قصة الوالد حسن بن يحيى ودغسان وعزيمة سعيد بن مخمر
كان والدي والشيخ علي سعد أبو عالي [دغسان] رحمهما الله بينهما صداقه غير عاديه ، أكثر من أخوين من رحم واحد لدرجة إنهما يفهم كلٌ منهما ماذا يريد الآخر ..بلفته ..بنظره ..بإشارة وبهذا التوافق العجيب كانا لايسافران إلا معاَ لأرتياحهما لبعض ففي مره من المرّات وكان لكل منهما جمل للاستخدام في نقل المحصول الزراعي الشخصي في وقت الحصاد، وفي وقت الفراغ للتأجير لنقل الأحمال الثقيلة .. أقول في مره من المرّات فكرا في أن يشتريا ثوم ويسوقانه في مدينة الطائف ، وفعلاَ توكلا على الله ووفرا الحموله ، والقيمه بالأجل حتى العوده ، وسافرا بعد و داع الأهل والولد ، ووصلا إلى الطائف بحمولتهما وباعاها بقيمه مجزيه وأستأجرا بيت عباره عن حوش لتنويخ جمليهما به وفي طرفه غرفه من اللبن ومسقوفه بالجريد في انتظار أن يجدا حموله بالأجر للعوده للدّيره ومرت ثلاثة أيام ما وجدا الحموله ألمنتظره وذهب دغسان للتسوق والوالد بقي عند الجمال وبالمصادفة وجد دغسان سعيد بن عطيه بن مخمر في السوق وبعد السلام على بعضيهما وسؤال كل منهما عن الحال والأحوال أخبر دغسان سعيد أنه وحسن بن يحيى يبحثان عن حمله ويعودان للديره وأخبر سعيد دغسان أنه طلع من مكه مع عائلة البوشناق للاصطياف بالطائف { أسمحوا لي أن احكي نبذه قصيره عن مكانة سعيد بن عطيه عند عائلة البوشناق فقد كان رحمه الله له مكانه كبيره عند هذه العائله فكان كبير هذه العائله من كبار مطوفي العرب وكان رب هذه العائله يصطحب سعيد بن عطيه معه كل عام إلى مصر لشخصيته الجذابه وثقافته وحسن حديثه وكانوا يجوبون الأرياف المصريه للدعايه للحج وأختيار البشناق مطوف لهم ولشخصيته الجذابه أستطاع أن يجذب أكبر عدد من الحجاج ، ولهذ اكتسب هذه المكانه عند هذه العائله } أقول بعد ان تقابل دغسان وسعيد بن مخمر أعتذر سعيد من دغسان وقال أعتذر لي من حسن لأني مشغول مع البشناق وقال خذ هذه ريالين خذوا غدا أو عشاء وأعذروني لعدم أستطاعتي مشاركتكم مع أشتياقي للجلوس معكم ولكن أنتم خير من يعذر وأفترقا وعاد دغسان للوالد ولا أخبره بمقابلة سعيد بن عطيه وقيلوا وفي العصر بقي دغسان عند الجمال والوالد ذهب للتسوق لعل وعسى يجد مسافرين للديره وبالصدفه أيضاَ وجد الوالد سعيد بن عطيه في السوق وبنفس الأسئله والأجوبه مع دغسان ونفس العذر قال سعيد بن عطيه أنا اعطيت دغسان ريالين حق عزيمه لك وله ومشتاق أجلس معكم لكن أعذروني لأنشغالي رجع الوالد لخويه قريب المغرب وباتو وأصبحوا ولا جاب خويه سيرة العزيمه ... في الظهر قال الوالد لدغسان ... ياعلي أنا خايرت من مخراج الديره ، أنا بأخذ جملي وأندر مكة ولاحظ دغسان التأثر على وجه الوالد ... قال للوالد .. لاهيا بتندر مكه؟ ... قال الوالد نعم ... قال دغسان أسمع هذا الطرح وخلك ترد عليه ، وطبعاَ الطرح كان يقصد به أختبار الوالد هل هو عرف بالريالين ؟ وإلاّ لا الطرف الأول ياراعي العود شد العود تغبيشي [1] ومع صلاة الضحى وانته بالأعلامي[2] وفي صلاة العصر وانته في أعلى مك ,ومر بيت الحكم وبيوت باناجي وفي الحرم جنب زمزم بيّت وصلّه [1] العود هو الجمل ، تغبيشي وضوح النهار بعدالفجر [2] الأعلامي هي نقطة التفتيش الآن قبل عرفه الطرف الثاني من الوالد حسن بن يحيى يا أخي علي ماهقيت انك بتغبي شي أنا صدوقاَ وعلّمتوك بأعلامي وأمّا انت خائن وعني تغبي أعلامك إن كان ماجيتنا بابي نبا ناجي حقاَ لذا مثلنا يابي توصل لّه[1] [1]حقاَ لمثلي تواصله أخرج دغسان الريالين ورماها في حثل الوالد .. وقال خذها آهي لك وللجن في خاطري بأغبيها عنك وآخذ بها ما أبدي به على نسواني ولا غبيت عنك وضحكوأ الأثنين لانكشاف الوضع ... وهم في هذا الأخذ والرّد دخل عليهم في الحوش رجل عليه ثياب نظيفه وسمة النعمه باديه عليه .. سلّم وردوا عليه السلام ... قال : عسى فاضين ؟ .. أنا ابغي جملين ووجهتنا قرية الحمران ببلجرشي .. وش قلتم .. قال الوالد { نوع من التعزز } عز الله انا قد خذنا عربون لحمله لمكه !! لكن لأجلكم بنرد العربون ونلغي سفر مكه ونخرج معكم ...ما بنلقى أحسن منكم ..تم .. قال ذلك الرجل : على خيرة الله ... أنا واخوياي أثنين عفشنا جاهز ومربّط وبنقضّي مؤنة الطريق وبعد العصر اليوم نشد عفشنا ..هاه؟ ..مناسب لكم؟ ..قالوا بلسان واحد : فوق العلم .. تم يقول الوالد : والله مامر عليّه في حياتي على كثر سفراتي باحلى من تلك السفره .. خلّيناها نزهه وتمشيه بدل من ثمانية أيام تقدير مسافة الطريق خلّيناها عشره خاصة بعد ما عرفونا وعرفناهم : هم علي هزّاع وواحد يقرب له أسمه مقبول وواحد متمعرف .. وزادت قيمتنا عندهم بعد ماعرفوا دغسان ... لأنهم يسمعون به ولا يعرفونه... الهزّاع هذا يقول الوالد أنه رجل كريم والله موسع عليه وطول الطريق ما يرى غنم إلاّ يمر على راعيها وينقى [ فردوق ] صغير ويذبحونه في وقته ويعلقونه على أحد الجمال وهكذا طوال الطريق حتى وصلنا قرية رغدان وهناك عرف أثنين من تجار رغدان أخويانا أصحاب الحمله وأعترضونا وأقسمو بالله ما يمرون حتى يأخذون واجبهم وحاولوا يعتذرون بأنهم متفقين معنا أن يوصلونا للحمران قالوا : ربعكم الجماله أن حبوا يشاركونكم في واجبكم فهذا مما يسعدنا وإذا حبوا يواصلون لأهلهم في وادي العلي مابنعوقهم عن المواصله واما حمولتكم الله ابراكم همها نوصلها بجمالنا ... وهكذا أختتمت رحلتهم بأختصار السفره الجميله إلى رغدان بدلاَ من قرية الحمران ، رحمهم الله جميعاَ واسكنهم فسيح جناته. علي بن حسن |
كالعادة ياخال طرح متميز ورائع قصة تحمل في مضمونها قساوة الأيام ونكد العيش تحوي القصيدة بعض المفردات التي نقرأها اليوم بغير ما كانت عليه في وقتها فنتعلم منهما كيف يتحمل الصديق صديقه رضا وعتب رحم الله سعيد بن عطية لم تمنعه الظروف من القيام بواجب الضيافة ورحم الله دغسان الذي حمل هم العيال في غربته ورحم الله حسن بن يحي الذي لم يبالغ في العتاب ولم تأخذه حمى الغضب وقد وجد ما يغضبه ليتنا نعرف أن الحياة كما تكون مُرّة أحيانا فهي تحلو في أحيان أخرى جملان ورجلان وشعر ورحلة عناء رحم الله دغسان وحسن بن يحي وسعيد بن عطية |
. ***** الله الله يا أبو حسن على القصه والقصيده والسرد الجميل حياة كفاح وكد وتعب لكن جميله ببساطة أهلها وصفاء قلوبهم وتعاونهم البدع من دغسان ابوعالي ياراعي العود شد العود تغبيشي ومع صلاة الضحى وانته بالأعلامي وفي صلاة العصر وانته في أعلى مك وفي الحرم جنب زمزم بيّت وصلّه الرد من حسن بن يحيى يا أخي علي ماهقيت انك بتغبي شي أنا صدوقاَ وعلّمتوك بأعلامي وأمّا انت خائن وعني تغبي أعلامك حقاَ لذا مثلنا يابي توصل لّه لكن هل ترى أن صحة البيت الأول من الرد يا أخي علي ماهقيت انك تغبي شي لك خالص محبتي وتقديري ***** |
اخي الفاضل علي بن حسن :
رغم انني سمعت القصة من الوالد رحمه الله لكن باسلوبك الجميل البسيط جعلتني كأنني اسمعها لاول مرة شكرا لك لتذكيرنا بهذه القصة الطريفة التي تدل على عمق الصداقة بين والدنا الحبيب رحمه الله وبين استاذي علي دغسان رحمه الله وكذلك الشخصية ذات المواهب المتعددة سعيد بن عطيه رحمه الله واسكنهم جميعا فسيح الجنان . ومثل ما تفضل الاستاذ احمد بن فيصل لم يبالغ الوالد رحمه الله في العتاب ولم تأخذه حمى الغضب وقد وجد ما يغضبه لكنه حولها الى عتاب خفيف طريف وانتهى الموضوع وانا على يقين ان دغسان رحمه الله ما كان سيخفي ذلك عن رفيق دربه ولكنه انشغل او اشغل فنسي . اكرر لك الشكر والتقدير واشكر كل من علق واضاف . |
ابو حسن روائي من طراز نادر ( ما اقدر اشوف موضوع لك ما اكرر قراءته ) بكل صدق ........ والسبب ( الربط بين القصيدة وطريقة ولادتها ان صح التعبير ) ( تتقن وزن البهارات بالرواية كأتقان عبدالله رمزي لبهارات وجباته الشهيرة ) الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته واموات المسلمين عاشوا حياة صعبة مكافحين متعك الله بالصحة يا ابو حسن |
ابا حسن متعك الله بصحتك وذاكرتك ابداع في السرد القصصي يجعل القارئ يعيش الحدث كانه شاهد عيان , ما شاء الله عليك ذاكرة قوية ذكر التفاصيل بدقة كاملة زادك الله من نعمة واتم عليك الصحة والعافية , نسال الله ان يغفر لهم ويرحمهم عاشوا حياة كلها كفاح ومجاهدة نسال الله ان يجعلها في موازين حسناتهم . شكرا ابا حسن وننتظر جديدك |
لأبن احمد بن فيصل / صحيح كلامك ، مافسرها الوالد بأكثر من مزحه ...وعندما قال الوالد أنه نازل مكه ما كان نيته ينزل بس .. يبغي يبين له أنه درى ..وتصنع الزعل حتى يشوف رد الفعل ... يفهمون بعض رحمهم الله: شكراَ على الإشاده وحسن ظنك . الأخ عبد الرحيم بن قسقس/ البيت الأول من رد الوالد: يا اخي علي ما هقيت انك بتغبي شي .. صحيح كلامك لو كانت ..تغبي شي أفضل لكن مايغني البيت وإضافة البا لازم لوزن البيت ليغني مع الطرق شكراَ على مرورك وحسن ظنك . جبل الشعبه / شفت كيف الوالد وهو يرويها رحمه الله وكأنها حدثت بالأمس .. من صدق الروايه والمشاعر الصادقه التي يكنها لرفيق دربه ..رحمهما الله. الأبن محمد التابعي / شكراَ على حسن ظنك بي والإشاده بما رويت ...والحقيقه أنا نقلت الروايه كما سمعتها من والدي بصدقها وكما هي لا عدمتك : تصدق ان لك مكانه في نفسي وأكن لك محبه كمحبتي لسندولك أحمد بن صوهد رغم أني ماقد شفتك إلا وأنت صغير وفي زواج ماجد بن جاري شفتك وعرفتك بجين العائله حفظك الله وإخوتك ومتع بالصحه والدكم الصديق العزيز على نفسي . علي بن حسن |
إبداع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا خالي ووالدي أبو حسن إبداع منقطع النظير قصة غاية في الروعة وأشارك أخي محمد التابعي القول أنني أقرأ القصة مرتين وثلاث لجودة الحبكة الأدبية الممزوجه بالبساطة لكي تبلغ وقعها الخاص وكأنني بينهم أنظر ماذا يفعلون وبساطة الماضي الذي نفتقده في هذه الأيام من العفو والصفح وغض الطرف عن الصديق وزلته 0 ترابط مذهل بين القصة ومحاورة الشعر فتزداد القصة تشويقاً وإبداعاً هذا دون مجاملة القرابة التي تجمعنا حقيقة أنت مبدع يا أبا حسن 0 رحم الله دغسان أبو عالي رحمة واسعة ورحم الله جدي حسن بن يحي رحمة الأبرار اللهم ألحقهم بالأنبياء والصديقين والشهداء في جنت النعيم وجميع موتانا وموتى المسلمين 0 وتقبل مروري ،،،،،،،،، |
أخي الفاضل علي بن حسن
متعك الله بالصحة والعافية لقد قضيت وقتاً ممتعاً أثناء قراءتي للقصة والقصيدة وشدني الأسلوب المتميز أثناء السرد وخصوصاً في تعريفك بعائلة البوشناق وإيضاح المكانة التي كان العم سعيد يتمتع بها عندهم رحمهم الله جميعاً والدكم والعم سعيد وأستاذنا علي دغسان واسأل الله أن يعوضهم عن حياتهم القاسية المريرة بجنات النعيم عشرة أيام مشياًعلى الأقدام من الطائف إلى الباحة وكأنها نزهة سياحية . فها هو والدكم رحمه الله يعترف بجمالها وعذوبتها . [ والله مامر عليّه في حياتي على كثر سفراتي باحلى من تلك السفره .. خلّيناها نزهه وتمشيه بدل من ثمانية أيام تقدير مسافة الطريق خلّيناها عشره] ونحن اليوم في سيارات فارهة ومكيفة وسريعة نقضي مسافة العشر الأيام في ساعتين ونصف ونتثاقلها ونتضايق ونتأفف من السفر . ................ كانت هممهم عالية كعلو جبال السراة رحمهم الله . |
شكراَ يا أبا أديب على حسن ظنك بي وأستمتاعك بما دونت ونحن عندما نذكر أبائنا أنما نذكرهم لنطلب الله لهم الرحمه والغفران ونأخذ عبره من معاناتهم ونحمد الله على مافيه نحن من راحة جسديه ونطلب الله أن يعيننا على المعاناه النفسيه ، فهذه قبالة تلك ...[ماشي بالساهل على راي أخواننا المصريين أذكر مره والدك رحمه الله كان يسوق على بيرالشعبه العليا بالصفيفين {للشباب الصفيفين يعني يسوق بثورين وبالفريده يعني بثور واحد}ووالدي يسوق بالفريده على بير الشعبه السفلى ووالدك كان حزين جداَ على ولد توفى قبل لا يجي غرم الله وكان والدك صوته جميل ويجيد طرق الجبل قال والدي قصيده على لسان والدك وعلى طرق الجبل ..مع الأسف ما احفظ إلا بيتين من الطرف الأول يقول : ياسين وآغبني على فرقى ظنيني .... ماتلوف النوم عيني ... ما أنسى والله دموع والدك وهي تنساب على لحيته وهو يشل بالطرق ووالدي يلقنه يكلماتها وهو في مجرة البير السفلى{ كان عمري مايزيد عن عشر سنوات} رحمهم الله . علي بن حسن |
الساعة الآن 02:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir