ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأسرة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   بسمة في البداية (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=8386)

عبدالعزيز بن شويل 09-23-2009 04:57 PM

بسمة في البداية
 

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1244489495.gif


من حُسنِ الطالع وجميلِ المقابلةِ تبسُّم الزوجةِ لزوجِها والزوجُ لزوجتِه ،

إن هذه البسمة إعلانٌ مبدئيٌّ للوفاقِ والمصالحةِ :

(( وتبسُّمك في وجه أخيك صدقةٌ )) .

وكان صلى الله عليه وسلم ضحَّاكاً بسَّاماً .

وفي البدايةِ بالسلامِ : ( فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) ،

وردُّ التحيةِ من أحدِهما للآخرِ : ( وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) .

قال كُثيِّر :


حيَّتْك عزّةُ بالتسليمِ وانصرفتْ = فحيِّها مثل ما حيَّتْك يا جملُ
ليت التحية كانتْ لي فأشكرها = مكان يا جملاً حُيِّيت يا رجلُ


ومنها الدعاءُ عند دخول المنزلِ :

(( اللهمَّ إني أسألُك خَيْرَ الموْلجِ وخير المخرجِ ، باسم اللهِ ولجْنا ،

وباسمِ اللهِ خرجْنا ، وعلى اللهِ ربِّنا توكَّلنا
)) .

ومن أسبابِ سعادةِ البيتِ : لِينُ الخطابِ من الطرفين : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .

وكلامُها السحرُ الحلالُ لو أنه = لم يجنِ قتل المسلمِ المتحرِّزِ
إنْ طال لمْ يُمْلَلْ وإنْ هي أوجزتْ = ودَّ المحدَّثُ أنها لم تُوجزِ


يا ليت الرجل ويا ليت المرأة ،

كلٌّ منهما يسحبُ كلام الإساءةِ وجرْح المشاعرِ والاستفزازِ ،

يا ليت أنهما يذكرانِ الجانب الجميل المشرق في كلٍّ منهما ،

ويغضَّانِ الطرْف عن الجانبِ الضعيفِ البشريِّ في كليهما .

إن الرجل إذا عدَّد محاسن امرأتِه ، وتجافى عن النقصِ ، سعِد وارتاح ،

وفي الحديثِ : (( لا يفرُكُ مؤمنٌ مؤمنةً ، إن كره منها خلُقاً رضي منها آخر )) .

ومعنى لا يفرك : لا يبغضِ ولا يكره .

من ذا الذي ما ساء قطْ = ومنْ له الحسنى فقطْ

من الذي ما ما نبا سيفُ فضائلِه ولا كبا جوادُ محاسنِه :

( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً ) .

أكثرُ مشاكلِ البيوتِ من معاناةِ التوافهِ ومعايشةِ صغارِ المسائلِ ،

وقد عشتُ عشراتِ القضايا التي تنتهي بالفراقِ ،

سببُ إيقادِ جذوتها أمورٌ هينةٌ سهلة ، أحدُ الأسبابِ أن البيت لم يكن مرتّباً ،

والطعام لمِ يقدَّم في وقتِه ،

وسببُه عند آخرين أن المرأة تريدُ من زوجها أن لا يُكثر من استقبالِ الضيوفِ ،

وخذْ من هذه القائمة التي تُورثُ اليتُم والمآسي في البيوتِ .

إن علينا جميعاً أن نعترف بواقِعنا وحالِنا وضعفِنا ،

ولا نعيشُ الخيال والمثالياتِ ،

التي لا تحصلُ إلا لأولي العزمِ من أفرادِ العالمِ .

نحن بشرٌ نغضبُ ونحتدُّ ، ونضعفُ ونخطئُ ،

وما معنا إلا البحثُ عن الأمرِ النسبيِّ في الموافقة الزوجيةِ

حتى بعد هذه السنواتِ القصيرةِ بسلامِ .

إن أريحية أحمد بنِ حنبل وحُسْن صحبته تقدّم في هذه الكلمة ،

إذ يقول بعد وفاة زوجتهِ أمِّ عبدِالله :

لقد صاحبتُها أربعين سنةً ما اختلفتُ معها في كلمةٍ .

إن على الرجل أن يسكت إذا غضبتْ زوجتُه ،

وعليها أن تسكتُ هي إذا غضب ، حتى تهدأ الثائرةُ ،

وتبرد المشاعرُ ، وتسكن اضطراباتُ النفسِ .

قال ابنُ الجوزيِّ في « صيدِ الخاطرِ » :

« متى رأيت صاحبك قد غَضِبَ وأخذ يتكلَّمُ بما لا يصلحُ ،

فلا ينبغي أن تعقد على ما يقولُه خِنْصِرا ( أي لا تعتدَّ به ولا تلتفتْ إليه ) ،

ولا أن تؤاخذه به ، فإن حاله حالُ السكرانِ لا يدري ما يجري ،

بل اصبرْ ولو فترةً ، ولا تعوِّلْ عليها ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبعُ قد هاج ،

والعقلُ قد استتر ، ومتى أخذت في نفسِك عليه ، أو أجبته بمقتضى فعْله ،

كنت كعاقل واجه مجنوناً ، أو مفيقٍ عاتب مغمىً عليه ،

فالذنبُ لك، بل انظرْ إليه بعينِ الرحمةِ ، وتلمَّحْ تصريف القدر له ،

وتفرَّجْ في لعبِ الطبعِ به .

واعلم أنه إذا انتبه ندِم على ما جرى ، وعَرَفَ لك فضْل الصَّبْرِ ،

وأقلُّ الأقسامِ أن تُسْلِمه فيما يفعلُ في غضبِه إلى ما يستريحُ به .

وهذه الحالةُ ينبغي أن يتلمَّحها الولدُ عند غضب الوالدِ ، و

الزوجةُ عند غضبِ الزوج ، فتتركه يشفى بما يقولُ ، ولا تعوِّلْ على ذلك ،

فسيعودُ نادماً معتذراً ، ومتى قُوبل على حالته ومقالتِه صارتِ العداوةُ متمكِّنةً ،

وجازى في الإفاقةِ على ما فُعِل في حقِّه وقت السُّكْرِ .

وأكثرُ الناسِ على غيْرِ هذا الطريقِ ، متى رأوا غضبان قابلُوه بما يقولُ ويعملُ ،

وهذا على غيْرُ مقتضى الحكمةِ ، بل الحِكمةُ ما ذكرتُ ، وما يعقلُها إلا العالمون
» .



غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه




ملاحظة:
لم أعني بوضع الموضوع هنا المراة فقط

ولكن لا توجد ساحة خاصة بالأسرة !!!





تحياتي
...........

إبن القرية 01-12-2010 05:24 PM




عبد العزيز بن شويل

موضوع رائع .. ونصائح قيّمـة

جزاك الله خير .. على هذا الطرح الراقي

دمت بخير



الساعة الآن 06:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir