.
*****
( حائـيَّـة ابن النحَّـاس )
قال الزركلي في كتابه (الأعلام)
ابن النحاس (1052 ه - 1642 م) فتح الله بن عبد الله - الشهير بـ "ابن النحاس" شاعر رقيق مشهور من أهل حلب . قام برحلة طويلة فزار دمشق والقاهرة والحجاز . واستقر في المدينة ولبس زي الفقراء من الدراويش وتوفي بها . وكان أبي النفس فيه شئ من العجب . أشهر شعره حائيته المرقصة التي مطلعها : " بات ساجي الطرف والشوق يلح " والعينية التي مطلعها : " رأى اللوم من كل الجهات فراعه " ولشعره ديوان مطبوع .
مناسبة القصيدة : هي في مدح محمد بن فروخ ( ت 1048 هـ ) أمير حج الشام في زمانه , كان شجاعاً كريماً , ولد وتوفي في نابلس بفلسطين .
بات ساجي الطرف والشـوق يلـحُ =و الدجى إن يمض جنحٌ يأت  جنـحُ 
فكـأن الشـوق بــاب  للـدجـى = ما له غيـر هجـوم الصبـح فتـحُ 
يقـدحُ النجـم لعيـنـي  شــررا = ولزند الشوق في الأحشـاء  قـدحُ 
لا تسل عن حـالِ أربـابِ الهـوى = يا ابن ودي ما لهذا الحـال شـرحُ 
لست أشكو حرب جفنـي والكـرى = إن يكن بيني وبيـن الدمـع صلـحُ 
إنمـا حــال المحبـيـن البـكـا = أيُّ فـضـلٍ لسـحـابٍ لا يـسـحُ 
يــا نـدامـاي وأيــام الصـبـا = هل لها رجعٌ وهـل للعمـر  فسـحُ 
صحبتـك المـزنُ منـي  مـنـزلاً = كان لـي فيـخ خلاعـاتُ وشطـحُ 
حيـث لـي شغـلٌ بأجفـان الظِّبـا = ولقلبـي مرهـمٌ منهـا  وجــرحُ 
كل عيش ينقضـي مـا لـم  يكـن = مع مليحٍ مـا لـذاك العيـش ملـحُ 
وبـذات الطلـح لـي مـن عالـجٍ = وقفةٌ أذكرهـا مـا أخضـل طلـحُ 
حيث منا الركـب بالركـب  التقـى = وقضـى حاجتـهُ الشـوقُ  المُلِـحُ 
لا أذمُّ العـيـس للعـيـس يـــدٌ = فـي تلاقينـا وللأسـفـارِ نـجـحُ 
قربـت منـا فـمـاً نـحـو فــمٍ = فأعتنقنـا والتقـى كشـحٌ وكشـحُ 
وتـزودتُ شـذى مـن مـرشـف = بفمـي منـه إلـى ذا اليـوم نفـحُ 
وتعاهدنـا علـى كـأس  اللـمـى = أنني ما دمت حيـاً لسـتُ أصحـو 
يا ترى هل عند مـن قـد  ظعنـوا = إن عيشـي بعدهـم كـدٌّ وكــدحُ 
كنتُ فـي قـدحِ النـوى فانتدبـت = من مشيبي كربـةٌ أخـرى وقـرحُ 
كـم أداوي القلـب قلـت  حيلتـي = كلما داويـتُ جرحـاً سـال جـرحُ 
ولكـم أدعـو ومـا لـي سـامـعٌ = فكأنـي عنـدمـا أدعــو أبُــحُّ 
أشتكي بـرح الجـوى إذ لـم أرى = كابن فروخٍ فتى لـم يشـكُ  بـرحُ 
كـل مـن أسهـره مـن رعُـبـهِ = نومهُ اليوم بظـل السيـف  سـدحُ 
إبـنُ مـن كـان لـعـابُ سيـفـه = ما لـه إلا بأعلـى القـرنِ  مسـحُ 
ما مضى حتى لقـوا مـن  نصلـه = لهباً قبـل مسـاس الجلـد  يلحـو 
فـاذا قيـل ابـن فــروخ أتــى = سقطوا لـو أن ذاك القـولُ مـزحُ 
بطـلٌ لـو رام تمزيـق  الـدجـى = لأتاهُ مـن عمـود الصبـح رمـحُ 
كـم سـطـورٍ بالقـنـا يكتبـهـا = وسطـورٍ بلسـان السيـف يمحـو 
بـأبـي أفــدي أمـيـري إنــه = صادق الوعد جري الطعـنِ سمـحُ 
كل مـا قـد قيـل مـن ترجيحـه = في الوغى أو في الندى فهو الأصحُ 
يا عـروسَ الخيـل والسيـفُ لـه = في قراع الخيل والأبطـال  صـدحُ 
يـا رحـاةَ الحـرب والخيـل لهـا = في حياضِ الموت بالفرسان ضبـحُ 
حُطَّ سيفَ الجودِ في حظـي الـذي = هـو كالـدهـر يُمـنـي ويـشـحُ 
طالـعُ الإدبـار مـا لــي ولــه = إن يكن من كوكـب الإقبـال لمـحُ 
حسَّنـوا القـول وقالـوا غـربـةٌ = إنمـا الغربـة لـلأحـرار ذبــحُ 
فانتقـدنـي واتخـذنـي بـلـبـلاً = سجعهُ بيـن يـدي عليـاك  مـدحُ 
ناطـق عنـيَ بالفـضـل الــذي = إن يبارى فلـهُ فـي الفـوزِ قِـدحُ 
بـقـوافٍ كسقـيـطِ الـطــلِّ أو = أنهـا مـن وجنـات الغيـدِ رشـحُ 
خلقـت طـوع يـدي كيمـا تُـرى = لا كمـن يتبعهـا وهــي تـشـحُ 
*****