ذكرت في نهاية الحلقة السابقة إنني طلبت النقل إلى مدرسة أخرى وتم ذلك حيث نقلت إلى مدرسة عبد الله بن رواحة بمدائن الفهد وكانت مدرسة محدثة ومديرها صالح الغروي سلمني جدول تربية إسلامية للصف السادس والخامس حيث يوجد معلم رياضيات مصري يدعى محمد عادل وعين بالمدرسة ستة معلمين خريجي معهد المعلمين بجدة والمدرسة كانت بمبنى مستأجر تعود ملكيته لحمدان البلوى عبارة عن أربعة شقق متجاورة ومجلس كبير حوالي 8× 15 تم عملها غرفة إدارة وغرفة معلمين والمبنى كان يسكن به حمدان البلوى والشقق لحريمه حيث كان له ثلاث حريم خرج منها واشترى عمارة بجوارها جديدة سكن بها ونصب مخيم أمام المدرسة يستقبل به ليليا ضيوفه من البادية وكان كريم كل ليلة تقريبا عشاء ونالنا من الحب جانب حيث كان يدعونا كثيرا حيث أولاده يدرسون بالمدرسة وكانت المدرسة ليس بعدها من جهة الجنوب أي مباني أي منها والخلاء وأمامها شجرة كبيرة جدا كل من لديه سيارة يوقف سيارته تحتها بعد مرور حوالي ثلاث أشهر اشترى عدد من المعلمين ومنهم الوكيل سيارات جديدة حيث كانت موضة سيارات 180 بي هي السائدة في تلك السنة وفي الخمس الدقائق بين الحصص يخرج المعلمون الستة والوكيل عند السيارات ويشغلون المسجلات التي بالسيارات وكانت أغنية لمحمد عبده نزلت بالأسواق تلك الأيام أستريو وتبدأ الحصة ويمر مايقارب عشر دقائق وهم عند سياراتهم حتى يخرج المدير ويدخلهم ذلك أدى إلى أن يتخذ المدير قرارا بمنع خروج المعلمين من المدرسة ألا بتصريح خروج من المدرسة بتوقيع المدير والبوابة مغلقة بالسلسلة والقفل الكبير مثل بوابة السجن واحد الفراشين عند الباب ما يتحرك من بداية الدوام إلى نهايته لدخول الزوار من خارج المدرسة تضجر المعلمون من ذلك ومما زاد من حنقهم أن المدير استثنى من هذا القرار ثلاثة من المعلمين وهم محسوبكم ومعلم سعودي أخر يدعى عبدالله احمد الغامدي والمصري محمد عادل اشتكى المعلمون رسميا لموجه القسم وكان الموجه هو عبدالوهاب الصاعدي وهو معروف بشدته فجمع المعلمين ومدير المدرسة وقال ليس من حق مدير المدرسة أن يمنع المعلمين من الخروج من المدرسة فهم ليسو طلاب والمدرسة ليست سجن ولكن ليس من حق المعلم أن يتأخر عن دخول الحصة دقيقة واحدة ومن حق المدير أن يتخذ كافة الإجراءات التي تضمن ذلك فماذا تقترحون لضمان ذلك كل طرح فكرة من لفت نظر شفهي إلى لفت نظر مكتوب إلى إنذار وطرح احدهم فكرة أن من يتأخر يتم لفت نظره للمرة الأولى والثانية حسم يوم وافقوا على مضض وبعد شهر طلب ثلاثة من المعلمين الجدد النقل من المدرسة لحسم أكثر من سبعة أيام من رواتبهم وطبعا من غير المعقول أن يتم النقل خلال العام واتفق الجميع بعد ذلك أن قفل الباب هو الحل الأمثل واستمر اغلاق الباب إلى نهاية العام الدراسي وكنا في كل أسبوع نشاهد المشادات بين احد المعلمين مع الحارس أو مع مدير المدرسة من اجل الخروج من الباب أنا فاضي ما عندي حصة انا ابغى اجيب غرض من السيارة واللي مايشتري يتفرج نهاية العام نقل الستة المعلمين من المدرسة الى مدارس او مناطق اخرى ولكن بصراحة كان صالح العروي ديكتاتور او بمعنى آخر( يعلي بها ممرسة ) احيانا بغير وجه حق ، عموما انا استفدت كثير من الخبرة الإدارية خاصة في كيفية التعامل مع المعلمين المستجدين اوالمشاكسين وكيف يمكن الإستفادة القصوى منهم دون مجابهة الرئيس للمرؤس التي لن تجدي نفعا معهم ، ولكن للأمانة كانت ادارة التعليم تنصر المديرين كثيرا على المعلمين وكانت التقارير التي كانت تسمى التقارير السرية تنفذ طلبات المديرين بنقل المعلم من مدرسته دون نقاش بحق اوبغير حق وكان ذلك تعسف في رأيي لبعض الحالات ، ولكنها محنة وانتهت ففي الوقت الحاضر وحتى قبل ان انضم الى ركب المتقاعدين من الصعوبة نقل معلم من المدرسة حتى لوكان سيئ بل كانت الأسطوانة السائدة واعتقد انها لازالت سائدة هي عليك ان تصلح المعلم بالطرق التربوية وياليل ما اطولك .
عذرا طولت عليكم ، الحلقة القادمة بمشيئة الله عن اول سنة اكلف بالوكالة فيها