ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الفصيح (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=87)
-   -   رحلةٌ باريسية !! (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=16660)

مشرف عام3 02-23-2012 10:08 AM

رحلةٌ باريسية !!
 
تأبطت سائدة وسادة أسطوانية الشكل كجذع شجرة ملساء، ومضت متكئة في رحلة سياحية خارج نطاق المجموعة الذهنيّة ، فحلّت سائحة تحت أعمدة برج إيفل في مدينة باريس العاصمة الفرنسية الشهيرة ، وأثناء تجوالها رأت عمّال الطلاء يطلون البرج صعوداً وهبوطاً لحماية هذا المعلم التاريخي الشهير من تآكل الصدأ ، فخطرت على بالها فكرة جهنمية
وهي بأن تدفع بولدها العاطل عن العمل إلى أولئك العمّال ، والمهندسين الأكفاء ، ليعمل معهم ويكتسب مهارات فنيّة عالية ، بعد أن كلّ من البحث عن وظيفة يؤمّن بها مستقبله في بلده ، فدفعت به إليهم قائلة له : سأتركك هنا يابني وأمضي ، فإن نجحت في عملك
فلا تألو جهدا في ذكر فضائلي عليك ، ولاتزهو بنفسك ، بل ثق بالله ثم بقدراتك لتبزّ أقرانك من هؤلاء ، وإن لم يحالفك الحظ ولم تنجح ، فلاتلومنّ إلاّ نفسك المترددة ، وركونك إلى الكسل والدعة ، فهي من جعلك تراوح في ساحات العاطلين ، وتتأخر خطواتك عن ركب العاملين واعلم بأن الأرزاق بيد الله يهبها للمتوكلين الجاااادّين ،
ويمسكها عن المتخاذلين ، المتواااكلين عن طلبها ، ثمّ انصرفت تتجوّل مابين البرج ، والنهر سائحة قلقة على مصير ولدها الوظيفي ، وأثناء التجوال شعرت بالبرد يلفح وجهها حينماسارت بمحاذاة نهر السين ، وفي لحظة شرود ، ودونما انتباه لموضع قدميها انزلقت ، فوقعت في النهر ، وأخذت تغالب الغرق ، ولم تكن تتقن السباحة مطلقاً ، فشعرت بالإختناق يطبقُ على أنفاسها ، فجاهدت ، وجالدت حتى استطاعت القفز ، فقفزت خارج النّهر بأعجوبة ، وهي مبللة الثياب ترتعد فرائصها
من شدة البرد ، فتشبثت برداء صوفي وجدته ملقى بجانب النّهر فاشتملت به وانزوت في حضن عمود برونزي اللون ضخم
وأخذت تفرك عينيها ، وتمسح وجهها براحتي يديها ، فإذا بها في صالة بيتها متقرفصة بجوار منضدة خشبية ضخمة ملتحفة بلحاف أزرق ،
وصوت التلفاز مرتفع يجلجل في الصالة
والمذيع لايزال يصف السياحة حول برج إيفل في برنامج وثائقي بعنوان تثمين مالايقدّر بثمن
في قناة ناشيونال جوغرافيك ، فنهضت وبدلت ثيابها المبللة جراء انسكاب كوب ماء على ملابسها كان بيدها أثناء إغفاءتها القصيرة
أمام شاشة تلفازها الضخمة والمعلقة على جدار صالتها ،
وعادت لتتابع سائر القنوات الأخرى ، وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل
رحلتها الباريسية وخوفها على مستقبل ولدها !!

غامداوي 02-24-2012 10:03 PM

قصة قصيرة جدا غير انها تحمل بين سطورها القليلة ابداع ادبي كبير.

وايضا تحمل افكار استطاع المؤلف ان ينثرها في اسلوب رصين

شكرا .... مشرف عام 2 علي تلك الابداعة الادبية التي نقلتيها لنا فجاءت كشطيرة سدت عنا الجوع الي ادب رفيع قلما ان نجده في سطور قليلة

مشرف عام3 02-25-2012 05:10 AM

ممتن لك أخي غامداوي
على سخاء مرورك وكريم حضورك
بهذه الرحلة الباريسيّة لأحدهن

دمت بسعادة وحبور
مودتي فاضلي

نايف بن عوضه 02-25-2012 11:41 AM

انني احب هذا النوع من القصص التي فيها معاني انسانيه نبيله وتلك وسيله 0 للارتقاء بالذوق العام وحسن التوجيه الغيرمباشر 0
يعجبني فيك اختيار مواضيعك
ويعجبني تنوع مشاربك الثقافيه
ويعجبني حرصك على التواجد على كل طرح
ويعجبني اهتمامك بالرد على من تداخل على طرحك
وهذه من انبل الصفات الحميده التي اكتسبت بها حبنا واعجابنا واعذرني انا خاصة ان قصرت او تاخرت فحالي قد لا يخفى عليك تحياتي 00

مشرف عام3 02-26-2012 05:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه (المشاركة 150151)
انني احب هذا النوع من القصص التي فيها معاني انسانيه نبيله وتلك وسيله 0 للارتقاء بالذوق العام وحسن التوجيه الغيرمباشر 0
يعجبني فيك اختيار مواضيعك
ويعجبني تنوع مشاربك الثقافيه
ويعجبني حرصك على التواجد على كل طرح
ويعجبني اهتمامك بالرد على من تداخل على طرحك
وهذه من انبل الصفات الحميده التي اكتسبت بها حبنا واعجابنا واعذرني انا خاصة ان قصرت او تاخرت فحالي قد لا يخفى عليك تحياتي 00


الأب الحنون والأستاذ الودود نايف بن عوضه سلمك الله تعالى

سعيدة أنا حين تمر روحك الأبويّة الصادقة على حروفي لتمنحن تأشيرة العبور إلى عالم الأدباء تشجيعاً منك

ممتنة غاية الإمتنان لك سيّدي الفاضل ولاحرمنا الله مشاعرك الأبويّة الصافية النقية

مودة وعبق وردة بيضاء كقلبك


الساعة الآن 02:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir