض الرجل عليه أن يقوم بدفع أي إلتزامات مطلوبة على أن يتم استعادتها من أرباح فيصل عند دخوله شريكا ....وهو حل مناسب بالنسبة لفيصل .
وقلبه بدا يتعلق بكارولين الذي يبدو انها تبادله نفس المشاعر خاصة بعد أن فوجيء ذات صباح بحضورها إلى مكتبه حاملة معها عدد من قطع الدونات وكأسين من القهوة ...وهي تضحك وتقول قررت ان أتناول إفطاري معك اليوم ......ورحب بها فيصل ...ودعاها للجلوس وبقي يتأمل في عينيها الزرقاوين وشعرها الذهبي وهي تتناول قطعة من الدونات .....ولم يكف بصره عنها حتى سمعها تقول ....لم لاتتناول إفطارك فيصل .....فأنتبه سريعا .....وشعر انه كمن كان في حالة تخدير تام .
ولم يقطع حبل حديثهم وضخكهم سوى دخول والدها الذي اقسم ان هذه المرة الأولى منذ عامين التي تأتي فيه كارولين إلى المصنع ..وقال ضاحكا ....فيصل انت تحدث الكثير من التغيير في كل مكان تأتي إليه ...!!
وحدث الأب كارولين عن العرض الذي قدمه لفيصل ....فأيدت والدها ...وقالت بنبرة شعر فيها فيصل بنغمة خاصة ملؤها الرجاء ....أرجوك يافيصل فكر في هذا العرض ....فهو المستقبل الذي تحلم به ...وليس العودة للعمل موظفا .
ولم يدر فيصل هل يقبل بهذا العرض أم يعود لبلاده ....لكن ماذا يربطه ببلاده ؟؟ لاشيء ...!!
أم ميتة .....واب غير مبال ....وأخ قاس .....وعمة لعينة .....!!
فماذا سيكون قرار فيصل ......؟؟
الله يحبكــــــ(ن)ـــــــم

 

 

   

رد مع اقتباس