![]() |
[ أروع الخواطر من صيد الخاطر ]
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1244489495.gif http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1287758748.jpg يمثل هذا الكتاب عصارة ممتازة لفكر ابن الجوزي وتجربته في الحياة، فقد ألفه في مرحلة متأخرة من عمره، بعد أن كان قد خبر الحياة وجرّبها، وخبر العلم ومارسه طالباً وأستاذاً وواعظاً، ومارس التصنيف في فنونه المتنوعة، وخالط أصناف الناس عاليها وسافلها، وعرف كيف يتعامل مع هذا وذاك. إذاً، فالقارئ في هذا الكتاب مع سياحة فكرية عميقة. تنتظم جوانب الحياة جميعاً، وكأنما هي خرزات مختلفة الأشكال في عقد، صاغته يد صائغ ما هو مجرب ذواق، فخرج مبهجاً للنفوس والأبصار وقد استغرق الإمام ابن الجوزي في تأليف هذا الكتاب مدة طويلة تربو على العشرين عاماً. وذلك شأن كتب الخواطر، إذ أن الكاتب قام بتسجيل خواطره وآرائه في الأحداث اليومية التي عاصرها، شيئاً بعد شيء. سأورد بعضاً من تلك الخواطر هنا ولمن أراد قراءة الكتاب فمن هنا تحياتي ........... |
مِن قَارِب الْفِتْنَة بَعُدَت عَنْه الْسَّلامَة، وَمَن ادْعَى الْصَبْر وَكُل إِلَى نَفْسِه، وَرَب نَظْرَة لَم تَنَاظُر. وَأَحَق الْأَشْيَاء بِالضَّبْط وَالْقَهْر : الْلِّسَان، وَالْعَيْن؛ فَإِيَّاك أَن تَغْتَر بِعَزْمِك عَلَى تَرْك الْهَوَى مَع مُقَارَبَة الْفِتْنَة؛ فَإِن الْهَوَى مَكَايِد، وَكَم مِن شُجَاع فِي صَف الْحَرْب اغْتِيْل، فَأَتَاه مَا لَم يُحْتَسَب، مِمَّن يَأْنَف الْنَظَر إِلَيْه. |
مَا رَأَيْت أَعْظَم فِتْنَة مِن مُقَارَبَة الْفِتْنَة، وَقَل أَن يُقَارِبَهَا إِلَا مَن يَقَع فِيْهَا، وَمَن حَام حَوْل الْحِمَى يُوْشِك أَن يَقَع فِيْه. فَتُبْصِر وَلَا تَشُم كُل بـرَق *** رَب بَرِق فِيْه صَوَاعِق حَيـن وَاغْضُض الْطَّرْف تَسْتَرِح مِن غَرَام *** تَكْتَسِي فِيْه ثَوْب ذُل وَشْيـن فَبَلَاء الْفَتَى مُوَافَقَة الْنَّفـس *** وَبَدْء الْهَوَى طَمـوَح الْعِيـن |
فَكُل ظَالِم مُعَاقَب فِي الْعَاجِل عَلَى ظُلْمِه قَبْل الْآجِل، وَكَذَلِك كُل مِذْنَب ذَنْبَا، وَهُو مَعْنَى قَوْلِه - تَعَالَى - ( مَن يَعْمَل سُوْءا يُجْز بِه ) [ الْنِّسَاء 123]. وَرُبَّمَا رَأَى الْعَاصِي سَلَامَة بَدَنِه؛ فَظَن أَلَا عُقُوْبَة، وَغَفَلْتُه عَمَّا عُوْقِب بِه عُقُوْبَة. وَقَد قَال الْحُكَمَاء: الْمَعْصِيَة بَعْد الْمَعْصِيَة عِقَاب الْمَعْصِيَة، وَالْحَسَنَة بَعْد الْحَسَنَة ثَوَاب الْحَسَنَة. وَرُبَّمَا كَان الْعِقَاب الْعَاجِل مَعْنَوِيا ً، كَمَا قَال بَعْض أَحْبَار بَنِي إِسْرَائِيْل: يَا رَب! كَم أَعْصِيَك، وَلَا تُعَاقِبَنِي؟ فَقِيْل لَه: كَم أُعَاقِبُك، وَأَنْت لَا تَدْرِي؟ أَلَيْس قَد حُرْمَتَك حَلَاوَة مُنَاجَاتِي؟. |
رائع يا ابا فهد في اختيارك وانتقائك لما تطرح نفع الله بك وبما تكتب شكرا ودمت بخير |
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1244489495.gif اقتباس:
أبو أديب الأروع تواجدك الدائم دمت بخير ومن تُحب تحياتي ........... |
الْوَاجِب عَلَى الْعَاقِل أَن يَحْذَر مَغَبَّة الْمَعَاصِي؛ فَإِن نَارَهَا تَحْت الـرَمَاد، وَرُبَّمَا تَأْخـرَت الْعُقُوْبَة، وَرُبَّمَا جَاءَت مُسْتَعْجِلَة |
قَد تَبْغَت الْعُقُوْبَات، وَقَد يُؤَخِّرُهَا الْحُلُم، وَالْعَاقِل مَن إِذَا فَعَل خَطِيْئَة بِادَرَهَا بِالْتَّوْبَة؛ فَكَم مَغْرُور بِإِمْهَال الْعُصَاة لَم يُمْهِل. وَأَسْرَع الْمَعَاصِي عُقُوْبَة مَاخَلَا عَن لَذَّة تَنْسَي الْنُّهَى، فَتَكُوْن كَالْمُعَانَدّة، وَالْمُبَارَزَة، فَإِن كَانَت اعْتِرَاضَا عَلَى الْخَالِق، أَو مُنَازَعَة لَه فِي عَظَمَتِه، فَتِلْك الَّتِي لَا تَتَلافِى، خُصُوْصَا ً إِذَا وَقَعَت مِن عَارِف بِالْلَّه؛ فَإِنَّه يَنْدُر إِهْمَالِه. |
الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ولا يدري متى يستدعى .. وربما قال العالم المحض لنفسه .. أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً فيتساهل في الزلل بحجة الراحة ويؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ولا يتحاشى من غيبة أو سماعها ومن كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع .. وينسى أن الموت قد يبغت فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه. فإن بغته الموت رئي مستعداً وإن نال الأمل ازداد خيراً. عبد العزيز بن شويل http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1287722468.gif دمت بخير |
جزاكـ الله خيراً .. انتقااءٌ مفيد .. وطرحٌ متميز .. تقبل مروري
|
الساعة الآن 08:10 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir