أرقام ضائعة

فتحت هاتفي
كنت أحمله بكلتا يدي
أرمقه بنظرات المودة والحب
أخشى علي من سقوطه
كي لا يصاب ويتعطل وتضيع معلوماته

لم يكن عزيزا علي لأنه جديد الصنع والإقتناء
بل لأنه يحمل أرقام هواتف كثيرة
لأناس سميتهم أصدقائي
ألقمتهم بعض أنفاسي
حجزت لهم في صدري مقاما مريحا

أتحرق لحزنهم
وأسر لفرحهم
سألت عنهم
تفقدتهم
ذكرتهم بخير
راسلتهم
تركت لهم وصية مع أحبتهم ومعارفهم
كنت كالمتسول وأنا أبحث عنهم
علني أهديهم بسمة من شفاهي
لم أكن أود غير ذلك

لكن عيناي اغرورقت بالدموع
وقد صدمها النكران والجفاء
والظلم والإيذاء
مرارة لم أنتظرها
لكنها صفعتني
حين علمت أنني وحدي
والعمر يجري بي
دون يد دافئة تحنو على قلبي الكسير
بعد أن مرغته النوائب في تربة الألم

فيا نفس ما باليد حيلة
ولا عليك من بأس إن ضاع منك كل الناس
واحتفظت بحبك لرب الناس