المشتاقون إلى الله تعالى
هم الذين يشتاقون للقاء الله تعالى ورؤيته في الجنة .
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ:تَلاَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ :
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)
قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ :
يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ الله مَوْعِدًا يُحِبُّ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ.
فَيَقُولُونَ وَمَا هُوَ أَلَمْ يُثَقِّلْ الله مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُخْرِجْنَا مِنَ النَّارِ.
قَالَ فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَالله مَا أَعْطَاهُمْ الله شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ.
أخرجه أحمد 4/332(19143) و\"مسلم\" 1/112(368).
عَن شَدُّادِ بن الْهَادِ؛
أَن رَجُلاَ مِنَ الأَعْرَابِ جَاءَ إِلى النبِي ، صلى الله عليه وسلم ،
فَامَنَ بِهِ وَآتبَعَهُ ، ُثم قَالَ : أُهَاجِرُ مَعَكَ ، فَأَوْصَى بِهِ النبِيُّ ،
صلى الله عليه وسلم ، بَعضَ أَصحَابِهِ ، فَلما كَانَت غَزوَة ، غَنَمِ النبِيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، سَبيًا ،
فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ ، فَاَعْطَى أَصحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ ،
وَكَانَ يَرعَى ظَهرَهُم ، فَلَمُّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيهِ ،
فَقَالَ : مَا هَذَا قَالُوا : قِسم قَسَمَهُ لَكَ اَلنبِي ، صلى الله عليه وسلم ،
فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بهِ إِلى اَلنبِي ، صلى الله عليه وسلم ،
فَقَالَ : مَا هَذَا قَالَ : قَسَمتُهُ لَكَ. قَالَ : مَا على هَذَا اتبَعْتُكَ ،
وَلَكِني اتبعْتُكَ على أن أُرمى إِلَى هَاهُنَا ،
وَأَشَارَ إِلَى حَلقِهِ ، بسَهم فَاَمُوتَ فَاَدخُلَ الْجَنةَ.
فَقَالَ : إِن تَصْدُقِ الله يَصْدُقْكَ ،
فَلَبِثُوا قَلِيلآ ، ثُم نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُؤ ، فَاُتَي بِهِ النبِي ، صلى الله عليه وسلم
يُحمَلُ قَد أَصَابَهُ سَهْئم حَيثُ أَشَار َ، فَقَالَ النبي , صلى الله عليه وسلم :
أَهُوَ هُوَ قَالُوا : نَعم. قَالَ :
صَدَقَ الله فَصَدَقَهُ ،
ثُم كَفنَهُ اَلنبِي ، صلى الله عليه وسلم ، فِي جُبًةِ اَلنبِي ،
صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ قدمَهُ فَصَلى عَلَيهِ ،
فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِن صَلاَتِهِ ؛ أللًهُم هَذَا عَبْدُكَ ،
خَرَجَ مُهَاجِرا فِي سَبيلِكَ ، فَقُتِلَ شَهِيداَ ،
أَنَا شَهِيد على ذَلِكَ.
رواه النسائي برقم (1927)، وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم (1953).
اللَّهُمَّ يا منْ هُوَ فـي جَلالِهِ عَظِيْم وبعِبَادِهِ رحِيْم،
و بِمَنْ عَصَاهُ حَلِيْم،
ولِمَنْ رَجَاهُ كَرِيْم،
يا مَنِ امْتَدَّتْ إلَيْهِ أكُفُّ السَّائِليْنَ واخْتَلَطَتْ في دُعَائِهِ أصْوَاتُ المُلِحِّيْنَ،
وتَطَلَّعَتْ لِمَعْرُوفِهِ أبْصَارُ المُؤَمِّلِيْنَ،
يا منْ تَخْشَعُ لَهُ الأَصْوَات،
يا منْ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عنْ عِبَادِهِ ويَعْفُو عنِ السَّيِّئَات.
إلهَنَا لَيْسَ مَعَك إلَهٌ في الكوْنِ فَيُدْعَى،
وليْس لك شَرِيْكٌ فَيُرْجَى،
بِمَنْ نَسْتَغِيْثُ وأنْتَ الرَّحِيْمُ الغَافِرُ؟
وبِمَنْ نَسْتَنْصِرُ وأنْتَ القَوِيُّ النَّاصِرُ؟
وبِمَنْ نَسْتَجِيْرُ وأنْتَ القَوِيُّ القَادِرُ؟
يا منْ أمَرْتَنَا بِالإحْسَانِ إلى النَّاسِ أحْسِنْ إليْنَا بِالقَبُولِ مِنَّا،
يا مَنْ أمَرْتَنَا بِالعفوِ عَمَّنْ ظَلمَنَا،
ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ بِنُوْرِ وَجْهِك الكَرِيم الذِي أشْرَقَتْ لَهُ السَّمَواتُ والأرْضِ
وبِاسْمِك العَظِيْمِ أنْ تَقْبَلَنَا وتَرْضَى عَنَّا رِضًا لا سَخَطَ بَعْدَهُ أبَدًا.
د. بدر عبد الحميد هميسه
تحياتي
...........