الشاعر محمود سامي البارودي
. ***** الشاعر محمود سامي البارودي محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري شاعر مصرى ولد في 6 أكتوبر عام 1839 م في حي باب الخلق بالقاهرة لأبوين من أصل شركسي من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي). . وكان أجداده ملتزمي إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة. يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً، ولقب باسم فارس السيف والقلم أتم دراسته الابتدائية عام 1851 م ثم التحق بالمرحلة التجهيزية من المدرسة الحربية المفروزة وانتظم فيها يدرس فنون الحرب، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر وتخرج من المدرسة المفروزة عام 1855 م ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 م وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863م ثم عاد إلى مصر في فبراير 1863 م عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة ضاق البارودي برتابة العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه وأثبت كفاءة عالية في عمله تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة أقريطش (كريت) عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة وكان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882 م بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882م قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في 3 ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا) ظل في المنفى بمدينة كولومبو أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه وتعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر 1899 م وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد أنشودة العودة التي قال في مستهلها:
أبابلَ رأي العين أم هذه مصرُ =فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ نواعسَ أيقظن الهوى بلواحظٍ =تدين لها بالفتْكةِ البيضُ و السمرُ فليس لعقلٍ دون سلطانها حمىً= ولا لفؤادٍ من غشْيَانِها سترُ فإن يكُ موسى أبطل السحرَ مرةً= فذلك عصر المعجزات و ذا عصرُ فأي فؤاد لا يذوب صبابةً= ومُزْنَةِ عينٍ لا يَصُوبُ لها قَطْرُ؟ وفاته بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي وفتح بيته للأدباء والشعراء يستمع إليهم ويسمعون منه وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران وإسماعيل صبري وقد تأثروا به ونسجوا على منواله فخطوا بالشعر خطوات واسعة وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء" ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 من ديسمبر 1904م) سنقدم (بإذن الله) مجموعة قصائد الشاعر محمود سامي البارودي (منقول بتصرف) ***** |
. *****
ولما وقفنا للوداع وأسبلت=مدامعنا فوق الترائب كالمزنِ أهبت بصبري أن يعود فعزَّني=وناديت حلمي أن يثوب فلم يغنِ ولم تمض إلا خطوة ثم أقلعت=بنا عن شطوط الحي أجنحة السفن فكم مهجة من زفرة الوجد في لظى=وكم مقلة من غزرة الدمع في دجن وما كنت جربت النوى قبل هذه=فلما دهتني كدت أقضى من الحزن ولكني راجعت حلمي وردَّني=إلى الحزم رأي لا يحوم على أفن ولولا بنيات وشيب عواطل=لما قرعتْ نفسي على فائت سني فيا قلب صبرا إن جزعت فربما=جرت سُنّحا طير الحوادث باليمن فقد تورق الأغصان بعد ذبولها=ويبدو ضياء البدر في ظلمة الوهن ***** |
. ***** إِلَى اللهِ أَشْكُو
إِلَى اللهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِـي وَجَـارَةً=تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّـبَاحِ بِإِعْـوَالِ لَهَـا صِبْيَـةٌ لا بَـارَكَ اللهُ فِيهِـمُ=قِبَاحُ النَّوَاصِي لا يَنَمْنَ عَلَى حَـالِ صَوَارِخُ لا يَهْـدَأْنَ إِلا مَعَ الضُّحَـا=مِنَ الشَّرِّ فِي بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ تَرَى بَيْنَهُـمْ يَا فَـرَّقَ اللهُ بَيْنَهُـمْ=لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِـي كَأَنَّهُـمُ مِمَّـا تَنَازَعْـنَ أَكْلُـبٌ=طُرِقْنَ عَلَى حِينِ الْمَسَـاءِ بِرِئْبَـالِ فَهِجْنَ جَمِيعاً هَيْجَةً فُزِّعَـتْ لَهَـا=كِلابُ الْقُرَى مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ كَلْبٍ عَقُـورٍ وَكَلْبَـةٍ=مِنَ الْحَيِّ إِلا جَاءَ بِالْعَـمِّ وَالْخَـالِ وَفُزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْـلُ فَانْبَـرَتْ=تُجَاوِبُ بَعْضَاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَـالِ فَقَامَتْ رِجَالُ الْحَيِّ تَحْسَبُ أَنَّهَـا=أُصِيبَتْ بِجَيْشٍ ذِي غَوَارِبَ ذَيَّـالِ فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً وَمِنْ قَابِضٍ عَصَاً=وَمِنْ فَزعٍ يَتْلُو الْكِتَـابَ بِإِهْـلالِ وَمِنْ صِبْيَةٍ رِيعَتْ لِـذَاكَ وَنِسْـوَةٍ=قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْـنَ بِالْوَالِـي فَيَا رَبُّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّـرَاً=عَلَى مَا أُقَاسِيهِ وَخُذْهُـمْ بِزَلْـزَالِ ***** |
. ***** قصيدة بادر الفرصة
بادرِ الفُرصةَ واحذر فَوتها=فَبُلُوغُ العزِّ في نَيلِ الفُرص واغتنم عُمْركَ إبانَ الصِبا=فهو إن زادَ مع الشيبِ نَقَصْ إنما الدنيا خيالٌ عارضٌ=قلَّما يبقى وأخبارٌ تُقصْ تارةً تَدْجو وطوراً تنجلي=عادةُ الظِلِّ سجا ، ثمَّ قَلَصْ فابتدر مسعاك واعلم أنَّ من=بادرَ الصيدَ مع الفجرِ قنص لن ينال المرءُ بالعجز المنى=إنما الفوزُ لِمن همَّ فنص يَكدحُ العاقلُ في مأمنهِ=فإذا ضاقَ به الأمرُ شَخَصْ إن ذا الحاجةِ ما لمْ يغتربْ=عَنْ حماهُ مثْلُ طَيْرٍ في قفصْ وليكن سعيك مجداً كُلُّهُ=إن مرعى الشر مَكْرُوهٌ أَحَصْ واتركِ الحِرصَ تعِشْ في راحةٍ=قَلَّما نالَ مُنَاهُ مَنْ حَرَصْ قد يَضُرُّ الشيءُ ترجُو نَفعَهُ=رُبَّ ظَمْآنَ بِصَفوِ الماءِ غَصْ مَيزِ الأشياء تعرفْ قَدرها=ليستِ الغُرَّةُ مِنْ جِنسِ البرصْ واجتنبْ كُلَّ غَبِيٍ مَائِقٍ=فهو كَالعَيْرِ إذا جَدَّ قَمَصْ إنما الجاهلُ في العين قذًى=حيثما كانَ وفب الصدرِ غَصَصْ واحذرِ النمامَ تأمنْ كَيْدَهُ=فهو كالبُرغُوثِ إن دبَّ قرصْ يَرْقُبُ الشَرَّ فإن لاحتْ لهُ=فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلخَتْلِ فَرصْ سَاكنُ الأطرافِ إلا أنهُ=إن رأى منَشبَ أُظْفُورٍ رَقَصْ واختبر من شئت تَعْرِفهُ فما=يعرفُ الأخلاقَ إلا مَنْ فَحَصْ هذهِ حِكمةُ كَهلٍ خابرٍ=فاقتنصها فهي نِعْمَ المُقْتَنَصْ ***** |
. ***** وداع وطن
مــحــا البــيــنُ ما أبقتْ عيون المها مني=فـشِـــــــــبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني عـــناءٌ ويــــأسٌ واشــــتيــــاقٌ وغــربةٌ=ألا شــدَّ ما ألقـــــاه في الدهر من غبنِ فإن أكُ فــــارقـــــــتُ الــــديار فـــلي بـها=فُــــــؤادٌ أضـــــــلتْهُ عــــيـــون المها مِني بعــــثــــتُ به يــــوم النـــوى إثـــــرَ لَحْظَةٍ=فأوقــــعــــه المِقدارُ في شَـرَكِ الحُــسنِ فـــهل من فتى في الدهــــر يجمع بـينـنا=فـــلـــيــس كِلانا عــن أخــيه بمـسـتغــنِ ولــما وقـــفــــنـا لِلــوَدَاع وأســـبَــلَـــتْ=مـــــدامـــعنا فـــــوق التـــرائب كالمـــزن أهـــبتُ بـــــــصبري أن يعودَ فــعـــزنـي=وناديت حــلــمــي أن يـثــوب فــلــم يُغـنِ ولمْ تَــمـْــضِ إلا خَــطْــرَةٌ ثــــم أقلــعـت=بنا عـــن شطوط الحـــي أجـنِحةُ السُّفْـنِ فـكم مُـــــهجةٍ من زَفْرَةِ الوجدِ في لــظى=وكم مُقـْــــلَةٍ مِنْ غــزرة الدمــع في دَجْنِ ومـــا كــــنتُ جــــربتُ النـــوى قبل هـذه=فـــلما دهــــتني كِدتُ أقــضي من الحزن ولكـــنني راجـــعــــتُ حِــــلْمـِي وردني=إلى الحَــــزْمِ رأيٌ لا يــحـــومُ عــلـى أَفْنِ ولولا بُـــنــيــاتٌ وشِـــيـــبٌ عــــــــواطـــلٌ=لــمــا قَــرَعَـتْ نفـسي على فائِتٍ سِني فيــا قــلــبُ صــبـراً إن جـــــزِعتَ فربمـا=جَـــرَتْ سُـــنُــحاً طَيْرُ الحــــــوادثِ باليُمْنِ فــقــد تُـــــورِقُ الأغـــصــان بـعد ذبـــولـها=ويــبــدو ضـــياء البــدر فـي ظــلمةِ الوَهنِ وأيُ حـــســـــــــامٍ لم تُصِـــبهُ كـــهـــامُةٌ=ولهْــــذَمُ رُمْــــحٍ لا يُــــفَــــلُ مـــن الطـعنِ ومن شــــــــاغــــــب الأيامَ لان مَــرِيـــرُهُ=وأســــلــمــهُ طولُ المِـــراسِ إلى الوَهْـنِ وما المــــــــرءُ في دنـــيـاه إلا كـــســالِكٍ=مناهِـــــجَ لا تخـــلو من الســهل والحَــزْنِ فإن تـــكـــــن الــدنيا تـــولــــت بــخـيـرها=فأهــــون بدنيا لا تــــدوم عــــــــلـى فَـنِّ! تحــمــلــتُ خـــوفُ المَــنِّ كـــلَّ رَزِيــئـــةٍ=وحـــمـــلُ رزيا الدهــــر أحــلـى من المنِّ وعــــاشـــــرتُ أخــداناً ، فلما بَلَــــــوتُهُمْ=تـــمـــنــيــتُ أن أبقى وحـــــيداً بلا خِـدنِ إذا عـــــرف الــمـــــرءُ القلوبَ وما انطـوتْ=عـــليه مـن البغضاءِ عاش على ضِــغْــنِ يــــرى بــــصــــري مــــن لا أودُ لِـــقــاءَهُ=وتــسمـــعُ أذني مــا تــعــافُ مِن اللحــنِ وكــيــف مُــقــامي بين أرضٍ أرى بـهــــا=من الظلم ما أخنى على الدار والسَّكْـــنِ فسَمْعُ أنين الجَوْرِ قد شـــــاك مسمعي=ورؤيـــةُ وجـــه الغـــدر حــل عُرا جَفــــني وصــعــب عــــلى ذي اللُّبِ رئــمـانُ ذِلةٍ=يَظَلُ بها في قــــومـــــــه واهي المـــتـنِ إذا المــــرُ لم يــــرمِ الهـــــناةَ بــمــثلـها=تــخــطى إليه الخـوف من جـانب الأمـــن وكـن رجلاً إن سيمَ خَــــسْفاُ رمـتْ به=حَــــمِـــيـــتُــهُ بــيـــن الصــــوارمِ واللُّــدنِ فلا خـــيْرَ في الــدنيا إذا المرءُ لم يعـشْ=مـــهيباُ تـــراه العينُ كـــالنار فـي دغْــنِ ***** |
فلا خيْرَ في الدنيا إذا المرءُ لم يعشْ مهيباُ تراه العينُ كالنار فـي دغْـنِ ... نقل رائع بروعة قائله وناقله لاعدمنا تواجدك المشرق والدائم أبا توفيق .... |
اقتباس:
***** شكرا أبو ناهل على التواجد والمشاركه ***** |
. ***** قصيدة ( اشتياق )
هَـلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي ؟ = يَـشْـفِـي عَـلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ قَـدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا = حَتَّى جرى البَيْنُ فاستولى على الباقي حُـزْنٌ بَرَانِي وأشواقٌ رَعَتْ كبدي = يـا ويـحَ نـفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ أُكَـلِّـفُ الـنَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ = والـصـبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ لافـي سرنديبَ لِي خِلٌ ألُوذُ بِهِ = وَلَا أَنِـيـسٌ سِـوى هَمي وإطراقِي أبِـيـتُ أرعـى نـجوم الليلِ مُرْتَفِقًا = فـي قُـنَّـةٍ عَـزَّ مَرْقاها على الراقي تَـقَـلَّدَتْ من جُمانِ الشُهبِ مِنْطَقةً = مَـعـقُـودةً بِـوِشَـاحٍ غَيرِ مِقْلاقِ كـأن نَـجْـمَ الثريا وهو مُضْطَرِبٌ = دُونَ الـهِـلالِ سِـراجٌ لاحَ في طاقِ يا روضة النيلِ لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌ = ولا عَـدَتْـكِ سَـمَـاءٌ ذَاتُ أَغْدَاقِ ولا بَـرِحْـتِ مِـنً الأوراقِ في حُلَلٍ = مِـنْ سُـنْـدُسٍ عَبْقَرِيِّ الوَشْيِ بَرَّاقِ يـا حـبـذا نَـسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ = يَـسـرِي عـلى جَدْوَلٍ بالماءِ دَقَّاقِ بـل حَـبَّـذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها = عِـنـدَ الـصَّـبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ مَرْعى جِيادي ، ومَأوَى جِيرتي ، وحِمى = قَـومـي ، وَمَـنْـبِتُ آدابي وأعراقي أصـبـو إلـيها على بُعْدٍ ، ويُعجبني = أنـي أعِـيـشُ بِـها في ثَوْبِ إملاقِ وكـيـفَ أنسى دياراً قَدْ تَرَكْتُ بِها = أهـلاً كِـراماً لَهُمْ وُدِي وإشفاقي ؟ إذا تَـذَكَّـرْتُ أيـامـاً بِهِم سَلَفَتْ = تَـحَـدَّرَتْ بِـغُـرُوبِ الدمع آماقي فَـيَـا بَـرِيدَ الصَّبا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي = أنـي مُـقـيـمٌ عَلَى عَهْدي ومِيثاقي وإن مَرَرْتَ عَلَى المِقْياسِ فَاهدِ لَهُ = مِـنـي تـحـيـةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ وَأَنـتَ يـا طـائـراً يبكي على فَنَنٍ = نـفـسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ على سَاقِ أَذْكَـرْتَـني مَا مَضى وَالشَمْلُ مُجتَمِعٌ = بِـمِصْرً والحربُ لم تنهض على ساقِ أيـامَ أسـحـبُ أذيال الصِبا مَرِحاً = فِـي فِـتْـيـةٍ لِـطَرِيقِ الخير سُبَّاقِ فَـيَالَها ذُكْرَةً شَبَّ الغَرَامُ بِها = نَـاراً سَـرَتْ بَـيْنَ أرداني وأَطْوَاقي عَـصْرٌ تَوَلَّى وأبْقَى فِي الفُؤَادِ هَوى = يَـكَـادُ يَـشْـمَلُ أحشائي بإحراقِ وَالـمـرْءُ طَـوْعُ الـليالي في تَصَرُّفِها = لا يـمـلـكُ الأمرَ مِنْ نُجْحٍ وإخفاقِ عَـلَـيَّ شَـيْمُ الغَوَادي كلما بَرَقَتْ = وَمَـا عَـلَـيَّ إذا ضَـنَّـتْ بِرقْراقِ فـلا يَـعِـبْني حَسُودٌ أنْ جَرى قَدَرٌ = فَـلَـيْـسَ لـي غَيْرُ ما يقضيهِ خَلَّاقي أسـلـمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ = راجٍ عَـلَى الدَهْرِ ، والمولى هُو الواقي وَهَـوَّنَ الـخـطبَ عِندِي أنني رَجُلٌ = لاقٍ مِـنَ الـدهرِ مَا كُلُّ امرِئٍ لاقي يـا قَـلْـبُ صَـبْراً جمِيلاً إنهُ قَدَرٌ = يـجـري عـلى المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ لابُـدَّ لِـلـضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ = وَكُـلُّ داجِـيَـةٍ يـومـاً لإشـراقِ ***** |
. ***** قصيدة ( الهجران )
رُدواعَــــــليَّ الصِّبَا من عصري الخالي = وهـــل يعـــود سَـــــوَادُ اللِّمَّةِ البالي؟ ماضٍ من العـــيــــش ما لاحــــت مخايِلُهُ = فـي صـفــحة الفـــكـر إلا هاج بَلْبَالي؟ سَلَتْ قــلـوبٌ فَــقَــرتْ في مـضاجِعِها = بـعـد الحــنين وقلبي ليس بالسالي لَمْ يَــدْرِ مــن بات مــسـروراً بِــــلَذتِهِ = أني بــنــار الأســى مــن هــجـره صَالي يا غــاضــبـيـن عـلـيـنا هل إلى عِدةٍ = بالــوصـل يَــوْمٌ أُنـاغي فــيه إقبالي غــبتم ، فأظلم يومي بعد فُرقَتِكم = وســــاء صُـــنــعُ اللـيالي بعد إجمالي قد كــنـت أحسبُني مِنكم على ثِقَةٍ = حــتــى مُــنـِيتُ بمــا لم يَجْـرِ في بالي لم أجــنِ في الحُــبِّ ذنـبـاً أستحق به = عَـــتْــبــاً ولـكــنـها تحريفُ أقوالي ومــــن أطــاعَ رواةَ السُّــــوءِ - نَفَّرَهُ = عــــن الصــديق سمـاعُ القيل والقالِ أدهــى المـصائــب غَــدْرٌ قــبــــلهُ ثِقَةٌ = وأقـــبـــح الظُّــــلم صـــــدٌّ بعد إقبالِ ***** |
أبو توفيق الله يعطيك العافية عمل رائع |
الساعة الآن 02:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir