ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   أم غرم الله” تركل النصف مليون وتتمسك برفيق العمر (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=9084)

سعيد راشد 12-20-2009 02:05 AM

أم غرم الله” تركل النصف مليون وتتمسك برفيق العمر
 

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1261261671.jpg

الاثنين, 14 ديسمبر 2009

حمود صقيران - جدة , تصوير - محمد باعجاجة

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1261260645.jpg



" أم غرم الله " تركل النصف مليون وتتمسك برفيق العمر


أم غرم الله .. اسم جعلناه بداية السطر الأول لأنها في منظورنا تستحق السطر وفاتحة الكلام .. امرأة ليست ككل النساء تغلبت على سيف السنين الذي جرح قوتها ونال من جسدها النحيل وقاومت بساعدها الضعيف الطوفان القادم بلارحمة وتمسكت بزوجها القعيد - كنز أيامها - قبل أن يلتهمه فم الموت الجائع ... قصة غريبة في تفاصيلها أبطالها زوجة مسنة وزوج ستيني قعيد وبينهما حقيبة ملأى بالمجوهرات شاءت الأقدار أن تلقي بثلاثتهم صباح الأربعاء وسط مياه السيل العارم وكأنها تضع المرأة العجوز في اختبار صعب ما بين مجوهرات تتلألأ و ترتدي ثوب الدنيا وزوج قعيد عاجز بينه وبين الآخرة لحظات .
الحقيبة تحوي ذهبا يفوق النصف مليون ريال تقبض عليها أم غرم الله بيد فيما تمسك بالأخرى زوجا شاركها كل العمر وقاسمها غداء الحب وعشاء الذكريات.
ووقتما اندفع السيل بقوة طوفانه لم تفكر المرأة المسنة ولو للحظات في ذهب يزيّن الصدر والأعناق وتحفظه الخزائن والصناديق الحديدية بل فكرت فيما هو أغلى من الذهب. فكرت في رفيق المشوار الطويل ومدت ساعدها النحيل ليكون وحده طوق النجاة . قاومت وانتصرت وركلت بقدميها الحقيبة التي اعجزت يدها وضيقت من حزام حركتها وحالت بينها وبين الإمساك بزوجها العاجز . ركلت فاطمة الغامدي «أم غرم الله» الحقيبة دون اكتراث منها إلى أي مكان سيحملها الماء ؟ وتمكنت من النجاة بكنزها التي تحفظه القلوب لا الخزائن ويجمّل كل العمر لا الصدر وحده . . نجت أم غرم الله بزوجها القعيد وكتبت على جدار الحياة عنوانا عريضا للمرأة المنتصرة بإرادة الله واثبتت أن للحب قوة تستمر حتى اللحظات الأخيرة . وما أعظمها اللحظات والعجوزان يرتكنان على جدار السلامة وينظر كل منهما للآخر وكأنه يقدم الشكر بلا كلام والثناء بلا تعابير مسموعة .
هزمت فاطمة الغامدي السيل وسبحت الحقيبة الملأى بالذهب باحثة عن حجر يحتجزها أو مركبة تحول بينها وبين الجريان . ثلاثة كيلو مترات نحسب أن الحقيبة كانت تبكي غياب صاحبتها الأمينة وتلعن السيل الذي خطفها من أيدي الشرفاء . لا تتعجبوا فللحقائب الصماء قلوب تشعر وتبكي بل وتفكر كيف تعود ثانية الى أيادي الطيبين .
الحقيبة والطوفان
سبحت الحقيبة في مياه طوفان الأربعاء لتحتجزها مركبة متعطلة يحاول صاحبها تحريك عجلاتها فرارا من السيل .. ويبقى الغريب هو المكان الذي اختارته الحقيبة مقعدا لها فلقد استقرت في سيارة عون الغامدي رجل الامن الذي يعمل بشرطة مكة بشكل هادىء دون ان يسمع لها الرجل دبيبا وبعد ساعات قاوم فيها الرجل السيل وساعد غيره في انقاذ غرقى ومنكوبين تحرك بمركبته الى بيته . وعندها أنزل الرجل حاجياته ليتفاجأ بهذه الحقيبة الغريبة وقد انضمت الى محتويات سيارته فساقه الفضول ان يتعرف على مابها وعندها أذهلته الصدمة لهول ما رأى مجوهرات يتلألأ بريقها وتتراص بشكل يصعب على الرجل عدها وحصرها . ..عند هذا المشهد دعوني أتوقف أمام الأقدار الرحيمة التي رسمت مشاهد يعجز على العقل استيعابها . فالعجوز التي ضحت بمالها من أجل زوجها قيض الرحمن لها رجلا أمينا يحفظ لها المال ويصون وديعتها الغائبة .
الجميل أن الحقيبة التي حوت كل هذه المجوهرات الثمينة احتفظت على جانب منها بقسيمة إيداع بنكي تحمل اسم صاحبتها . ولأن رجل الأمن عون الغامدي كان له من اسمه واسم مهنته نصيب لا يرتضي غنيمة الحرام ولا يقبل الثراء مجهول المصدر تحرك مدفوعا بضميره الحي اليقظ الى البنك «مصدر القسيمة» ليسأل عن عنوان صاحبة الحقيبة وهاتفها ..عشرة أيام كاملة يحاول فيها عون الغامدي رجل الأمن النظيف مع مدير البنك لمعرفة عنوان السيدة فيما يرفض المدير مؤكدا أن أرقام هواتف العملاء وعناوينهم «سرية» لا يمكن إعطاؤها لأحد وبعد محاولات مضنية تمكن رجل الأمن من الوصول للهاتف والعنوان.
أجمل اللحظات
اتصل عون الغامدي بصاحبة الحقيبة وبنبرات صوت أمينة كأمانة يد صاحبها قدم لها البشرى فما كانت إلا أن هللت مكررة «الله أكبر» نعم الله أكبر من كل شيء من السيل وطوفانه هازم البشر . الله أكبر أحيا القلوب وحرك الضمائر وساق الحقيبة إلى أياد لم تمسك يوما بريال الحرام . هرولت السيدة إلى زوجها لتنقل له قصة الرجل الأمين الذي سيعيد لها الرزق الحلال .. وبقلوب تنبض نبضات الفرح وأقدام متعبة ترقص فرحا استقبل الزوجان في مسكنهما المستأجر رجل الأمن النظيف ليقدم لهما الحقيبة بكامل محتوياتها دون أن يمسسها السيل بأذى ..لحظتها أخرجت أم غرم الله شيكا نقديا بمبلغ كبير واستسمحت رجل الأمن أن يقبله فرفض واكتفى بمرضاة الله لتكون هي ثواب الأمانة وأجر الوديعة المستردة . هذه هي القصة بكامل أبطالها . زوجة مخلصة وزوج قعيد وحقيبة ضائعة ورجل أمين .. رباعية قليلا ما تلتقي وتجتمع ولكنها تلاقت وسط صرخات المنكوبين في سيل الأربعاء .. عظيمة أيتها المرأة الجداوية وانت تتمسكين بأغلى كنوز الحياة وجميلة أيتها الحقيبة ذات القلب التي تبكي وتعرف أين تستقر ومع من تستقر ؟ وكم أنت رائع يا رجل الأمن الشريف وانت تقدم مرضاة الله على غنيمة سلبها السيل «عنوة» وجاء بها اليك .
«المدينة» تسمع
حرصت «المدينة» أن تكون ضيفا على بيت أم غرم الله وترصد فرحتها وهي تستقبل وديعتها الغائبة وتسمع لصوت مشاعرها وهي تقول كنت خائفة على زوجي المريض قمت بحمله وصعدت به الى الدور العلوي و رأيت المياه تحمل «حقيبيي» ولقد حاولت استرجاعها لكن خوفي على حياة زوجي جعلني اصرف النظر عنها واتجاهلها . فما أرخصه المال أمام الزوج المخلص.. واذا كان صوت أم غرم الله جميلا وهي تحكي مشاعرها فما أجمله صوت عون الغامدي رجل الأمن النظيف وهو يستعيد لنا القصة قائلا كنت متشحا بلباس الاحرام يوم الثامن من ذي الحجة متجها الى المشاعر المقدسة لاداء مناسك الحج وعند وصول سيارتي الى منطقة قويزة بدأ هطول الامطار بغزارة وبعد اقل من ساعة على هطول الامطار وبعد توقفها خرجنا من سياراتنا لنستكشف الامر كانت جثث الغرقى تمر من امامنا وارتال السيارات تتقاذفها المياه واشياء كثيرة من الممتلكات كان احدها عبارة عن «شنطة» كانت كلما اقتربت من الواقفين يقومون بإبعادها عنهم حتى وصلت الي ومع قوة السيول دخلت الشنطة الى داخل سيارتي تركتها ولم آبه بأمرها وبعد توقف جريان السيول عند الساعة العاشرة مساء قمت بتشغيل سيارتي والعودة الى البيت وبعد نزولي تذكرت «الشنطة» قمت بانزالها معي خوفا على سيارتي من السرقة قمت مع عائلتي بفتح «الشنطة» وعندها كانت المفاجأة لنا جميعا اطقم ذهب ومجوهرات ورزم من الفلوس وقسائم بنكية واوراق ثبوتية .. ويتابع عون حديثه قائلا : اول ما خطر في ذهني وانا ارى هذه المجوهرات والفلوس كان صاحبها من هو ؟ وكيف اجده ؟ قمت بقراءة احدى اوراق الايداع الموجودة ومن خلالها عرفت اسم صاحبتها وعنوان البنك الذي تتعامل معه وعلى الفور قمت بالاتصال على البنك واعطوني الرقم اتصلت على صاحبة الشنطة التي كانت تسكن في احدى الشقق بعد نزوحها من منزلها.

إضافة

ســــــــــبحان الله العظيم ..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
له الملك ، وله الحمد ،
وهو على كل شيء قدير.


قصة تجسّد منتهى الإخلاص والوفاء من قبل الزوجة الصالحة،
وصورة النبل والاستقامة والأمانة التي رسمها عون الغامدي،
وتبعث على التسبيح والتهليل والإيمان بقدرة الله وعظمته،
وتؤكد أن المال الحلال محفوظ بعناية القادر على كل شيء.

وعلى فكرة:
أنا سمعت القصة متداولة مساء يوم الأربعاء 8/12/1430هـ ( يوم الكارثة) بين كثير من أهالي قرية "محضرة" وأهالي قريتنا "الطرفين" ، وكأني سمعت أن بطل الأمانة هو عون السلس من قرية محضرة ، ولا تؤاخذوني ربما كنتُ مخطئاً ، وقد يتأكد لنا من يعرف صورة الرجل - إذا كانت الصورة المعروضة هي صورة عون وأبنائه - أو يسأل الأخ نايف بن عوضه أو أبو توفيق عن ذلك ؛ بحكم علاقاتهما ببعض الرجال من قرية محضرة.

أحببت نقل القصة للعبرة والتأسي بهذا السلوك الإنساني والجوانب المشرقة في هذين النموذجين الخيرين .
( الخير في أمتي إلى يوم القيامة ) أو كما قال : صلى الله عليه وسلم.



علي ابوعلامه 12-20-2009 04:40 AM


المال الحلال لا يضيع
وكان لرجل الامن من اسمه نصيب
(لا يزال الخير في امتي حتى قيام الساعة)
والله الحافظ فقد حفظ المال والزوجة المخلصة والزوج القعيد
وفي ذلك عبرة لمن يعتبر

بورك فيك من زوجة ,, وبورك فيك رجل الامن

وبورك في ناقل الخبر وجل لك في ميزان حسناته

تحية وتقدير للجميع


الجنوبي 12-20-2009 12:39 PM

شكرا استاذ سعيد راشد
وكما قال ابوعلامه
المال الحلال لا يضيع
وكان لرجل الامن من اسمه نصيب
(لا يزال الخير في امتي حتى قيام الساعة)
والله الحافظ فقد حفظ المال والزوجة المخلصة والزوج القعيد
وفي ذلك عبرة لمن يعتبر
بورك فيك من زوجة ,, وبورك فيك رجل الامن
وبورك في ناقل الخبر وجل لك في ميزان حسناته
تحية وتقدير للجميع

سعيد راشد 12-20-2009 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي ابوعلامه (المشاركة 80772)

المال الحلال لا يضيع
وكان لرجل الامن من اسمه نصيب
(لا يزال الخير في امتي حتى قيام الساعة)
والله الحافظ فقد حفظ المال والزوجة المخلصة والزوج القعيد
وفي ذلك عبرة لمن يعتبر

بورك فيك من زوجة ,, وبورك فيك رجل الامن

وبورك في ناقل الخبر وجل لك في ميزان حسناته

تحية وتقدير للجميع


أشكرك أخي الكريم :
عـــلي أبوعلامــــة


على المرور العطر ، أطال الله لك العمر.
متمنياً لك الصحة والعافية ولفكرك وقلمك التألق المستمر.

لك التحية والسلام والتقدير والاحترام.

عبدالحميد بن حسن 12-22-2009 11:26 AM

قصة رائعة وجميلة وتدل على ان الخير في امة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة ... تلك الزوجة المثالية الوفية التي آثرت نجاة زوجها وسلامته رغم كبر سنه وكونه قعيدا عن حطام الدنيا ، فاكرمها الله ورد إليها مالها كاملا غير منقوص بعد أن ساق الحقيبة لتصل إلى يد رجل امن امين .
شكرا لك يا ابا محمد وأسأل الله أن يجزي تلك المرأة الصالحة خيرا ويختم لها بصالح الاعمال أنه سميع مجيب كما اسأله سبحانه أن يكثر من امثال عون ليكونوا عونا للمسلمين .

نايف بن عوضه 12-22-2009 07:08 PM



الله الله ما اروع ما نقلت يا ابو محمد 00 قصه رائعه ودرس ان ما عند الله ابقى وقد جمعت ام غرم الله الحسنين الوفاء وافضل الجزاء كان من الله والحلال يعود لاهله شرف لنا ام غرم الله وعون ادامك الله


الثريا 12-22-2009 07:43 PM

الله يكثر من امثالها
والله ان فيه حريم من هالنوع كثير والادله كثر لو الرجل المتزوج الثانيه مرض اوحسر ماحن عليه اللا الاولى هذا اذا باقى الرجل فاكرها انها زوجته وشريكة حياته اكرر وشريكة حياته مو كما يقول بعض الرجال القرد الذي عندي في البيت اوام خشه 0(ازرع تحصد)

سعيد راشد 12-24-2009 12:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجنوبي (المشاركة 80807)
شكرا استاذ سعيد راشد
وكما قال ابوعلامه
المال الحلال لا يضيع
وكان لرجل الامن من اسمه نصيب
(لا يزال الخير في امتي حتى قيام الساعة)
والله الحافظ فقد حفظ المال والزوجة المخلصة والزوج القعيد
وفي ذلك عبرة لمن يعتبر
بورك فيك من زوجة ,, وبورك فيك رجل الامن
وبورك في ناقل الخبر وجعل ذلك في ميزان حسناته
تحية وتقدير للجميع

أخي الكريم:
الجنوبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرورك أسعدني، وتعقبك أفرحني.
أشكرك على الدعاء الطيب يا طيب ، ولك بالمثل.

لك التحية والسلام ، والتقدير والاحترام.

محمد سعد دوبح 12-24-2009 04:11 PM

الاستاذ الفاضل سعيد راشد بسم الله ماشاء الله كل يوم لك موضوع مميز لاياتي الا من المميزين
امثالك اشكرك من اعماق قلبي وجعل الله كل اعمالك وتدويناتك في موازين حسناتك0
اما بشان المرأه فلقد ضربت اروع الأمثله في النبل والوفاء وذلك لطيب معدنها مؤمنة بالله
ومتأكده إن المال الحلال لايضيع وسخر الله لها ذلك الرجل الوفي الذي اعاد لها الحقيبه لأنه جبل
على كسب لقمته بالحلال 0 تقبل مروري ولك تحياتي 0

أنس العبادي 12-28-2009 07:00 PM

موقف نبيل ووفاء من أم غرم الله تجاه زوجها ،

وكذلك من رجل الأمن عون محمّد السلس الغامدي الذي يستحقّ الاحتفاء به ..

وفقهما الله في الدنيا والآخرة ..


والصورة بالفعل كما تفضّلت هي للمخلص الذي ردّ الأمانة إلى أهلها ..

http://www.ksasports.com//uploads/im...4e314c51a8.jpg

المصدر / الأخ القدير : محمّد عبدالله ركبان ..
مجالس محضرة ..


---------------------

أستاذنا العزيز / سعيد راشد ..

أشكرك جزيل الشكر على إبراز نماذج الخير والصلاح ،

وكتب الله لك الأجر والثواب ..


أتمنّى لك التوفيق والسداد ،

ودمت في حفظ الله ورعايته ..


الساعة الآن 10:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir