عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2011, 10:50 PM   رقم المشاركة : 742

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحاتم مشاهدة المشاركة
قال سعيد انا باكلم عم علي وهذا الإصطلاح الذي كنا ننادي الوالد به حتى في حضوره وكان يبتسم كثيرا عندما نفعل ذلك المهم الوالد راح للعمدة وقال العمدة عبدالله جاني هنا ومعاه ورقة فيها كذا وكذا ليش انت زعلان عليه ولا ايش الهرجة قال لاانا تابعيتي من الباحة ويبغالها تجديد وجوازات الباحة يومها بسنة وهو تخرج مدرس ويبغى يتعين قال ولايهمك خليه يجيني بكرة ويبشر





ما شاء الله تبارك الله لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ( عيني عليكم بارده ) أفراد أسرة متفاهمين ! الأبناء يُدخِلون السّرور على أبيهم بتعاملهم معه ورفع الكُلفة والحرج ؛ يداعبونه ويستجلبون ابتسامته حتّى وإن قالوا له يا عمّ علي وهو لا يرى في ذلك مِن بأس أو أن قدره قد قلّ أو أصبح إحترامه أقلّ مِمّا يجب ! وهذا يدُلّ على تواضع الآبّ وفِكره النّظيف ومُخاواته لأبنائه ( إذا كبر إبنك فخاويه ) وما كان يقوله سعيد رحمه الله ( وأستشفّ مِن هذا بأنّه صاحب المقولة أوّلاً ) وأنّ البقيّة حذت حذوه فأصبح الأب وأبناؤه كالإخوة في تعاملهم مع بعض وقُربهم مِن بعض وحُبِّهم في بعض ! وتفاهم الجميع وعدم نفورهم ، وتبادل النّكات والإبتسامات وإدخال السّرور على والدهم أمْرٌ وارد دونما تحفّظ ! وهذا ما يجب أن يكون عليه الآباء والأبناء فلا عداوة ولا تزمّت ولا استقلاليّة برأي أو فرض هيمنة أو إستعلاء ؛ وبدونها تعيش الأسر في سلام ويستقيم أمرها وأفرادها ( وهو نادر بين الأسر ) فالنّجاح يعني التّفاهم والبناء عليه .
كذلك لفت نظري أنّ الآباء ( ومِنهم والدك أمدّ الله في عُمُره ، وأحسن خاتمته ) لا يمكن أن يُبدّلوا الحقيقة أو يُسوّفوا أو يكذبوا ، يقولونها بكُلّ صراحة ( قال لا أنا تابعيّتي مِن الباحة ويبغى لها تجديد وجوازات الباحة يومها بسنة وهوتخرّج مدرّس ويبغى يتعيّن ) وليس لديهم إلاّ الصِّدق ولا شيئ غيره .
وأورِد لك هذه القِصّة عِند تخرّجي مِن معهد المعلِّمين الإبتدائي عام 1385 هــ وكان مُدير التّعليم آنذاك الشّيخ علي معجل رحمه الله وكان بين والدي رحمه الله وبين الشّيخ ( سوء تفاهم ) وكان بالإمكان إستغلال الموقف والزّجّ بي في بني عدوان مثلاً وإزاء هذه الإحتمالات لم يخضع والدي وأقدم على أمْرٍ صعب فأخذ رأيي في عدم التّوظيف وابتعاثي إلى شارع قابل بجدّه في دورة تدريبيّة تجاريّة لدى خالي عبد الله اللّخمي أطال الله في عُمُره وكذلك خالي أحمد اللّخمي رحمه الله ، ومُدّة الدّورة عامين كاملين بعدها يتمّ تخرّجي وفتح محلّ مكسّرات أديره بنفسي في جدّه ! ولم أوافق بحجّة أنّني درست وتعبت وتخرّجت مدرّساً وزملائي سيعيّنون وأنا أترك الوظيفة هذا مؤشّر لفشلي فعدل والدي عن فكرته ! وشكى لبعض أصدقائه مِن تخوّفه لتعييني بعيداً عن البيت داخل المنطقة ( لأنّني مِن المجموعة اللتي ستُعيّن بالمنطقة ) فاجتهد بعضٌ مِن أصحاب الوالد الموجودون في إدارة التّعليم وكتبوا إسمي في التّوجيه ( سعد محمّد علي ) ولم يذكروا دوبح فانطلت على الشّيخ ووجّهت إلى مدرسة ( خفه وبني حِده ) أقرب مُدرّس في المنطقة لبيته ولا ينافسني إلاّ الزّميل الحبيب ( صالح العبائر ) حيث عُيِّن بمدرسة ( الحمدة ) ولا أعلم أيّهما أقرب .
بارك الله فيك يا أبا حاتم ولا تحرمنا مِن ذكرياتك واستمرّ فيها مع الحبيب محمّد عجير ( أبو عبد الله ) ومع أبي ياسر وفّقكم الله .
ملاحظة ـ أنا معي مغدى ولا عوّدت فلكم الكرامه وابشر يابو ياسر بطلبك أنت والمُحبّين ما عِندي إلاّ حلالكم وتصبحون على خير .