
لا يجوز هذا الفعل من ثلاثة أوجه :
الأول : أنه تنكيس للقرآن ، وقد نصّ العلماء على أنه لا يجوز تنكيس القرآن .
قال الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره : ومِن حُرمته ألاَّ يُتْلَى مَنْكُوسًا .
وقال أيضا : وأما ما رُوي عن ابن مسعود وإن عمر أنهما كَرِها أن يُقرأ القرآن منكوسا ،
وقالا : ذلك منكوس القلب .
فإنما عَنَيا بذلك مَن يَقرأ السورة منكوسة ،
ويبتديء من آخرها إلى أولها ؛ لأن ذلك حرام محظور .
وذَكَر النووي أن أبا دواد روى بإسناده الصحيح
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قيل له : إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا .
فقال : ذلك منكوس القلب . وأما قراءة السور من آخرها إلى أولها فممنوع منعا مُتأكدا ،
فإنه يُذْهِب بعض ضروب الإعجاز ، ويُزيل حِكْمَة ترتيب الآيات ،
وقد روى ابن أبي داود عن إبراهيم النخعي الإمام التابعي الجليل
والإمام مالك بن أنس أنهما كَرِها ذلك ، وأن مَالِكًا كان يَعِيبه ، ويقول : هذا عظيم .
الثاني : كونه تكلّفا ، وهذا أبعد ما يكون عن طريقة القرآن والسنة .
الثالث : ما يتضمنه من حذف لبعض أحرف الآية ،
وهذا يُخشى على فاعله من الكُفر .
فإن الآية المذكورة (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) ،
لا يتم ما قالوه فيها إلاّ بِحف حرف الواو في أول الآية .
لأن إبقاء حرف الواو يُفسد عليهم ما زعموه !
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
عضو لجنة الفتوى والإرشاد بالرياض

...........