ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   (سبها تاخذ رزءها ) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=14212)

رفيق الدرب 05-08-2011 12:59 PM

(سبها تاخذ رزءها )
 
(سبها تاخذ رزءها )

كتابتي هي لكم أيها الشباب والشابات يا من ولدتم في زمن النعمة ، الخير بين أيديكم ، وأنواع الطعام والشراب ، ترفلون في
الملابس أشكالا وألوانا ، زادكم الله من الخير ولكن أعلموا أن لكل شيء ثمنا .
في سابق الزمان كانت القرى خلية نحل ، عمل دؤوب من الفجر حتى المساء من أجل توفير لقمة العيش فقط ،
ثلاث وجبات فقيرة في عناصرها الغذائية .
النظافة معدومة لعدم وجود وسائلها ، لا يوجد منظفات ولا مبيدات حشرية والملابس يمضي عليها ربما أسابيع عفوا
الثوب حيث لا يوجد غيره حتى الملابس الداخلية لا توجد .
والثوب يغسل بماء حار ورماد أويغسل بعصير أقراص التين (البرشومي)
ثوب واحد في السنة مصنوع من المبرم ( الدوت ) ، وربما ثوبان في أحسن الأحوال ، القمل يسكن في ثناياه وبين أعطافه .
أذكر أن طفلا فقد أمه والطفل يصبح يتيما إذا فقد أمه سواء بالموت أو الطلاق أو المرض .
تصدقت عليه عجوز- يرحمها الله - فخلعت ثوبه لتنظيفه من القمل في ضحى يوم مشمس ومن كثرة القمل
أحضرت مكنسة ( هدبه ) وهي فرع أخضر من شجر العرعر وكنست به
القمل من ثوبه ، لا زال ذلك المنظر ماثلا أمام عيني الآن .
أما البراغيث ( القذان ) فمسكنها في التراب وفي صوف الأغنام وتأخذ نصيبها من دمائنا أيضا .
فإذا جن علينا الليل وآوينا إلى فراش فقير استلمتنا حشرات أخرى هي أشد فتكا إنه ( البق ) الذي يتخذ من كهوف الجدران
مسكنا له تلك الحشرة الكريهة الرائحة ( تسري للعشا مدة الرشا ) - كما يقولون - تهاجم النائمين وتنزل إليهم من
الجدران في سلاسل منتظمة .
الحشرات تنهشنا والفقر مدقع ، والكل يهرش ليل نهار سواء في البيت أو المدرسة أو الوادي ، وأتذكر أن أحد زملاء
الدراسة ونحن في معهد المعلمين كان دائما يحك جسمه من كثرة القمل فرآه المدرس مشغولا عن الانتباه إليه والمدرسون
في ذلك الزمان مصريون ، فناداه وقال يا فلان ( سبها تاخذ رزءها وانتبه للشرح ) .
هل ترون يا شباب أنني حكيت ما ليس يحكى ، حياتنا ليست وردية كما -قد تظنون - أنا كتبت لكم ما يخجل الآخرون من ذكره أو ربما لتعلموا شيئا يسيرا
عن ماضي آبائكم وأجدادكم ومعاناتهم وتقارنوه بحاضركم وبعد ذلك تحمدون الله وتؤدون حق النعمة التي ترفلون بين أحضانها ،
وإلى لقاء يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله .

سعد محمد دوبح 05-08-2011 05:55 PM

( القمل ، القذّان ، البقّ )
هذا الثّلاثي المُرعب ؛ والّذي كان يفتك بالنّاس في ذلك الوقت ! ولم يسلم مِنه حتّى الحيوان يمتصّ الدِّماء وتنتشر بسببه الأمراض ويحطّ مِن كرامة الشّخص عِندما يُلاحظه النّاس في ثوبه أو عمامته فيتحاشون القُرب مِنه !
كان الأوّلون يحاربونها بما يستطيعون حتّى بالفلفل المجفّف كبخور يُطلق في الأماكن اللتي تكثر فيها برائحة لا تُطاق .
وأذكر أنّني ومعي جدّي أبو رياح ( رحمه الله ) كُنّا في مناسبة بإحدى القرى فرأينا البقّ يمشي على جِدار مجلس الضِّيوف ومخلوب بالطِّيْن فتعاونّا على قتله فكان يستخدم قاعدة الشّون ( عصاته ) وأنا أستخدم مطرقة ( قطعة حديد ) وجدتها في البيت ! ولم يكن في البيت سوانا فيقول : أنظر ياسعد الله أكبر ما أكثره ويقتل فيه وأنا أقتله بالمطرقة حتّى شوّهنا منظر ذلك الجدار ! أمّا القذّان فكُنّا نتحاشا الدّخول إلى مراح الغنم ( مبيت الغنم ) لكثرتها فيه ! وأحمد الله أنّه لم يوجد ببيتنا غنم ( رغم أنّها مِن النّعم ) ومِن كثرة القِذّان وانتشارها بنى النّاس عليها فزّورة وهي ( أحمر حمرور في البيت مذكور . ماهو ؟ ) وكان متوحّشاً رغم ضئالة جسمه ! أمّا القمل وصغاره ( الصِّيبان ) فأمام ناظريّ طلب العمّ مسفر الزّبير رحمه الله مِن أحد التّلاميذ أن يخرج إلى المعرض وتحت المراجيح يُخرج فلينته وينشرها في الشّمس لعلّ القمل يخرج مِنها مع لومه وتأنيبه لأمّ ذلك التّلميذ اللتي لا تعيش معه في البيت وحمّل ذلك التِّلميذ رسالة لها وقال : قل لأمّك تنتبه لك حتّى ولو إنّك مطلّقه .
أبو صالح لقد تجرّأت بقول الحقيقة بارك الله فيك وبيّنت للشّباب ذكوراً وإناثاً بأنّنا في الماضي لم نكن مُرفّهين ومُدلّلين أو في رغدٍ مِن العيش بل كابدنا الوضع الّذي كُنّا عليه وصبرنا وعوّضنا الله في هذا الزّمان بما يستوجب مِنّا الحمد والشّكر والثّناء على الله بما هو أهله .
وآسف على التّطويل يا أبا صالح لا عدمناك .

ابو ثامر 05-08-2011 06:05 PM

رفيق الدرب دائما كتاباتك تأسرني الله يجزاك خير
كل ما ذكرته لا زال حافرا في ذاكرتي وخاصة بيتنا القديم في الحله ذكريات اليمه تتخللها بعض ساعات الصفاء والسعادة احيانا
و الحمد لله لم اعيش في تلك الحقبه من الزمن سوى عشر سنوات تزيد او تنقص سنتان
استاذنا رفيق الدرب
اكاد اجزم بأن كرتون الصابون لا نشتريه الا مره واحده في السنه او السنتين تجمع والدتي يحفظها الله اغطيتها ليهدينا بن داوود ( مصنع الصابون )
كاسات او طيس منزلية نهاية العام اما الان ولله الحمد اريال المعطر وكومفورت المنعم وووووووووو
النامسه الان ما يخلونها تأخذ رزءها على طول بالريد او الصياده الكهربائية ولا يحافظون على حياتنا الفطريه
اما بالنسبة للوجبات الثلاث فما معنا في ذلك الزمان الا هيوخاصة زاد الفقير العشاء خبزه وعدس
ولكن مع تلك الآلام تحققت الاحلام ومن صبر ظفر ومن سار على الدرب وصل
استاذنا رفيق الدرب تقبل تحياتي ودعائي لك بالتوفيق والسداد ،،،،،،،،،،،،،،0

المهاتما غامدي 05-08-2011 08:04 PM


الحمد لله على كل حال
حاله وراحت بخيرها وشرها
والحمد لمن بدلها بخير منها علينا وعلى ابناؤنا
موضوعك ذو شجن


المهاتما غامدي 05-08-2011 08:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ثامر (المشاركة 133929)
النامسه الان ما يخلونها تأخذ رزءها على طول بالريد او الصياده الكهربائية ولا يحافظون على حياتنا الفطريه


حليل النامس منك يابو ثامر لين تلين الحصى


محمد سعد دوبح 05-08-2011 08:26 PM

ابو صالح الحمد لله لم اعيش ذلك الزمن المرير
الذي كنت اشاهد فيه بعض ابناء جيلي يهرشون
ويتحككون والفضل يعود لله ثم لوالدي
رحمه الله وجميع موتى المسلمين بحكم
سفرياته اثناء قيادته للسياره فهو الذي كان
يكدح ويحضر لنا كل مانريد وكان يحضر جميع
المبيدات الحشريه والتي اتذكر منها على سبيل
المثال سم الجراد وبخاخه للفليت وووو000الخ
وكانت الوالده حفظها الله تقوم بعملية الإباده
للثلاثي الخطير القمل والبق والقذان ولم نعد
نشاهدها كغيرنا
طرح جريء يعطيك العافيه عليه ودمت بوووود0

علي بن حسن 05-08-2011 08:38 PM

أنا ما أعرف الكلام هذا يا أبا صالح ولدت وفي فمي منجر من توتوة ...ذكرني موضوعك هذا يا أبا صالح بذلك الرجل الظريف الذي من أحدى القرى المجاورة لنا مابأذكر أسمها عندما هددوه جماعته بانه إذا ما أنصاع للحق ليحرقون بيته قال بكل سخرية قال ودي والله تحرقونه على شان تنصفوني من البق العالق في جدرانه

شكراً يا أبا صالح وليت شبابنا يقدرون النعمة التي هم فيها ولك عاطر التحية .

علي بن حسن

نايف بن عوضه 05-08-2011 09:56 PM

ما اروع ما طرحت 0 وكم اتمنى ان يكون هذا حديث المجالس وان يدعى الشباب 0 الى سماعه 0
لانهم لا يملكون ما يحدثون ابناؤهم عنه 0 الا 0 الرفاهيه وكم كان يعطيك ابوك مصروف في الابتدائه وما فوقها 0 واذكر ان ابنة احد اقاربي اصغيره 0 قالت لي يا بابا 0 اعطيني 0 فلوث 0 فاعطيتها خمسه ريال وكنت اظنني اسرفت 0 ولكنها رمتها في وجهي وقالت ايش هذا هذي 0 فلوث 0 وبهذا ذكرتني 0 ابي رحمه الله عندما طلبته 0 خمسه 0 ريال اقطع بها تابعيه قال رحمه كلك ما تسوى خمسه ريال 0
دروس ترسخت في اعماقنا تعلمناها من الفقر 0 الذي صنع منا ما يجعلنا نفتخر باجتياز تلك المرحله 0 ولا 0 لوم على الاجيال بل اللوم على الاباء 0 الذين لم يعطوهم الوقت لتعريفهم بالماضي وقسوته 0 وانما غرسوهم في نعمة الحاضر وتاثيره 0
موضوعك مثلك في روعته وتصوير لواقع عشناه ونفخر باجتيازه 0 لك الف تحيه واحترام 00

رفيق الدرب 05-09-2011 09:49 AM

سرتني عودتك للساحات يا أبا محمد وأحمد الله على شفائك
شكرا على مرورك العطر وإضافتك الجميلة وسأرد على البقية بالسرى
لقصر نفسي على الكتابة لك تحياتي ودمت يا الغالي .

ابو هدبه 05-09-2011 02:09 PM



الساعة الآن 01:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir