ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة صدى الوادي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=39)
-   -   حلّوش في سيّارة البيعالي وريع المنحوت (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=5830)

علي بن حسن 10-29-2008 01:18 AM

حلّوش في سيّارة البيعالي وريع المنحوت
 
في أواسط الستينيات هجرية بدءوا الرواد سائقي السيارات
من أبناء غامد وزهران في فتح أول طريق لسيارات الشحن
المتوسط حمولة طنين ونصف وخمسة أطنان وبمجهود ذاتي
بدءاَ من الطائف حتى وادي بطحان وهذا يعتبر أكبر إنجاز
قاموا به أولئك الرواد في ذلك الوقت ، إذ اختصروا مسافة
السفر من المنطقة إلى الطائف مشياَ على الأقدام أو ركوباَ
على المواشي إلى بطحان.. وهناك ينتظرون السيارات القادمة
من الطائف ومن ثم السفر عليها إلى الطائف وربما يطول
انتظارهم إلى أكثر من أسبوع لقلة السيارات القادمة ، ولكن هذا أهون من مشقة السفر على الأقدام ، وكان أغلب أبناء المنطقة الذين يتعاطون الزراعة ، يحتاجون في مؤسم الحج
السفر إلى مكة المكرمة للعمل مع مطوفي الحجاج في نصب
الخيام في المشاعر المقدسة وخدمة الحاج من بداية شهر الحج
حتى الخامس عشر منه وهذه وبالاتفاق مع المطوفين تسمى
{ طلعة حج } هذه الطلعة هي المصدر الوحيد لتمويل
حاجاتهم الضرورية طوال العام ولذلك عندما يحتاج أحدهم
إلى شيء ضروري يأخذه بالأجل إلى طلعة الحج وهذا شيء
متعارف عليه في ذلك الحين ...وعندما قام أحد الرواد وأسمه
سعد بن شيبان رحمه الله بفتح فرع جديد يبدأ من وادي
السوسية ويمر بوادي العقيق وبأصعب مرحلة فيه وهي
التي تبدأ من الصنّة إلى قرية بشير وطلبه مساعدة الأهالي
من القرى التي سيمر عليها الخط حتى أوصله إلى قرية
بشير ببني عبد الله وكان ذلك عمل جبار وفتح جديد بإيصاله
الخط لأول مرة في تاريخ المنطقة إلى قرى غامد وهذا
إنجاز يشبه الأعجاز في ذلك الحين وكان ذلك في أوائل
السبعينيات الهجرية وفي ذلك العام وقرب مؤسم الحج
أراد أحمد حلوش رحمه الله ومجموعة من الجماعة وكعادة
مؤسم كل حج السفر إلى مكة المكرمة للانضمام إلى مطوفي
الحجاج المتعاملين معهم في كل مؤسم وتم السفر لأول مرة
من قرية بشير ووصلوا مكة بسلامة الله ..إلاّ أن حلوش
أصيب بدمل في فخذه الشيء الذي أعاقة عن الطلوع للحج
وفاتت عليه الطلعة وبقي في أحد قهاوي الخريق حتى نزول
الحجاج من المشاعر وفي الخريق الموقف المعتاد للسيارات
الخارجة للديرة لمح حلوش دغسان أبو عالي وأخيه عبد الله
عجير وكانا يملكان سيارة موديل 49م فورد أخضر حمولة
طنين ونصف عبد الله يتولى القيادة ومسفر أبو عالي مساعد
ملاّح ودغسان يتولى البحث عن حمولة وركاب أقول عندما
لمح حلوش دغسان وبعد التحايا سأل حلوش دغسان :
خارجين الديرة ؟
أجاب دغسان نعم ..وأنت خارج لوحدك وإلاّ معك أحد ؟
أجاب حلوش :بأشوف الجماعة وأرد منك :
دغسان : لا تحوي أنحن مستعجلين
حلوش ساعة وأنحن عندك ...فعلاَ عاد حلوش ومعه مجموعة
من الجماعة قال لدغسان أنحن جاهزين :
قال دغسان : بعد صلاة العصر وأنتم عند السيارة ...فعلاَ
بعد العصر ركبوا السيارة ومن طريق السيل ...هذا الطريق
في ذلك الوقت ومن هم من جيلي يعرفونه من أسوى الطرق
الترابية وخاصة الجزء الذي يمر وادي اليمانية ..بطناج..
يخلوع الضلا عين ..والبهيته ..رمال بطلوع ..السيارة بنمرة
واحد ..والثاني حتى السيل الكبير وبعد السيل الكبير بحوالي
خمسة كيلو مترات ..تأتي عقدة النجار ..ريع المنحوت..
هذا الريع من وعورته ..سفلتته الحكومة ..وهذا يعتير
إنجاز كبير في ذلك الوقت والأسفلت على حد الجبل فقط
ومع عوامل تعرية السيول لأطراف الأسفلت صارت
جوانبه حفر وخلجان والأسفلت ما يتسع إلا لسيارة واحدة
فقط ..النازل ينتظر الطالع في رأس الريع حتى يطلع
وبعدين ينزل ..أنا طولت الشرح ولكن هنا يأتي الموقف
الظريف لحلوش ...بعد ما وصل عجير في أسفل الريع
وكان هذا بعد منتصف الليل وقف في أول الأسفلت والدنيا ظلام .. قال للركاب : ياالله ياركاب أنزلوا وأطلعو الريع
على أرجولكم وذلك لتخفيف الحمولة على شان السيارة
تطلع ..عجير مايدري عن مشكلة رجل حلوش وإلاّ ما كان
بيقول له أنزل .. ولكن حلوش لما شاف الركاب كلهم
نزلوا ..استحى يجلس في السيارة ..وجاء نازل من جنب
السيارة والدنيا ظلمة والسيارة واقفة على حافة الأسفلت
وبعد الحافة حفرة وعندما وصل على كفر السيارة خمن
المسافة للأرض قريبة ولكن تخمينه في غير محله ..سقط
المسكين في الحفرة ..قالوا له القريبين منه عندما سقط
أسلم ..أسلم ..عسى سلمت ..قال : من فين تاجيني السلامة
؟؟.. مدري وإشب ربي قام يتوسفني ؟؟ دلى بي في مكة
وانتهى بي في ريع المنحوت ..ضحكوا على تعليقه وهم
في أحلك الظروف ..قال له دغسان والله ماندري أن رجلك
مجروحة يا أبو عبد الله وإلاّ ما خليناك تندر لو مانشتلك
إلاّ على أكتافنا ..لكن نطلب منك السماح ..رحمهم الله
جميعاَ ..وربنا ما يواخذ حلوش على اللغو ..
أرجوا المعذرة في التطويل .

علي بن حسن





سعيد راشد 10-29-2008 05:37 AM







اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن (المشاركة 47672)

حلوش في سيارة البيعالي وريع المنحوت في أواسط الستينيات هجرية بدءوا الرواد سائقي السيارات
من أبناء غامد وزهران في فتح أول طريق لسيارات الشحن
المتوسط حمولة طنين ونصف وخمسة أطنان وبمجهود ذاتي
بدءاَ من الطائف حتى وادي بطحان وهذا يعتبر أكبر إنجاز
قاموا به أولئك الرواد في ذلك الوقت ، إذ اختصروا مسافة
السفر من المنطقة إلى الطائف مشياَ على الأقدام أو ركوباَ
على المواشي إلى بطحان.. وهناك ينتظرون السيارات القادمة
من الطائف ومن ثم السفر عليها إلى الطائف وربما يطول
انتظارهم إلى أكثر من أسبوع لقلة السيارات القادمة ،
ولكن هذا أهون من مشقة السفر على الأقدام ،
وكان أغلب أبناء المنطقة الذين يتعاطون الزراعة ،
يحتاجون في مؤسم الحج .
السفر إلى مكة المكرمة للعمل مع مطوفي الحجاج في نصب
الخيام في المشاعر المقدسة وخدمة الحاج من بداية شهر الحج
حتى الخامس عشر منه وهذه وبالاتفاق مع المطوفين تسمى
{ طلعة حج } هذه الطلعة هي المصدر الوحيد لتمويل
حاجاتهم الضرورية طوال العام ولذلك عندما يحتاج أحدهم
إلى شيء ضروري يأخذه بالأجل إلى طلعة الحج وهذا شيء
متعارف عليه في ذلك الحين ...وعندما قام أحد الرواد وأسمه
سعد بن شيبان رحمه الله بفتح فرع جديد يبدأ من وادي
السوسية ويمر بوادي العقيق وبأصعب مرحلة فيه وهي
التي تبدأ من الصنّة إلى قرية بشير وطلبه مساعدة الأهالي
من القرى التي سيمر عليها الخط حتى أوصله إلى قرية
بشير ببني عبد الله وكان ذلك عمل جبار وفتح جديد بإيصاله
الخط لأول مرة في تاريخ المنطقة إلى قرى غامد وهذا
إنجاز يشبه الأعجاز في ذلك الحين وكان ذلك في أوائل
السبعينيات الهجرية وفي ذلك العام وقرب مؤسم الحج
أراد أحمد حلوش رحمه الله ومجموعة من الجماعة وكعادة
مؤسم كل حج السفر إلى مكة المكرمة للانضمام إلى مطوفي
الحجاج المتعاملين معهم في كل مؤسم وتم السفر لأول مرة
من قرية بشير ووصلوا مكة بسلامة الله ..إلاّ أن حلوش
أصيب بدمل في فخذه الشيء الذي أعاقة عن الطلوع للحج
وفاتت عليه الطلعة وبقي في أحد قهاوي الخريق حتى نزول
الحجاج من المشاعر وفي الخريق الموقف المعتاد للسيارات
الخارجة للديرة لمح حلوش دغسان أبو عالي وأخيه عبد الله
عجير وكانا يملكان سيارة موديل 49م فورد أخضر حمولة
طنين ونصف عبد الله يتولى القيادة ومسفر أبو عالي مساعد
ملاّح ودغسان يتولى البحث عن حمولة وركاب أقول عندما
لمح حلوش دغسان وبعد التحايا سأل حلوش دغسان :
خارجين الديرة ؟
أجاب دغسان نعم ..وأنت خارج لوحدك وإلاّ معك أحد ؟
أجاب حلوش :بأشوف الجماعة وأرد منك :
دغسان : لا تحوي أنحن مستعجلين
حلوش ساعة وأنحن عندك ...فعلاَ عاد حلوش ومعه مجموعة
من الجماعة قال لدغسان أنحن جاهزين :
قال دغسان : بعد صلاة العصر وأنتم عند السيارة ...فعلاَ
بعد العصر ركبوا السيارة ومن طريق السيل ...هذا الطريق
في ذلك الوقت ومن هم من جيلي يعرفونه من أسوى الطرق
الترابية وخاصة الجزء الذي يمر وادي اليمانية ..بطناج..
يخلوع الضلا عين ..والبهيته ..رمال بطلوع ..السيارة بنمرة
واحد ..والثاني حتى السيل الكبير وبعد السيل الكبير بحوالي
خمسة كيلو مترات ..تأتي عقدة النجار ..ريع المنحوت..
هذا الريع من وعورته ..سفلتته الحكومة ..وهذا يعتير
إنجاز كبير في ذلك الوقت والأسفلت على حد الجبل فقط
ومع عوامل تعرية السيول لأطراف الأسفلت صارت
جوانبه حفر وخلجان والأسفلت ما يتسع إلا لسيارة واحدة
فقط ..النازل ينتظر الطالع في رأس الريع حتى يطلع
وبعدين ينزل ..أنا طولت الشرح ولكن هنا يأتي الموقف
الظريف لحلوش ...بعد ما وصل عجير في أسفل الريع
وكان هذا بعد منتصف الليل وقف في أول الأسفلت والدنيا ظلام ،
قال للركاب : ياالله ياركاب أنزلوا وأطلعو الريع على أرجولكم
وذلك لتخفيف الحمولة على شان السيارةتطلع ..
عجير مايدري عن مشكلة رجل حلوش وإلاّ ما كان بيقول له أنزل ..
ولكن حلوش لما شاف الركاب كلهم نزلوا ..
استحى حلوش يجلس في السيارة ..وجاء نازل من جنب السيارة
والدنيا ظلمة والسيارة واقفة على حافة الأسفلت
وبعد الحافة حفرة وعندما وصل على كفر السيارة خمن المسافة
إلى لأرض قريبة ولكن تخمينه في غير محله ..سقطالمسكين في الحفرة
قالوا له القريبين منه عندما سقطأسلم ..أسلم ..عسى سلمت ..
قال : من فين تاجيني السلامة ؟؟.. مدري وإشب ربي قام يتوسفني ؟؟
دلى بي في مكةوانتهى بي في ريع المنحوت ..
ضحكوا على تعليقه وهم في أحلك الظروف ..قال له دغسان :
والله ماندري أن رجلك مجروحة يا أبو عبد الله وإلاّ ما خليناك تندر
لو مانشتلك إلاّ على أكتافنا ..لكن نطلب منك السماح ..
رحمهم الله جميعاَ ..وربنا ما يواخذ حلوش على اللغو .
أرجوا المعذرة في التطويل .
علي بن حسن


أخي الحبيب : علي بن حسن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صح لســــــانك ، وســـــــلم بنانك ، وارتفع شـــــــأنك

يشرِّفني أن أكون أول المتداخلين على روايتك المتألقة،

رواية في غاية التميّز والإبداع ، حبكتها باسلوبك الفريد ،

وأجدت رسم لوحات الصور المترابطة بعبارات سلسة .. سهلة .. ممتنعة.

تخيلتني وأنا أبَشِّر الطريق من الصنة إلى بشير ، وتربعتُ في بشير لانتظار السيارة التي ستنقلني إلى رحاب مكة الطاهرة ، وحلّقتُ في سماء منى وعرفات ؛ في مخيمات الفطاني الذين يوفرون ( طلعة الحج ) لأبائنا رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة ، المخيمات التي كان يشرف عليها الأخوَان ( سعيد وصالح آل شريفة ) رحمهما الله وأسكنهما فردوس الجنة وغيرهم ، وأتنقل بين المشاعر محلقاً كالطائر مروراً بالخريق لأحطَ بجوار حلوش المصاب ( رحمه الله ) وأستمع لحواره مع البيعالي (يرحم الله من مات منهم وحفظ الأحياء ) وأخلْوِع ضلوعي في بطانيج اليمانية والبهيتة وصولاً بطلعة المنحوت الوعرة المنحوسة على حلوش المجروح الذي يهوي من على كفرة السيارة ليقع في الحفرة المجاورة لحافة الأسفلت المتهالك بفعل تعرية الأمطار ، ثم الضحك مع رفاق السفر عند سماع طرفته المضحكة ، وهذا من جمال روحه ، وصفاء قلوب مرافقيه . وقد قيل : ( شرُّ البلية ما يضحك ) .
ثم تلك العبارات المواسية لحلوش من أستاذنا الجليل : دغسان أبو عالي التي نزلت برداً وسلاماً على قلبه ، وكانت بلسماً لجراحه النفسية من أثر تتالي المواقف العصيبة عليه.

رحم الله الجميع رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته .

يا للتألق الروائي المحكم ، ويا للشد الرهيب لمتابعة الأحداث الذان تجليا بين ثنايا روايتك يا مرجع التراث الأصيل .

أشكرك وأتمنى لك الصحة وطول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر .
وأهديك مودتي وسلامي ، وعبير معزَّتي واحترامي .

عبدالله رمزي 10-29-2008 06:59 AM

الأخ الفاضل / علي بن حسن

ما أجمل تلك الأيام رغم قسوتها لكنّها كانت جميلة بالتكاتف والأخوة والطرفة والمداعبة

فرغم أن حلوش رجع من المولد بلا حمص إلا أنه كان ذو أريحية متناهية يستغل معظم المواقف إن لم تكن كلها في خلق جو فكاهي ومرح ليدخل الابتسامة إلى قلوب رفقائه لكي يخفف عنهم المعاناة .

اسمح لي أن أضيف شيئاً بسيطاَ عن سعد بن شيبان رحمه الله تعالى رحمة واسعة
مثل ما تفضلت فقد كان له الفضل في فتح الخط وكان لهذا العمل الجبار أثر كبير في نفوس وفي حياة أبناء المنطقة ، لذا نال هذا الرجل بعض ما يستحق من أهالي المنطقة ومن الحكومة في ذلك الوقت على عمله الرائد ، فكان أول من وصل بسيارته إلى الباحة وذلك في منتصف القرن الرابع عشر تقريبًا .
يقال أنه من بني فروه التابعة لقبيلة بني عبد الله وقد أثنى عليه دغسان أبو عالي في قصيدة مشيداُ باحترافه في قيادة السيارة ويطلب من بقية السائقين أن يلقبوه بالبيه وتتضمن القصيدة أن ذلك الشخص كان ثرياً وصاحب أملاك كثيرة.

عاش هذا الرجل جزءًا كبيرًا من حياته في العقيق وتوفي بها قبل حوالي 24 سنة ، وكان من أعيانها بل أعيان المنطقة بأسرها .
رحمه الله رحمة واسعة .
تعال لتستمتع بالقصيدة التي لم ينل عليها الشاعر مكافأة من ذلك الشخص ولم ينظم القصيدة طمعاً في شيء.

ولكن كانوا يقولون للمحسن أحسنت ويشيدون به تقديراً لجهوده



البدع
يا موتراً لا مضى المنحوت وسع ادكماه
له سايقاً ما يعرضه ابنشيبا نبيه
مكينته ما يطفيها الهوا والمطار
فيها الكهارب تضاوح من شرا زيها
والأرض يدعس عقاربها وحياتها
الرد
الهندسة جابها الصبّان واسعد كماه
يا كل سواق قل ميد ابن شيبان بيه
وبعد يجي بالدر كتل عندنا والمطار
وأربع وستين حلقه من شرا زيها
يطيق يملك عقار أبها وحياتها



لا تؤاخذني فقد أطلت كثيراً ( هذر)

علي بن حسن 10-29-2008 09:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد راشد (المشاركة 47680)








أخي الحبيب : علي بن حسن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صح لســــــانك ، وســـــــلم بنانك ، وارتفع شـــــــأنك

يشرِّفني أن أكون أول المتداخلين على روايتك المتألقة،

رواية في غاية التميّز والإبداع ، حبكتها باسلوبك الفريد ،

وأجدت رسم لوحات الصور المترابطة بعبارات سلسة .. سهلة .. ممتنعة.

تخيلتني وأنا أبَشِّر الطريق من الصنة إلى بشير ، وتربعتُ في بشير لانتظار السيارة التي ستنقلني إلى رحاب مكة الطاهرة ، وحلّقتُ في سماء منى وعرفات ؛ في مخيمات الفطاني الذين يوفرون ( طلعة الحج ) لأبائنا رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة ، المخيمات التي كان يشرف عليها الأخوَان ( سعيد وصالح آل شريفة ) رحمهما الله وأسكنهما فردوس الجنة وغيرهم ، وأتنقل بين المشاعر محلقاً كالطائر مروراً بالخريق لأحطَ بجوار حلوش المصاب ( رحمه الله ) وأستمع لحواره مع البيعالي (يرحم الله من مات منهم وحفظ الأحياء ) وأخلْوِع ضلوعي في بطانيج اليمانية والبهيتة وصولاً بطلعة المنحوت الوعرة المنحوسة على حلوش المجروح الذي يهوي من على كفرة السيارة ليقع في الحفرة المجاورة لحافة الأسفلت المتهالك بفعل تعرية الأمطار ، ثم الضحك مع رفاق السفر عند سماع طرفته المضحكة ، وهذا من جمال روحه ، وصفاء قلوب مرافقيه . وقد قيل : ( شرُّ البلية ما يضحك ) .
ثم تلك العبارات المواسية لحلوش من أستاذنا الجليل : دغسان أبو عالي التي نزلت برداً وسلاماً على قلبه ، وكانت بلسماً لجراحه النفسية من أثر تتالي المواقف العصيبة عليه.

رحم الله الجميع رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته .

يا للتألق الروائي المحكم ، ويا للشد الرهيب لمتابعة الأحداث الذان تجليا بين ثنايا روايتك يا مرجع التراث الأصيل .

أشكرك وأتمنى لك الصحة وطول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر .
وأهديك مودتي وسلامي ، وعبير معزَّتي واحترامي .





الأستاذ / سعيد بن راشد
أسعد الله أوقاتك ..يا أبا محمد أسعدني والله أن تكون أول المعلقين على موضوعي ..وكعادتك المميزة أضفت له جمالاَ ورونقاَ بلمساتك الفنية الراقية بجعل القاريء يسرح معك ويحلق بخياله في ذلك الماضي الجميل رغم قسوة الحياة ..شكراَ على الإضافة .

دمت لمحبك : علي بن حسن

علي بن حسن 10-29-2008 09:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله رمزي (المشاركة 47682)
الأخ الفاضل / علي بن حسن

ما أجمل تلك الأيام رغم قسوتها لكنّها كانت جميلة بالتكاتف والأخوة والطرفة والمداعبة

فرغم أن حلوش رجع من المولد بلا حمص إلا أنه كان ذو أريحية متناهية يستغل معظم المواقف إن لم تكن كلها في خلق جو فكاهي ومرح ليدخل الابتسامة إلى قلوب رفقائه لكي يخفف عنهم المعاناة .

اسمح لي أن أضيف شيئاً بسيطاَ عن سعد بن شيبان رحمه الله تعالى رحمة واسعة
مثل ما تفضلت فقد كان له الفضل في فتح الخط وكان لهذا العمل الجبار أثر كبير في نفوس وفي حياة أبناء المنطقة ، لذا نال هذا الرجل بعض ما يستحق من أهالي المنطقة ومن الحكومة في ذلك الوقت على عمله الرائد ، فكان أول من وصل بسيارته إلى الباحة وذلك في منتصف القرن الرابع عشر تقريبًا .
يقال أنه من بني فروه التابعة لقبيلة بني عبد الله وقد أثنى عليه دغسان أبو عالي في قصيدة مشيداُ باحترافه في قيادة السيارة ويطلب من بقية السائقين أن يلقبوه بالبيه وتتضمن القصيدة أن ذلك الشخص كان ثرياً وصاحب أملاك كثيرة.

عاش هذا الرجل جزءًا كبيرًا من حياته في العقيق وتوفي بها قبل حوالي 24 سنة ، وكان من أعيانها بل أعيان المنطقة بأسرها .
رحمه الله رحمة واسعة .
تعال لتستمتع بالقصيدة التي لم ينل عليها الشاعر مكافأة من ذلك الشخص ولم ينظم القصيدة طمعاً في شيء.

ولكن كانوا يقولون للمحسن أحسنت ويشيدون به تقديراً لجهوده



البدع
يا موتراً لا مضى المنحوت وسع ادكماه
له سايقاً ما يعرضه ابنشيبا نبيه
مكينته ما يطفيها الهوا والمطار
فيها الكهارب تضاوح من شرا زيها
والأرض يدعس عقاربها وحياتها
الرد
الهندسة جابها الصبّان واسعد كماه
يا كل سواق قل ميد ابن شيبان بيه
وبعد يجي بالدر كتل عندنا والمطار
وأربع وستين حلقه من شرا زيها
يطيق يملك عقار أبها وحياتها



لا تؤاخذني فقد أطلت كثيراً ( هذر)



ياليت كل هذر كما هذرك يا أبا سامي /وإش أدور أحسن من هذه الإ ضاففة التي توجت بها الموضوع ..درة ..من درر دغسان رحمه الله ..مدح بها من يستحق المدح ..سعد بن شيبان رحمه الله ..أول ما شفت أسمك وأسم سعيد بن راشد ..قلت في نفسي ..زان الموضوع زان .

محبك : علي بن حسن

عبدالرحيم بن قسقس 10-30-2008 04:26 PM

.

*****

حيا الله أبو حسن وحيا الله علومه

بيت القصيد في القصة

اقتباس:

..وجاء نازل من جنب
السيارة والدنيا ظلمة والسيارة واقفة على حافة الأسفلت وبعد الحافة حفرة وعندما وصل على كفر السيارة خمن المسافة للأرض قريبة ولكن تخمينه في غير محله
..سقط المسكين في الحفرة ..
قالوا له القريبين منه عندما سقط أسلم ..أسلم ..عسى سلمت ..
قال : من فين تاجيني السلامة ؟؟
.. مدري وإشب ربي قام يتوسفني ؟؟
دلى بي في مكة وانتهى بي في ريع المنحوت ..



وبالمناسبة فمن أشهر الطرق المعروفة قديماً وأكثرها هي التي كانت تؤدي إلى مكة المكرمة والعكس ، وقد حصرها مؤرخ الطائف الأستاذ / محمد سعيد ال كمال في ثلاثة عشر طريقاً قديماً ويذكر منها ما يلي:

1- يعرج: وهو طريق جبلي أسهل من كرا، على أن فيه خرجه طويلة عسرة يتعب فيها الراكب والماشي.

2- الثنية:يقول عنه الزركلي أنه: (طريق جبلي فيه عقبات أكثرها سهل بالنسبة لغيره، ولذلك يؤثره أهل الحجاز على غيره لما تجده جمالهم فيه من الراحة).

3- طريق غرزه: هي طريق دون (الثنية) إلا أنها أصعب قل من يسلكها.

4- خروب: وهي طريق مثل (غرزة) دون (الثنية) أطول من (كرا).

5- عقبة سلامة: وهي من الطرق الموصلة من بلاد ربيع والثبته إلى مكة عن طريق الليث بغير مرور الطائف.

6- طريق عفار: وهي طريق صعبة قل من يسلكها من وعورتها، وهذه الطريق يأتي سالكها على (الغديرين) ثم ينزل على رأس وادي نعمان، وقد يسلك سالك هذه الطريق (ضيحاء قريش) ثم ينزل من (ريع عفار) على (صدر عفار)، وينحدر سيله إلى نعمان،ووصفه الزركلي بقوله(قل من يسلكه، يأتي على الوهط ثم ينزل على رأس وادي نعمان).

7- طريق كرا: ويعتبر من أشهر وأهم الطرق الأثرية وهو معروف بصعوبته وعنفه والتوائه.

وقد قامت لجنة التنشيط السياحي بالطائف بإعادة ترميم أجزاء منه في صيف علم 1417هـ عن طريق الكشافة من منسوبي التعليم بمحافظة الطائف.

كما تم تنفيذ الطريق الذي يربط الطائف بمكة المكرمة حالياً عن طريق جبل كرا حيث أولى الملك عبد العزيز – يرحمه الله، هذا الطريق جل عنايته واهتمامه، ففي عام 1376هـ رست مقاولة إصلاحه على المقاول محمد بن عوض بن لادن، وفي 3 صفر سنة 1385 هـ (1968م) أفتتح جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز هذا الطريق افتتاحا رسمياً في حفل كبير، ومعظمه أصبح مزدوجاً باتجاهين.

8- طريق اليمانية (السيل الكبير): كان المسافر على هذا الطريق من الطائف يمر بالحويه، السيل الصغير فالمناقب(الريعان) جمع ريع فقرن المنازل(السيل الكبير) فوادي نخلة اليمانية فقرية الزيمة فوادي سبوحه، فوادي يدعان (جدعان) فالشرايع فمكة.

كما قال عنه الزركلي أنه: (أسهل الطرق، على ما فيه من هبوط وصعود متكرر في جبل يقال له المنحوت، وتسلك هذه الطريق لأغلب الناس في ثلاث مراحل كبيرة: مرحلة من مكة إلى الزيمة، ومرحلة منها إلى السيل، ومرحلة منه إلى الطائف، وكثيرون يجتازونها في مرحلتين).

وقد تم ربط الطائف بمكة المكرمة بطريق مزدوج عبر هذه المنطقة(السيل الكبير) بطول 110 كلم تقريباً.

البرك الأثرية:
ومن الآثار التاريخية في المحافظة طريق زبيدة نسبة إلى زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد لسقيا الحجاج القادمين من العراق (45 موقعاً)، وبني على جانبيه العديد من البرك والاستراحات الأثرية ومن هذه المواقع: موقع البركة ويضم موضعين لجميع مياه السيول، وتقع على مسافة 15 كم من عشيرة، ومحطة بركة الخرابة التي تبعد مسافة 10 كم تقريباً شرق البركة، ومحطة بركة الغزلانية التي تقع على مسافة تقدر بأكثر من 20 كم شمال محطة بركة الخرابة


لك تحياتي وتقدير

*****

علي بن حسن 10-30-2008 05:28 PM

[align=center]
[QUOTE=عبدالرحيم بن قسقس;47837]
.

*****

حيا الله أبو حسن وحيا الله علومه

بيت القصيد في القصة



وبالمناسبة فمن أشهر الطرق المعروفة قديماً وأكثرها هي التي كانت تؤدي إلى مكة المكرمة والعكس ، وقد حصرها مؤرخ الطائف الأستاذ / محمد سعيد ال كمال في ثلاثة عشر طريقاً قديماً ويذكر منها ما يلي:

1- يعرج: وهو طريق جبلي أسهل من كرا، على أن فيه خرجه طويلة عسرة يتعب فيها الراكب والماشي.

2- الثنية:يقول عنه الزركلي أنه: (طريق جبلي فيه عقبات أكثرها سهل بالنسبة لغيره، ولذلك يؤثره أهل الحجاز على غيره لما تجده جمالهم فيه من الراحة).

3- طريق غرزه: هي طريق دون (الثنية) إلا أنها أصعب قل من يسلكها.

4- خروب: وهي طريق مثل (غرزة) دون (الثنية) أطول من (كرا).

5- عقبة سلامة: وهي من الطرق الموصلة من بلاد ربيع والثبته إلى مكة عن طريق الليث بغير مرور الطائف.

6- طريق عفار: وهي طريق صعبة قل من يسلكها من وعورتها، وهذه الطريق يأتي سالكها على (الغديرين) ثم ينزل على رأس وادي نعمان، وقد يسلك سالك هذه الطريق (ضيحاء قريش) ثم ينزل من (ريع عفار) على (صدر عفار)، وينحدر سيله إلى نعمان،ووصفه الزركلي بقوله(قل من يسلكه، يأتي على الوهط ثم ينزل على رأس وادي نعمان).

7- طريق كرا: ويعتبر من أشهر وأهم الطرق الأثرية وهو معروف بصعوبته وعنفه والتوائه.

وقد قامت لجنة التنشيط السياحي بالطائف بإعادة ترميم أجزاء منه في صيف علم 1417هـ عن طريق الكشافة من منسوبي التعليم بمحافظة الطائف.

كما تم تنفيذ الطريق الذي يربط الطائف بمكة المكرمة حالياً عن طريق جبل كرا حيث أولى الملك عبد العزيز – يرحمه الله، هذا الطريق جل عنايته واهتمامه، ففي عام 1376هـ رست مقاولة إصلاحه على المقاول محمد بن عوض بن لادن، وفي 3 صفر سنة 1385 هـ (1968م) أفتتح جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز هذا الطريق افتتاحا رسمياً في حفل كبير، ومعظمه أصبح مزدوجاً باتجاهين.

8- طريق اليمانية (السيل الكبير): كان المسافر على هذا الطريق من الطائف يمر بالحويه، السيل الصغير فالمناقب(الريعان) جمع ريع فقرن المنازل(السيل الكبير) فوادي نخلة اليمانية فقرية الزيمة فوادي سبوحه، فوادي يدعان (جدعان) فالشرايع فمكة.

كما قال عنه الزركلي أنه: (أسهل الطرق، على ما فيه من هبوط وصعود متكرر في جبل يقال له المنحوت، وتسلك هذه الطريق لأغلب الناس في ثلاث مراحل كبيرة: مرحلة من مكة إلى الزيمة، ومرحلة منها إلى السيل، ومرحلة منه إلى الطائف، وكثيرون يجتازونها في مرحلتين).

وقد تم ربط الطائف بمكة المكرمة بطريق مزدوج عبر هذه المنطقة(السيل الكبير) بطول 110 كلم تقريباً.

البرك الأثرية:
ومن الآثار التاريخية في المحافظة طريق زبيدة نسبة إلى زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد لسقيا الحجاج القادمين من العراق (45 موقعاً)، وبني على جانبيه العديد من البرك والاستراحات الأثرية ومن هذه المواقع: موقع البركة ويضم موضعين لجميع مياه السيول، وتقع على مسافة 15 كم من عشيرة، ومحطة بركة الخرابة التي تبعد مسافة 10 كم تقريباً شرق البركة، ومحطة بركة الغزلانية التي تقع على مسافة تقدر بأكثر من 20 كم شمال محطة بركة الخرابة


لك تحياتي وتقدير

*****
[/font]
[/QUOTE






إضافة رائعة يا أبا توفيق ..فقد أضفت قيمة جغرافية وتاريخية للمسالك والطرق المؤدية إلى مكة المكرمة ، ومنها طريق السيل الزيمة الشرائع وفقك الله وشكراَ للإضافة .

المحب : علي بن حسن

أبوناهل 10-31-2008 07:54 PM


ماشاء الله عليك ياعم علي
قصص نادره وسرد ممتع
وإضافات أبومحمد وأبوسامي وابوتوفيق
زادت من روعة الموضوع وخاصة القصيده
الشكر للجميع وعلى رأسهم الريس ...

علي بن حسن 11-01-2008 09:33 PM

شكراَ يا أبا ناهل على المرور وألإ شادة
لا شك أن إضافة أبو محمد وأبو سامي
وأبو توفيق زادت الموضوع قيمة جمالية
وأدبية وتاريخية وجغرافية ...فشكراَ لهم
ولك ..لا عدمتكم .

علي بن حسن

عبدالعزيز بن شويل 11-01-2008 10:06 PM


http://img135.imageshack.us/img135/6851/10jq2.gif

ابو حسن

الجميل في قصصك أنك تجعلنا نعيشها

ونتخيل حتى شخصياتها وكأننا بينهم

دمت بخير ومن تُحب

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1225566271.jpg



تحياتي
...........


الساعة الآن 12:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir