![]() |
لا تتأسف على ما فـاتك
لا تتأسف على ما فاتك يقول الإمام ابن الجوزي-رحمه الله0 تأملت أحوال الفضلاء، فوجدتهم في الأغلب قد بُخِسُوا من حظوظ الدنيا، ورأيت الدنيا غالبًا في أيدي أهل النقائص. فنظرت في الفضلاء، فإذا هم يتأسَّفون على ما فاتهم مما ناله أولو النقص، وربما تقطَّع بعضهم أسفًا على ذلك 0 فخاطبت بعض المتأسفين فقلت له: ويحك! تدبر أمرك، فإنك غالطٌ من وجوه: أحدها: أنه إن كانت لك همة في طلب الدنيا فاجتهد في طلبها تربح التأسف على فَوْتها فإن قعودك متأسفًا على ما ناله غيرك، مع قصور اجتهادك غاية العجز 0 الثاني : أن الدنيا إنما تراد لتُعْبَر 0 لا لتُعْمَر 0 وهذا هو الذي يدلُّك عليه علمك ويبلغه فهمك. وما يناله أهل النقص من فضولها يؤذي أبدانهم وأديانهم فإذا عرفت ذلك ثم تأسفت على فقد ما فَقْدُه أصلح لك؛ 0 كان تأسفك عقوبة لتأسُّفك على ما تعلم المصلحة في بعده فاقنع بذلك عذابًا عاجلًا إن سلمت من العذاب الآجل. والثالث : أنك قد علمت بَخْسَ حظِّ الآدمي في الجملة من مطاعم الدنيا ولذاتها بالإضافة إلى الحيوان البهيم لأنه ينال ذلك أكثر مقدارًا مع أمنٍ 0 وأنت تناله مع خوف وقلة مقدارٍ 0 فإذا ضُوعِف حظُّك من ذلك؛ كان ذلك لاحقًا بالحيوان البهيم من جهة أنه يشغَلُه ذلك عن تحصيل الفضائل وتخفيف المُؤَن يحثُّ صاحبه على نيل المراتب. فإذا آثرت الفضول مع قلة الفضول عُدْت على ما علمت بالإِزراء 0 فَشِنْت علمك، ودللت على اختلاط رأيك. المرجع: صيد الخاطر للإمام: ابن الجوزي-رحمه الله00 |
لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا
العم ابوصالح جزاك الله عنا كل خير ولعلمى بحبك لشعر احببت ان اضع هذه الابيات المعبره والمتوافقه لما طرحت ولنا ولك الاجر \
لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا فَالمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِيْنَا وَيُفْنِيْهَا وَمَنْ يَكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا فَسَوْفَ يَوْمًا عَلَى رَغْمٍ يُخَلِّيْهَا لا تَشْبَعُ النَّفْسُ مِنْ دُنْيَا تُجَمِّعُهَا وَبُلَغَةٌ مِنْ قِوَامِ العِيْشِ تَكْفِيْهَا اعمل لِدَارِ البَقَا رِضْوَانُ خَازنُهَا الجَارُ أحْمِدُ والرَّحمنُ بَانِيْهَا أَرْضٌ لَهَا ذَهَبٌ والمِسْكُ طِيْنَتُهَا وَالزَّعْفَرانُ حَشِيْشٌ نَابِتٌ فِيْهَا أَنْهَارُهَا لَبَنٌ محْضَّ وَمِنْ عَسَلٍ والخَمْرُ يَجْرِي رَحَيْقًا في مَجَارِيْهَا وَالطَّيْرُ تَجْرِي عَلَى الأَغْصَانِ عَاكِفَةً تُسَبِّحُ اللهَ جَهْرًا في مَغَانِيْهَا مَنْ يَشْتَرِي قُبَّةً في العَدْنِ عَالِيةً في ظَلِّ طُوبى رَفِيْعَاتٍ مَبَانِيْهَا دَلالُهَا المُصْطَفَى واللهُ بَائِعُهَا وَجُبْرَئِيْل يُنَادِي في نَوَاحِيْهَا مَنْ يَشْتَرِيْ الدَّارِ في الفِرْدَوْسِ يَعْمُرَهَا بِرَكْعَةٍ في ظَلامِ اللَّيْلِ يُخْفِيْهَا أَو سَدِّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشِبْعَتِهِ في يَوْم مَسْغَبَةٍ عَمَّ الغَلا فِيْهَا النَّفْسُ تَطْمَعُ في الدَّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّ السَّلامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيْهَا وَاللهِ لَو قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا رُزِقَتْ مِنَ المَعِيْشَةِ إِلا كَانَ يَكْفِيْهَا وَاللهُ واللهِ أَيْمَانٌ مُكَرَّرَةٌ ثَلاثَةٌ عَنْ يَمِيْنٍ بَعْدَ ثَانِيْهَا لَوْ أَنْ في صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ في البَحْر رَاسِيَةٌ مِلْسٌ نَوَاحِيْهَا رِزْقًًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لانْفَلَقَتْ حَتَّى تُؤدِيْ إِلَيْهِ كُلُّ مَا فِيْهَا أَوْ كَانَ فَوْقَ طِباقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا لَسَهَّلَ اللهُ في المَرْقَى مَرَاقِيْهَا حَتَّى يَنَال الذِي في اللَّوحِ خُطَّ لَهُ فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلا سَوْفَ يَأْتِيْهَا أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيْرَاثِ نَجْمَعُهَا وَدَارُنا لِخَرَاِب البُومِ نَبْنِيْهَا لا دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ المَوتِ يَسْكُنُهَا إِلا التي كانَ قَبْلَ المَوْتِ يَبْنِيْهَا فَمَنْ بَنَاهَا بِخَيْر طَابَ مَسْكَنُهُ وَمَنْ بَنَاهَا بِشرِّ خَابَ بِانِيْهَا وَالنَّاسُ كَالحَبِّ والدُّنْيَا رَحَى نَصُبِتْ لِلْعَالمِيْنَ وَكفُّ المَوْتِ يُلْهِيْهَا فَلا الإِقَامَةُ تُنْجِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ وَلا الفِرَارُ مِنَ الأَحْدَاثِ يُنجِيْهَا ولِلنُّفُوسِ وَإَن كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ مِن المنية آمَالٌ تُقَوِّيْهَا وَكُلُّ نَفْسٍ لَهَا زَوْرٌ يُصَبِّحُهَّا مِنَ المَنِيَّةِ يَوْمًا أَوْ يُمَسِّيْهَا تِلْكَ المَنَازِلُ في الآفَاقِ خَاوِيَةٌ أَضْحَتْ خَرَابًا وَذَاقَ المَوْتَ بَانِيْهَا كَمْ مِن عَزيزٍ سَيَلْقَى بَعد عزته ذُلاً وضَاحِكَةٍ يَوْمًا سَيُبْكِيْهَا وَلِلْمَنَايَا تُرَبِّي كُلُّ مُرضِعَةٍ وَلِلْحِسَاب بَرَى الأَرْواحَ بارِيْهَا لا تَبْرَحَ النَّفْسُ تَنْعَى وهي سَالمةٌ حَتَّى يَقُومَ بِنَادِ القَومِ نَاعِيْهَا وَلَنْ تَزَالَ طِوَالَ الدَّهْرِ ظَاعِنَةً حَتَّى تُقِيْمَ بِوَادٍ غَيْرِ وَادِيْهَا أَيْنَ المُلوكُ الَّتِي عَنْ حَظِّهَا غَفَلَتْ حَتَّى سَقَاهَا بِكَأسِ المَوْتِ سَاقِيْهَا أَفْنَى القُرونَ وَأَفْنَى كُلَّ ذِي عُمُرٍ كَذَلِكَ المَوتُ يُفْنِي كُلَّ مَا فِيْهَا فَالمَوتُ أَحْدَقَ بِالدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا وَالنَّاسُ في غَفْلَةٍ عَنْ كُلَّ مَا فِيْهَا لَوْ أَنَّهَا عَقَلَتَ مَاذَا يُرَادُ بِهَا مَا طَابَ عَيْشٌ لَهَا يَوْمًا وَيُلْهِيْهَا تَجْني الثَمَارَ غَدًا في دَارِ مَكْرُمَةٍ لا مَنَّ فِيْهَا وَلا التَّكْدِيْرُ يَأْتِيْهَا فِيْهَا نَعِيْمٌ مُقِيْمٌ دَائِمًا أَبَدًا بِلا انْقِطَاعٍ وَلا مَن يُدَانِيْهَا الأُذْنُ وَالعَيْنُ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَرَهُ وَلَمْ يَدْر في قُلُوبِ الخَلْقِ مَا فِيْهَا فَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَاتٍ إِذَا حَصَلَتْ وَيَا لَهَا مِنْ نُفُوسِ سَوْفَ تَحْوِيْهَا وَهَذِهِ الدَّارُ لا تَغْرُرْكَ زَهْرَتُهَا فَعَنْ قَرِيْبٍ تَرَى مُعْجِبكَ ذَاوِيْهَا فَارْبَأ بنَفْسُكَ لا يَخْدَعكَ لامِعُهَا مِنَ الزَّخَارِفِ وَاحْذَرْ مِنْ دَوَاهِيْهَا خَدَّاعَةٌ لَمْ تَدُمْ يَوْمًا عَلَى أَحَدٍ وَلا اسْتَقَرَّتْ عَلَى حَالٍ لَيَالِيْهَا فَانْظُرْ وَفَكَّرْ فَكَمْ غَرَّتْ ذَوي طَيْشِ وَكَمْ أَصَابَتْ بِسَهْم المَوْتِ أَهْلِيْهَا اعْتَزَّ قَارُون في دُنْيَاهُ مِنْ سَفَهٍ وَكَانَ مِنْ خَمْرِهَا يَا قَوْمُ ذَاتِيْهَا يَبِيْتُ لَيْلَتَهُ سَهْرَانَ مُنْشَغِلاً في أَمْرِ أَمْوَالِهِ في الهَمِّ يَفْدِيْهَا وَفي النَّهَارِ لَقَدْ كَانَتْ مُصِيْبَتُهُ تَحُزُّ في قَلْبِه حَزًّا فَيُخْفِيْهَا فَمَا اسْتَقَامَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَلا قَبِلتْ مِنْهُ الودَادَ وَلَمْ تَرْحَمْ مُجِبِّيْهَا ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المَعْصُومِ سَيِّدِنَا أَزْكَى البَرِّيةِ دَانِيْهَا وَقَاصِيْهَا اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وتوفنا وانت راض عنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبن معصيتك ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا |
ما شاء الله عليك وجزاك الله خير موضوع مفيد جدا
|
باي لسان اخاطبك 0 اقول الابن او الاخ 0 فانا فخور بك من تكون واتمنى معرفتك لانهل مما تختزنه من معلومات وثقافه يشهد بها طرحك ومداخلاتك التي تثري كل طرح ويكفي انك من جوار الحبيب وارجو ان تكون اسم على مسمى بارك الله فيك 00 |
اقتباس:
وانت جزاك الله خير على مرورك ومداخلتك 00 |
أبو صالـح جزاك الله خيراً .. ونفع بـك دمت بخير |
ما قلت تاج على راسى اتحلا به
اقتباس:
ابنك / عبدا لله بن حسن بن سعيد العفاس وجوالى سوف ارسله على الخاص |
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1244489495.gif ان من يعلم بقصر عمر الدنيا وقله بضاعتها وسرعه تقلبها باهلها لا يأسف على شي منها. ولا ييأس على ماذهب منها فلا تحزن على مافات ولا تيأس فان لنا دارا اخرى اعظم وابقى واكبر واحسن من هذه الدار وهي الدار الاخره ( إن شاء الله ) أبو صالح جزاك الله خيراً ونفع بما تكتب ومتعك بالصحة والعافية تحياتي ........... |
|
. ***** جزاك الله خير الجزاء وكتب لك الأجر والثواب وغفر لك ولوالديك وادام لك الصحة والعافية وحسن العمل والختام ***** |
الساعة الآن 03:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir