الحبيب أبوخالد / بارك الله فيك

أتناول الموضوع من جهات ثلاث

أولاً / بكثير من التقدير لحب هذا الشاب لوالدته
وبرّه بها أمام الجميع وأسأل الله أن يديم رضاها عليه .

ثانياً/ هذه الفتاة لن تصل إلى (الموانه) على زوجها
إلى درجة أنّها تطلب منه إنزال أمّه من المنصة إذا
ماوجدت الترحيب المسبق منه او التغاضي عن بعض
تجاوزاتها سابقاً .

ثالثاً / لاأعلم عمر الفتاة حتى أقيّم الموقف فقد تكون
صغيرة وقليلة خبرة وهنا تحتاج إلى (فرصة ودن)
على قولة الحضران بأن يقوم أمام الكل ويقبل يدي والدته
ويجلسها بجواره ثم يخفت في أذن الزوجة
(ترى المره بدلها عشر أمّا الأم فلاتتبدل) .

وبذلك قد يحوز على أجرين : بره بوالدته وتقويم إعوجاج زوجته

طبعاً أنا ليس لديّ أخوات ولابنات ولكنّني تخيلت لو أنّ هذه
الفتاة بنتي او اختي وفي لحظة غباء وتهور صدرت منها هذه
العبارة فهل يتم تدمير مستقبلها بهذا الشكل ؟!
من سيتقدم لها وهو يعلم أنّ عريسها طلقها في ليلة زفافهما
بسبب تطاولها على والدته .. ناهيك عن حبك القصص والدخول
في نفق (وراء الأكمة .. ) وأنّه ربّما إكتشف امراً واستغل الفرصة
ووو الخ .

وفي هذا الزمن تربية الأبناء والبنات صعبة جداً
ففي السابق تستطيع وبسهولة أن تتابع ذويك وتجلس
معهم فالأشياء مشتركة حتى على صعيد متابعة البرامج .
وتسيطر عليهم ويبان تأثيرك عليهم .. في هذا الوقت
كل منهما يملك كمبيوتر وبلاك بيري وأيفون وو
وتحتاج / ين إلى الدخول لعالمه حتى تتواصل معه وستريان (الوالدين ) عجباً .

هي وجهة نظر واكررإعجابي وغبطتي لوفاء هذا الشاب وبره
ولكنّني أرى أنّ ردة فعله مبالغ فيها .

أستاذي الغالي / نايف بن عوضه
هي رؤى واختلافها لايفسد للود قضية .
فنحن لانعلم خلفيات الأمر فلو كانت تلك الفتاة قد أبدت إمتعاضاً من والدة ذلك الشاب وتجاهل فيما سبق فمن الخطأ أن يحملها في تلك الليلة نتيجة ضعفه سابقاً
وقد يكون وحيد والدته ومن فرط حبها له وحرصها عليه تبالغ في توجيهه وربما التدخل في ابسط الأمور وهنا عليه توخي الحذر والتعامل بالحكمة والتريث .
بالنسبة للفتاة لم ولن أبرر فعلتها ولاأجد لها عذراً ولكنّني مع تقييم الموقف دون تهور أمّا فيما يخص اهلها فيقول جلّ شأنه :

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}

ويقول الطبري في تفسير هذه الآية :
وقوله : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يقول : لا تأثم آثمة إثم آثمة أخرى غيرها , ولا تؤاخذ إلا بإثم نفسها , يعلم عز وجل عباده أن على كل نفس ما جنت , وأنها لا تؤاخذ بذنب غيرها .

فكيف نحمّل الوالدين أخطاء ذويهم ؟!

ولنا في الأمين والمأمون إبني الرشيد أسوة فقد بذل والدهما كل مافي وسعه ليتعلما ويتحابّا ولكنّ المامون قتل اخيه الأمين
فهل نلقي باللوم على الرشيد .

وفي تصوري لو أنّ الشاب بيّن للجميع تقديره لوالدته ووبخ زوجته على فعلها وتغيّرت لوصف بالحكمة والدهاء .
أكرر : إختلاف الرأي لايفسد للود والتقدير قضية .