ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فكر قبل أن تعمل ( قصة جميلة ذات مغزى ) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=10201)

عبدالحميد بن حسن 04-21-2010 11:51 AM

فكر قبل أن تعمل ( قصة جميلة ذات مغزى )
 



روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ، وأثناء تجواله وقع بصره على دكان

قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ،كانت البقالة شبه خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك ،ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار ،اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ، ورد الرجل التحية بأحسن منها ،وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة .. وسأل الوالي الرجل :
دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟
أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !!
قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال :
هل أنت جاد فيما تقول !؟
أجاب الرجل :
نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه !!
دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال :
ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع !!
قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ....!
ولم يبق معي سوى لوحتين ..!
قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة !!
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً ..!
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها :
( فكر قبل أن تعمل ) ..تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال :
بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !!
ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ،وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟

قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !!

لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب ..
وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ،
فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..والرجل يرفض ، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة
حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ،ضحك الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ،ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..

وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!!
لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! )
فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك ..!!
وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ،
قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!!

ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ،
ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..!!
لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ،
ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ :
بعتك هذه اللوحة بشرط ..!!
قال الوالي : وما هو الشرط ؟
قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ،وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ..!!!!!
فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق !


وذهب الوالي إلى قصره ، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر ،حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته !!!
وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ،واتفق مع حلاق الوالي الخاص ، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه ،وفي دقائق سيتم ذبح الوالي !!!!!
ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك ، إذ كيف سيقتل الوالي ،إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسه ..!!
ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة : ( فكر قبل أن تعمل !! )
وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ، وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ،
وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :

( فكر قبل أن تعمل ! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) .. !!
وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه ، فلا ينظر إلا إلى الأرض ، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ..!!
وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ، وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه !!( فكر قبل أن تعمل !!) !!
فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد !

وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :
( فكر قبل أن تعمل !! ) ..
شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له !!
وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة :
( فكر قبل أن تعمل ).. !!
واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ،وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابه وقلقه ..!

فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده ،فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه ،فصرف نظره إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!!
فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !!
وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !!
ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ، وعفا عن الحلاق ..

وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ،وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ، وشراء حكمة أخرى منه !!
لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبره الناس أن العجوز قد مات !!

( هذه القصة الهادفة بعثها لي صيديق عزيز على بريدي )



اتحادي 04-21-2010 12:22 PM

مشكوووووور اخي عبد الحميد بن حسن على القصة الهادفة التي تأكد ان في العجلة الندامة ويجب التفكير في الشيء قبل فعله والتفكير في عواقبه واضراره جزاك الله خير الجزاء تقبل تحياتي

عبدالحميد بن حسن 04-22-2010 01:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اتحادي (المشاركة 92919)
مشكوووووور اخي عبد الحميد بن حسن على القصة الهادفة التي تأكد ان في العجلة الندامة ويجب التفكير في الشيء قبل فعله والتفكير في عواقبه واضراره جزاك الله خير الجزاء تقبل تحياتي



اولا يا اتحادي مبرووووووك للاتحاد فوزه على الشباب وعقبال فوزه في لقائه القادم مع الشباب في مبارة الاياب لتكتمل فرحة كل اتحادي .
ثانيا شكرا على مرورك وتعليقك حفظك الله من كل سوء ولك خالص تحياتي وتقديري .

اتحادي 04-22-2010 05:14 AM

الـــــــــله يبارك فيــــــــــــــــك

عبدالعزيز بن شويل 04-22-2010 01:42 PM


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1244489495.gif



http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1271932865.jpg

حكمة رائعة ومنهاج حياة

من جعلها امام عينيه وفقه الله لكل خير

في جميع أمور الحياة



ابو ياسر

تغيب وتغيب ولكن تأتي بالمفيد

كصيادي اللؤلؤ

بارك الله فيك ونفع بما تطرح




تحياتي
...........

عبدالحميد بن حسن 04-22-2010 05:25 PM

اخي عبد العزيز شويل :
شكرا أن جعلت اللوحة في برواز يليق بها وشكرا على كلماتك الطيبة بارك الله فيك ونفعنا الله بما نقول ونكتب ونفعل شكرا لك يا ابا فهد مرة اخرى وجزاك الله خيرا .

علي ابوعلامه 04-22-2010 09:12 PM

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1271932865.jpg

ابا ياسر

اقف كما وقف هذا العجوز المسن وبكل ثقة اقول :

انت مبدع
شكرا لك على ما سطرته من نصيحة غالية
شكرا لبريدك وصديقك وهذا الصديق والا فلا

الرائعون لا يأتون الا بالروائع مثلك ابا ياسر
لا عدمناك

دمت بـــــود


عبدالحميد بن حسن 04-22-2010 11:23 PM

حياك الله يا ابا اديب :
شرفت الموضوع وصاحبه بمرورك وتعليقك لا عدمتك وأسال الله أن يجعلنا جميعا ممن يفكر قبل أن يعمل .

محمد سعد دوبح 04-23-2010 12:46 AM

سلمت وسلم بريدك الذي استقبل قصة العجوز من صديقك فانت تغيب وتغيب وتاتي بماهو بلسم يالحبيب
هذا اولا اما ثانيا فمبروك الفوز وعقبال الكاس وثق انها من القلب رغم ان اهلاوي متعصب وقد نزلت
التهنئه في ساحة الرياضه مرتين ولاحس ولاخبر منكم يالاتحاديين تقبل مروري يالخال وبلغ سلامي
للخال علي وكذلك مباركتي ودمتما بود0

عبدالحميد بن حسن 04-23-2010 06:10 AM

الابن العزيز : محمد سعد دوبح
حياك الله تراحيب المطر والتهنئة وصلت وبارك الله فيك .. اما القصة فاتمنى لو كل منا يفكر كثيرا قبل أن يقدم على عمل معين فقد قيل في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ، وكم من مواقف مرت علينا اثناء العمل لم نستعجل ولله الحمد في تنفيذ بعض القرارات فكان للتأني مردود ايجابي على من كان بيتخذ في حقه القرار فكم من قرار فصل اتخذ ضد موظف ووجد أن لذلك الموظف اعذار لم يبينها اثناء التحقيق ولو استعجلنا في التنفيذ لنندمنا ندما كبيرا وعلى سبيل المثال :
معلم مثالي كان مضرب المثل في الانضباط والاداء وفجأة تغير واصبح كثير التأخر والغياب شارد الذهن ، وحاول مدير المدرسة ليعرف اسباب ذلك ولم يستطع فرفع بغيابه وحقق مع المحققون مع ذلك المعلم وحذر وانذر ولكن دون جدوى فعرض امره على صاحب الصلاحية وفي العرض رأي بفصله حسب النظام ولكن صاحب الصلاحية لم يستعجل فطلب مقابلة ذلك المعلم .. وعند مقابلته سأله قائلا كنت مثاليا واصبحت عكس ذلك فماذا حدث ؟ فانفجر ذلك المعلم باكيا واخبر صاحب الصلاحية انه اختلف مع زوجته وتركت البيت ولديه اطفال بنين وبنات وبعضهم في سن المدرسة ومنهم دون ذلك فكان في الصباح يبلسهم ملابسهم ويمشط شعور بناته ويفطرهم ويوصلهم مدارسهم ويرضع الصغار منهم ويذهب بهم إلى احدى قريباته ثم يذهب إلى المدرسة ويضطر للغياب في حالة مرضهم وهذا هو السبب الذي لم يبده لمدير المدرسة خجلا وكتمانا لسر لم يرد البوح به . فما كان من صاحب الصلاحية الا ان قال لذلك المعلم اذهب راشدا غب ما شئت واحضر متى ما شئت فلا تثريب عليك إلى أن تنجلي غمتك فانصر المعلم مكفكفا دموعه ، ثم اتصل بمدير المدرسة وطلب منهم عدم التعرض للمعلم وقال له عذر سابينه لك فيما بعد وبقي ذلك المعلم إلى ان كشف الله غمته وعاد لسابق عهده .
ارأيت يا ابا خالد فائدة التفكير قبل العمل ؟
شكرا لمرورك لا عدمتك .


الساعة الآن 07:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir