عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2011, 12:50 AM   رقم المشاركة : 899
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية ابوحاتم
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوحاتم is on a distinguished road


 


الحلقة التاسعة



في هذه الحلقة سأتحدث إليكم عن عادات الزواج بمكة المكرمة في تلك الفترة في الفترة ما قبل 1400 هـ لم يكن هناك قصور افراح وكانت تقام الأفراح في المنازل للنساء والرجال في الشوارع المحيطة بالمنزل وفي مكة نظرا لطبيعتها الجبلية كانت الأفراح تقام على أسطح المنازل حيث يعمل ساتر على جدران السطح يغطى برواق الخيام ويلبس من الداخل بقطع من المفروشات التي عليها صور لجلسات نسائية توحي بأنها من عصور قديمة للجواري وهن يرقصن إمام أسيادهن وصور لحيوانات وطيور جميلة ، وذلك لحجب النساء عن البيوت التي أعلى منها ويتم عمل ما يسمى بالبررة في أي ارض فارغة وتعمل لها جلسات من الخشب على شكل مستطيل ناقص ضلع ويعمل لها إنارة ولكن الجميل في كل ذلك إن جميع الجيران يشاركون في الإعداد للأفراح والمساهمة في إعداد المكان وتنظيف الأرض التي سيقام بها الزواج وإذا لم يوجد ارض خالية يتم اخذ احد منازل الجيران للرجال ومن النادر إن يقام زواج في مكة دون أن يكون هناك طرب وسهرة صباحي على حد قولهم وكانت هناك فرق شعبية لإحياء حفلات الزفاف ، وهناك ما يسمى بالرفد يقدمه الأقارب والجيران والأصدقاء لأهل العريس وكان المتعارف عليه تقديم كيس من الرز والسكر مع تنكه سمن أو يقدم طلي حسب المقدرة أو قوة العلاقة بأصحاب الزواج ، وفي ثاني يوم الزواج يعمل أصحاب الزواج غدا يكون رز بخاري وسمبوسة وطرمبة وسلطة خضراء ويرسل لكل من قدم رفد من الجيران صحن سرويس من الغداء مع تبعه من السمبوسة والطرمبة والسلطة وهذا من الأمور المتعارف عليها في ذلك الوقت كما انه يقدم طعام الإفطار صباح اليوم التالي للزواج ويسمى يوم الصبحة مكون من الزلابية وقطعة جبنة بيضاء وشيرة يقدم لأهل العريس والعروس ولمجموعة شباب الحارة اللذين كانوا يقومون بالخدمة ليلة الزواج وكانت هناك بعض المراسم التي اعتاد البعض أن يقوموبها مثل أن العريس في اليوم الثاني لزواجه يلبس البشت ويجلس على كرسي وأمامه طرابيزة وعليها قارورة عطر وبعد أن يتناول الشخص طعام الغداء يبارك للعريس والعريس يعطره بعطر الليمون وهذه العادة كانت عند من نسميهم بالحضر واذكر أن محمد بن قشاط رحمه الله جلسه محمد بن قباء هذه الجلسة رغم معارضته الشديدة على ذلك وكان من المألوف في الغذاء انه كلما تجمع مجموعة من العشرة فاكثر يقدم لهم الطعام فورا ويأتي غيرهم وشباب الحارة هم من يقومون بالخدمة ، ومن المتعارف عليه ا ن أهل العروس يقيمون حفل زواج خاص بهم ويحضرالعريس وأقاربه وبعض أصدقائه في موكب ومعهم اتاريك ومباخر ومعاشر بهاعلب الحلوى يحملها الشباب ومعهم الجسيس إلى بيت العروس ويتناولون القهوة وتوزع الحلوى ثم يدخل العريس للنصة عند أهل العروس ويعود أقاربه وأصدقائه لإكمال سهرتهم في حفل العريس وينتظرون عودته بعروسه لإكمال العرس حتى الصباح وإذا عمل فرح واحد تكون التكاليف مناصفة بين أهل العريس وأهل العروس وكانت نادرا ماتحدث لما كان يعقبها من مشاكل خاصة بين النساء ، وقد كانت هناك عادات وطقوس منها مايقوم به العريس من دفع مبلغ من المال للمرأة التي تزين العروس قبل دخوله للنصة وكان النساء من أهل العريس يحيطون به عند دخوله للنصة لحمايته من النساء والبنات من المضايقات التي من الممكن أن تحدث له وبعد النصة يخرج العريس وهويسير للخلف وينثر بعض النقود المعدنية وأحيانا الفضية حتى يغادر القاعة التي تقام بها النصة .
مما سبق يتضح أن هناك عادات جيدة مثل التكاتف بين ابناء الحي ومايقدمه شباب الحي من خدمات كبيرة في الإعداد للعرس والرفد الذي يقدم من الأقارب والجيران والأصدقاء والذي تلاشى الآن إلى حد كبير وهناك بعض العادات السيئة التي كانت تمارس مثل وجود اكثر من وجبة رسمية بالفرح السهر حتى الصباح والذي لازلنا نعاني منه حتى الآن النصة وما يصاحبها من اختلاط والذي لازال البعض يطبقه حتى الآن التكاليف الباهضة للأعراس والمستمرة حتى الآن . والى اللقاء في حلقة قادمة .