خلاصَةُ القول :
دواءُ الحسد أن يسلُكَ الحاسِدُ سبيلَ المحسود ، ليبلغَ مبلَغَه من تلك النّعمة التي يحسُده عليها ،
ولا أحسبُ أنّه ينفِقُ من وقته ومجهوده في هذه السّبيل أكثر مما ينفق من ذلك الغضّ من شأنِ محسُودِه ، والنّيلِ منه ،
فإن كان يحسُده على المال ، فلينظر أيّ طريق سلك إليه فليَسلكه ،
وإن كان يحسده على العلم فليتعلّم أو الأدب فليتأدّب ، فإن بلغَ من ذلك مأربه فذاك ،
وإلاّ فحسْبُه أنّه ملأ فراغَ حيَاته بشؤون لولاها لقضاها بين الغيض الفاتك ، والكمد القاتل .
كما يقولُ الأديب الرّائع المنفلوطي .
وأرجو من الحاسد أن يتدبّر قول الشّاعر فلعلّه المقصود به :
يا ناطحَ الجبل العالي ليَكْلِمَه ...أشفق على الرّأس لا تشفق على الجبلِ
وأنت أيها المحسود فلا تبَالِ بالحاسد وتعوذ بالله من شرّه ، ولا تنسَ أذكارَ الصّباح والمساء ،
لكي لا تُصابَ بعينه القبيحة ، وتحديقه اللّئيم ،
فإنّ العينَ حقّ كما أخبر بذلك المصطفى صلّى الله عليه وسلّم . والحديث في صحيح البخاري .
وليكن منك على ذُكْرٍ قولُ السّيّد أحمد بن ابراهيم الهاشمي – رحمه الله -
(( أنّ أكثرَ ما يذهبُ إليه العامّة من الغلو والمبالغة في تكبير أمرِ العين وتهويله مبنيّ على الأوهام والأباطيل )) ..
منقول بتصرف

...........