![]() |
الدعاء رحمة...ورجاء
الدعـاء عبادة و رجاء ، وأعجز الناس من عجز عن الدعــاء . قال الله تعالى : ] ادعوا ربكم تضرعــــاً و خفية [ . و في آيــة أخرى : ] و ادعوه خوفـاً و طمعاً . و الدعاء افتقار و تبرؤ من الحول و القوة إلى حول الله و قوته ، و فيه استشعار بذلِّ العبودية إلى مقام عزة الله ، و فيه أنواع من الثناء على ذات الله عز و جل . قال تعـــالى : ] ادعوني أستجب لكم [و قال عليه الصـلاة و السـلام : (( ثلاثة لا تردُّ دعوتهم : الصائم حين يفطر ، و الإمام العادل ، و دعوة المظلـوم )) . و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ليس شيء أكرم على الله من الدعــاء )) والوصول إلى الله عز و جل يكون بالتوجه إليه و روى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنـه ، عن النبي صـلى الله عليه و سـلم قال : (( اطلبوا الخيرَ دهرَكم كلَّه ، و تعرَّضوا لنفحـات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، و سلوا الله أن يستر عوراتكم ، و أن يؤمِّن روعاتكم )) . و إن أوقات النفحات تكمن في الأزمنة و الساعات ليداوم المؤمــن على الدعاء و الرجاء ، كما في ليلة القدر ، و وقت السحر ، و ساعة الجمعة ، و عقب الصلوات … فمن أدام التعرض لها يصادفها بإذن الله . و في ( الصحيحين ) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ينـزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له )) . دعاؤنا .. لمَ لا يستجاب ؟ قيل لأحد الصالحين : ما بالنا ندعوا الله فلا يستجاب لنا ؟ ! . قال : لأنكم عرفتم الله و لم تؤدوا حقـه ، و قرأتم كتابة و لم تعمـــلوا به ، و ادعيتم حب رسول الله و تركتم سنته ، و علمتم أن الموت حق و لم تستعدوا له ، و أكلتم من رزق الله و لم تشـــكروه . و من شروط إجابة الدعاء : إعادة الحقوق إلى أصحابها ، و اجتناب الحرام … قال عليه الصلاة و السلام : (( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )) . رواه الطبراني . و من شروط الإجابة : الثقة المطلقة بالله عز و جل .. فإذا جمع مع الدعاء خشوع القلب ، و بدأ الداعي بحمد الله و الثناء عليه ، و الصلاة على محمد عبده و رسوله ، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة و الاستغفار ، و ألحَّ في المســألة ، و توسل إلى الله بأسمائه و صفاته ، فإن هذا الدعاء إما يجاب بعين ما طلب ، و إما يجاب بغيره ، و إما يعجَّل في الدنيا ، و إما يؤخر إلى الآخـرة ، ما لم يدعُ المؤمن بإثم أو قطيعة أو يستعجل فيقول : دعوتُ فلم يُستجب لي . و من شروط الدعاء على الأعداء : أن ندعو دونما تخلٍّ عن الجهاد .. أن ندعو و نحن في ساحة التضحية و الفـــداء . و من شروط الإجابة : أن تكون الخطوط موصولة بيننا و بين الله ، فإذا كان الخط مقطوعاً ، فإن النجــدة لن تأتي مهما حاولنا الاتصال . و أول ما يصل الخطوط بيننا و بين الله هو إخلاص النية ، و أن نتجرد عن كل شيء ما سوى الله . |
|
بسم الله الرحمن الرحيم جزاك الله خيراً على إثرائك الساحة الإسلامية بمثل هذه المواضيع التي نسال الله أن ينفع بها وان يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه |
أختي العزيزة صفاءالقلوب جزاك الله خير على الموضوع الرائع ونفع بك وجعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه |
الساعة الآن 12:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir