(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية
من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم
في ذمة الله عاليها و ماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما
من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة
تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى و خلـّفها كالطود راسخة
و زان بالعدل و التقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها و هي قائمة
و الهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها
صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت
جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها و حاطتها بأجنحة
عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها
و من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كاد لها
و اجتـث دوحتها إلا مواليـها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت
لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر
و الروح قد بلغت منه تراقيـها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم
مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها