ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الشعبي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=88)
-   -   الوداع الأخير (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=9811)

رحيق 03-08-2010 01:04 PM

الوداع الأخير
 

الوداع الأخير


من على سرير المرض في أميركا ، حيث لم يبق إلا بضعة أيام ، كتب الشاعر والروائي السعودي غازي عبد الرحمن القصيبي قصيدة الوداع التي ربما سيجتاز بها هذه المحنة أم لا. وهي محنة غادرة متى سقط فيها المرء يصعب أن يكابر وينجو. لكن الجميل في الشاعر إن لديه القدرة على مواجهة هذه المصيبة بشجاعة دفعته إلى كتابة القصيدة.
أذكر قبل أيام ، نشر الكاتب السعودي عبدالله الناصر افتتاحية يودع فيها مجلته "الثقافية" التي صدر منها نحو خمسين عدداً وكان يصرف عليها من جيبه إلى أن أصبح من الصعب الإستمرار في إصدارها، وكانت مجلة ثقافية بامتياز ولا يقلّ عدد صفحاتها عن 120 مطبوعة طباعة أنيقة، ومما أعلنه الناصر أن مكافأة الكتّاب كان يدفعها الشاعر القصيبي من جيبه لاعتباره أن الكاتب مجرد رجل فقير ولا يجوز أن تكون كتابته في المجلة بالمجان. لا شك أن هذا كان من مواقف الشاعر وحبه العميق للشعراء والكتّاب الذين ملؤوا المجلة بإبداعاتهم المتنوعة، عدا كتابته زاوية فيها بدون انقطاع. وكان المرحوم الطيب صالح مستشار التحرير فيها .
والقصيبي شاعر وروائي ومؤلف في التراث وشعر القدامى، وسفير فوق العادة في بريطانيا وإيرلندا للمملكة العربية السعودية عشرة أعوام متتالية، إلى أن تسلم وزارة المياه في المملكة ، ومن ثم وزارة العمل حالياً قبل أن ينتقل للعلاج في مستشفى متخصص للسرطان في الولايات المتحدة.
ويبدو أن القصيبي شعر بأن أيامه باتت على جرف الهاوية ، فكتب من على سرير المرض، وباستعجال، هذه القصيدة :

أغالب الليل الحزين الطويل =أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت =بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبل الشروق =وحسبي الله بعيد الأصيل
وحسب الله إذا رضّني =بصدره المشؤوم همّي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت =دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجى سيّدي =أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاَ، ها أنا =أعود إذ لم يبقَ إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن =في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى=كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي =فاغفر أيا ربّ لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة=ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي =عيني ما زال جمال النخيل
أرتّل القرآن يا ليتني =ما زلت طفلاً في الاهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي =يؤذنّي في الليل صوت الخليل
هديل* بنتي مثل نور الضحى =أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا =أقول إلا سامحيني ... هديل.
..................................................
*هديل : صغرى أولاد الشاعر.



قصيدة مؤثرة جداً .... تفيض بمشاعر التوبة والحزن والألم ..... لقد بكيتُ بحرقة عند قراءة البيت ماقبل الأخير وما بعده :
هديل* بنتي مثل نور الضحى =أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا =أقول إلا سامحيني ... هديل.
أسأل الله أن يتوب علينا جميعاً .... ويحسن ختامنا ... ونسألك يارب أن تعافي الشاعر " غازي القصيبي".... وتعيده لابنته هديل بصحة وعافية ...






ر
ح
ي
ق
منقول


إبن القرية 03-08-2010 11:09 PM


قصيدة مؤثرة

أسأل الله تعالى أن يشفيه

وأن يعيده إلى أسرته

رحيـــق

يعطيك العافية

دُمت بخير


عذبة الساحات 03-09-2010 05:05 PM

موضوع مؤثر
اسال الله العلي القدير ان يشفيه ويعيده لمحبيه سالما غانما باذنه تعالى

دمتي عزيزتي رح ـــــيــق

رحيق 03-10-2010 02:28 AM

ابن القرية ....

شكراً على مرورك ... واستجاب الله دعاءك ...

رحيق 03-10-2010 02:34 AM

أختي الغالية ... عذبة الساحات ...

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1268067428.gif

أثر مروركِ عطر فاح على جنبات موضوعي ... استجاب الله دعاءكِ للشاعر غازي القصيبي ....

ابوفارس 03-10-2010 11:14 AM



شافا الله ابا يارا ...

قصيده تقطر .. حزنا ... وانكسارا .. وطلبا للتوبة ..

..

ربما لم يختلف الناس خلال الثلاثين سنه الماضيه بالمملكه .. مثلما اختلفوا حول القصيبي

فاغلب تيار الصحوه يرى فيه رجل ... من قادة التغريب .... والوطنيون يرونه تنويري ....

ولكن الجميل ان كلا التيارين تتفق على نزاهته ..... واخلاصه لعمله

...

اخر اخبار القصيبي انه عاد للمملكه

ونزل له قصيده بعنوان : سيدتي السبعون

لا أنــتَ أنـــتَ.. ولا أيامـــك الأُولُ
جاءتك حاســرةَ الأنيابِ.. كالحَةً
كأنّما هي وجهٌ سَلَّـــه الأجـــــلُ

أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً

إذا التقينا ولم يعصفْ بيَ الجَذَلُ
قد كنتُ أحسبُ أنَّ الدربَ منقطعٌ
وأنَّني قبلَ لقيـــــــانا سأرتحــلُ

أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
بأيِّ شيءٍ من الأشياءِ نحتفل؟!

أبالشبابِ الذي شابتَ حــدائقُهُ؟
أم بالأماني التي باليأسِ تشتعلُ؟
أم بالحياةِ التي ولَّتْ نضارتُها؟
أم بالعزيمةِ أصمت قلبَها العِلَلُ؟
أم بالرفاقِ الأحباءِ الأُلى ذهبوا
وخلَّفوني لعـــيشٍ أُنسُه مَلـــَلُ؟

تباركَ اللهُ! قد شاءتْ إرادتُـــه
ليَ البقاءَ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!
واللهُ يعلمُ ما يلقى.. وفي يــدِه
أودعتُ نفسي.. وفيه وحدَه الأملُ

..

شكرا رحيق على هذا الرقي .. بالطرح

لك الخير .. ويفيض




..


...

علي ابوعلامه 03-10-2010 03:00 PM


رحيق

ادميت جرحا كاد ان يندمل
واعدتِ لذاكرتي تجربتي المريرة مع مرض ابني وامريكا
حين ذهبت به يمشي بحثا عن الدواء وعدت به في تابوت .

اسال الله ان يشفي شاعرنا ويعيده سالما الى محبيه
ويجزل له ولك الاجر والثواب

دمت بود


رحيق 03-10-2010 03:35 PM

أبا فارس.....
زيارة ميمونة .... تركتْ أثارها الزكية .. بإضافات نثرية وشعرية ....
" عفواً " ... سقط سهوا من القصيدة إطلالتها .. ( ماذا تريد من السبعين يارجل ) .....

عندما كتبتُ الموضوع .. قصدت القصيدة لا خبر الشاعر .. ولكن إضافتك زادته ثروة معرفية أكثر ..
فشكراً لهذا التداخل المفيد المثري ... وقصيدة القصيبي في السبعبين .. حفزتني لعرض قصيدته في الخامسة والستين .. والمليئة بصور شعرية غاية في الجمال ... وبمعانٍ خلابة بمفردات سلسة .... يصف فيها علو همته .. وترفعها عن سفاسف الأمور .. ويشيد بشريكة دربه وحبه لها .. ثم ينتقل للأبنة وإعتزازه بعدم بيع قلمه ( يشير في كل مفصل من مفاصل قصيدته إلى الإباء والشمم الذي يعتقد أنه تربع على عرشه ,, والعودة لما خلفه من كتب ) .. نسقٌ روتيني يصبغه على قصايدة الأخيرة .... وهو تلك النزعة الدينية التي يختم بها القصيدة ....

حديقة الغروب

خمس وستون.. في أجفان إعصار =أما سئمت ارتحالا أيها الساري؟
أما مللت من الأسفار.. ما هدأت =إلا وألقتك في وعثاء أسفار؟
أما تعبت من الأعداء.. ما برحوا =يحاورونك بالكبريت والنار
والصحب؟ أين رفاق العمر؟ هل بقيت= سوى ثمالة أيام.. وتذكار
بلى! اكتفيت.. وأضناني السرى! وشكا =قلبي العناء!... ولكن تلك أقداري
أيا رفيقة دربي!.. لو لدي سوى =عمري.. لقلت: فدى عينيك أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوته وما =تغيرت.. والأوجاع سماري
منحتني من كنوز الحب. أنفسها =وكنت لولا نداك الجائع العاري
ماذا أقول؟ وددت البحر قافيتي= والغيم محبرتي.. والأفق أشعاري
إن ساءلوك فقولي: كان يعشقني =بكل ما فيه من عنف.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه =وكان يحمل في أضلاعه داري
وإن مضيت.. فقولي: لم يكن بطلا =لكنه لم يقبل جبهة العار
وأنت!.. يا بنت فجر في تنفسه =ما في الأنوثة.. من سحر وأسرار
ماذا تريدين مني؟! إنني شبح =يهيم ما بين أغلال. وأسوار
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما =رأيت... مرعى خريف جائع ضار
الطير هاجر.. والأغصان شاحبة =والورد أطرق يبكي عهد آذار
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي =فبين أوراقها تلقاك أخباري
وإن مضيت.. فقولي: لم يكن بطلا =وكان يمزج أطوارا بأطوار
ويا بلادا نذرت العمر.. زهرته =لعزها!... دمت!... إني حان إبحاري
تركت بين رمال البيد أغنيتي =وعند شاطئك المسحور. أسماري
إن ساءلوك فقولي: لم أبع قلمي =ولم أدنس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيت.. فقولي: لم يكن بطلا =وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
يا عالم الغيب! ذنبي أنت تعرفه= وأنت تعلم إعلاني.. وإسراري
وأنت أدرى بإيمان مننت به =علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببت لقياك.. حسن الظن يشفع لي =أيرتجى العفو إلا عند غفار؟

رحيق 03-13-2010 04:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي ابوعلامه (المشاركة 89100)

رحيق

ادميت جرحا كاد ان يندمل



أعتذر عما سببته لك من ألم وأسى ... وقد حز في نفسي إثارة مثل هذه المشاعر الأبوية الحزينة ...
وإليك هذه الخاطرة ... أتمنى أن تكن خير تعبير عن اعتذاري ...

ماكنت أعلم يا علي = الجرح رجّ القلب رج
الله يرحم إبنكم=والصبر مفتاح الفرج

.


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1268244550.gif


الساعة الآن 01:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir