عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2011, 07:03 PM   رقم المشاركة : 652

 

( الحلقـــــــة السّادسة مِن الذِّكريــــات )
عِندما جاء موعد الإختبار النّهائي للصّفّ السّادس رافقنا مدير المدرسة حسين بن عبدان ( رحمه الله ) إلى معهد المعلّمين ببني ظبيان وذلك في عام 1381 ــ 1382 هــ وأذكر أنّ صالتنا في الإختبار عبارة عن فصل مِن فصول المعهد القديم ذي الدّور الواحد المبسّط ــ والّذي أصبح فيما بعد ( فُرن تميس ) بعد إنتقالنا إلى المبنى الجديد ونحن في الصّف الثّالث معهد وعلى أبواب التّخرّج لمهنة المتاعِب ــ أقول رافقنا مُديرنا رحمه الله مُرتدياً المشلح الأسود وأخذ معه ثوب مِن الفروخ ( ورق مسطّر ) لتوزيعها علينا والدّخول بها إلى صالة الإختبار لاستخدامها مسودّة لحلّ المسائل الحسابيّة إذ أنّ أوّل مادّة نختبر فيها هي مادّ الحساب وعبثاً حاول تسليمها لنا والدّخول بها فلم يُمكّنه الملاحظون مِن ذلك وأخبروه بأنّ دفتر الإختبار يُمكن أن يُستخدم مسودّة في الأخير وأنّ النِّظام لا يسمح بغير هذا فاقتنع أخيراً وأسلمنا للإختبار ! .
كُنّا ننتظر سماع النّتائج مِن الرّاديو ( المذياع ) وكيف يتأتّى لنا هذا والّذي يستعمله ربّ البيت ؟! وإذا كان ربّ البيت غائباً فمَن يحرص على ترقّب إعلان النّتائج ؟ لا أحد ! فوصلني الخبر مِن النّاس وحمدنا الله على النّجاح ، لكن تأخّر زميلينا سعد بن حسن بن صوهد ( رحمه الله ) وعبد الله بن غرامه ؛ لصغر سنّهما إذ لم يبلغا السّنّ المؤهّل للدّراسة في المعهد ( وكان السّنّ المطلوب خمس عشرة سنة + ثلاث سنوات في المعهد = ثماني عشرة سنه يحقّ بموجبها أن يُعطى تابعيّة ويُوظّف ) وهذا لم ينطبق عليهما وبيني وبينكم لم ينطبق هذا السّنّ على أكثرنا وأنا واحد مِنهم ولكن تدخّلت الواسطة فزيدت أعمارنا سنتين لنلحق بالرّكب !!! .
إنتقلنا إلى المعهد وبدأنا في الدِّراسة وبحكم صِغر سنّي وحجمي الضّئيل وُضِعت في فصل ( ج ) مِن أوّل سنة إلى آخر سنة ، ولم يكُن معي مِن زملائي في الإبتدائي أحد وكان حظّي سيّئا بهذا إذ زاملت طُلاّباً مُزعجين بعض الشّيئ مِن مدارس شتّى وأنا بطبعي هادئ وضعيف جسماً وروحاً ( نصف يتيم ) فلابدّ لي مِن مجاراة أولئك المزعجين والدّفاع عن النّفس رغم ضعفي كما قلت ــ ( الضّربة بالضّربة ، واللّكمة باللّكمة ، والمقلب بالمقلب ) !!! وهذا والله ليس مِن سلوكي ولا مِن تربيتي الهادئة لكّنها الظّروف إذ ليس مِمّا ليس مِنه بُدّ .
أحبابي في الحلقة القادمة أكمل لكم مشواري في المعهد وما جرى فيه إن كتب الله لنا وأمدّ في أعمارنا وأستودعكم الله الّذي لا تضيع ودائعه .