تغير الأحوال
إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي لا زلت اذكر لكم بعض ذكرياتي أثناء عملي بمدرسة بلال بن رباح الابتدائية بجدة حيث كنت أعمال قائم بأعمال كاتب رغم إنني كنت معلما والبون شاسع بين عمل المعلم ونظرة الناس في ذلك الوقت وعمل الكاتب ونظرة الناس له أيضا في ذلك الوقت وكل ذلك من اجل سواد عيون مواصلة دراستي الجامعية .
بدأتُ الدراسة بجامعة الملك عبد العزيز منتسبا بصحبة زميلي ورفيق دربي الأستاذ عبد الله العبادي رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان وكان يعمل بإدارة تعليم جدة وكان رحمه الله ذا عقلية جبارة وذكاء حاد والمعية نادرة وهذا أفادني كثيرا ليس فقط في مجال الدراسة بل أيضا في مجال العمل بل ساعدني من الجانب المادي حيث استطاع أن يحصل على موافقة على تكليفي بعمل إضافي مسائي بمستودعات إدارة التعليم وكانت مجاورة لمدرسة بلال ولم تكن المدة طويلة لكن استفدت في حينها وكنت في أمس الحاجة إلى الريال .
واستطعت بفضل الله ثم بمساعدة أخي الحبيب سعد بن حسن رحمه الله بإحضار زوجتي أم ياسر رحمها الله وابني ياسر وهو في عامه الأول من الديرة وسبق وإن حدثتكم عن طريقة إقناع والدي ووالدتي رحمهما الله والجهود التي بذلها أخي سعد والأسلوب الذي اتبعه لإقناعهما بالموافقة على اصطحاب زوجتي وابني إلى جدة وكان دون ذلك خرط القتاد ( حدثتكم عن ذلك عند الحديث عن قصة الأخوين على هذا الرابط غلموضح ادناه ولا أرى داعيا لتكرار ذلك ) .
http://sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=1698
إضافة إلى تكرم سيدي وأخي علي بن حسن باستضافتي وعائلتي الصغيرة بصدر رحب وأريحية منقطعة النظير بمنزله بالنزلة اليمانية وأنا اعلم أن ذلك لم يكن يسيرا عليه وليتصور أحدكم انه كان ساكن مع زوجته في راحة وفجأة يأتي أخوه بعائلته ويقيم معه في نفس المنزل ويشاركه حياته ...الوضع لم يكن سهلا لكن عند رجل مثل علي بن حسن حفظه الله أصبح سهلا بل وتعلق أبنائي وبناتي به مستقبلا أكبر من تعلقهم بي وأحبوه حبا لا يقل عن حبهم لي ولا زالوا كذلك إلى تاريخه حفظه الله وحفظهم ولهذا لا يلمني احد إن قلت سيدي وأخي فأنا مدين له بالفضل وأسأل الله أن يعينني على رد بعض أفضاله .
تحسنت أوضاعي المادية خاصة وإنني قدمت على مسابقة وظيفية على المرتبة الرابعة ونجحت وكان ترتيبي الأول ولله الحمد وكان مسماها كاتب حسابات وبذلك ودعت المهنة التي عشقتها وأخلصت لها ولا زلت أحبها واعشقها وافتخر بها وهي مهنة معلم حيث أصبحت كاتب حسابات ، وسارت الأمور سيرا حسنا خلال العام الأول من تواجدي بمدرسة بلال وبالدراسة الجامعية .
وفجأة تغيرت الأمور وانقلب فرحي إلى حزن وسعادتي إلى شقاء أتدرون يا أحبائي لماذا ؟ لقد مات سعد بن حسن فجأة ... نعم مات سعد بن حسن مات السند والدعم مات من كان يشجعني على الدراسة مات من ساعدني وشجعني وأعانني رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان إنا لله وإنا إليه راجعون .
أرجو المعذرة سأكمل في الحلقة القادمة إن كان في العمر بقية .