....
كنا واحنا صغار بالوادي .. مرات نسمع حنمة طيارة ( حنمه يعني صوت متواصل قادم من بعيد ) ويتناقل الصدى بين الجبال
ونخلي كل شي وننشغر ( نرفع روسنا لفوق .. للسماء )
نتسابق ندور للطياره في سماء عادة تغطي اغلبها الغيوم ... ونشوفها مرات وتكون .. صغيرة جدا لدرجة مانصدق انها مليانه ركاب
ويقولون لنا الكبار إن اللي بالطيارة .. من بُعدهم عنا مايشوفون جبالنا كلها الا كما نقل الدمن ... ( استشهاد من البيئة )
..
مرات اشعر اني عشت حياتين منفصلة ..
ايام الصغر في الوادي وتلك الحياه بكل ماتحتويه من .. بيئة .. ووجوه تتعارف ..و عادات .. وثقافة شعبية .. ومفردات .. وزراعة وسقي وغنم
وحياة بعد السفر .. اختلفت بكل شي .. كهرباء وجوالات وسيارات وبيوت اسمنت ... الى ان اصبحنا نطارد التقنية كل ماتعلمنا جهاز واتقناه .. طلع شي جديد
..
كنت وعدت الرجل الطيب أبوفيصل ان أكتب موضوع عن الصين .. وكسلت ومرت الايام
ومما لا يزال بالذاكره ..
ان شنغهاي كانت تجتاحها امطار مهوله وعواصف .. وبعد توقف الامطار ننزل ونرى الشوارع مغسولة ولا اثر للامطار ..
ويجتاحك شعور ان تصرخ : أين الفساد ياكفار ؟؟
..
وشنغهاي هذه مدينة عملاقة يتلوى داخلها نهر يانغستي العملاق ويقطنها اكثر من ثلاثين مليون نسمة بها مطارين دوليين .. 4600 ناطحة سحاب اي اكثر من نيويورك ..
وشبكة انفاق تحت المدينه اكبر من شبكة انفاق ايطاليا بكبرها ...
ويتفاخر اهالي شنغعاي ان ماوتسي ( رجل الصين العظيم ) قال عن مدينتهم : من لم ير هذه المدينه فقد فاته الكثير
ويبدو لي ان هذه العبارة تشبه عبارة الايطاليين عن البندقية : ما رآها مات بلا ندم
وماو تسي هذا يعتبر هو الأب المؤسس"
لجمهورية الصين الشعبية وزعيم الحزب الشيوعي
والذي قاد أول ثورة فلاحية ناجحة في العالم الثالث التي حررت الصين في 1949
رغم إن الصينيين يختلفون حوله
ويعتبره كثير منهم المسئول عن المجاعة الكبرى باواخر الخمسينات الميلادية من القرن الماضي
والتي راح ضحيتها حسب احصائيات المنظمات العالميه اكثر من 45مليون صيني
وقد توفي ماو تسي عام 1976
وبدات بموته ثورة ثقافية وإنفتاح على الرأسمالية الى ان اصبحت الصين أكبر اقتصاد في العالم
..
.. انهم الصينيون الذين أذهلوا العالم في أكثر من مناسبة وشنغهاي احد عناوين هذا الذهول
وإنها شنغهاي التي تغتسل بالمطر صبح مساء
مدينة الشاي .. وطقوسه ( يوجد بالصين اكثر من 8000 نوع من الشاي)
[/
احدى الطرقات بشنغهاي ..
...
يتبع