ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الضابط المنتحر (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=19603)

عبدالرحيم بن قسقس 07-27-2013 12:36 AM

الضابط المنتحر
 
.

*****
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1374874176.jpg
الجمعة 18 رمضان 1434هـ

الضابط المنتحر

http://www.albahatoday.cc/contents/authpic/226.jpg
عبدالرحمن أبورياح

لم أتصور لحظة من اللحظات، أن أكتب هذا المقال بهذه الصورة وبهذا الأسلوب، بعد أن كنت أنوي كتابته بطريقة أخرى، أتناول فيها "حسن الظن" بالناس بعد لقائي به قبل عدة أشهر. أما وقد " سبق السيف العذل " وانتقل الذي كنت أرغب التحدث عنه إلى رحمة الله ، وكثر الحديث عنه لدى عدد من الناس " بسوء الظن " مع الأسف الشديد. لذا أقول مستعينا بالله متوكلا عليه؛ أن هذا الشخص كنت أعرفه منذ عدة سنوات عندما كان يأتي إلى مكتبي بهدوء، بهدف زيارتي والتحدث معي. فقد كان – يرحمه الله – يشعر براحة واطمئنان وهو يتجاذب معي أطراف الحديث عن أمور شتى. كنا نتحدث سويا في الثقافة والأدب وفي الدين والمعاملة وحسن الخلق ، في التربية التي كانت تأخذ جل حديثنا. لقد كان – يرحمه الله – يرى في هذا العبد الفقير إلى الله ما لا أراه في نفسي ، فأنا أعرف نفسي جيدا. وما أن يغادر مكتبي حتى يلح علي أن أزوره في منزله لألتقي بأبنائه وأتعرف عليهم. كنت أوعده خيرا .. وأنا صادق. ولكن لم يتسن لي ذلك نظرا لكثرة مشاغل الحياة.

برغم أن الحبيب الفاضل العقيد عبدالرحمن العلياني – غفر الله له - كانت تربطني به علاقة متينة نشأت في مكتب جريدة المدينة. إلا أنني لقيته يوما ما يحقق في قضية قتل – أجارنا الله وإياكم -، ونظرا لرغبتنا كإعلاميين الخروج من هذه القضية بمادة دسمة ترضي نهم القارئ وتميز الصحيفة عن غيرها، ومع الأسف ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) .. فقد استبشرت خيرا لرؤيتي له. وقلت في نفسي؛ لقد جاءك ما تتمنى وسيعطيك العقيد عبدالرحمن التفاصيل الكاملة. ولكنني فوجئت به يقول: عذرا أخي عبدالرحمن فأنا لا أرغب منك الاقتراب من موقع الجريمة، ويمكنك التواصل مع الناطق الاعلامي. أصدقكم القول أنه رغم عباراته تلك التي أزعجتني بحكم العلاقة الشخصية التي بيننا، إلا أنني تقبلتها منه وقدرت موقفه، فهو كان يحقق في قضية مأساوية – ليس هذا مكان الحديث عنها - .

بعد فترة زارني في مكتبي ليبلغني أن ابنه تم قبوله من ضمن الطلاب الموهوبين الذين ترشحوا لزيارة ماليزيا. راغبا مني مقابلة ابنه لأعطيه بعض الجرعات التي يستفيد منها في رحلة " ثمينة " كهذه. كنت أعرف حرص الرجل – يرحمه الله – على أن يكون أبنائه من المتميزين، وهم كذلك – ولله الحمد- .

في يوم من الأيام دخلت المسجد القريب من منزله لتأدية صلاة المغرب. فما إن رأيته حتى " هشيت وبشيت " في وجهه. فلم يعرني اهتماما ولم يرد علي التحية. لا أخفيكم أنني حينها "أسأت الظن" في الرجل. ولكنني بدأت أسترجع علاقتي معه لأتذكر هل بدر مني شيء يضايقه حتى يقابلني هذه المقابلة الفجة. تركته في حاله وانصرفت للصلاة.

وفي المرة القادمة وجدته يقف في أقصى اليمين في الصف، فقلت في نفسي " والله لأصلي بجانبه وبعد الصلاة أسلم عليه وأستكشف ما بداخله، لعل هناك من وشى بيني وبينه".

كان الرجل حينها يلبس "الفروة" في جو لطيف!! وبعد الصلاة ، ألقيت عليه التحية. فبادلني بمثلها، ولكنه كان يحاول أن يداري وجهه عني. قلت له؛ سلامات أخي عبدالرحمن .. عسى ما شر؟ أجابني بكلمات كلها حزن وأسى قائلا: والله يا أبا محمد لا أدري ماذا أصابني. ثم استطرد قائلا : أنا منذ عدة أشهر وأنا أعاني حالة اكتئاب شديدة. لا أريد مقابلة أحد ولا التحدث إلى أحد، ولا أستطيع النوم، ولقد راجعت العديد من المستشفيات وقرأ علي العديد من المشايخ واستخدمت الكثير من الأدوية. ولكن بدون فائدة . لا أعلم - والله - من أين أتى لي ذلك؟ وماذا أعمل؟

ثم تنهد تنهيدة طويلة والحزن يكسو وجهه وقال: أطلب منك يا أخي أن تدعو لي. فأنا في أمس الحاجة إلى الدعاء. عندها بدأت في تهدئة روعه وتذكيره بالله، وأنه رجل "جلد" يستطيع أن يصبر على مثل هذه ألأمراض ويترك أمره إلى الله عز وجل فهو كفيل أن يرفع ضره. عندها ودعته وأنا حزين جدا من الحالة التي وصل إليها. سائلا الله له الشفاء العاجل.

قبل عدة أيام تفاجأت بالخبر كالصاعقة أنه وُجد في منزله وقد فارق الحياة حيث اشارت التحقيقات المبدئية انه هو الذي أقدم على الانتحار.

وأخيرا أيها الأحبة. لقد كان العقيد عبدالرحمن رجلا هادئا رزينا يحب الخير للناس. حريصا على تربيته لأبنائه تربية حسنة. رجلا يحمل أدبا جما. ولكن في الآونة الأخيرة اشتد عليه المرض – يرحمه الله – حتى حدث ما حدث. فعلينا أن نحسن الظن بالناس وأن ندعو الله له أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما أصابه كفارة له. فلا نعلم كيف تكون نهاياتنا. نسأل الله حسن الخاتمة.

(منقول من صحيفة الباحة اليوم)
*****

عبدالرحيم بن قسقس 07-27-2013 12:38 AM

.

*****

رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح جناته
وعوضه الله بالجنة

شكراً أبا محمد

*****

عبدالرحمن أبورياح 07-27-2013 03:21 AM

شكرا لك أخي الغالي عبدالرحيم على نقلك للمقال هنا
وأسأل الله أن يتغمد العقيد عبدالرحمن العلياني بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأمواتنا وأموت المسلمين أجمعين ... آمين

صالح بن سعيد 07-27-2013 02:57 PM

غفر الله واسكنه فسيح جناته

شكراً للأخ عبدالرحمن ابو رياح على توضيح الحقيقة
وشكراً لعبد الرحيم لنقل الموضوع لنا

نايف بن عوضه 07-27-2013 05:24 PM


إما أن الناس يعرفون عنك ما ل تعرفه عن نفسك فهذا تواضع النبلا ء والحقيقة أن معدنك يشهد لك وانا من شهود الله في أرضه اعرف سمو أخلاقك وترفعك ودبلوماسيتك التي لم انثني وانحني بعد الله احتراما إلا لها
العلياني حسب ما بلغني من احد الأصدقاء من قذانه ينتسب لعليان المجاورة لهم وما سمعوا عنه الا كل خير وقد أذهلهم خبر انتحاره كما أذهلك 0 ندعو له بالرحمة وان يتجاوز الله عنه ويعصم أهله وذويه بالصبر وشكرا على هذا التعريف الراقي في وضوحه وسلاسته تحياتي 00

عبدالرحمن أبورياح 07-30-2013 03:40 PM

جزيت خيرا أخي صالح سعيد ، ونسأل الله للفقيد أن يتغمده بواسع رحمته

عبدالرحمن أبورياح 07-30-2013 03:43 PM

أخي الأكبر وفي منزلة والدي : نايف عوضه
لقد ألبستني ثوبا لا أستحقه ، فأنت والله من يُكن له الاحترام والتقدير. بصماتك واضحه ، وجهودك ملموسة ، وانت وفيّ ابن وفيّ.
لك مني خالص الدعاء بأن يحفظك الله بحفظه ويكلأك برعايته
أما قصة العلياني فقد أذهلت الكثير من الناس.
واللهَ نسأل أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته
وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان

عبدالله أبوعالي 07-30-2013 05:34 PM


نسأل الله له القبول والرحمه والعفو
والشكرلك أستاذ عبدالرحمن على
إيضاح ماخفي علينا .

عبدالرحيم بن قسقس 08-03-2013 02:42 PM

.

*****

رحم الله عبدالرحمن رحمة الأبرار واسكنه فسيح جناته
وعوضه الله بالجنة وتجاوز عنا وعنه

الأخوة الكرام المحترمين:
عبدالرحمن أبورياح
صالح بن سعيد
نايف بن عوضه
عبدالله أبو عالي
لكم خالص الشكر والتقدير على المرو والمشاركة والدعاء للفقيد

*****

عبدالرحيم رمزي 08-07-2013 03:48 AM

غفر الله له واسكنه فسيح جناته


الساعة الآن 02:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir