عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 02:02 AM   رقم المشاركة : 454
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


في الحلقة القادمة بإذن الله نتابع مإذا كان والدي رحمه الله قد نفّذ وصية الدكتور سعيد أم لا ؟ ولماذا ؟ وهل كان القدر يسعى لصالحي أم بعكس ماكنّا ننشده ؟

كيف تم إلتحاقي بكلية قوى الأمن الداخلي ؟

( الجزء الثاني )


كنت في الصف الثالث الإعدادي متفوقا في الرياضيات وهي بالمناسبة ثلاث مواد ( الجبر والحساب والهندسة ) وكان يدرسنا تلك المواد مدرس عراقي إسمه صلاح صادف أن كان في الباحة يوما من الأيام يراجع إدارة التعليم في أمر ما وعند عودته إلى مقر سكنه وعمله ( قرية عراء ) ركب مع والدي كأي راكب في سيارته ولما علم والدي بأنه مدرس في متوسطة النجاح سأله عني فأثنى علي خيرا ( فيما يخص المواد التي يُدرّسها هو بالطبع ) ونصح والدي بأن تكون الثانوية العامة وليس معهد إعداد المعلمين هي وجهتي بعد التخرّج ، بمعنى أن نصيحته وافقت ما جاءت به رسالة الدكتور سعيد التي
بعث بها إلى والدي من أقصى بلاد الغرب .



بعد أن صدح المذيع عبر موجات الأثير ( التي لم نكن نعرف معناها آنذاك ) بإسمي ضمن أسماء الناجحين من متوسطة النجاح ببني ظبيان لم يكن هناك على ما اعتقد من هو أسعد مني على الاطلاق ففي الخبر الذي كنا نستقبله عادة في الصيف ( موسم الصرام والدياس وشيل العلف وتقليب الديّسة ومقارعة الحمط الذي كان يتوغل في دهاليس الأنوف والآذان وأطراف الرموش وحتى في الدغادغ ) مهرب لي من الديرة إلى حيث أقرب معهد لاعداد المعلمين ( مدينة الطائف) التي كان ينتمي إلى معهدها آنذاك كل من تخرّج قبلنا بسنة دراسية واحدة ومن بينهم الأساتذة / عطية بن صالح آل عبادة وسعيد العنايا ومطر بن صالح وأحمد طويش وغيرهم ( رحم الله الميت منهم وأحسن خاتمة الحيّ ) إذ لم يكن لدي أدنى شك في أن والدي سيضرب بنصيحة الدكتور سعيد ونصيحة أستاذي العراقي عرض الحائط وسيأخذني إلي ذلك المعهد طمعا في مستقبل مضمون وعائد سريع بل واتباع لثقافة سائدة درج عليها الجميع إلا من كانت لديه نظرة أخرى للمستقبل البعيد وهم قلة لاتكاد تذكر في مجتمع مغلق كنا نعيش فيه .



بعد أن أدينا إمتحان الكفاءة وفي الفترة التي تسبق ظهور النتائج والتي لم تكن تقل عن شهر تقريبا كنا نستمع بشغف لسعيد العنايا رحمه الله والذي عاد من الطائف للتو وهو يحدثنا عن سكنى مدينة الطائف مع أن بعضنا قد مرّ بها أو زارها من قبل لكنّه عندما كان يتحدث (وكان بالمناسبة متحدثا جيدا ) ويذكر الخيول التي تجوب الشوارع في الصباح الباكر ويصف جمال بعض الأودية والأماكن ذات الأسماء الرنّانة ( الشفا ، الهدا ، الردّف ، شهار ، غدير البنات ، الوهط والوهيط ) بالإضافة إلي محاكاته لبعض مايبثه التلفاز من أغاني لأم كلثوم ، صباح ، وسميرة توفيق ، فضلا عن حديثه عن بعض الحفلات التي كان يحييها بين حين وآخر في المدينة مطربون كبار ( كنا نسمع عنهم ولم نرهم ) أمثال طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد ، كل ذلك كان يفتح لنا نوافذ من الخيال الخصب نستبطئ معه ظهور النتائج لنتمكن من اللحاق بالركب .


لكن ما الذي حدث ؟؟؟؟؟

حدث مالم يكن في الحسبان !!!

وزارة المعارف بعد أسبوع واحد فقط من إعلان نتائج الكفاءة المتوسطة في الراديو وقبل وصول إستمارات التخرج إلى المدارس تزف بشرى لأهالي المنطقة مفادها إفتتاح معهد لإعداد المعلمين في الباحة !!!


فهل هناك بالنسبة لي ماهو اتعس من هذا ؟!

 

 
























التوقيع