![]() |
هذي ... عبدالرحمن العشماوي
هذي شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي http://www.shibreqah.net/authpic/222.jpg ألقاها في لقاء خادم الحرمين بوفود المهنئين في قصر السلام في جدة في اليوم الثاني من رمضان
هذي قلاع المجـد، عـز كيانهـا = وتجاذبـت وتماسكـت أركانهـا = تمشي النجوم على ذراها، كلمـا = جن المسـاء، فيزدهـي بنيانهـا = ويعانق القمر المضيء شموخهـا= فتكاد تهتـف باسمـه جدرانهـا = أما إذا انسكب الصباح على الذرى = منهـا وهـش لنـوره بستانهـا = وانساب ضوء الشمس في واحاتها = متخلـلا مـا ظلّلـت أغصانهـا = وسرى النسيم مداعبـاً أهدابهـا = واستيقظت من نومهـا أجفانهـا = فهناك يسعد كـل نفـس حسنهـا = وتسـر مقلـة ناظـر ألوانـهـا = هذي قلاع المجد جلجـل صمتهـا = نطقا، وأينع في السكـوت بيانهـا = فهي التي بالصمت أفصح ناطـق = مهما تعثر فـي الكـلام لسانهـا = وهي التي تبقى رمـوزاً، يرتقـي = في كل عصـر قدرهـا ومكانهـا = فيها تعانقـت المكـارم، والتقـى = إيمانهـا فـي ساحهـا وأمانهـا = هي مهبط الوحي المبين، بنـوره = اغتسلت، فزالـت بعـده أدرانهـا = لما تلا المختار (اقـرأ) أشرقـت = وتساقطت مـن حولـه أوثانهـا = وتطامنت شـم الجبـال تواضعـاً = وتشربـت ممـا تـلا آذانـهـا = فكأن حصبـاء البطـاح تحولـت = فيها لآلـئ، قـد غلـت أثمانهـا = يا خادم الحرميـن، هـذي قبلـةٌ = كبرى، ثقيـلٌ بالهـدى ميزانهـا = من حولها البلـد الأميـن وأمـةٌ = في كـل ناحيـةٍ، هَفـا وجدانهـا = فالشام، واليمن السعيد، ومصرُها = وعراقُهـا، ومحبهـا سودانـهـا = وخليجها العربـي فـي أعماقـه = شغـف تبـوح بمثلـه إيرانهـا = والمغرب العربـي يخفـق قلبـه = حبـاً، وكشميـر وباكستانـهـا = وعلى مـآذن تركيـا وقلاعهـا = من حبها صـور بـدا برهانهـا = وهناك من خلف البحـار تطلعـت = شيشانهـا حبـاً وتركستانـهـا = ومآثـر التاريـخ فـي بلقانهـا = تشدو بمـا تشـدو بـه أفغانهـا = أما فلسطيـن الحبيبـة فالمـدى = في ناظريها، والزمـان زمانهـا = فيها شقيق المسجدين ولـم تـزل = في سجنها، يلهو بهـا سجانهـا = يتطلـع الأقصـى إلينـا، كلمـا = هـز المشاعـر للصـلاة أذانهـا = يا خادم الحرمين، دولتنـا التـي = ورثت ينابيـع الهـدى أوطانهـا = إن قيل: تلك سفينة، فالبحر فـي = زهو بهـا، وشموخهـا ربانهـا = أو قيـل: ذلـك موكـب فأمامـه = طـرق النجـاة يحفهـا ريحانهـا = هي دولة قامت على الدين الـذي = لولاه، ما سبق الخيول حصانهـا = لمـا مشـى عبدالعزيـز مكبـراً = سلك الطريـق وراءه فرسانهـا = أستـار كعبتهـا دلائـل حشمـة = مهما تراقـص حولهـا مجانهـا = يا خادم الحرمين، أنـت تقودهـا = وإليك ألقـي سرجهـا وعنانهـا = أنت الذي أسكنـت قلبـك حبهـا = فاستوطنتـه وسـرَّك استيطانهـا = ما زلت تمنح مسجديهـا خدمـة = عظمى سرت بحديثهـا ركبانهـا = في وجه مكتها علامـات الرضـا = وبحب طيبتهـا يفيـض جنانهـا = شرف تضاءلت المفاخـر عنـده = لا فرسهـا بلغـت ولا رومانهـا = والله لـولا دينهـا مـا أسرجـت = قنديلهـا قحطـان أو عدنانـهـا = ظلت تدير رحى الحروب لنفسهـا = لا عبسها انتصـرت ولا ذبيانهـا = ذاقت قبائلهـا الشتـات، وحينهـا = بعث الرسـول تبـددت أحزانهـا = فجمالهـا إسلامهـا، وجلالـهـا = إيمانهـا، وبهاؤهـا إحسانـهـا = يا خادم الحرميـن هـذي دولـة = يسمو بها نحـو العـلا إيمانهـا = تلك الأمانة - لا عدمتك - عبئها = عبء يشير إلى الرجـال بنانهـا = أبت السمـاء وأرضنـا وجبالنـا = منها، ونـاء بحملهـا إنسانهـا = فلأنت تحملهـا، ونايـف أمننـا = وولي عهدك - قبله - سلطانهـا = فيكم لهـا أمـل يطمئـن قلبهـا = وكفيلهـا ووليـهـا رحمانـهـا = فهو الذي علـم السرائـر عنـده = مهما يطول على المدى كتمانهـا = أركـان دولتنـا يثبتهـا الهـدى = وبـه تعـز ويشـرق اطمئنانهـا = فهي المنيعة بالشريعـة، دارهـا = دار الهـدى، ويقينهـا عنوانهـا = والأمر بالمعروف خيمـة أمنهـا = ولسان خيـر الأنبيـاء لسانهـا = أبشـر بعزتهـا وطـول بقائهـا = إن ظـل يرفـع رأسهـا قرآنهـا = نشر بتاريخ 28-08-2009م |
الساعة الآن 05:18 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir