![]() |
ميمية ابن القيم عن مناسك الحج
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1226325652.gif
أما والذي حج المحبون بيته =ولبوا له عند المهل وأحرموا وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعا =لعزة من تعنوا الوجوه وتسلم يهلوان بالبيداء لبيك ربنا =لك الحمد والملك الذي أنت تعلم دعاهم فلبوه رضا ومحبة =فلما دعوه كان أقرب منهم تراهم على الأنضاء شعثا رؤوسهم =وغبرا وهم فيها أسر وأنعم وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة =ولم تثنهم لذاتهم والتنعم يسيرون في أقطارها وفجاجها =رجالا وركبانا ولله أسلموا |
رؤية البيت العتيق
ولما رأت أبصارهم بيته الذي =قلوب الورى شوقا إليه تضرم كأنهم لم ينصبوا قط قبله =لأنهم شقاهم قد ترحل عنهم فلله كم من عبرة مُهَراقة =وأخرى على آثارها لا تقدم إذا عاينته العين زال ظلامها =وزال عن القلب الكئيب التألم ولا عجبا من ذا فحين أضافه =إلى نفسه الرحمن فهو المعظم كساه من الإجلال أعظم حلة =عليها طراز بالمُلاحة مُعْلم |
الذهاب إلى عرفة
وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة =ومغفرة ممن يجود ويكرم فلله ذاك الموقف الأعظم الذي =كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم ويدن به الجبار جل جلاله =يباهي بهم أملاكه فهو أكرم يقول عبادي قد أتوني محبة =وإني بهم بر أجود وأرحم وأشهدكم أني غفرت ذنوبهم =وأعطيتهم ما أملوه وأُنعم فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي =به يغفر الله الذنوب ويرحم فكم من عتيق فيه كُمَّل عتقه =وآخرَ يُستسعى وربك أرحم |
ذلة الشيطان في ذلك اليوم
وما رُؤي الشيطان أحقر في الورى =وأدحر منه عندها فهو ألوم وذاك لأمر قد رآه فغاظه =فأقبل يحثُ الترب عنه ويلطم لما عاينت عيناه من رحمة أتت =ومغفرة من عند ذي العرش تُقسم بنى ما بنى حتى إذا ظن أنه =تمكن من بنيانه فهو محكم أتى الله بنيانا له من أساسه =فخر عليه ساقطا يتهدم وكم قدر ما يعلوا البناء وينتهي =إذا كان يبنيه وذو العرش يهدم |
الذهاب لمزدلفة
وراحوا إلى جَمْع فباتوا بمشعر =الحرام وصلوا الفجر تم تقدموا إلى الجمرة الكبرى يريدون رميها =لوقت صلاة العيد تم تيمموا منازلهم للنحر يبغون فضله =وإحياء نسك من أبيهم يعظم فلو كان يرضي الله نحر نفوسهم =لجادوا بها طوعا وللأمر سلموا كما بذلوا عند الجهاد نحورهم =لأعدائه حتى جرى منهم الدم ولكنهم دانوا بوضع رؤوسهم =وذلك ذلك للعبيد ومِيسم |
إلى طواف الإفاضة
ولما تقضّوا ذلك التفث الذي =عليهم وأوفوا نذرهم ثم تمموا دعاهم إلى البيت العتيق زيارة =فيا مرحبا بالزائرين وأكرم فلله ما أبهى زيارتهم له =وقد حصلت تلك الجوائز تقسم ولله أفضال هناك ونعمة =وبر وإحسان وجود ومرحم |
عودة إلى منى
وعادوا إلى تلك المنازل من منى =ونالوا مناهم عندها وتنعموا أقاموا بها يوما ويوما وثالثا =وإذن فيهم بالرحيل وأُعلموا وراحوا إلى رمي الجمار عشية =شعارهم التكبير والله معْهم ولو أبصرت عيناك موقفهم بها =وقد بسطوا تلك الأكفُ ليرحموا ينادونه يا ربِ يا ربِ إننا =عبيدك لا نرجوا سواك وتعلم وها نحن نرجو منك ما أنت أهله =فأنت الذي تعطي الجزيل وترحم |
|
أبيـات رائعة .. ووصف جميل شويل .. طرح مميز كعادتك جزاك الله خير دمت في حفظ الله |
إلى طواف الوداع ولما تقضّوا من منى كل حاجة *** وسالت بهم تلك البطاح تقدموا إلى الكعبة البيت الحرام عشية *** وطافوا بها سبعا وصلوا وسلموا ولما دنا التوديع منهم وأيقنوا *** بأن التداني حبله متصرم ولم يبق إلا وقفة لمودع *** فلله أجفان هناك تسجَّم فلم تر إلا باهتا متحيرا *** وآخر يبدي شجوه يترنم رحلت وأشواقي إليكم مقيمة *** ونار الأسى مني تشب وتضرم أودعكم والشوق يثني أعنتي *** إليكم وقلبي في حماكم مخيم هنالك لا تثريب يوما على امرئ *** إذا ما بدا منه الذي كان يكتم |
الساعة الآن 01:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir