ساحات وادي العلي

رضى الناس أشبه باليأس.. هذا ما توحي به علاقة الإنسان بالآخر..

أحدهم تلقى العتب من صاحبه لأن جسور الصداقة مازالت قائمة بينه وبين من لا يرضى عنه الطرف الثاني.. يريد منه أن يحب من يحب.. وأن يكره من يكره..

آخر آثر على نفسه العزلة لكي يتقي ألسنة الأذى.. ويأمن الشر. اتهمه غيره بالمرض الاجتماعي.
وثالث يملك صراحة الموقف في حسن نية وطوية.. قال عنه آخرون بأنه يفتقر إلى المجاملة ويفتقد الدبلوماسية المطلوبة ولا يحسن معايشة الغير.

ذكرت صديقي الشاكي بحكاية جحا وابنه وحماره.. امتطيا سوياً ظهر الحمار.. اتهمهما المارة بالظلم والقسوة.. وركب جحا حماره لوحده دون صغيره قالوا عنه إنه لا يرحم.. وركب الصغير الحمار لوحده قالوا عنه ولد عاق.. وحين تركا الحمار لوحده واتبعاه سيراً وصفوهما بالحرمان.. «رضى الناس غاية لا تدرك».

• • •

بين لعبة كرة قدم الاحتراف.. ولعبة كرة سياسة الانحراف تقاطع أوصاف.. واختلاف أهداف..

• • •

قيمة الإنسان لا يحققها مال يملكه.. ولا منصب يتبوؤه.. قيمته تتأتى بما يحسنه.. وما يحمله من معرفة.. وما يجسده من عمل يفضي به إلى أمل محقق.. أو حتى إلى أمل معلق لم يقدر ساعياً الوصول إليه وقد حاول.

• • •

يستطيع العالم الحياة دون نفط رغم أهميته بالنسبة لدولاب الحياة.. إلا أنه لا يستطيع أبداً الحياة دون ماء.. الحرب القادمة حرب مياه.

• • •

«الفوضى الخلاقة!!» مصطلح أمريكي جديد لا وجود له في قاموس الأخلاقيات ظهر أخيراً ضمن مفردات السياسة التي تفتقر إلى الكياسة.
«الفوضى الخلاقة!!» لا أخلاق لها لأنها مطية شقاق.. وتناحر.. وتفكك يسهل على الخصم الإجهاز على ضحيته دون مقاومة.. إن لم أقل دون وجود.

• • •

من يقرأ ويستقرئ ذاكرة الأيام يشعر بالرهبة.. والخشية.. والرعب.. العناوين على صفحات الأيام سوداء مغرقة في ساديتها ووحشيتها.
قتل.. تعذيب.. مطاردة.. اعتقالات.. تشريد.. جوع.. ظمأ.. أوبئة فتاكة.. زلازل.. براكين.. طوفان.. حرائق.
لكأنما الحياة مزرعة موت.. ورعب.. وظلم.. وحزن.. ويتم.. وقلق..
بشر يزرعون بذور الشر ويحصدون أشواكه القاتلة بأيديهم دون أن يرعووا..
ذاكرة الأيام مازالت عقيمة يتيمة دون بياض ينتظر التذكير به..!

--------------------------
سعد البواردي - الرياض