مقتطفات من برنامج/ نور على الدرب - لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
. ***** بهدف الفائدة سأنقل في هذا الموضع بعض مما هو موجود بموقع سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر له دون زيادة أو نقصان ***** |
. ***** حكم اختلاف الصيام بين البلدين المتجاورين السؤال: إذًا: حتى ولو كان البلدان ملتصقين، واختلف صيامهما، لا يؤثر ذلك؟ الجواب: نعم لا يؤثر، لهم رؤيتهم وللآخرين رؤيتهم؛ لأنه كل بلد ملتصقة، -مثلًا- السعودية ملتصقة بالأردن، مثلاً عند حدود الشام، وإذا استقلت الأردن أو مصر برؤيتهم لأسباب اقتضت ذلك عندهم وعند علمائهم، أو السعودية استقلت بسبب ذلك، فلا بأس بذلك، كما قرره مجلس هيئة كبار العلماء، وكما قرره العلماء. وأصل هذا ما ثبت عن ابن عباس، هذا هو الأصل، ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق كريب أنه قدم على المدينة قدم من الشام، قال: (فأتيت ابن عباس فسألني عن رؤية أهل الشام؟ قلت: نعم، رأيناه ليلة الجمعة، وصمنا يوم الجمعة في الشام، وصام معاوية وصام الناس، فقال ابن عباس: نحن رأيناه يوم السبت، فلا نزال نصوم حتى نرى الهلال أو نكمل العدة، فقال كريب: أفلا تكتفي برؤية معاوية والناس؟ قال: لا، هكذا أمرنا نبينا عليه الصلاة والسلام). يعني: بقوله: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فابن عباس تأولها على أنها لا تعم الناس، بل تخص كل دولة وكل بلد بنفسها إذا تباعدت عن البلد الأخرى، كبعد المدينة عن الشام ونحو ذلك، هذا فقه ابن عباس ورأيه، وعمل به جماعة من أهل العلم، وقالوا: لكل أهل بلد رؤيتهم إذا تباعدت البلاد، بعض التباعد، هذا هو الأصل في هذه المسألة. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
. ***** حكم الحساب الفلكي في دخول الشهر وخروجه السؤال: تعتمد الرؤية في بعض البلاد الإسلامية وفي تحديد مواعيد دخول شهر الصيام أو دخول شوال أو كذلك دخول ذو الحجة على الحساب الفلكي دون الرؤية، كما أن الإعلان عن ذلك يكون عادة عن طريق جهة الإفتاء والشئون الدينية في البلد، فهل يعتمد الحساب وهل يؤخذ بقول تلك الجهات أم يؤخذ بأخبار الإذاعات عن البلاد التي تعتمد الرؤيا؟ الجواب: الواجب في إثبات الأهلة في الحج وفي رمضان الواجب هو الرؤية، كما قال النبي ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة وقال عليه الصلاة والسلام: لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروا الهلال، فإن غم عليكمم فأكملوا العدة في عدة أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما عن النبي عليه الصلاة والسلام، وقال إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا وذكر بيديه الثنتين.. بسط يديه الثنتين وكررها ثلاثاً يعني: ثلاثين وهكذا وهكذا وهكذا وخنس واحدة خنس الإبهام، يعني: تسعاً وعشرين فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة في لفظ: فأكملوا ثلاثين في لفظ آخر: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين في لفظ ثالث: فصوموا ثلاثين هكذا أوضح النبي عليه الصلاة والسلام. أما الحساب فلا يعتمد ولا يجوز التعويل عليه وقد نبهنا على هذا غير مرة وكتبنا في هذا مرات كثيرة، وذكر أبو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام رحمه الله أن العلماء أجمعوا على أن الحساب لا يعتمد في إثبات الأهلة، وإنما العمدة هو رؤية الهلال أو إكمال العدة فإذا رئي شعبان -مثلاً- ليلة الأحد وجب إكماله فيكون الصوم بالثلاثاء لأن كماله يوم الإثنين، والصوم بالثلاثاء، إذا لم ير الهلال ليلة الإثنين ولو قال الحاسبون: إنه يدخل يوم الإثنين، ما عليه عمل، وكذلك لو قال الحاسبون: إنه لا يدخل إلا يوم الأربعاء فلا عبرة بقولهم، يصام بالثلاثاء؛ لأنا كملنا شعبان ثلاثين؛ لأنه دخل ليلة الأحد فإذا لم ير ليلة الإثنين كملناه ثلاثين لقوله ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين فأكملوا العدة ثلاثين وقد أكملنا بحمد الله ثلاثين وهكذا. فالمقصود أنه لا يعول على الحساب وعلى قول الحاسبين، وإنما التعويل على الرؤية، هكذا أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام وهكذا درج سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، وهكذا نقل الإجماع على ذلك من ذكرنا وهو أبو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام وبين ذلك آخرون من أهل العلم. وأما وجود من خالف في هذا من المتأخرين فلا يلتفت إليهم، ولو كانوا كباراً ولو كانوا علماء لا يلتفت إليهم في هذا الأمر؛ لأنهم خالفوا السنة والله سبحانه يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59] ويقول سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] وهذه المسألة إذا ردت إلى كتاب الله فالله يقول: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [المائدة:92] ويقول: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] ويقول سبحانه: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] ويقول : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65] هكذا جاء في كتاب الله العظيم، ويقول النبي ﷺ كما تقدم في الأحاديث: لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروا الهلال فإن غمي عليكم فأكملوا العدة وفي لفظ آخر: لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة،، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكلموا العدة، فإن غبي عليكم فأكملوا العدة ثلاثين فهذا أصرح شيء وأبينه في كلام النبي عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز أن يعول على ما يخالف ذلك، والله ولي التوفيق. المقدم: جزاكم الله خيراً. منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
. ***** عدم اشتراط اتفاق المسلمين في بدء الصوم السؤال: شيخ عبدالعزيز مع مطلع هذا الشهر الكريم يتحدث الناس بطبيعة الحال عن الرؤية، وتسمع عبارات يرددها البعض فيقولون مثلاً: لو اتفق المسلمون على بدء الصيام في يوم واحد والفطر في يوم واحد، ويرون أن هذا من وحدة الصف ومن وحدة المسلمين، هل يمكن أن يتحقق ذلك سماحة الشيخ، أرجو أن تتفضلوا ببيان وجه الحق في هذا؟ الجواب: العبادات ليست إلى البشر باختيارهم وآرائهم، العبادات توقيفية تلقاها المسلمون عن ربهم في كتابه العظيم وعن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام في سنته الصحيحة، وليس لأحد أن يخترع شيئاً من كيسه فيجمع الناس على شيء لم يجمعهم الله عليه ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، فالله جل وعلا أمر رسوله أن يبلغنا متى نصوم ومتى نفطر، فعلى العباد أن يمتثلوا أمر الله ورسوله، فقال عليه الصلاة والسلام: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة، وقال: لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروا الهلال فإن خفي عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، وقال عليه الصلاة والسلام: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ثم صوموا ثلاثين أيضاً، ثم صوموا ثلاثين، فالمؤمنين هكذا معمدون من رسول الله ﷺ بأن يتحروا دخول الشهر وخروجه، فإن ضبطوا شهر شعبان ثلاثين صاموا، وإن رئي الهلال لليلة ثلاثين من شعبان صاموا، ثم بعد ذلك رمضان هكذا إن رأوا هلال شوال للثلاثين أفطروا وصار شهرهم تسعاً وعشرين، فإن لم يروا الهلال ليلة شوال صاموا ثلاثين، هكذا أمرهم نبيهم عليه الصلاة والسلام، والأمة كذلك في جميع الدنيا عليهم هذا الأمر، عليهم أن يعملوا ما قاله الرسول ﷺ، فإذا رئي في بلد من بلدان المسلمين وصاموا بالرؤية فقد تنازع العلماء في ذلك، هل يلزم جميع أهل الأرض أن يصوموا بصومهم؟ على قولين لأهل العلم: منهم من قال: يلزم. وذكره بعضهم قول الجمهور أنه يلزم بقية المسلمين أن يصوموا، إذا ثبت في السعودية مثلاً أو في مصر أو في الشام أو في كذا أو في كذا برؤية شرعية وجب على الباقين أن يصوموا معهم، إذا ثبت ذلك من طريق محكمة شرعية معتمدة يوثق بها. وقال آخرون من أهل العلم: لا يلزم ذلك، بل لكل أهل بلد رؤيتهم؛ لأن المطالع تختلف وتتباعد بعض الأحيان كما بين أمريكا والجزيرة العربية، وبين أمريكا ومصر والشام وأشباه ذلك. واحتجوا على هذا بما ثبت في الصحيح؛ صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قدم عليه كريب من الشام فسأله قال: متى صمتم؟ قال: صمنا يوم الجمعة، ورأى الناس الهلال وصام معاوية وصام الناس، قال ابن عباس: نحن رأيناه في المدينة ليلة السبت فلن نزل نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه. فقال له كريب: ألا تكتفي برؤية معاوية والناس؟ قال: لا، هكذا أمرنا الرسول ﷺ، حيث قال لنا: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين فـابن عباس رأى أن الحديث لا يعم الدول كلها والبلاد كلها، وأن كل بلاد منفصلة عن بلاد وبعيدة عنها تختلف مطالعها فلها أن تستقل برؤية، وتابعوه على هذا جماعة من أهل العلم وقالوا بمثل قول ابن عباس. وقال الأكثرون: القول هو قول من قال بالعموم؛ لأن الأدلة عامة، لأنه قال ﷺ: (صوموا) والخطاب للأمة ما هو لأهل المدينة، الخطاب للأمة كلها، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، وهكذا قوله: «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروا الهلال، ليس المراد المدينة المراد: الأمة، وقال عليه الصلاة والسلام: نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وأشار بأصابعه العشرة ثلاث مرات -يعني: ثلاثين- والشهر هكذا وهكذا وهكذا وخنس إبهامه في الثالثة -يعني: تسعاً وعشرين- ثم قال: فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروا الهلال، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، فهذه أخبار صريحة صحيحة ظاهرها العموم، ولكن الناس قد لا يثقون ببعض الدول في رؤيتها، وقد يتهمون بعض الدول بأنها تعتمد على الحساب والحساب لا يعتمد عليه عند جميع أهل العلم. أجمع العلماء من أصحاب النبي ﷺ ومن تبعهم بإحسان إلى أنه لا يعتمد الحساب في الرؤية، حكى ذلك أبو العباس ابن تيمية وجماعة، وحكى بعضهم خلافاً شاذاً في ذلك. فالحاصل أن الحساب لا يعتمد عليه بنص الرسول ﷺ، فدعوى الناس أن الحساب ينبغي أن يعتمد عليه، وأنه متى ولد الهلال اعتمد ومتى لم يولد لم يعتمد هذا مصادم للسنة، ومصادم لقوله: إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب، هذا يجب أن يطرح، وأن يعمل بقوله ﷺ: صوموا لرؤيته الحديث.. لا تصوموا حتى تروا الهلال، والنبي ﷺ أنصح الناس وأفصح الناس وأعلم الناس وأكملهم أمانة، فلو كان يجوز للناس أن يعتمدوا الحساب لقال: إذا عرفتم الحساب وتبين لكم الحساب فاعتمدوه، يعرف أن يقول هذا الكلام، وهو أقدر الناس على الكلام عليه الصلاة والسلام، وهو مأمور بالبلاغ فقد بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام، فلم يقل للناس: احسبوا واعتمدوا الحساب إذا وجد فيكم من يحسب، ولا تزال الأمة أكثرها لا يعرف الحساب من شرقها إلى غربها، ثم لو عرفه نصفهم أو أكثرهم أو كلهم لم يجز لهم أن يعتمدوه؛ لأن عليهم الاتباع لا الابتداع، عليهم أن يتبعوا الرسول ﷺكما قال الله : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]، وقال سبحانه: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ.. [النور:63] يعني: يحيدون عن أمره أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، ويقول : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]، ويقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، قال أهل العلم: الرد إلى الله الرد إلى القرآن العظيم، والرد إلى الرسول ﷺ الرد إليه في حياته عليه الصلاة والسلام، وبعد وفاته الرد إلى سنته الصحيحة، في حياته كان يعمل بالرؤية فإن لم ير أكمل الشهر، وبعد وفاته أرشدنا ماذا نعمل قال: افعلوا كذا وافعلوا كذا، فالواجب على الأمة أن تمتثل أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن تقف عند الحد الذي حده، وأن تحذر خلاف ذلك، فإذا لم تقتنع الدولة المعينة لرؤية الدولة الأخرى اعتمدت رؤيتها عندها وعلماءها عندها، فتنظر ما يقوله العلماء عندها علماء الشرع وتعتمد على ذلك ولو خالفت دولة أخرى؛ لأنها قد لا تقتنع برؤيتها، قد تظن أنها أخطأت في رؤيتها، أو الشهود أخطئوا، فليس في إمكان الناس أن يجمعوا قلوب الناس وعقولهم على عقل واحد ورأي واحد، هذا إلى الله سبحانه وتعالى، فمن اطمأن إلى رؤية البلد أو الدولة صام معها قرب أو بعد، ومن لم يطمئن لأن الدولة تحكم غير الشريعة ولا تحكم بالشريعة، أو لأسباب أخرى منعت من اتباع تلك الدولة فإنه يستقل ويعمل بما ثبت لديه من الرؤية ولو سبقت دولة أخرى أو تأخر عنها في الصوم والفطر، فالأمر في هذا واسع والحمد لله ولا حرج على الناس في ذلك، ولا يضرهم اختلاف صومهم وعيدهم، لا يضرهم في ذلك ماداموا متمسكين بالشرع وطالبين ما قاله الله ورسوله، ومتمسكين بحكم الله ورسوله، لا يضرهم ذلك والله ولي التوفيق. المقدم: جزاكم الله خيراً، معنى هذا أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يميل إلى الرأي القائل بأن لكل بلد رؤيته؟ الشيخ: نعم، عند عدم تيسر الاجتماع، أما إذا تيسر الاجتماع واطمأن الناس إلى دولة يثقون بها ويطمئنون إليها فإنهم يجتمعون عليها، وعندي أن الدولة السعودية أولى الدول في هذا المقام؛ لأن المحاكم بحمد الله تعتني بهذا وتجتهد في توثيق الشهود ولا تعمل إلا بالرؤية، فإذا عمل الناس بما ثبت في السعودية فقد أحرزوا لدينهم، وقد احتاطوا لدينهم والحمد لله. المقدم: بارك الله فيكم، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق الساعات التي قد يستمع إليها أهل الشرق أو أهل الغرب سماحة الشيخ؟ الشيخ: نعم، لابد من هذا لابد منه، لكن متى اتفقوا معهم في ليلة ولو في الجزء الأخير عمهم الأمر. نعم. المقدم: بارك الله فيكم. منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
. ***** حكم التهنئة بحلول شهر رمضان السؤال: هذا المستمع أبو بادي من الرياض يقول: سماحة الشيخ في أول يوم من شهر رمضان وبعد صلاة الظهر قام جماعة المسجد بالسلام فيما بينهم والتهنئة بدخول الشهر الكريم، وقد أنكر عليهم أحد الإخوان وقال: بأن السلام والتهاني في الأعياد فقط، فهل كلامه صحيح؟ وهل التهنئة بدخول رمضان جائزة؟ الجواب: لا بأس به، ما أعلم فيها بأس؛ لأنه شهر كريم فيه خير عظيم فالتهنئة به لا بأس بها والحمد لله، مثلما يهنأ بالولد والمنزل الطيب والقدوم من السفر والسلامة كل هذه أمور بين المسلمين لا بأس بها، ومثلما قال الله في حق المرأة إذا سمحت لزوجها : فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا [النساء:4]. نعم. المقدم: يا سماحة الشيخ! هل هناك صيغ أو عبارات في التهنئة؟ الشيخ: بارك الله لكم في الشهر أو ليهنئكم قدوم الشهر، أو يهنئكم بلوغ الشهر أو ما أشبه ذلك. المقدم: أو مبارك هذا الشهر؟ الشيخ: كله طيب. المقدم: جزاكم الله خير يا سماحة الشيخ منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
. ***** حكم التهنئة بقدوم رمضان السؤال: هذه رسالة وردتنا من الباكستان يقول مرسلها قمر الزمان عرفان الباكستان: ما حكم استقبال رمضان والبشارة به والتهاني به من قبل الأصدقاء والرفاق؟ الجواب: رمضان شهر، عظيم شهر مبارك يفرح به المسلمون، وكان النبي ﷺ وأصحابه يفرحون به، وكان النبي ﷺ يبشر أصحابه بذلك، فإذا فرح به المسلمون واستبشروا به وهنأ بعضهم بعضاً في ذلك فلا حرج في ذلك، كما فعله السلف الصالح؛ لأنه شهر عظيم ومبارك، يفرح به لما فيه من تكفير السيئات وحط الخطايا والمسابقة إلى الخيرات في أعمال صالحات أخرى. نعم. منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
. ***** حكم لعن المسلم وهل يكون أشد في رمضان؟ السؤال: سؤاله الثاني والأخير يقول: ما حكم اللعن في رمضان؟ الجواب: اللعن في رمضان وفي غيره محرم، والواجب ......... الله جل وعلا أوجب على عباده حفظ ألسنتهم مما حرم عليهم، قال سبحانه: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] وقال: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12]، فالإنسان مأمور بالحفظ بحفظ لسانه وصيانة جوارحه عما حرم الله عليه، والرسول ﷺ قال: لعن المؤمن كقتله فشبه اللعن بالقتل وقال: إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة قال: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء، فالسب واللعان أمر منكر، وقال عليه الصلاة والسلام: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. فالواجب على المؤمن حفظ اللسان وهكذا المؤمنة يجب عليهما حفظ اللسان عما حرم الله من السباب والكذب وقول الزور سواء في رمضان أو في غيره، لكن في رمضان يكون الإثم أشد، إذا كان السب في رمضان أو في أيام ذي الحجة تسع ذي الحجة يكون التحريم أشد والإثم أكثر، وإلا فاللعن محرم في جميع الأوقات وجميع الأماكن، على المؤمن أن يحذر ما حرم الله وهذا في كل وقت من شتم ولعن وقول زور وغير ذلك، لكن في مثل رمضان وفي أيام ذي الحجة يكون الإثم أكثر وأشد، نسأل الله السلامة والعفو. نعم. منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
. ***** حكم صلاة التراويح بنية العشاء س: إذا جاء المسلم إلى المسجد ووجد الجماعة يصلون التراويح وهو لم يصل العشاء فهـل يصـلي معهم بنية العشـاء؟ ج: لا حرج أن يصلي معهم بنية العشاء في أصح قولي العلماء، وإذا سلم الإمام قام فأكمل صلاته، لما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل أنه كان يصلي مع النبي ﷺ صلاة العشاء ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة ولم ينكر ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، فدل على جواز صلاة المفترض خلف المتنفل، وفي الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه في بعض أنواع صلاة الخوف صلى بطائفة ركعتين ثم سلم، ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين ثم سلم، فكانت الأولى فرضه، أما الثانية فكانت نفلاً وهم مفترضون، والله ولي التوفيق منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
. ***** حكم من صام رمضان وهو تارك للصلاة متهاونًا السؤال: بعض الشباب هداهم الله يتكاسلون عن الصلاة في رمضان وغيره، ولكنهم يحافظون على صيام رمضان ويتحملون العطش والجوع. فبماذا تنصحهم وما حكم صيامهم؟ الجواب: نصيحتي لهؤلاء أن يفكروا مليًا في أمرهم، وأن يعلموا أن الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن من لم يصل وترك الصلاة متهاونًا فإنه على القول الراجح عندي الذي تؤيده دلالة الكتاب والسنة أنه يكون كافرًا كفرًا مخرجًا عن الملة، مرتدًا عن الإسلام، فالأمر ليس بالهين، لأن من كان كافرًا مرتدًا عن الإسلام لا يقبل منه لا صيام ولا صدقة ولا يقبل منه أي عمل؛ لقوله تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:54]. فبين الله أن نفقاتهم مع أنها ذات نفع متعد للغير لا تقبل منهم مع كفرهم، وقال : وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23]، وهؤلاء الذين يصومون ولا يصلون لا يقبل صيامهم بل هو مردود عليهم مادمنا نقول: إنهم كفار، كما يدل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. فنصيحتي لهم أن يتقوا الله ، وأن يحافظوا على الصلاة ويقوموا بها في أوقاتها ومع جماعة المسلمين، وأنا ضامن لهم بحول الله أنهم إذا فعلوا ذلك فسوف يجدون في قلوبهم الرغبة الأكيدة في رمضان وفيما بعد رمضان على أداء الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين. إن الإنسان إذا تاب إلى ربه وأقبل عليه وتاب إليه توبة نصوحًا فإنه قد يكون بعد التوبة خيرا منه قبلها، وقد ذكر الله عن آدم عليه الصلاة والسلام أنه بعد أن حصل ما حصل منه من أكل الشجرة، قال الله تعالى: ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى[طه:122] منقول من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله ***** |
الساعة الآن 03:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir