ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   رحباني سرى ليله .. !!! (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=5089)

بن ناصر 08-21-2008 12:16 AM

رحباني سرى ليله .. !!!
 




القصة التالية أوردها الأخ نائف بن عوضة في منتدى قريته ... كتبها نيابة عنه اخي ( الرحباني الشمالي ) قرأتها وتجاوبت معي مشاعرها وآلامها

وعز علي أن تكون في ركن قصي .. تدفن بمرور صفحات عليها

وهي تتحدث عن شعاب .. ومساكن .. وأناس من صلب وادينا ...أناس لهم بصمات وذكرى في قلوبنا

كتبت ردا ... وتأملته ... فإذا هو رد طويل بسطوره ... وعز علي أن تطويه الصفحات

فأحببت أن أثقل عليكم بمشاعري .. وأنقل الرد كموضوع مستقل هنا

من أحب هذا اللون من ( الحكي ) فالحمد لله ... ومن كان لا يهواه

( فالهوى .. هوايا ) أنتم رحبتم وتحملوا ما يجيكم من رحبان






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرحباني الشمالي (المشاركة 15791)
قصــــة من الــــواقــــع

بين عام 1375هـ وعام 1376هـ كنت بين السنة الخامسة والسادسة الابتدائي في
عرا وكنت إلى جانب دراستي بالنهار أدرس بالليل في نفس المدرسة مستأنسا بوجود
الوالد والزميل في الدراسة /علي دغسان أبو عالي طالبا بالمدرسة الليلية والأخ
الأستاذ/سعيد أبو عالي
مدرسا بها..
وفي أحد الليالي سبقتهم بالوصول إلى المدرسة معتقدا أنهم لن يتخلفوا عن الحضور ولكن وقع
مالم يكن بالحسبان حيث حل الشيخ عيد المسبي ضيفا على العزيز /علي دغسان الذي يجل عيد
ويقدره الأمر الذي أرغمه وسعيد أبو عالي على عدم الحضور في المدرسة وكنت في الفصل أترقب
وأتحسس حضورهم لأنني أخاف (المســـــــرى) ليلا لما غرسه الأهل في الأذهان من وجود (الجــن)
في أماكن معينه في الطريق بين قرية عرا والوادي بالإضافة إلى السباع والوحوش الضارية وعدم
وجود إضاءة كافية في البيوت والقرى وانعدامه في الطرق ولم يكن معي كشاف الذي لم يكن متاح
إلا للموسرين وعند وقت الانصراف في المدرسة تقريبا الساعة التاسعة ليلا منعتني عزت نفسي
وكبريائي من التجاوب مع من حاولوا منعي من (المسرى) خوفا أن أتهم بالجبن والخوف لذا قررت
أن أسري بمفردي بدون وسيلة الإضاءة أو عصا وعند خروجي من قرية عرا اشتدت بي الحيرة أي
طريق أسلك ؟؟!!.. فهناك طريق يسمى ألشطبه والندرة وهو محاط بالجبال والغابات ، وطريق آخر
مكشوف ولكنه مشهور بوجود (الجن) في كل جوانبه ويسمى (سُليسِله) و(السِر) لذا وقد قررت أن
أسير في الطريق الثاني (سُليسِله) لأنه مكشوف والقرى على جوانبه متسلحاً بما أحفظه من سورٍ
للقرآن مستأنساً بها وقد كانت تحذيرات الأهل عدم الالتفات إلى الخلف وإن حسيت بأي (حذف)
في المسرى ليلا ..يقولون إذا ألتفت إلى الوراء صرعتك الجن وسرت مستعيناً بالله إلا أن الخوف
الذي بداخلي يصور لي أن حركة كل شجرة والحصى التي تنبعث من حذائي(الزنوبه) يصور لي
أنها جن أستمريت حتى وصلت في آخر (سُليسِله)وأخذت الطريق الأيمن الذي يؤدي إلى قرية المردد
لعلي أنطلق منها عبر الحمى (البحري) إلى الوادي ولكني فوجئت بكلب محمد مخْرب رحمه الله عندما
لمحني (نبح فيه) وبدون شعور من الخوف نبحت معه فخرج الوالد محمد مخْرب رحمه الله وقال: من
ساري الليل؟؟! ..فأطمأنيت ,, فقلت :أنا يا خال نايف ولد حميده لأن أمي كانت معروفه ومحل شفقه
واحترام من الجميع فعزم علي (بدغبوس سفري بدون مرقه) لأني رفضت الدخول للعشاء عندهم أخذت
الدغبوس وسكَنت به روعتي وأدفئت به معدتي وأتجهت للحمى البحري ونزلت حوزت (الزبير)وفوجئت
بأحمد الزبير يرحمه الله يقف على حائط الطريق ليرى من الساري خوفا ألايكون حرامي وقبل أن أصل
إليه صآآآآآح بي وقال:من أنت؟؟!! ..قلت: أنا نايف ولد عوضه ياخال ..قال:أيش جابك ؟؟وفين رايح ؟؟!
قلت: أنا جاي من عرا لأني أدرس بالليل وبأروح لأمي حينها أصبغ عليه من عبارات الثناء والتشجيع
وقال:أنتظر ..ثم أنتظرت قليلا فجائني (بكسرة تمر) ومرسم أبوتمساح وفرخ ورق وقال:هذه مكافأة لك
على شجاعتك ومسراك لحالك ودراستك بالليل وأنت تدرس بالنهار ثم أخذت المكافأة وأتجهت إلى أمي
في بيت البكري التي كانت على أحر من الجمر بسبب تـأخري .....

هذه القصة لاشك أن الأخ الدكتور الصديق /سعيد أبو عالي . يذكرها ، وأنا ذكرتها لكم ليعلم الجميع حجم
المعاناة في ذلك الوقت وليعلم الشباب الفارق بين المتعلمين ومايتمتع به جيل الأباء والأجداد من صفات
خلدتهم في ذاكرة الزمن...



* * *


كل المعلومات التى وردت تعتبر مخزون ثقافي مميز

إلا أن القصة الأولى ( مسرى الليل ) هي بلا شك تجربة قاسية وصبر ومعاناة ومغامرة وشجاعة

والأهم من هذا أولئك الرجال ( الأفذاذ ) ( الكرماء ) عز عليهم مرور هذا الطفل ( الأشبه باليتيم ) وكل منهم جاد عليه بما لديه :

1- واحد .. أعطاه (همبرجر ذلك الزمان ) وقد يكون جزءا من عشاء عياله لكن نفسه ماهانت عليه أن يمرعليه هذا الفتى العابر بدون جبرخاطر

وكانت الهدية : ( دغبوس ) ياسلام يارقالة عل .. هدية الحلوة .... والا رأيك إيه يا : (علي أكبر محمد شودري)

2- الثاني وهو المقتدر المتعلم أعطى بما يرى أنه مناسب للحدث ( طالب العلم ) ومن ضمن الهدية : فرخ ورق .. لا ليشخبط فيه ويرميه

بل لوقت حاجته .. وسيأتي اليوم الذي يكتب فيه رسالة لخاله أوأحد محبيه

* * *

أما والدتي .. ( أم نائف).... التى أرضعت إخوتي الكبار ... فقد كنت أذهب أليها في الفسحة المدرسية وسكنها في ( بيت البكرى ) بجوار المدرسة .. لكي أشرب الماء

وأحيانا كثيرة أجد ( طاسة حقينة ) .... يعنى : لبن يا شباب ..... كان البيت كله ( أوضه واحدة ... للسكن والمطبخ ... والبأرة .. واللبن )

أما لماذا ينساق بي الدرب إلى هذا البيت دون غيره ... وبدون توصية مسبقة ...فهو شعور داخلي بالأمومة لكثرة ماتردده والدتي

عنها وعن أخبارها وآلامها وصبرها رحمة الله عليهن جميعا


لقد أمتعتنا يابو صالح ... بهذه الدرر من الذكريات الحلوة والمرة

ومما يزيدنا ألما _كثير من شباب اليوم _ ممن لا يتحملون أدنى مسئولية ولاإحساس ... إلا من هدى الله

كيف لي أن أصدق وأشاهد شبابا بالعشرات يسهرون حتى التاسعة صباحا ... وهم في لهو ... وقرقرة جوالات ... وقلة خاتمة

كيف أقارنها بجزء يسير من مغامرة الأخ ( نائف )في طفولته مع هذه المشاهد

الواحد محتاج لتبلد إحساس حتى تعدي على خير

( ولما رأيت الجهل في القوم فاشيا ................... تجاهلت حتى ظن أني جاهل)


*** ( ها شاء تردون ... والا باقي .. زأأ لا نين ... ما ألي .. منكن ... بيتكن .. في أم حصون )

وسلامتكم



عبدالرحيم بن قسقس 08-21-2008 02:55 AM

.

*****

أخي العزيز بن ناصر

المقدمة والقصة والتعقيب ثلاثة مواضيع في واحد وكل موضوع يستاهل رد مستقل

البعض يستغرب من حديثنا عن صعوبة الذهاب من قرية الحله إلى قرية عراء في الليل وكيف نراها بطوله

ولهم نقول في تلك السنين كنت لا ترى طرف يدك في الليل لعدم وجود إنارة والبيوت مغلقه ليلاً والحيوانات المفترسة لا تجد ما تأكله ونتذكر كيف كانت الحديا ( الحدأة ) تختطف الأكل من يد الطفل والكبير وكيف تختطف صغار الدجاج ( اختطفت اللحمه من يد عبدالله الصرفه في عز شبابه وبعد أن عرف أهل المناشله جلس على سطح البيت ينتظرها وفي يده لحمه حتى هوت لتختطفها وألقى عليها القبض نكاية وانتقام منها )

كان بعض الناس يربي كلب للحراسه خوف على البهايم والدجاج من الحصيني ( الثعلب ) والذئب ونادراً الحراميه

في سكون الليل وظلامه تسمع أي صوت وتسمع حركة بعض الحشرات الصغيرة جداً ويتخيل الشخص وجود من يتبعه وترتبط هذه الأمور بالجن وهول الليل والغول والجعري وغيرها من الأسماء التحذيرية

جيلنا لحق بداية استخدام الفانوس بدلاً من القازه ثم الأتريك إذا جا الضيف ولاحقاً الكهرباء لساعات محدودة

تخيلت نفسي مكان الأخ نايف الله يمتعه بالصحة والعافيه

لك أخي العزيز بن ناصر أجمل تحية وتقدير

*****

صالح بن عطية 08-21-2008 08:40 AM

شكرا / بن ناصر

شكرا/ نايف

احمد العبائر 08-21-2008 08:46 AM

بن ناصر الغالي
 
أخي بن ناصر العزيز
مشكور على هذا الموضوع الذي
يحكي معنات جيل كامل
تكبد العناء والمشقة في طلب العلم
رغم الظروف القاسية التي مرت عليه
نشكرك جزيل الشكر على نقل الموضوع
إلى هذه الساحات التي تفخر بجيلها الأول
الجيل المكافح الذي حفر طريقه في الصخر
ومشى على الطريق واثق الخطوه
فأنتم خير سلف لخير خلف
والشكر موصول للخال نايف
تحياتي

بن ناصر 08-21-2008 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس (المشاركة 38425)
.

*****

أخي العزيز بن ناصر

المقدمة والقصة والتعقيب ثلاثة مواضيع في واحد وكل موضوع يستاهل رد مستقل

البعض يستغرب من حديثنا عن صعوبة الذهاب من قرية الحله إلى قرية عراء في الليل وكيف نراها بطوله

ولهم نقول في تلك السنين كنت لا ترى طرف يدك في الليل لعدم وجود إنارة والبيوت مغلقه ليلاً والحيوانات المفترسة لا تجد ما تأكله ونتذكر كيف كانت الحديا ( الحدأة ) تختطف الأكل من يد الطفل والكبير وكيف تختطف صغار الدجاج ( اختطفت اللحمه من يد عبدالله الصرفه في عز شبابه وبعد أن عرف أهل المناشله جلس على سطح البيت ينتظرها وفي يده لحمه حتى هوت لتختطفها وألقى عليها القبض نكاية وانتقام منها )

كان بعض الناس يربي كلب للحراسه خوف على البهايم والدجاج من الحصيني ( الثعلب ) والذئب ونادراً الحراميه

في سكون الليل وظلامه تسمع أي صوت وتسمع حركة بعض الحشرات الصغيرة جداً ويتخيل الشخص وجود من يتبعه وترتبط هذه الأمور بالجن وهول الليل والغول والجعري وغيرها من الأسماء التحذيرية

جيلنا لحق بداية استخدام الفانوس بدلاً من القازه ثم الأتريك إذا جا الضيف ولاحقاً الكهرباء لساعات محدودة

تخيلت نفسي مكان الأخ نايف الله يمتعه بالصحة والعافيه

لك أخي العزيز بن ناصر أجمل تحية وتقدير

*****

أخي عبد الرحيم :

ما سطره قلمك ... يعتبر إضافة واقعية .. وتوضيح جميل .. لمن لا يتخيل تلك الأيام

دامت أيامك بالسعد والهناء

بن ناصر 08-21-2008 09:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح بن عطية (المشاركة 38456)
شكرا / بن ناصر

شكرا/ نايف

أخي صالح بن عطية :

شكرا ............. شكرا

على مرورك

بن ناصر 08-21-2008 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو علي الغامدي (المشاركة 38457)
أخي بن ناصر العزيز
مشكور على هذا الموضوع الذي
يحكي معنات جيل كامل
تكبد العناء والمشقة في طلب العلم
رغم الظروف القاسية التي مرت عليه
نشكرك جزيل الشكر على نقل الموضوع
إلى هذه الساحات التي تفخر بجيلها الأول
الجيل المكافح الذي حفر طريقه في الصخر
ومشى على الطريق واثق الخطوه
فأنتم خير سلف لخير خلف
والشكر موصول للخال نايف
تحياتي


الأخ أبو علي :

تعليقك على الموضوع

وتقديرك لتلك الظروف الصعبة

تستحق كل الشكر والتقدير

حمود احمد 08-21-2008 11:51 PM

انا اقراء القصه واتذكر كم تسارعة التنميه وانداح الخير في كل ا تجاه حتى تواصلت القرى وتعززت خدمات الاتصالات وانتشر النور والطرق وتيسر التعليم وتوفرت الرعايه الصحيه وادرك جيل المرحلتين كابي صالح متع الله ايامه وايام ابو فيصل تجربه ممتعه لدا الدكتور سعيد ابو عالي الكثير منها فليته يحدثنا

بن ناصر 08-23-2008 01:23 AM

أسعدني مرورك يا بو عبد العزيز

وكما تلاحظ المنطقة الآن تشبه شارع 25 بالطائف أيام زمان

سعيد راشد 08-23-2008 02:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ناصر (المشاركة 38404)
القصة التالية أوردها الأخ نائف بن عوضة في منتدى قريته ... كتبها نيابة عنه اخي ( الرحباني الشمالي ) قرأتها وتجاوبت معي مشاعرها وآلامها

وعز علي أن تكون في ركن قصي .. تدفن بمرور صفحات عليها

وهي تتحدث عن شعاب .. ومساكن .. وأناس من صلب وادينا ...أناس لهم بصمات وذكرى في قلوبنا

كتبت ردا ... وتأملته ... فإذا هو رد طويل بسطوره ... وعز علي أن تطويه الصفحات

فأحببت أن أثقل عليكم بمشاعري .. وأنقل الرد كموضوع مستقل هنا

من أحب هذا اللون من ( الحكي ) فالحمد لله ... ومن كان لا يهواه

( فالهوى .. هوايا ) أنتم رحبتم وتحملوا ما يجيكم من رحبان
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرحباني الشمالي
قصــــة من الــــواقــــع
بين عام 1375هـ وعام 1376هـ كنت بين السنة الخامسة والسادسة الابتدائي في
عرا وكنت إلى جانب دراستي بالنهار أدرس بالليل في نفس المدرسة مستأنسا بوجود
الوالد والزميل في الدراسة /علي دغسان أبو عالي طالبا بالمدرسة الليلية والأخ
الأستاذ/سعيد أبو عالي
مدرسا بها..
وفي أحد الليالي سبقتهم بالوصول إلى المدرسة معتقدا أنهم لن يتخلفوا عن الحضور ولكن وقع
مالم يكن بالحسبان حيث حل الشيخ عيد المسبي ضيفا على العزيز /علي دغسان الذي يجل عيد
ويقدره الأمر الذي أرغمه وسعيد أبو عالي على عدم الحضور في المدرسة وكنت في الفصل أترقب
وأتحسس حضورهم لأنني أخاف (المســـــــرى) ليلا لما غرسه الأهل في الأذهان من وجود (الجــن)
في أماكن معينه في الطريق بين قرية عرا والوادي بالإضافة إلى السباع والوحوش الضارية وعدم
وجود إضاءة كافية في البيوت والقرى وانعدامه في الطرق ولم يكن معي كشاف الذي لم يكن متاح
إلا للموسرين وعند وقت الانصراف في المدرسة تقريبا الساعة التاسعة ليلا منعتني عزت نفسي
وكبريائي من التجاوب مع من حاولوا منعي من (المسرى) خوفا أن أتهم بالجبن والخوف لذا قررت
أن أسري بمفردي بدون وسيلة الإضاءة أو عصا وعند خروجي من قرية عرا اشتدت بي الحيرة أي
طريق أسلك ؟؟!!.. فهناك طريق يسمى ألشطبه والندرة وهو محاط بالجبال والغابات ، وطريق آخر
مكشوف ولكنه مشهور بوجود (الجن) في كل جوانبه ويسمى (سُليسِله) و(السِر) لذا وقد قررت أن
أسير في الطريق الثاني (سُليسِله) لأنه مكشوف والقرى على جوانبه متسلحاً بما أحفظه من سورٍ
للقرآن مستأنساً بها وقد كانت تحذيرات الأهل عدم الالتفات إلى الخلف وإن حسيت بأي (حذف)
في المسرى ليلا ..يقولون إذا ألتفت إلى الوراء صرعتك الجن وسرت مستعيناً بالله إلا أن الخوف
الذي بداخلي يصور لي أن حركة كل شجرة والحصى التي تنبعث من حذائي(الزنوبه) يصور لي
أنها جن أستمريت حتى وصلت في آخر (سُليسِله)وأخذت الطريق الأيمن الذي يؤدي إلى قرية المردد
لعلي أنطلق منها عبر الحمى (البحري) إلى الوادي ولكني فوجئت بكلب محمد مخْرب رحمه الله عندما
لمحني (نبح فيه) وبدون شعور من الخوف نبحت معه فخرج الوالد محمد مخْرب رحمه الله وقال: من
ساري الليل؟؟! ..فأطمأنيت ,, فقلت :أنا يا خال نايف ولد حميده لأن أمي كانت معروفه ومحل شفقه
واحترام من الجميع فعزم علي (بدغبوس سفري بدون مرقه) لأني رفضت الدخول للعشاء عندهم أخذت
الدغبوس وسكَنت به روعتي وأدفئت به معدتي وأتجهت للحمى البحري ونزلت حوزت (الزبير)وفوجئت
بأحمد الزبير يرحمه الله يقف على حائط الطريق ليرى من الساري خوفا ألايكون حرامي وقبل أن أصل
إليه صآآآآآح بي وقال:من أنت؟؟!! ..قلت: أنا نايف ولد عوضه ياخال ..قال:أيش جابك ؟؟وفين رايح ؟؟!
قلت: أنا جاي من عرا لأني أدرس بالليل وبأروح لأمي حينها أصبغ عليه من عبارات الثناء والتشجيع
وقال:أنتظر ..ثم أنتظرت قليلا فجائني (بكسرة تمر) ومرسم أبوتمساح وفرخ ورق وقال:هذه مكافأة لك
على شجاعتك ومسراك لحالك ودراستك بالليل وأنت تدرس بالنهار ثم أخذت المكافأة وأتجهت إلى أمي
في بيت البكري التي كانت على أحر من الجمر بسبب تـأخري
هذه القصة لاشك أن الأخ الدكتور الصديق /سعيد أبو عالي . يذكرها ، وأنا ذكرتها لكم ليعلم الجميع حجم
المعاناة في ذلك الوقت وليعلم الشباب الفارق بين المتعلمين ومايتمتع به جيل الأباء والأجداد من صفات
خلدتهم في ذاكرة الزمن...
.....
كل المعلومات التى وردت تعتبر مخزون ثقافي مميز

إلا أن القصة الأولى ( مسرى الليل ) هي بلا شك تجربة قاسية وصبر ومعاناة ومغامرة وشجاعة

والأهم من هذا أولئك الرجال ( الأفذاذ ) ( الكرماء ) عز عليهم مرور هذا الطفل ( الأشبه باليتيم ) وكل منهم جاد عليه بما لديه :

1- واحد .. أعطاه (همبرجر ذلك الزمان ) وقد يكون جزءا من عشاء عياله لكن نفسه ماهانت عليه أن يمرعليه هذا الفتى العابر بدون جبرخاطر

وكانت الهدية : ( دغبوس ) ياسلام يارقالة عل .. هدية الحلوة .... والا رأيك إيه يا : (علي أكبر محمدشودري)

2- الثاني وهو المقتدر المتعلم أعطى بما يرى أنه مناسب للحدث ( طالب العلم ) ومن ضمن الهدية : فرخ ورق .. لا ليشخبط فيه ويرميه

بل لوقت حاجته .. وسيأتي اليوم الذي يكتب فيه رسالة لخاله أوأحد محبيه

* * *
أما والدتي .. ( أم نائف).... التى أرضعت إخوتي الكبار ... فقد كنت أذهب أليها في الفسحة المدرسية وسكنها في ( بيت البكرى ) بجوار المدرسة .. لكي أشرب الماء

وأحيانا كثيرة أجد ( طاسة حقينة ) .... يعنى : لبن يا شباب ..... كان البيت كله ( أوضه واحدة ... للسكن والمطبخ ... والبأرة .. واللبن )

أما لماذا ينساق بي الدرب إلى هذا البيت دون غيره ... وبدون توصية مسبقة ...فهو شعور داخلي بالأمومة لكثرة ماتردده والدتي

عنها وعن أخبارها وآلامها وصبرها رحمة الله عليهن جميعا


لقد أمتعتنا يابو صالح ... بهذه الدرر من الذكريات الحلوة والمرة

ومما يزيدنا ألما _كثير من شباب اليوم _ ممن لا يتحملون أدنى مسئولية ولاإحساس ... إلا من هدى الله

كيف لي أن أصدق وأشاهد شبابا بالعشرات يسهرون حتى التاسعة صباحا ... وهم في لهو ... وقرقرة جوالات ... وقلة خاتمة

كيف أقارنها بجزء يسير من مغامرة الأخ ( نائف )في طفولته مع هذه المشاهد

الواحد محتاج لتبلد إحساس حتى تعدي على خير

( ولما رأيت الجهل في القوم فاشيا ................... تجاهلت حتى ظن أني جاهل)


*** ( ها شاء تردون ... والا باقي .. زأأ لا نين ... ما ألي .. منكن ... بيتكن .. في أم حصون )

وسلامتكم


الأخ الكريم : بن نـــــــــــــــــــاصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1211969053.gif
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1213221666.gifhttp://sahat-wadialali.com/vb/upload...1213221666.gifhttp://sahat-wadialali.com/vb/upload...1213221666.gif
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1219446257.gif
هاهو الأسلوب المتميز الأنيق الأخآذ يتجلى في أبهى صوَرِه
أغبطك على هذا الطرح الراقي وعلى اختيار الكلمات التي خدمت الموضوع وأوصلتْه بأقصر الطرق إلى المتلقي بيسر وسهوله ، وما تفاعل الأخوة الأعضاء المارين عليه إلا تأكيد لرؤيتي المتواضعة تجاهك .
أتمنى لك طول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر
ولك أطيب سلام ، وأزكى عبير التقدير والاحترام.

أبوناهل 08-23-2008 02:33 AM


يرى كثير من النقاد أن على السارد أن يكون واقعيآ
في سرد الأحداث بالإضافة الى إخراجها في قالب فني
كعدسة لاقطة متميزة ..
..... إبن ناصر أراك تملك القدرة على كتابة نص موازي
للنص الأصلي يحتوي على تفاصيل دقيقة معبرة أجبرتني
على العودة لنص نايف وإعادة قراءته بروح وعين جديدتان
..... لاعدمنا هذه النفحات الإبداعية أستاذنا القدير ...

بن ناصر 08-23-2008 11:50 PM

أبو محمد :

ردك الجميل لا أستطيع أن أوفيه حقه مهما قلت

( لوكان ماهلا هذي اللي تبرم بالشكر ما توقف )

بن ناصر 08-24-2008 12:13 AM

أبو ناهل :

أخر عهدي بك في يوم عيد وأنت في عمر الثلاث سنوات

ما شاء الله

ما كنت أتخيل أنني فيما بعد سألتقي عبر الشاشة بناقد ذو حس أدبي رائع

ساهر الليل 08-24-2008 12:37 AM

أستاذنا بن ناصر سلمت يداك فقد أستمتعت كثيراً عند قرائتي لهذه القصة
وأتمنى أن ندرك نحن الشباب معاناتكم في ذاك الزمان

أمدك الله وصاحب القصة بالصحة والعافية وننتظر منك قصص أخرى لتمتعنا بها
تقبل مروري وكل عام وأنت بخير

..

بن ناصر 08-24-2008 09:58 PM

أخي ساهر الليل :

لقد أسعدني مرورك ... وأسعدني أكثر إستمتاعك ... بقراءة بعض من قصص الأجيال السابقة

ابن الشمال 12-01-2009 01:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ناصر (المشاركة 38404)

القصة التالية أوردها الأخ نائف بن عوضة في منتدى قريته ... كتبها نيابة عنه اخي ( الرحباني الشمالي ) قرأتها وتجاوبت معي مشاعرها وآلامها
وعز علي أن تكون في ركن قصي .. تدفن بمرور صفحات عليها
وهي تتحدث عن شعاب .. ومساكن .. وأناس من صلب وادينا ...أناس لهم بصمات وذكرى في قلوبنا
كتبت ردا ... وتأملته ... فإذا هو رد طويل بسطوره ... وعز علي أن تطويه الصفحات
( ها شاء تردون ... والا باقي .. زأأ لا نين ... ما ألي .. منكن ... بيتكن .. في أم حصون )
وسلامتكم

شاء نردن مشأأأ زأألا نين يا يا بأأأأأن نأأأأأصر
إبن الشمال عز عليه أن تطويها الصفحات وتدفنها في بطن وكرش الساحة العامة

عبدالله رمزي 12-01-2009 03:06 PM


عندما نقرأ موضوعاً ما يجد الواحد نفسه أمام واقع عايشه ولازالت ذكراه تقبع في الذاكرة>
( .. مساري الليل ..) مفهوم له أكثر من مدلول ..
لكن مدلوله هنا يختلف تماماً عن الهدف الأخر المفهوم حالياً ..
فمسرى الرجل المكافح الاخ نايف كان لهدف محدد هو مواصلة الدراسة وطلب العلم ..
( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) وفي هذا القول دليل على أهمية العلم والحث على طلبه ..

لكن المعاناة في ذلك الوقت لم تكن سهلة كانت تعيقها عوائق كثيرة .. وأهم تلك العوائق هو الخوف المزروع في نفوسنا منذ الصغر ولا زلنا نخشاه إلى اليوم ..
الجن وما أدراك ما الجن ..
نايف بن عوضه أبلى بلاء حسناً في سبيل النجاح وتحقق له ما يريد وهذا بفضل الله ثم بصبره ومثابرته له منّا الشكر والدعاء .

بن ناصر .. أنت زميل دراسة في الصف السادس وهذا فخر لي بأن تكون احد زملائي دراسياً ..

أعود معك إلى الفسحة المدرسية آنذاك .. كم هي جميلة تلك الأيام ونحن نكون قروبات فسحة من قرى متعددة نشترك في قارورة حبر .. ( مليئة بالماء والسكر ) ونغمس فيها كسرة الخبز التي لاتسمن ولا تغني من جوع ونشترط على بعضنا عدم تغميس اللقمة كاملة حتى نوفر اليدام .. ( حلوة اليدام ) . وما تبقى منه هذا إذا بقي شيء نقسمه في الغطاء ونرشفه ونتذوق طعمه الذي لا يزال في حلوقنا إلى اليوم ..
تطور بنا الحال في المتوسطة إلى أن الوالد أو الوالدة عليهم رحمة الله تعالى يعطونا أربعة قروش .. ( باقي تذكرها ) قرشين نشتري بها نصف حبه تميس والقرشين الأخرى نشترك بها مع أحد الزملاء في كاس شاهي من اليماني .. في عراء ..

بعد الانتهاء من الدوام والعودة إلى المنزل نجد الوالدة عليها الرحمة قد أعدت لنا طبقاً لذيذاً من رز بكة وسمن فقيهه .. وأحياناً خبزه وحقينة ( لبن ) أو خبزه وبراد شاهي منعنش ...

مررت بالخوف الذي ذكره الأخ نايف أثناء الدراسة ليلاً .. فقد كنت ادرس مجاميع تقوية عند مدرس ساكن في العباس والموعد بعد صلاة العشاء مباشرة ..
اطلع بعد المغرب من المناشلة متجهاً إلى الريحان من فوق المقابر لكي أمر على سعيد بن شبرق .. ثم أعود معه إلى بيته وأواصل المشي إلى القرية من نفس المكان ..
( بيني وبينك كنت أتحاشى المرور من الطريق الذي يتجه إلى قريتكم العامرة خوفاً من الميلشيات الرحبانية الموقرة) ..
فاضطر أمر على مقابر الريحان ثم مقبرة للوادي تحت بيت الدميني .. والخوف يدب في كل جزء من جسمي ..
ومرة من المرات .. كنت لابس حذاء جميل جداً ( زنوبة طويلة شوي ) ..أثناء المشي كان بعض الحجارة يقع في الطرف الطويل منها ثم تحمله وتحذف بها في ظهري وكنت ظانا أن الجن هم وراء هذا الحذف وعينك ما تشوف إلا النور .. الكتب في أيد والحذاء في أيد وماشي بسرعة 120 في تلك الطرقات غير مبالي بشيء .. النجاة النجاة .. ما عليش أطلت الثرثرة لكن الموضوع شدّني للوراء ..

نايف بن عوضه 12-01-2009 05:31 PM

أخي بن ناصر لقد بعثت في أملاً كاد أن يموت وتؤكد لي أن الحياة والدنيا لا زالت بخير - كم أنا سعيد باعادة طرح الموضوع ومنك بالذات وأشكرك على الترحم والثناء على والدتنا لأنكم إخواني وأنا والله لم أبالغ في وصف الواقع أشكرك شكراً يليق بنقلك وتعليقك وإثراء الموضوع من قبل المتداخلين ولن أخص أحداً بعينه لأنهم جميعاً عيوني التي أبصر بها وأذني التي أسمع بها ويدي التي أكتب بها
ألتمس العذر في التاخر ولعدم فاعلية جهازي على تكبير الخط وتلوين الحروف ولجهلي
في معالجة المشكله وخشية من تاخر مداخلتي وغياب ذاكرتي أحيانا لم أقبل التاخير
مع شكري تقبلوا مداخلتي بحصلها كما تيسر لي

علي بن حسن 12-01-2009 06:30 PM

لك الشكر والتقدير يا أبا فيصل على إعادة نشر قصة نائف بن عوضه الجميلة نقلاً من منتدى رحبان إلى ساحات وادي العلي لنستمتع بسرد هذه الرواية الحقيقية وأنا معاصر هذه القصة وعشت قصة مشابهة لها مع جدي صالح بن باشه رحمه الله وجدي صالح لمن لا يعرفه رجل شجاع يسري الليل ويقطع السيل ..ذهب ذات يوم للقنص في الشدان وكان ينتظر عودة الحجل للمبيت قرب إحد الصخور بالشدان ولم يعد الحجل ، ولكن الله بفضله ومنه ابدله خيرا من ذلك حيث سمع صوت تيس علق بشجرة عرعر كثيفة الاغصان ولم يستطع الفكاك منها وقد عاد الرعاة إلى بيوتهم فمن منطلق هي لك او لأخيك او للذئب اخذ التيس وأدخله المحجاة وأخترج شفرته من غمدها وذكّاه وتركه في المحجاة وعاد لقرية الطرفين وتعشى وجلس إلى منتصف الليل وسرى عائد إلى ذبيحته ماراً بوادي السّقى في ليل أظلم ذاهباً إلى محجاته قرب عين الشدان وأنتم يا شباب رحبان خير من يعرف هذه الأماكن ..جنهم يتحلجون في النهار ..كيف لوكانت بليل أظلم وبعدين جنهم ما هم كما جنية عبد الله رمزي مسلمة دلوعة مايطلع منها إلاّ الدرر ذولي جن ..جن ماهم أي جن ..المهم وصل ذبيحته ولقيها سالمه من الذئاب لأنه غطاها [بالصلي] الحجار المسطحة لمن لا يعرف الصلي وأخذها بين أكتافه وذهب بها إلى الحلة في بيت البكري الذي كان ساكن فيه نائف ووالدته رحمها الله كان ساكن في هذا البيت واحد أسمه حسن المنكوته وهو يصير إبن عم والدي ولكنه ذو طبيعة شريرة شرس الطباع بعكس جدي كان شجاع ولكن لم يكن ذا طبيعة شريرة ولم يشأ أن يذهب بها إلى بيته حتى لايسأل من أين أتيت بهذه الذبيحة ؟ خاصة وأن زوجته جدتي عجب حريصة كل الحرص ولا تريد أن تأكل اويأكل اطفالها الا حلالا لا شبهة فيه.. فما امامه الا الذهاب إلى صديقه حسن ، وعلم انه سيفرح بها كثيرا، وجته بارده ..أريد أن أصل من هذا النشيد الطويل إلى أن جدي قد سراني في ليل أظلم ليدربني على الشجاعة سأروي قصتها فيما بعد عندما تأتي مناسبة مشابهة

لكم عاطر التحية .

علي بن حسن

عبدالحميد بن حسن 12-02-2009 12:30 PM

استمتعت كثيرا بموضوعك يا ابا فيصل والذي اكرمتنا بنقله من منتدى رحبان الينا وهذا كرم منك ، ولم تكتف بالنقل بل اضفت عليه ( نكهة بن ناصر ) التي تجمع بين الأدب الراقي والاسلوب الجميل الممتع والطرفة وتلبس ذلك باختصار غير مخل في تناسق جميل يجبر القارئ على الاستمرار إلى النهاية بل وإلى العودة لقراءة الموضوع مرة اخرى للاستمتاع بالاسلوب .
واستمتعت كثيرا بالمداخلات وما اضافه اصحابها وما سلطوه من اضواء على تلك الحقبة من الزمن والتي ادركتها وعشتها وتجرعت مرارتها .
ووقفت متعجبا من اصرار الأخ نايف بن عوضه على التعليم ولم يقف الفقر وشبه اليتم عائقا امامه فشق طريقه في الصخر ووصل إلى قدر من التعليم مكنه من الحصول على وظيفة يكفى ريعها لتغطية مصاريف والدته رحمها الله واخيه واخته وليقوم بدور الاب والابن في آن واحد ، وعن مثل هذا الرجل المكافح فل يكتب الكاتبون .
شكرا لك يا ابا فيصل مرة اخرى وكثر الله من امثالك وحفظك من كل سوء .

بن ناصر 12-05-2009 03:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله رمزي (المشاركة 79184)

عندما نقرأ موضوعاً ما يجد الواحد نفسه أمام واقع عايشه ولازالت ذكراه تقبع في الذاكرة>
( .. مساري الليل ..) مفهوم له أكثر من مدلول ..
لكن مدلوله هنا يختلف تماماً عن الهدف الأخر المفهوم حالياً ..
فمسرى الرجل المكافح الاخ نايف كان لهدف محدد هو مواصلة الدراسة وطلب العلم ..
( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) وفي هذا القول دليل على أهمية العلم والحث على طلبه ..

لكن المعاناة في ذلك الوقت لم تكن سهلة كانت تعيقها عوائق كثيرة .. وأهم تلك العوائق هو الخوف المزروع في نفوسنا منذ الصغر ولا زلنا نخشاه إلى اليوم ..
الجن وما أدراك ما الجن ..
نايف بن عوضه أبلى بلاء حسناً في سبيل النجاح وتحقق له ما يريد وهذا بفضل الله ثم بصبره ومثابرته له منّا الشكر والدعاء .

بن ناصر .. أنت زميل دراسة في الصف السادس وهذا فخر لي بأن تكون احد زملائي دراسياً ..

أعود معك إلى الفسحة المدرسية آنذاك .. كم هي جميلة تلك الأيام ونحن نكون قروبات فسحة من قرى متعددة نشترك في قارورة حبر .. ( مليئة بالماء والسكر ) ونغمس فيها كسرة الخبز التي لاتسمن ولا تغني من جوع ونشترط على بعضنا عدم تغميس اللقمة كاملة حتى نوفر اليدام .. ( حلوة اليدام ) . وما تبقى منه هذا إذا بقي شيء نقسمه في الغطاء ونرشفه ونتذوق طعمه الذي لا يزال في حلوقنا إلى اليوم ..
تطور بنا الحال في المتوسطة إلى أن الوالد أو الوالدة عليهم رحمة الله تعالى يعطونا أربعة قروش .. ( باقي تذكرها ) قرشين نشتري بها نصف حبه تميس والقرشين الأخرى نشترك بها مع أحد الزملاء في كاس شاهي من اليماني .. في عراء ..

بعد الانتهاء من الدوام والعودة إلى المنزل نجد الوالدة عليها الرحمة قد أعدت لنا طبقاً لذيذاً من رز بكة وسمن فقيهه .. وأحياناً خبزه وحقينة ( لبن ) أو خبزه وبراد شاهي منعنش ...

مررت بالخوف الذي ذكره الأخ نايف أثناء الدراسة ليلاً .. فقد كنت ادرس مجاميع تقوية عند مدرس ساكن في العباس والموعد بعد صلاة العشاء مباشرة ..
اطلع بعد المغرب من المناشلة متجهاً إلى الريحان من فوق المقابر لكي أمر على سعيد بن شبرق .. ثم أعود معه إلى بيته وأواصل المشي إلى القرية من نفس المكان ..
( بيني وبينك كنت أتحاشى المرور من الطريق الذي يتجه إلى قريتكم العامرة خوفاً من الميلشيات الرحبانية الموقرة) ..
فاضطر أمر على مقابر الريحان ثم مقبرة للوادي تحت بيت الدميني .. والخوف يدب في كل جزء من جسمي ..
ومرة من المرات .. كنت لابس حذاء جميل جداً ( زنوبة طويلة شوي ) ..أثناء المشي كان بعض الحجارة يقع في الطرف الطويل منها ثم تحمله وتحذف بها في ظهري وكنت ظانا أن الجن هم وراء هذا الحذف وعينك ما تشوف إلا النور .. الكتب في أيد والحذاء في أيد وماشي بسرعة 120 في تلك الطرقات غير مبالي بشيء .. النجاة النجاة .. ما عليش أطلت الثرثرة لكن الموضوع شدّني للوراء ..

إضافة جميلة من رفيق الدراسة والصبا :أبو سامي .. هذه الإضافة تستحق أن تكون موضوعا مستقلا ... لكي يستمتع الإخوة بتصفح أحداثه الشيقة

شكرا أبا سامي وتقبل خالص تحيتي




بن ناصر 12-05-2009 03:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه (المشاركة 79188)
أخي بن ناصر لقد بعثت في أملاً كاد أن يموت وتؤكد لي أن الحياة والدنيا لا زالت بخير - كم أنا سعيد باعادة طرح الموضوع ومنك بالذات وأشكرك على الترحم والثناء على والدتنا لأنكم إخواني وأنا والله لم أبالغ في وصف الواقع أشكرك شكراً يليق بنقلك وتعليقك وإثراء الموضوع من قبل المتداخلين ولن أخص أحداً بعينه لأنهم جميعاً عيوني التي أبصر بها وأذني التي أسمع بها ويدي التي أكتب بها
ألتمس العذر في التاخر ولعدم فاعلية جهازي على تكبير الخط وتلوين الحروف ولجهلي
في معالجة المشكله وخشية من تاخر مداخلتي وغياب ذاكرتي أحيانا لم أقبل التاخير
مع شكري تقبلوا مداخلتي بحصلها كما تيسر لي


تعقيب يحمل مشاعر الود من أخي الأكبر أبو صالح الذي طالما يثري المنتدى بروائع ذكرياته

بن ناصر 12-05-2009 03:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن (المشاركة 79191)
لك الشكر والتقدير يا أبا فيصل على إعادة نشر قصة نائف بن عوضه الجميلة نقلاً من منتدى رحبان إلى ساحات وادي العلي لنستمتع بسرد هذه الرواية الحقيقية وأنا معاصر هذه القصة وعشت قصة مشابهة لها مع جدي صالح بن باشه رحمه الله وجدي صالح لمن لا يعرفه رجل شجاع يسري الليل ويقطع السيل ..ذهب ذات يوم للقنص في الشدان وكان ينتظر عودة الحجل للمبيت قرب إحد الصخور بالشدان ولم يعد الحجل ، ولكن الله بفضله ومنه ابدله خيرا من ذلك حيث سمع صوت تيس علق بشجرة عرعر كثيفة الاغصان ولم يستطع الفكاك منها وقد عاد الرعاة إلى بيوتهم فمن منطلق هي لك او لأخيك او للذئب اخذ التيس وأدخله المحجاة وأخترج شفرته من غمدها وذكّاه وتركه في المحجاة وعاد لقرية الطرفين وتعشى وجلس إلى منتصف الليل وسرى عائد إلى ذبيحته ماراً بوادي السّقى في ليل أظلم ذاهباً إلى محجاته قرب عين الشدان وأنتم يا شباب رحبان خير من يعرف هذه الأماكن ..جنهم يتحلجون في النهار ..كيف لوكانت بليل أظلم وبعدين جنهم ما هم كما جنية عبد الله رمزي مسلمة دلوعة مايطلع منها إلاّ الدرر ذولي جن ..جن ماهم أي جن ..المهم وصل ذبيحته ولقيها سالمه من الذئاب لأنه غطاها [بالصلي] الحجار المسطحة لمن لا يعرف الصلي وأخذها بين أكتافه وذهب بها إلى الحلة في بيت البكري الذي كان ساكن فيه نائف ووالدته رحمها الله كان ساكن في هذا البيت واحد أسمه حسن المنكوته وهو يصير إبن عم والدي ولكنه ذو طبيعة شريرة شرس الطباع بعكس جدي كان شجاع ولكن لم يكن ذا طبيعة شريرة ولم يشأ أن يذهب بها إلى بيته حتى لايسأل من أين أتيت بهذه الذبيحة ؟ خاصة وأن زوجته جدتي عجب حريصة كل الحرص ولا تريد أن تأكل اويأكل اطفالها الا حلالا لا شبهة فيه.. فما امامه الا الذهاب إلى صديقه حسن ، وعلم انه سيفرح بها كثيرا، وجته بارده ..أريد أن أصل من هذا النشيد الطويل إلى أن جدي قد سراني في ليل أظلم ليدربني على الشجاعة سأروي قصتها فيما بعد عندما تأتي مناسبة مشابهة

لكم عاطر التحية .

علي بن حسن


ياليت الريس يكون نزل هذا التعقيب على شكل موضوع مستقل .. فأحداثه وطرافته وتعليقاته اللاذعة تستهوى الكثير من القراء وبالذات محبي هذا اللون من الذكريات

وإن شاء الله حقيبة الريس مليانة .. نحن في انتظار ما يسعد الأعضاء والله يحفظك




بن ناصر 12-05-2009 03:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن (المشاركة 79239)
استمتعت كثيرا بموضوعك يا ابا فيصل والذي اكرمتنا بنقله من منتدى رحبان الينا وهذا كرم منك ، ولم تكتف بالنقل بل اضفت عليه ( نكهة بن ناصر ) التي تجمع بين الأدب الراقي والاسلوب الجميل الممتع والطرفة وتلبس ذلك باختصار غير مخل في تناسق جميل يجبر القارئ على الاستمرار إلى النهاية بل وإلى العودة لقراءة الموضوع مرة اخرى للاستمتاع بالاسلوب .
واستمتعت كثيرا بالمداخلات وما اضافه اصحابها وما سلطوه من اضواء على تلك الحقبة من الزمن والتي ادركتها وعشتها وتجرعت مرارتها .
ووقفت متعجبا من اصرار الأخ نايف بن عوضه على التعليم ولم يقف الفقر وشبه اليتم عائقا امامه فشق طريقه في الصخر ووصل إلى قدر من التعليم مكنه من الحصول على وظيفة يكفى ريعها لتغطية مصاريف والدته رحمها الله واخيه واخته وليقوم بدور الاب والابن في آن واحد ، وعن مثل هذا الرجل المكافح فل يكتب الكاتبون .
شكرا لك يا ابا فيصل مرة اخرى وكثر الله من امثالك وحفظك من كل سوء .


تسلم على هذا التعقيب يا أبا ياسر .. والمعذرة في تأخر الرد .. وبلا شك فإن قصة أبو صالح ومعاناته الحقيقية تفرض نفسها وتجبر كل من يطلع عليها أن يتعجب من هذا الوضع الذي كان سائدا في فترة من الزمان وفي المكان الذي عشنا وتربينا فيه فترة من الزمن

شكرا لك ولا عدمناك





بن ناصر 12-05-2009 03:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الشمال (المشاركة 79179)


شاء نردن مشأأأ زأألا نين يا يا بأأأأأن نأأأأأصر
إبن الشمال عز عليه أن تطويها الصفحات وتدفنها في بطن وكرش الساحة العامة


شكر لأخي إبن الشمال على هذا الإختيار والثقة بمواضيع أخيك بالرغم من نسيانها خلف الصفحات

شكرا وألف شكر

(وما شاء الله .. أليكن .. الله يحفظكن .. ولا آآد .. تؤودها .. شاء تحرج أخوك .. قدام .. أم بشر )






الساعة الآن 01:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir