ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   عربطانيا (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=16463)

ابوميس 02-06-2012 11:15 AM

عربطانيا
 
جعفر عباس

البريطانيون أمة من المجانين، يتكلمون مع الكلاب والنباتات، وصارت حالتهم تحنن قلب «البابا»، والآن وقد دخل علينا الصيف ما قولكم في أن نردّ للبريطانيين الجميل، فنهجم على الجزر البريطانية في مساء يوم سبت، عندما تكون البيرة التي يشفطونها مثل الأوكسجين قد أتت مفعولها، ونحتل بلادهم، ونقول لهم ما قالوه لنا عندما احتلوا بلداننا: «أتينا لنشر الحضارة». طبعاً لم نعد نملك حضارة صالحة للنشر، وربما كانت حضارتنا موجودة ولكن فقط في الأرشيف، ولكن ما فات شيء.. بصراحة «حرام» أن انتهى القرن العشرون وأتى الـ 21، من دون أن يكون لنا فيهما إنجاز يرفع الرأس. ربما يقول البعض إنه يكفينا فخراً أن عضوية الجامعة العربية ارتفعت إلى 22 دولة، ولكن هذا ليس بالانجاز، فرغم أن «الجامعة» نجحت في استدراج جزر القمر إلى عضويتها، فإنها فشلت في توسيع قاعدة عضويتها بضم كل من كندا واستراليا وفرنسا وبريطانيا التي أصبحت أوطاناً بديلة لملايين العرب الذين ضاقت بهم بلدانهم، وكان بإمكان الجامعة العربية أن تدخل في مفاوضات مع الحكومة البريطانية للحصول على حد أدنى يكفل الحقوق العربية المشروعة في مناطق لندن التي تم تعريبها بالشيشة والشاورما، مثلاً بإخضاعها لإدارة ثنائية: عربية صيفاً، وبريطانية شتاءً. وبما أن الصيف في بريطانيا لا يزيد على 27 يوماً، فإن مثل ذلك الحل لا يُرضي تطلعات أمتنا الصابرة منذ معركة عين جالوت، وما من حلّ سوى إخضاع بريطانيا للاستعمار العربي، وتعريب كل شيء فيها، فتصبح محطة «ووترلو» محطة «دورة المياه». ومحلات ماركس آند سبنسر تصبح - مثلاً- محلات عجرم آند جعفر، ويصبح بإمكان أي عربي أن يدخل بريطانيا من دون «فيزا» ولكن بما أننا سنزعم أننا أصحاب حضارة فعلينا أن نرأف بالبريطانيين وألا نضم بلدهم إلى الجامعة العربية لأنها إذا دخلت هذه الجامعة فسيصبح حالها مثل «كان وأخواتها»، وتصبح بالتالي غير صالحة «للإقامة».
ولضمان عدم حدوث انتفاضة أو ثورة شعبية ضد الاستعمار العربي، علينا أن نفتح مئات المطاعم في المدن كافة حتى يدمن البريطانيون أكل الفول والمكبوس والمحشي والمنسف والكسكس والويكة والكوارع، ولو أدمن الخواجات مثل تلك الأكلات التي تحوي مواد مثبطة للهمة: لقمتان أو ثلاث ويأتي النعاس، وينوّم الشعب البريطاني، وتصبح مواسير عصير الشعير الذي يجعل الشارب لا يميز بين البعر والبعير، رهن أيدينا.. ولا حاجة بنا إلى تهريبها. وبالطبع فإن هناك من سيقول: ولكن هذا حرام! وإلى هؤلاء أقول، إن هذه المسائل «نسبية» خارج الوطن العربي، بعدين لماذا أساساً نتكالب على لندن وأخواتها إذا كنا نتحدث عن الحلال والحرام؟ سبق أن قلت لكم إن الشيء الوحيد الذي ثبتت حرمته في فقه السياحة العربي هو لحم الخنزير.



نشر بتاريخ 25-05-2011


الساعة الآن 05:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir