ساحات وادي العلي - مع خالص الحزن

مع خالص الحزن

ضعي الثياب في الحقيبة
إنه وقت الرحيل ...
لم يبقَ إلا ساعتان على السفر
حتى أعود لوحدتي رجلا غريبْ
وترجعي أنت إمرأة وحيدة
مثل أشجار النخيل!!
ما نفع دمعك إذ يبلل أضلعي
هيا انهضي...
فليس في يدك البديل!!
لم انغمستِ بين ساعديَّ
يا جميلتي
كالطفلة الصغرى التي ...
تريد صيد المستحيلْ!!
لم تكومت ؟!
كقطةٍ على صدري الحزين
قومي انهضي ...
لا تبكني
هي لعبة الأيام
في الزمن البخيل !!

فستانك الخمريَّ يعجبني كثيراً
فأرتديه...
إني أحب أن أراك جميلةً
كبراءة الطفل الصغير!!
وأحب أن أرمي على أكتافك البيض
من دمعي الغزيرْ
قومي وخليني أساعدكِ
يا جميلة العيون

قومي لألبسك الأساور والحريرْ
ماذا ترى يبكيك – يا حبيبتي - ؟
في صدق موعدنا الأخيرْ؟!
قومي استغلي الوقت في طي الثياب

وطي قصتنا التي
زُرعت على ثغر الطيورْ
وضعي بقرب ( أحمر الشفاه ) صورتي
وقصيدتي السمراء!!
يا من كُنتِ فيها أنتِ سيدة الشعور
وبين ( مسكارا العيون ) و ( الطلاء )
لا تنسي أن تضعي
من الشوق الكثير!!

قومي إنهضي ...
فعلام نحن ننتظرْ ؟!
جواز سفرك بيننا
يكاد من فرط إشتياقه للخروج أن يفرْ !!
وتذكرة السفر
يشدها الحنين للسفرْ
حتى حقيبتك القديمةْ
ترجوك ألا تتركيها
بين نيران الضجر !!
قومي ارحميها يا مليكة النساء
بل ارحميني من دموعك التي
فاضت على صدري مطر !!
فمكان وجهك إحتراق ملتهب
ومحل يدك حول عنقي
إشتعال مُستعر !!

ماذا تريديني لأجلكِ أفعلُ !
وقلتي يكاد أن يخونها من العِبر
أنا ما بكيت في حياتي...
غير مرتين اثنتين
يوم التقيتك من شديد فرحتي
والآن وأنت تسافرين كالقمر !!
وما اعترفت منذ أن عانقت عمري بالصغِرْ
لا بالخنوع – لكبريائي – أو الخضوع
لكنني أمام حزنك أنت – سيدتي أُقِرْ
فأنتِ فاكهة النساء
وأنت سيدة البشر

فسافري عني بعون الله – يا حبيبتي-
حتى أرى من فينا ينتصر !!
أنا وعيناك المحملتان بالقصائد
والهدايا ... واللعب
أم القدر؟؟؟
قومي اجمعي اجزاءك المتناثرة
فما وصلنا بعد
حد الإنكسار أو الفناء!!
وثقي حياتي انني
دوماً أحبك دونما أي انتهاء

وإنني أحتاج حبك مثلما
تحتاج رئتايَّ الهواء
فتشجعي...
هيا وقومي للسفرْ
وتسرّحي...
وتعطري هذا المساءْ

كل المرايا تحت أمرك فاطلبي
ودعي عيونك تأمرني بما تشاءْ
فالله- حين جئت كي ألقاكِ –
أهداني السماء
قومي...
فوجهك صار غسقي بقرب المدفأةْ

يا أحلى
ويا أنقى النساء

احبك
في الغروب
عند المساء