الموضوع: قصيدة أعجبتني
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2010, 08:16 PM   رقم المشاركة : 23

 

عاظِيَاتُ الخِيام..
شعر/إبراهيم بن طالع الألمعي
( قيلت ضمن أمسية شعرية عللى ضفاف وادي (خُلَب)
بأحد المسارحة يوم 22-2 1431هـ) قرب مخيمات الإيواء)
.


حفظتُ ملامحَ أهليَ قبلَ الرحيلِ
وقبرَ أبي وبقايا العظامْ
وحنــــــاَّيَةً باسمِ أمِّيْ
ومِغْــزلَها
وجملةَ أشيائها
وأخفيْتُ عــــاظِيَةً علَّمَتْني الخِيامْ
أبَى قبرُ جدِّيَ عزفَ الرحيلِ
وبعضُ الصَّياصيْ ستحرسهُ ريثما يستفيقُ المنامْ
لِهَـــوْدِ جَنَى قريتيْ بين عرسِ الجبالِ وحزنِِ التغرّبِ
يا سحنةَ الأرضِ كلُّ الضفائر عطشى إليكْ ..
ألملمُ ماعُونَ جدّيْ وما ورَّثهْ
ولمْ أستطعْ حملَ تلك القصورِ بأرواحِها الوادعهْ
وقلت :
خذوني .. خذوني ..
وغُلُّوا
فإنَّ الهوى لا يَرَى مضجعَهْ
هبوا ليَ كهفاً
ومدُّوا على مهجتيْ منْ طروق الرِّعاءِ
ومنْ صولةِ الأهلِ والمرْتَعَى أشرعهْ
فسوفَ أعيدُ غناءَ الزّمانِ
وإنْ شئتمُو صُغتُ كلَّ الغناَ أسئلهْ !
فمنْ ذا الّذي يا تُرى غرَّبَكْ ؟
************
غيابٌ .. يبابٌ..
وتهمي على مقلتيكِ المواويلُ غبناً يُداهِمُ ما خَطَّهُ الأولونَ
لعلَّ حدودا ستُفْتَحُ بين العيونِ
لِنَسْتلَّ منها عهوداعلى أننا العاشقونَ ..]
وألاَّ حدودَ تردُّ هوانا
فهذا أنا والشَّتاتْ
ومنْ ذاَ الّذي يا تُرى شتَّتَكْ ؟
******
أَياَ مهجعيْ والصِّباَ
بِتُّ أهفُو إليك
كأنَّ سحابَ السراةِ
وسُمرةَ وجهي
ومأوى الرياحِِ
وموجََ السنابل
لا تقبلُ الطين - في السَّفْحِ - والأغنياتْ ..
تَحِنُّ المرايا إلى فتنةِ العُرْسِ حينَ اشْتهاءِ الدَّلالْ..
فكيفَ ستؤويْ عذارى الجبالِ ؟
وأين سيأويْ شذاَ الراعياتْ ؟
تُرى في حمى السَّفح من أنزلك؟؟
******
سَفَحْـناَ دموعَ قرانا
ولمْ يبقَ فينا منَ الدَّمعِ ما نسكبهْ !
فَمِنْ أينَ ليْ الآنَ عينٌ تُصعِّدُ وجهي لباب السماء ؟
ومنْ أينَ نبْكِيْ إذاَ سُلِبَتْ كلُّ عينٍ
ولمْ يبقَ للشِّعرِ مفصلُ روحٍ يُقدّسُ فينا الشِّفاهْ ؟
هبيْـناَ منَ الشِّعرِ ما يقتلُ الصمتَ فوقَ الفلاة
وتحتَ خُطى الطِّفلِ والرّيح في عارياتِ الخيامْ ..
لعلَّ بقايا من الشِّعرِِ تَجْريْ
وتُؤويْ قلوبَ المحبِّينَ ، هِلِّيْ كما ليلةُ القدرِ حين تضيءُ القلوبَ الأليمهْ..
ومَنْ يا يمامِ القرى قيَّدَكْ ؟
******
عَشِقْناَ الديارَ سَفوراِ كلون السَّماءِِ
شموخا كطَوْرِ السراةِ..
عذارى كما حالياتِ الشِّفاهِ..
صَبُوحاً كوجه الصَّحارَى..
ضَمَمْناكِ قبلَ ولادة هذا الزَّمانِ ..
ولمْ تَلْبَسيْ حُلَّةَ الزيف في عُرْسِنا
فاَخْلَعِيْ حُلَّةً قاسمتْناَ عليها نوايا اللِّئام!
أحبُّكِ لا شيءَ يُغْويكِ عنِّيْ
ولا نورُ وجهكِ يغفو عليه الظلام



وإماَّ وقفتُ أصلِّيْ فَلاَ تنْتَهِيْ بيْ صلاتيْ



بركنِ السلامِِ ..



تدومُ الصلاةُ على وجهكِ الحُرِّ فاتِحةً للإيابِ ..



وخاتمةً للمآبْ ..

وحتَّى تعودَ ذراكنَّ يا عاظِياَتِ الخِياَمْ ..

 

 

   

رد مع اقتباس