
قال الله تعالى

آل عمران
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في المسلمين
الذين شهدوا غزوة أُحُد ،
وذلك حين ابتُلوا بقتل سبعين مِن خِيارهم يوم أُحُد – رضي الله عنهم – بخلاف الجرحى ،
وأُصيب النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – في هذه العركة ؛
وما ذاك إلا لأنهم خالفوا أمرَ الله – تعالى –
وعصوا نبيّه – عليه الصلاة والسلام – فكانت المصيبة يوم أُحُد ،
ولمّا تعجبوا وقالوا :
" أنَّى هذا " وَمِنْ أَيْنَ أَصَابَنَا هَذَا الَّذِي أَصَابَنَا ,
وَنَحْنُ مُسْلِمُونَ , وَهُمْ مُشْرِكُونَ ,
وَفِينَا نَبِيّ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ,
يَأْتِيه الْوَحْي مِنْ السَّمَاء ,
وَعَدُوّنَا أَهْل كُفْر بِاَللَّهِ وَشِرْك ؟!
جاءهم الجواب من الرّب – سبحانه - :
((قل – لهم يا محمد – هو من عند أنفسكم)) ،
بسبب ذنوبكم ، ومخالفتكم أمر نبيكم ،
وترككم طاعته في هذا اليوم ،
لا من عند غيركم ، ولا من قِبَل أحد سواكم .
فيا رحماك يا رب !
إذا كان هذا البلاء نزل بالمسلمين يوم أُحُد بسبب مخالفتهم للنبيّ ،
والنبيّ – عليه الصلاة والسلام – بين أظهرهم ،
وهم في خير القرون ،
ويقاتلون في سبيل الله – تعالى - ، فكيف بنا اليوم نرجو نصراً على عدونا ،
وقد عصينا أمر ربنا ، وابتعدنا عن ديننا ، وقاتل بعضنا تحت رايات جاهلية !
ثم نقول بعد ذلك – كما قال الأولون - :
" أنَّى هذا " ؟! فكلُ ذلك – وربّ الكعبة – بذنوبنا ،
ومعاصينا ، وفرقتنا ، وتشرذمنا إلى شيع وأحزاب ،
كلُّ حزب بما لديهم فرحون ، وكلٌّ يدّعي وصلاً بالدين ، وبهدي سيد المرسلين !
اللهمَّ ردَّ المسلمين إلى دينك ردَّاً جميلاً ،
واجمع كلمتهم تحت راية التوحيد ،
وانصرهم على عدوّك وعدوّهم ، اللهمَّ آمين .
تحياتي
...........