![]() |
المنقول ما بين التوهج والأفول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت مع صحبة مباركة ، للغيبة والنميمة تاركة ، وفي فعل الخير – بإذن الله – مشاركة تحدثنا عن الكثير ، العادي والمثير ، الصحيح والضرير لم نبق للخطابة فنا إلا طرقناه ، ولا للشعر مسلكا إلا سلكناه ، ولا للنثر نظما إلا حفظناه همهم متعة القارئ وراحة عينه ، سعيهم وراء الحرف من ألفه مرورا بغينه توقفوا لحظة عند شيء جدير ، وقالوا : بالطبع هو أمر خطير ، ولانقراض الفنون بدا نذير كنت معهم في حديثهم ، أفهم شيئا من نذيرهم ، ويخفى عليّ أشياء من سريرهم ! وقفت وقلت : مهلا يا قوم ، فقد اتسعت أحداقي وجافاني النوم ، أريد شرحا عن أمركم هذا اليوم قال أبلغهم ، وكان بالمنطق أفضلهم ، وللحرف أجملهم وأعذبهم ألا ترى كثرة الكتّاب ، فقد أتعبوا الحسّاب ، وأغلقوا على الذوق كل باب ؟ قلت : هذا من فضل ربي ، أأنت لهم حاسد ، أم على أفكارهم وأقلامهم حاقد ؟ قال : مشكلتك قليل فهم ، وتتعجل وكأنك ذو سقم ! سبحت الله وحمدته ، وطلبت من صاحبي الإفصاح ، حتى لا يأخذني بكثرة الصياح ، وينجلي ضوء الصباح ، دونما فائدة أو شيء قد لاح قال : أيها الجاهل المتجاهل ، انظر لما يكتب ويتناقل ، في المنتديات وفي معظم الوسائل لقد كٌثر النقل ، وتساقط كالوبل قلت أوضح وأبن ، فصاحبك بلا أذن ! قال : الكثير هنا ينقل مواضيع ، منها الجميل ومنها الوضيع ، حتى أرهقت الشيخ وشاب الرضيع قلت : في المنقول فائدة ، حتى وإن مرت عليه سنون بائدة قال : المنقول يصيب العقول بالخمول ، ولا يساعد الكاتب على الوصول ، لمكانٍ مأمول . صفقت يدا بيد ، نعم هنا منقول لا يُعد ، وتتوسع رقاعه بلا حدّ . نعم جميعنا ينقل ، وإن لم ينقل فالاقتباس دل ، ولكن من منّا يتلمس الفائدة ويرجوها؟ أحبتي هل توافقونني بأن كثرة المنقول ، تصيب العقل بالذبول ، والفكر بالخمول ، وجسد المداد بالنحول ؟ والأدهى لو لم ننسب الحرف لصاحبه ، عندها سيمتعض ويرفع حاجبه ، ويحطم من كان بجانبه ! ما رأيكم فيما مضى ، أشعرتم معه بالرضى ، أم أصابكم الصداع ، وقلتم ضاع القلم ضاع منقووووووول ولكن موضوع أعجبني فحبيت أن تشاهدوه |
الساعة الآن 09:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir