ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة الإسلامية (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   تنفس الصبح (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=7187)

احمد العبائر 04-28-2009 01:38 AM

تنفس الصبح
 
(وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)



الصبح آية من آيات الله دالة على بديع صنعه وجميل خلقه، فالصبح له طلعة بهية ووجه مشرق يشع بالجلال والحسن، ومن أراد أن يعرف جمال الصبح فليتأمل قدومه بعد صلاة الفجر كيف يدب دبيباً كالبرء في الجسم وكالمااء في العود ، فإن الصبح يزحف بعد جحفل من الظلام فيطويه أمامه، فكأن الكون وجه تتبلج أساريره، وتشرق قسماته، وترتسم على محياه بسماته، وما أجمل الصبح، قيه يهب النسيم العليل، ويشع النور الهادئ ، والضوء الدافئ، وتبدو الحياة، ويميس الزهر، ويندي الظل، وتتفتح الأوراق، تفتح شفاه المحبين عن أسئلة حائرة، وتتفتق الأكمام تفتق عيون العاشقين عن أسرار دفينة.
في الصباح رجع الصدي، وقطر الندي، وحفيت الهواء، وتمتمة الماء، وتغريد الطيور، وسجع الحمام، وأنغام العندليب ، في الصبح يرتحل الفلاح بمسحاته إلى الحقل ، ويسوق البدوي أغنامه إلى المرعي، ويذهب الطالب إلى مدرسته، والطبيب إلى عبادته، والبائع إلى حانوته، فالصبح أذان معلم بالحياة ، وإعلان بيوم جديد، وملاذ مجيد، لنهار آخر من الجد والعمل والعطاء والنماء.
ولكن أما دعاك هذا اللفظ الشائق في قوله: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) أما وقفت معه وقفه إجلال للإبداع واحترام للبيان؟ كيف يتنفس الصبح؟ ! سؤال يجيب عنه من قرأ حروف القدرة على صفحات الكائنات، والصبح يوم يتنفس كأنه محزون فقد أحبابه، فخرجت أنفاسه الحارة من أعماقه، أو كأنه مكبوت يشكو آلامه، فانبعثت من حشاياه آهاتاه، أو كأنه مظلوم صهر الظلم قلبه فانفجرت روح بزفراته، أو كأنه مسجون كبلت يداه وقيدت قدماه، فعبر بلهيب توجعه عن معاناته.
وما أجمل أسلوب القرآن، ففي كل ذرة من اللفظ درة، ومن يدري لعل الصبح تنفس بعد ليل طويل قاس من الظلام والهجر والقطيعة، ولعله تنفس تنفس المسرور بلقاء أحبابه، السعيد برؤية اصحابه؛ لأن الصبح مقبل عن نهر جميل ، وحياة دائبة، وحركة نشيطة من الجد والبذل والتضحية ، والمقصود أن هذا الصبح كان مكظوم الأنفاس، مكبوت الحشي، ثم حانت لحظة الانطلاق فتنفس، وأنا أدعو سلاطين البلاغة ودهاقنة البيان وأرباب الفصاحة أن يقفوا خاشعين أمام (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) ليذوقوا لذة الجمال، ومتعة الحسن، ليعلموا سر الإعجاز ، في هذا الكتاب المعجز الخالد، وليدخلوا ديوان عظمة الخالق، ديوان قدرته ليروا جمال المقال، وبديع الأفعال ، من ذي الجلال والإكرام.


مما أعجبني من أقوال الشيخ د0 عائض القرني يحفظه الله

إبن القرية 04-28-2009 06:02 AM


معلومات رائـعة .. وموضوع جميل

أحمد العبائر .. جزاك الله خير .

دمت بخير

عبدالعزيز بن شويل 04-28-2009 06:07 AM


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1226325652.gif

http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-1/81/18/1.png



قال القرطبي في تفسيره

أي امتد حتى يصير نهارا واضحا ; يقال للنهار إذا زاد : تنفس .

وكذلك الموج إذا نضح الماء . ومعنى التنفس : خروج النسيم من الجوف .

وقيل : " إذا تنفس " أي انشق وانفلق ; ومنه تنفست القوس أي تصدعت .



أحمد العبائر

طرح رائع نفع الله به


تحياتي
...........

احمد العبائر 04-29-2009 11:47 PM

أخي ابن القرية الغالي
 
أخي ابن القرية الغالي
دائماً سباق بالاطلاع على كل جديد بالساحات
ومتابع متميز لكل ما يطرح
ولك ردود مميزة أسأل الله العلي القدير أن يمتعك بالصحة والعافية
تحياتي لك يالغالي

احمد العبائر 04-29-2009 11:50 PM

أخي عبدالعزيز شويل
 
أخي أبو فهد يحفظه الله من كل مكروه
إضافة متميزة دائماً لك إضافات تزيد الموضوع جمالاً
أنتظر دائماً مداخلتك أخي الغالي
لا عدمتك أبو فهد

مشرف الإسلامية 05-01-2009 10:20 AM


عبدالرحيم بن قسقس 05-01-2009 12:16 PM

.

*****

وفي تفسير ابن كثير

وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ

قال الضحاك إذا طلع وقال قتادة إذا أضاء وأقبل وقال سعيد بن جبير إذا نشأ وهو المروي عن علي رضي الله عنه وقال ابن جرير يعني ضوء النهار إذا أقبل وتبين .

كتب الله لك الأجر والثواب أخي العزيز احمد العبائر

*****

احمد العبائر 05-01-2009 10:08 PM

أخي مشرف الإسلامية
 
أخي مشرف الإسلامية يحفظه الله
أخي الكريم أتمنى أن يكون جميع المشرفين بنفس نشاطك
وبنفس التفاعل مع الأعضاء
فهذا دعم للعضو من المشرف
أخي لا أقول إلا الله يجعل ما تقوم به في موازين حسناتك
مع تمنياتي لك بدوام الصحة والعافيه
دمت في حفظ الرحمن

احمد العبائر 05-01-2009 10:10 PM

اخي الغالي أبو توفيق
 
أخي الغالي أبو توفيق
المتميز والمتألق دائماً في سماء الساحات
إضافه جميلة تزيد الموضوع جمالاً
لا عدمناك أبو توفيق

علي ابوعلامه 05-01-2009 10:40 PM

ابو علي

معلومات قيمة تشكر عليها

وجعلها الله في ميزان حسناتك

دمت بخير يالغالي

احمد العبائر 05-02-2009 12:42 PM

أخي الغالي علي
 
أخي الغالي علي أبو علامه
جزاك الله خير الجزاء يا أبو أديب
ونسأل الله العلي القدير
أن يجعل ما نكتب وننقل في هذه الصفحات شاهداً لنا لا علينا
دمت في حفظ الرحمن

احمد العبائر 05-06-2009 10:36 PM

تنفس الصبح بالأذان
 
تنفس الصبح .. ونادى المؤذن أنْ " حيّ على الفلاح "

وعلت أصوات الحق .. تنطلق من مآذن الإيمان .. تصيح في الناس " يا باغي الخير أقبل "

وأنا أتدثر بدثاري أتقي هواء التكييف البارد .. وأحاول أن أتجاهل هذا النداء ..

يتخبطني الشيطان .. يجرني بلذة النوم نحو الظلام ..

يوهمني أن نَفَس الصبح الصارخ سيخطف بصري ..

يوسوس لي : نم قليلا لن تقام الصلاة الآن !!

وما أكثر ما أطعته .. !!

أمكث في فراشي أتحجج بتأخر الإقامة .. وأتوهم أن لذة النوم لا يعادلها لذة ..

وفجأة يصيح جهازي النقال " أن قم أيها النائم " حان موعد الصلاة " ..

أتحسسه بأطراف أصابعي وبعينين مغمضتين .. خشية أن يطير النوم .. وتذهب اللذة

لكنني أجد الفرج في تمديد فترة التلذذ بالنوم بعبارة " الغفوة تعمل "

قد تكون هذه الغفوة الحسنة الوحيدة في هذا الجهاز الذي يصيح علي بصوت أعتبره من أنكر الأصوات ..

أنام هنيهة ثم يعاود الجهاز النداء بصوت نشاز لا تقبله أذني ولا ترتاح له نفسي .

فأجبره على الصمت من جديد " الغفوة تعمل " ..

ويتكرر الموقف بين صياح وغفوة حتى تتغلب نفسي الملهمة على نفسي الأمارة بالسوء ..

فاستيقظ .. وأنفض غبار الكسل والدعة و الشيطان !!

أتوضأ .. ثم أسرع الخطى كي ألحق بالصلاة .. لا قصد في مشي .. ولا سكينة في سير

ولا بركة في بكور .. أصلي ما أدركه مع الإمام .. ثم أكمل ما فاتني بالقضاء ..

يجلس الناس للتسبيح والاستغفار .. وأنا أسارع إلى أداء سنة الفجر الراتبة ..

ثم أخرج من المسجد كأنما خرجت من سجن مؤبد !!

إنها المسارعة للدنيا .. والميل إلى الملذات والشهوات ..

كأنما أنا في معركة ..

معركة مع الشيطان والهوى .. منذ ارتفاع صوت المؤذن حتى خروجي من المسجد ..

ولا أنكر أنني كثيرا ما هزمت في هذه المعركة ..

وكثيرا ما ساعدت شيطاني وهوى نفسي على الانتصار ..

إلا أنني لا أنكر أنني في الفترات القليلة التي أتغلب فيها عليهما ..

وأؤدي الصلاة في المسجد أشعر بنشوة الانتصار ولذة لقاء العبد بربه ..

أشعر براحة الصلاة .. وطمأنينة التواصل الرباني ..

وهي لذة لو وضعت في كف وملذات الدنيا في كف .. لرجحت بها ..

ذلك أنها لذة الإيمان الروحي .. والصلة بين العبد الضعيف والملك الرحيم ..


.
.


في إحدى المرات القليلة التي انتصرتُ فيها .. وبعد خروجي من المسجد ..

أخذت أقلب الماضي وأتذكر حالي .. كيف كانت وكيف هي الآن ؟

تذكرت تبكيري إلى الصلاة والمسابقة على الصف الأول .. ؟

بل ومسابقتي للمؤذن لأدخل قبله إلى المسجد .. ؟ والذي صار بعد ذلك .. تخلفا وتضييعا ..

نعم أصبحت من الذين تمر عليهم الأيام والأسابيع ولم يدركوا تكبيرة الإحرام .. !!

بل ولا أخفيكم إن قلت .. إنه لا يمر يوم إلا وأصلي صلاة أو صلاتين في البيت لفواتهما علي جماعة في المسجد .. !!


.

تذكرتُ محافظتي على السنن الرواتب .. ؟

تلك السنن التي دائما ماكنت أردد ذلك الحديث العظيم الذي يبين فضلها وعظم ثوابها ..

وهو أن الله يبني - لمن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة - بيتا في الجنة ..

صدقوني .. لقد ذهبتْ وأصبحتْ عليّ أثقل من الجبال .. !!

بل حتى الخشوع في الصلاة عامة لا أجد له طعما ولا أجد له مكانا في قلبي ..

وأصبح همي في الصلاة متى ينتهي الإمام منها ومتى أخرج من المسجد .. ؟!!

حتى الذكر بعد تلك الصلوات ذاب مع تضييعها وإهمالها .. !

تذكرت تلك السجدات التي أختلي بها في ظلمة الليل .. ؟

والتي كنت منتظما في آدائها وعدم تركها مهما كانت الأحوال ..

أقسم لكم أنني أفتقدها منذ زمن ..

أفتقدها وأجد صعوبة شديدة في العود إليها .. !! بل لا أجد في نفسي أي إقبال عليها .. !

تذكرتُ كيف كان أُنسي بكتاب الله .. ؟

والذي كنت أحفظ الكثير منه خاصة بعد صلاة العصر ..

يوم أن كنت لا أخرج من المسجد إلا بعد القراءة والحفظ والمراجعة ..

لقد ابتعدت عنه أميالاً وضاع الكثير مما كنت أحفظ منه .. !

وأصبحت تمر الأيام والأسابيع وأنا لم أقر في كتاب الله .. !

تذكرتُ .. يوم أن كنت أسير وأنا مطأطأ الرأس .. خشية أن يقع بصري على شيء محرم ..

لقد ذهبت تلك الخشية .. !

وقد يقع بصري على المحرمات .. دون أن أجد في نفسي ألما أو مجرد إحساس بالذنب .. !

تذكرتُ تمعر وجهي عند رؤية المنكر .. وسعيي من أجل إنكاره .. ؟

ذهب ذلك الإنكار وأصبحت لا أفرق أحيانا بين المنكر والمعروف .. !!

ولا أخفيكم إن قلت أنني قد أجلس في المجالس التي تعج ببعض المنكرات .. !

تذكرت الكثير .. والكثير

..



وما قطع حبل تلك الذكريات .. إلاّ صوت جهازي النقال .. والذي نسيت أن أُغلق المنبه ..

فعاد للتذكير .. أن ما زالت " الغفـــوة تعمـــل " .. ولا أدري حقيقة هل الغفوة تعمل في الجهاز ..

أم أنها غفوة في الإيمان وغفوة في التقوى .. وغفوة في الإقبال على الله ؟؟!!


.
..


إيهٍ .. أيتها النفس ..

قفي .. إلى أين ستقودينني .. ؟!

هل بالإمكان أن تعودي كما كنتِ .. ؟!!

ناشدتكِ الله – يا نفس – إلاّ عدتِ ..
عودي .. لأعود إلى الخير وإلى لذة العباد والأنس بالله .. ؟!

عودي .. لنتعاون أنا وأنت على الطاعة وهجر المعصية ..

عودي .. ليعود إليّ خشوعي وأنسي بخلوتي بربي ..

عودي .. ليعود إليّ حفظي لبصري وسمعي وجوارحي عن المحرمات ..

عودي – فوالله - لمرارة فقدكِ وبعدكِ .. أفسدت علي طعم الحياة ..

عودي .. قبل أن يحول بيني وبينكِ الموت ..

عودي .. فقد جربت نفسي بدونك فوجدت نفسي أسبح في متاهات الضلال ..برفقة الهموم ..

عودي .. فصنوف الشر والفساد والهوى .. تبرق لي في كل مكان ..


إني بُليت بأربعٍ مـا سُلطـوا *** إلاّ لأجـل شقاوتي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى *** كيف الخلاص وكلهم أعدائي

.
..


أيها الأحبة ..

كانت تلك .. نبضات متوجع .. وأنات مكلوم فقدَ عزيزاً على قلبه اسمه ( الالتــــزام )



اللهم يا حي يا قيوم .. يا حي يا قيوم ..

يا من جمعت يوسف بيعقوب .. اجمعني وكل مسلم بالتزامه ..

وأصلح ما فسد من قلوبنا .. وأيقظنا من غفلتنا .. وسددنا في القول والعمل ..

وثبتنا على ذلك .. واختم لنا بخير ..

إنك سميع مجيب ..

منقول


دمتم في حفظ الرحمن


الساعة الآن 01:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir