ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   بخيت بخيت الحظ (الاخيرة ) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=7428)

محمد عجير 06-03-2009 08:21 PM

بخيت بخيت الحظ (الاخيرة )
 
الحلقة السابعة و الأخيرة



بعد العودة إلى مكة طلب شقيق سميرة الذي يعمل في وزارة الخارجية من بخيت ملفه والحقه بإحدى قنصليات المملكة في الخارج للعمل فيها ومحاولة الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه .

حزم بخيت حقائبه وغادر البلاد وحيدا تاركا زوجته وأبناءه في مكة بغية التعرف على البلد الجديد الذي سيقطنه واستئجار مقر لإقامتهم ومن ثم تأثيثه والبحث عن الجامعة التي سيواصل دراسته فيها فضلا عن تقديم أوراقه اليها وذلك قبل العودة إلى المملكة لاصطحاب عائلته .


بعد وصول بخيت إلى مطار تلك الدولة استقبله أحد مسؤولي سفارة بلاده فيها وعرض عليه السكن معه طالما انه بدون عائلة إلا أن بخيتا اعتذر بلباقة عن ذلك كونه يفكر بطريقة أخرى لم تخطر ببال ذلك المسؤول .

بحث بخيت عن عائلة يقطن معها لستة أشهر لتعلم اللغة مشترطا ان تضم أطفالا فهم الافضل له لكي يتعلم منهم بأريحية دونما خجل من الاخطاء التي سيقع حتما فيها أثناء الحديث ( إنت بطنك يوجعني ) ( انا فيه روح إنت مدرسة ) ... الخ وبعد أن توفق في ذلك نقل عفشه ومستلزماته واستقر مع تلك العائلة.

لم يغب عن ذهن بخيت مطلقا وهو في الخارج قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كلّه ) ولذا سأل عن المسجد حتى استدل عليه ولما وجده بعيدا عن مقر سكنه اشترى سيارة وبدأ في تأدية معظم صلواته فيه .

فرح جماعة المسجد ببخيت كثيرا كونه من أرض الحرمين الشريفين ومع مرور الأيام قدموه للصلاة بهم فأعجبوا بتلاوته وجمال صوته وتجويده فرشَّحوه إماما لهم .

لاحظ بخيت تعدد مشارب القوم في المسجد وانتماء البعض منهم لجماعات مختلفة في الآراء والمناهج وطرق العبادة إلى جانب محاولة كل جماعة من تلك الجماعات جره واستقطابه إليها فنأى بنفسه عن كل ذلك ولم يستجب لأيّ من تلك الاغراءات ومن هنا بدأت تحاك ضده الدسائس والمؤامرات .

فكر بخيت في أن استئجار بيت له ولمدة قد تزيد على سبع سنوات بإيجار شهري لايقل عن الالف دولار فيه إهدار لأمواله واضاعة لها خصوصا وأن عقليته باتت اقتصادية صرفة فبحث له عن محام وعن طريقه اشترى بيتا بخمسة وتسعين ألف دولار جلب إليه عائلته من المملكة .


لم يستمر بخيت في إمامة المسجد طويلا بعد تآمر البعض عليه لكنه لم ينقطع عنه رغم نظرات الشك والتهم التي كانت توجه إليه .

تفاجأ بخيت بعدم القدرة على التوفيق بين عمله وبين دراسته فآثر الدراسة على العمل وضم أوراقه إلى أوراق المبتعثين من قبل الدولة في ذلك القطر بعد أن طلب من مرجعه إجازة مفتوحة بدون مرتب .


{ في دهاليز الجامعة }

نظرا لأن بخيتاً كما أسلفنا درس المرحلة الجامعية منتسبا فإنه لم يكن ذا خلفية كاملة عما يدور من مفارقات خلف أسوار الجامعات ولم يكن يعتقد أن ما وجده في المسجد ما هو إلا نَزْرٌ يسير من نتاج ما يتم طبخه داخل قاعات المحاضرات وفصول الدراسة الجامعية وخاصة في البلدان التي تعطى حرية التعبيرعن الرأي فيها لكل أحد ، فبمجرد أن وضع قدميه في فناء الجامعة استقبل من بعض أبناء جلدته بالمنشورات المناوئة لبلده وحكومته وبالكتيبات والمطويات التي تحرض الشباب والمراهقين على التمرد على أنظمة الحكم في بلدانهم فبينما يدعو هذا إلى الانضمام لجماعة الدعوة ينادي ذاك بالدخول في حزب الأمة في الوقت الذي ينشر فيه ثالث أفكار ومعتقدات الاشتراكية ورابع يلمع صورة المنظمات الثورية السرِّية وهكذا .....! إلا أن بخيتاً وهو الذي عركته الحياة جاء وفي ذهنه هدف واحد محدد لم تفلح جهود من حوله عن حرفه ( وليس ثنيه ) عنه قيد أنملة ولذا وضع في إحدى أذنيه طينا وفي الأخرى عجينا واستمر في تحصيل علومه وسط أراء متباينة ممن حوله . . . فتارة يرميه أحدهم بالجهل . . . وأخرى يتهمه ثان بالجاسوسية . . . ويستجهن ثالث ولاءه لحكومته وبلاده بينما لايكاد هو يجد من يتفهم وجهة نظره إلا مَنْ مَنَّ الله عليه بالعقل في بلد يفترض ألا يتعامل أهلها إلا بالعقل .

مرّت السنوات وتحصل بخيت على شهادتي الماجستير والدكتوراه وقبل أن يعود أدراجه إلى بلده متوشحا بشهادتيه وخبرته باع بيته وسيارته وقدم ثمنهما لشركة ملبوسات مشهورة أعطته وكالة لتوزيع منتوجاتها في المملكة ثم تبوأ مركزا مرموقا لعدة سنوات في وزارة الخارجية وذلك قبل أن يتقدم بطلب إحالته على التقاعد المبكّر كي يتفرغ لإدارة مركزه الطبي الذي اختار له اسم مركز(حليمة الطبي ) تيمناً باسم والدته و يعمل به ابنه مهند ( كطبيب للنساء والولادة ) وابنته شريفة ( كطبيبة اسنان ) وكذا لمتابعة تجارته وحياته الخاصة

علي بن حسن 06-04-2009 05:30 AM

يا سلاااااام ..صحيح إن بخيت ...بخيت الحظ ..لحفظ الله له من الموءامرات , والدسائس , امّا الشهادات , فلا تؤخذ بالحظ ...تؤخذ بالكفاح وبذل الجهد والإجتهاد والمثابرة ..شكراً يا أبا عبد الله على هذا السرد الممتع والمثير في نفس الوقت ..ماكنا نرغب أن تنتهي ولكن خيرها في غيرها .

محبك : علي بن حسن

سعيد الفقعسي 06-04-2009 12:41 PM

هذه القصة عبارة عن خط للزمن صورت مقطع ( عرضي ، طولي ) للحياة بكل تفاصيلها ، وحوت تصوير للأيديولوجيات المتباينة بدء من قف البير وفشر الحمى وانتهاء بما يحاك في اروقة الجامعات الغربية. إنها مستخلص لحياة جيل من البشر من بدايتها الى نهايتها باسلوب سلسل ممتع مشوق.

وهذه مهاره من مهارات الكتابه وفن من فنونها.

سلمت وسلم قلمك وننتظر إبداع جديد.

عبدالحميد بن حسن 06-04-2009 11:23 PM

نهاية موفقة وسعيدة لبخيت وفعلا بخيت الحظ بارك الله فيك يا ابا عبد الله فقد ابحرت ومخرت بنا عباب افكارك طوال سبع حلقات كل حلقة اجمل من سابقتها حتى رست سفينة افكارك بسلام على شاطئ تمنينا ان يكون بعيدا لنستمتع بحلاوة اسلوبك وجمال افكارك .
بارك الله فيك وتقبل خالص تحيات من يحبك حبا راسخا في قلبه رسوخ جبل الشعبة .

احمد العبائر 06-05-2009 10:48 PM

أخي الغالي محمد بن عجير
 
أخي الفاضل محمد بن عجير
أبا عبدالله أمتعتنا بهذه القصة التي تابعنا فصولها كاملة
صورة لنا أيام البؤس والشقاء الذي عاشه أجيال قبلنا
بكل تفاصيل هذه الحقبه الزمنية
إنتقالاً تدريجياً إلى حياة السعادة والرغد المعيشي
الذي لا يأتي إلا بالجد والإجتهاد والمثابرة رغم صعوبتها
أسلوب بديع أبا عبدالله وإن صح التعبير فهو الأسلوب السهل الممتنع
الذي لا يتمتع به إلا القليل وأنت منهم دون مجاملة أو رياء
وقد يشاطرني الرأي الكثير ممن قرأ القصة كاملة وفهمها
كما أردت أنت أن تفهم فلذلك أكرر شكري وتقديري لك يالغالي
متمنياً أن تمتعنا بقصة أخرى وأعلم أن ذاكرتك تزخر بالكثير منها
فهنيئاً لهذه الساحات بك وبمن هو مثلك
دمت في حفظ الرحمن ورعايته

محمد عجير 06-06-2009 02:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن (المشاركة 65495)
..صحيح إن بخيت ...بخيت الحظ ..لحفظ الله له من الموءامرات , والدسائس , امّا الشهادات , فلا تؤخذ بالحظ ...تؤخذ بالكفاح وبذل الجهد والإجتهاد والمثابرة .


أخي العزيز / علي بن حسن

صحيح ما ذهبت إليه يا ابا حسن لا تؤخذ الشهادات بالحظ وإنما بالجد والمثابرة ، وعندما أوردت القصة لم أكن اهدف إلى توضيح ما إذا كانت المقولة المشهورة ( لكل من إسمه نصيب ) تنطبق بحق بخيت أم لا وإلى أي مدى سيكون ذلك وهل ستنطبق بحقه بالسلب أم بالإيجاب وإنما أردت أن يدرك الشباب بالذات أن الصعوبات التي تواجه الانسان هي الوقود الذي يشعل نار التحدي ويقوى جذع شجرة الصبر ، كما كان من ضمن الاهداف تسليط الضؤ على جانب من حياة الاباء والاجداد وتراثهم الذي يجهله الكثيرون من ابنائنا إلى جانب تفتيح أذهان من كان على وشك الابتعاث من الطلاب إلى ماهو محتمل أن يصادفهم في الخارج . دمت ودام لنا توجيهك الذي نحتاج إليه في كثير من الامور ولك جزيل شكري وعظيم تقديري .

أخوك ومحبك / محمد عجير

محمد عجير 06-06-2009 03:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد الفقعسي (المشاركة 65500)
هذه القصة عبارة عن خط للزمن صورت مقطع ( عرضي ، طولي ) للحياة بكل تفاصيلها ، وحوت تصوير للأيديولوجيات المتباينة بدء من قف البير وفشر الحمى وانتهاء بما يحاك في اروقة الجامعات الغربية. إنها مستخلص لحياة جيل من البشر من بدايتها الى نهايتها

أخي الحبيب / سعيد الفقعسي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

كون هذا التعليق يصدر من مثلك فإنه يعني الكثير ، قليل من الكلمات لها من المدلولات ما تضيق به المجلدات ، انت والقراء على موعد مع محاولة جديدة بعنوان ( أنت طالق ) آمل أن ترى النور قريبا .
تحياتي الحارة وتقديري الكبير لك ولمن كان وراء تشريف هذا المنتدى بوجود أمثالك فيه والسلام .

أخوك / محمد عجير

محمد عجير 06-06-2009 04:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جبل الشعبة (المشاركة 65539)
نهاية موفقة وسعيدة لبخيت وفعلا بخيت الحظ بارك الله فيك يا ابا عبد الله فقد ابحرت ومخرت بنا عباب افكارك طوال سبع حلقات كل حلقة اجمل من سابقتها حتى رست سفينة افكارك بسلام على شاطئ تمنينا ان يكون بعيدا لنستمتع بحلاوة اسلوبك وجمال افكارك .
بارك الله فيك وتقبل خالص تحيات من يحبك حبا راسخا في قلبه رسوخ جبل الشعبة .


الاخ الفاضل / جبل الشعبة

مرورك على الموضوع وتعليقك عليه شئ أعتز به فكيف إذا أضيف إلى ذلك حبك الراسخ كرسوخ جبل الشعبة ، هذا يفوق قدرتي على الرد ولذا أكتفي بالقول :


يا من إذا عدّت مناقب غيـــــره * * * رجحت مناقبه وكـــــــــان الافضلا

إني لاعذر حاسديك على الذي * * * اولاك ربـــــــــك ذو الجلال وفضلا

إن يحسدوك على علاك فإنمـــا * * * متسافل الدرجات يحسد من علا


تحياتي أبا ياسر . دمت لمحبك / محمد عجير

عبدالله رمزي 06-06-2009 06:35 PM

وتتوالى الأحداث .. لكن الصبر ورجاحة العقل جعلت بخيتاً يصمم على ماجاء من اجله .. الحصول على الشهادة وقد تم له ذلك وكان هذا بفضل من الله ثم بفضل تمسك بخيت بالعروة الوثقى ..
لاغرابة في إختلاف الأراء والإنتماء إلى جماعات كل لها شانها وهدفها ..
ورد في الحديث ..
(أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أنَّ اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وَأَنَّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، وهذه الفرق كلها في النار إلا واحدة ، وهي ما كان على مثل ما كان عليه النبى، صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه وهذه الفرقة هي الفرقة الناجية التي نجت في الدنيا من البدع، وتنجو في الآخرة من النار، وهي الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة التي لا تزال ظاهرة قائمة بأمر الله عز وجل ‏.‏)


شراء بيت خاص هذا من ذكاء بخيت فسيسكن مجاناً وربما يبيعه بمكسب ..
ما يحدث في دهاليس الجامعة وممراتها ليس غريباً لآن معظم أبناء هذا البلد المعطاء عادوا بافكار مناهضة للدولة وفكر شاذ .. ناهيك عن منظمات الأرهاب التي تجرعنا مرارة افعالهم في السنوات الأخيرة ..
الحمد والمنة لله أن بخيتاً لم يكن منهم .. فيكفيه ما لاقاه من عقاب من خاله ..
وفاء لوالدته حينما سمى المستشفى بإسمها ومن كان هذا ابوهم فحتماً سيكونون مثله في الجد والمثابرة ..
شكراً لك فقد جعلتنا نتابع ما حدث في المسلسل الذي شدّنا بالفعل للمتابعة وتذكرت حينها مسلسلاَ كنّا نتابعه بدقه في وقت قريب ..

علي ابوعلامه 06-06-2009 07:07 PM

وترسو بنا سفينة بخيت على شاطئ التحدي بعد سبع حلقات وأنت تحلق بأفكارنا أبا عبد الله عبر سردك الرائع بروعة قلمك وأسلوبك الأخاذ ووصفك لحقبة من الزمن وبخيت تتقاذف به الأقدار وتعصف به رياح المؤامرة لتثبت أن تكالب الهموم تذوب ذوبان الثلج أمام الإرادة القوية لتشق طريقها إلى بر الأمان ...
دروس وعبر تثبت للنشء أن الصمود هو الطريق إلى النجاح ...
وفقت أبا عبد الله أن تجعل من خيالك الخصب وما تختزنه من ذكريات ومفردات لغوية إضافة إلى أسلوبك الشيق في العرض أن تجعلنا نعيش القصة كحدث واقع وهذا سر تميزك وكان من نتائجه إعجاب الجميع بهذا الطرح والذي جعلنا بين أمرين أحلاهما مر بين معرفة نهاية القصة و تمنياتنا أن يطول بنا المقام في هذا الجو الروائي لنستمتع باسلوبك وعرضك الممتع ... ولكن أملنا أن تفاجئنا بطرح آخر وأسلوب جديد لتثبت أنك روائي الساحة بلا منازع ...

دمت بود ابا عبد الله ودام الابداع حليفك


الساعة الآن 04:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir