ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ذكريات طالب (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=14516)

محب من زهران 06-07-2011 01:20 PM

ذكريات طالب
 
الحلقة الأولى
جيل الحنابل والضربة الجوية الأولى..
كانت البداية في عام 1392هـ وكنا حينها نسكن في حي الشهداء الجنوبية في الطائف المأنوس..
سقى الله تلك الأيام الخوالي..فلأيام الطائف ولياليه حتى اليوم نكهة عندي لا أكاد أتذوقها في غير الطائف..
وأما المدرسة فهي مدرسة الحسن ابن الهيثم الابتدائية..
وقد دخلت المدرسة أنا وشقيقي خضران الذي يكبرني بعام ونصف(المعلم حالياً بإحدى المدارس المتوسطة بالعاصمة المقدسة)..الصف الأول الابتدائي متأخرين عن الدراسة أسبوعين بسبب مرضه في ذلك الوقت..
ولعلي من آخر جيل الحنابل الذين كان يتلقون التعليم والدارسة على الحنابل المفروشة على الأرض..
والحنابل لمن لا يعرفها من جيل اليوم مفارش خفيفة ليست بالمريحة مخططة بخطوط طولية ملونة..
دخلنا غرفة الفصل ووجدنا الطلبة قد سبقونا في الجلوس على تلكم الحنابل الوثيرة..
ووجدنا صدر الفصل قد جلس فيه الأستاذ على كرسي وبين يديه دفتر أو كتاب ..
وكان الأستاذ ضخماً بديناً..وعرفت فيما بعد أنه من الإخوة الفلسطينيين..
وأذكر أنه طلب من التلاميذ حينها كتابة واجب عبارة عن تدريبات كتابية في درس المطالعة في الفصل..
فأسقط في أيدينا أنا وشقيقي..وهذا أول يوم ندخل فيه المدرسة وقد سبقونا الطلاب إلى تعلم درس وكتب وحصد وزرع كتابة وقراءة..وأما نحن فأميان لا نقرأ ولا نكتب!!فماذا نعمل؟؟..
تشاورت مع خضران في تلك النازلة..فهمس في أذني –وما زلت أتذكر تلك الهمسات الخافتة-بأن أذهب إلى الأستاذ وأطلب منه أن يأذن لنا بحل الواجب في البيت..كي يقوم شقيقنا الأكبرعبد الله وكان في الصف الخامس الابتدائي حينها بحل الواجب..
طبعاً لاقت الفكرة الذكية مني استحساناً ورضاً..وتذكرت طيبة عبد الله بل ورسمت صورته وهو يستلقي على جنبه ويرفع رأسه ليقوم بحل واجبنا وإنهاء معضلتنا..
وببراءة طفل في السادسة من عمره في أول يوم من أيام الدراسة نهضت من الأرض المحنبلة(المفروشة بالحنبل)..وأغلقت كتابي ودفتري وحملت حقيبتي على ظهري ومشيت نحو أستاذي وعندما اقتربت منه قلت له:أستاذ ما رأيك أن نقوم بحل الواجب في البيت؟؟..
فو الله لم أكد أنتهي من كلمة البيت حتى وجه إلي من علو ضربة قوية عنيفة بكفه العريض الغليظ على خدي الأيسر بجزء من رأسي وكتفي أسقطتني أرضاً على ظهري..وشعرت وكأن الدنيا تدور بي وفي تلكم اللحظات الرهيبة التي كنت أهوي فيها إلى الأرض دق الجرس وانتهت الحصة..وانتهى ذلك المشهد الغريب والأليم وأرخي الستار وانتصف النهار ولعلها كانت الحصة الثالثة..
ولم تنته المفاجأة والصدمة..وأذكر أنني حاولت أن أتمالك نفسي وقمت متثاقلاً وقد أصيب التلاميذ بالرعب والهلع..وأما أنا فقد انعقد لساني عن الكلام وأذكر أنني من شدة النازلة لم أتمكن حتى من البكاء..
وعدت إلى المنزل مع خضران صاحب الرأي الفاسد الذي نالني بسبب رأيه ما نالني..وقد بدأ الرعب من المدرسة ينفذ إلى أعماقي ولكن الله سلم ولطف بالتلميذ الصغير..
والحمد لله أنني تجاوزت آثار تلك الصدمة فلم تؤثر في تحصيلي العلمي يوماً من الأيام..
وكم من تلميذ مسكين ضاع مستقبله وتعليمه وكره العلم والتعليم والعلماء بسبب موقف أرعن لمدرس غليظ القلب أحمق..مع إجلالي وإكباري لجميع أساتذتي الفضلاء في جميع المراحل الدراسية..
ومن الطرائف أنني دخلت على والدي وشقيقي الأستاذ خضران قبل عدة سنوات ووجدتهما يحسبلان (حسبنا الله ونعم الوكيل)على أحد الأشخاص ..وعندما سألتهما من هو المقصود بالحسبلة؟؟قالا:إنه أستاذك الفلسطيني الذي ضربك ضربة موجعة أسقطتك أرضاً في أول يوم من أيام الدراسة..
فضحكت وقلت :لقد كدت أنساها وأنتما لم تنسياها بعد..سامحه الله وعفا عنه..فليس له في نفسي إلا الحزن على أسلوبه الفظ فقط وأما ما صنعه معي فقد عفوت عنه..

بن ناصر 06-07-2011 02:12 PM

أهلا بالمحب عند محبيه وإن شاء الله إنك وصلت في المكان المناسب عند من يقدر أمثالك ممن يمتلك أسلوبا قصصيا رائعا وبتعبير عفوي جميل .. زاد من إعجابي أنك ممن يقدر ويحب مدينة الطائف المدينة التي تستقر في وجدان الكثير ممن قدر له الزمان أن يمر بها أو يعيش على ثراها أو يهجرها وفي نفسه مشاعر أسى على البعد عنها حتى ولو كان عاتبا على ما حل بها

أما مسألة الدراسة والفلسطينيين فقد كانوا فعلا متواجدين بقوة في الطائف ولهم مميزات وحظوة لدى مديري المدارس ومديري التعليم .. لقد كنت عام 1392 معلما .. لكن خارج الطائف بمسافة بعيدة جدا أنا وكثير من المعلمين الوطنيين بينما الإخوة الفلسطينيين ينعمون بالعمل داخل المدينة
كما اشتهروا بقسوتهم على الطلاب وقوة تعليمهم وهذه ناحية إيجابية مقارنة بما نجده من انفلات لا حدود له الآن بالتعليم .. ولعلني أضيف إلى مذكراتك عن شدتهم أن أحدهم كان معلما بمدرسة موسى بن نصير إسمه ( زكريا ) اشتهر بقوة عضلاته وتمكنه من التدريس بشكل لامثيل له ..حيث شاهدت هذا بنفسي .. كما سمعت ولم أشاهد : أنه كان يمسك الطالب بحلقه وبثوبه ويمسح به السبورة كنت مشككا في هذه المسألة .. إلا أن أحد الزملاء معي بالإستراحة حاليا ( عبدالله الثمالي ) أكد لي أنه أحد أولئك الضعفاء ممن تم المسح بجسمه النحيل على السبورة يوما ما

شكرا لك وننتظر ماجرى في بقية السنوات - على الأقل - إلى المرحلة الثانوية .. وأرى .. نقل الموضوع إلى خانة الذكريات التي يشرف عليها الأخ أبو ياسر

ابوحاتم 06-07-2011 04:50 PM

حياك الله وبياك بساحات وادي العلي نيابة عن جميع منسوبي الساحة وكما قال اخي ابو فيصل حبذا لواستمر تسجيلك لمزيد من مخزون الذكريات اما معلمك الفلسطيني فكم عانينا من جلافة امثاله وربما كان ذلك سببا في نجاحك وتفوقك مستقبلا ، ولكن هناك نماذج من المعلمين القدماء الذين تسطر لهم صفحات من نور على ماقامو به من جهد في تعليمنا وتثقيفنا وكل ميسر لماخلق له .
دمت بخير

عبدالله أبوعالي 06-07-2011 06:29 PM



حياك الله أخي الكريم : محب من زهران
ويعلم الله عن محبة اهالي زهران في قلوبنا
ومكانتهم الرفيعة بيننا .

ذكرني هذا السرد البديع عن تلك الفترة القاسية
بما واجهته في بداية حياتي العلمية .

درست السنة الأولى عام 1394 في مدرسة :
خالد بن الوليد وكنّا نجلس على مقاعد متلاصقة .

في العام الذي تلاه تم تعيين والدي حفظه الله وكيلاً
في مدرسة : أبوأيوب الأنصاري فنقلني معه
كانت ثانية 4 فصول ونحن في 2 / د
ومشكلة هذا الفصل أنّه لايوجد به سوى الحنابل
مع فصول أولى كاملة ... ولأنني سجلت متأخراً
فقد وضعت في 2/ د .. إستمرت المعاناة عدة أشهر
ثم أتت الطاولات والكراسي .. أمّا عن شدة المدرسين
فحدث ولاحرج .. وأذكر أنّني عندما سجلت في الثانوية
الشامله كنت أفاخر على زملائي بأنّه لايوجد لدينا
أيّ عقوبة بدنية بعكس طلاب الشاطيء والصديق .

عبدالرحيم بن قسقس 06-08-2011 01:27 AM

.

*****

حيا الله الأخ الفاضل الدكتور المحب من زهران

محبتكم يتوجها صلة الرحم فلك خالص المحبة والترحيب بشخصك الكريم في ساحات وادي العلي

1391/1392هـ كنت في الصف الأول متوسط وكانت جنسيات المدرسين من (السعودية وفلسطين ومصر وسوريا والسودان والعراق) وكان أسوءهم على الإطلاق مدرس عراقي أما اشدهم قسوة فهم الفلسطينيين ثم السوريين

تذكرت من موضوعك الجميل وسردك السهل لليوم الأول في المدرسة ايام دخلت المدرسة الإبتدائية وجلوسنا على الحنابل في الصف الأول الإبتدائي وكان الفصل في السيب (الممر) الواصل بين الصف الثاني والثالث

رحم الله من مات من معلمينا وحفظ الأحياء منهم ومتعهم بالصحة والعافيه

لك خالص تحياتي وتقديري وننتظر جديدك من الذكريات

*****

محب من زهران 06-08-2011 02:18 AM

أستاذنا العزيز بن ناصر شكرا على المشاعر الطيبة والأحاسيس العذبة ..ولا أريد أن أستبق الذكريات القادمة حينما كان أحد معلمينا وكان فلسطينيا مع حبي لفلسطين وإكباري لأهلها يمسك بتلابيب الطالب لا ليمسح به السبورة كما كان يصنع من ذكرتم بزملائكم ولكن ليرطمه بالجدار عدة مرات لفتح شباك جديد لغرفة الفصل كما يقول ونحن تخفق قلوبنا مع كل ارتطام وندعو ربنا سلم سلم إنك أنت الرحيم السلام!!!!

عبدالحميد بن حسن 06-08-2011 05:48 AM

حياك الله يا دكتور محب بين اهلك وربعك ومحبيك اعضاء ساحات وادي العلي .
احببناك اخي الكريم قبل ان نتشرف بمقابلتك وذلك من خلال موضوعك الشيق ولعل الله يكرمنا بمقبلتك لتكتمل فرحتنا .
اما عن ذكريات الحنابل فحدث ولا حرج وان كنت انا من جيل الخصف او الهتال ( جمع هتلة ) وهو فراش مصنوع من سعف النخيل وزمنه سبق زمن الحنابل الميمون ولم نتشرف بافتراش الحنابل الا بعد مدة ليست بالقصيرة .
فانتم محظوظون يا معشر الحنابلة .
اما جبروت المعلمين فحدث ولا حرج رحم الله من مات من معلمينا ومتع الله من بقي منهم بالصحة والعافية وسامحمهم الله جميعا فقد كانوا يتنافسون في جلدنا خاصة نحن الذين درسنا في القرى وكانت مقولة آبائنا تلك المقولة المشهورة ( لكم اللحم ولنا العظم ) ولا استثني احدا منهم فجميعهم من سعوديين وفلسطينيين ومصريين وعراقيين بل والفراشين الكل يضرب .
واذكر ان احدهم بعثني لاحضر له مطارق اركوض ( المطارق عصي للضرب والاركوض شجيرات اغصانها مرنة مناسبة للضرب ) وعندما احضرتها ضربني بها قبل بقية الزملاء ههههههه رحمه الله واسكنه فسيح الجنان .
شكرا لك اخي الكريم ومرحبا بك مرة اخرى وننتظر بقية ذكرياتك حفظك الله .

محب من زهران 06-08-2011 08:27 AM

أبو حاتم أشكرك على حسن المرور وجميل الشعور

رفيق الدرب 06-08-2011 11:14 AM

حياك الله يا أخانا ( محب من زهران ) بين إخوتك ومحبيك
أنتم محظوظون يا جيل الحنابل وكما ذكر أبو ياسر نحن من جيل الخصف
المعفر بالتراب حتى تخرجنا من المرحلة الابتدائية .
أما قسوة المدرسين فحدث عنها ولا حرج ،
أذكر أن أحد مدرسينا - يرحمه الله - كبيرة عيناه ، وكان يصيح فينا
ويقول : طالع يا ولد ، وأنا يومذاك ( سنه أولى ) ما أعرف معنى كلمة ( طالع )
وهو يقصد أنظر في السبورة أنا أعرف كلمة ( ألمح ) وهي بالمناسبة فصيحة
وكلما صاح وقال طالع أسقط قطرة أو أكثر ( أكرمكم الله ) على ملابسي خوفا من كبر عينيه
وأركز النظر في عينيه ، أنتهت المرحلة الابتدائية وانتقلنا إلى معهد المعلمين الابتدائي
وحلت الكراسي الطويلة التي تتسع لأربعة تلاميذ محل الحنابل
وكان أحد المد رسين الفلسطينيين غضوبا لاتعرف البسمة الى فيه طريقا ، غضب من أحدنا
فدعاه فلما وصل ، شاته بجزمته وقذف به مترين أو أكثر ساعده على ذلك وزن زميلنا
الضعيف وكلنا على هذه الحال الحديث ذو شجون .
شكرا لك أيها المحب أحببت من أحبك والسلام .

محب من زهران 06-08-2011 02:24 PM

الأخ الأستاذ عبد الله أبو عالي

شكرا على المشاعر الجميلة النبيلة

محب من زهران 06-08-2011 02:35 PM

الأستاذ الكريم عبد الرحيم قسقس نعم الأصهار أنتم يا آل قسقس ونعم آل وادي العلي الأكارم جميعاً..

والشكر موصول لكم ولأساتذتنا الأفاضل الأستاذ عبد الرحيم رمزي والأستاذ علي أبو علامة والأستاذ عبد الله رمزي على حسن الاستضافة وكريم الاستقبال فبوركتم وبوركت ساحاتكم وكتَّابكم و قراؤكم

محب من زهران 06-08-2011 03:01 PM

أستاذنا القدير عبد الحميد بن حسن ..


شكرا على جميل حفاوتكم ونبل استقبالكم..وأنا أتشرف بلقائكم ومروركم الكريم..



ولقد طالعت بعض ذكرياتكم هنا في الساحة العامة فجذبني فيها صدق العاطفة وبراءة العبارة..


دمتم بود ورضا من الرحمن

علي ابوعلامه 06-08-2011 09:31 PM

العزيز والغالي والمحب الذي نبادله الحب ... بالحب والتقدير والاحترام

شرُفت ساحاتنا بتواجدك وتزينت بدررك بداية من موضوعك : خاطرة عن محمد قسقس- يرحمه الله - ومرورا بهذا السرد الجميل عن وصف حقبة زمنية عشناها على الحنابل وما سار عليها من معارك ..

أما أنا يا عزيزي الحمد لله لم اجلس على الحنبل ولم تكن السبورة مطروحة بيننا ولم نتعلم أنشودة ( ويا ويا ولدك طاح بين الضبة والمفتاح ) ووو وش أقول وش اخلي يا دكتور وما سار لنا من المعلمين الأجانب وبعض السعوديين .... ما أقول إلا سامحهم الله وكفى ..
المهم إني ولله الحمد أنا ولدت في بيروت وفي فمي ملعقة من ذهب وكل كلامكم هذا ما اعرف منه شي لو أوصف لكم تلك الأيام لقلتم إنني أبالغ ..

أخيرا ..
اكرر ترحيبي بك يا دكتور بين محبيك ..
ودمت بود ...

عبدالرحيم رمزي 06-09-2011 02:11 AM

أهلاً وسهلاً بك فضيلة الدكتور وبذكرياتك
شرُفت الساحات بمقدمك
فالطالب الصغير تعلق في ذاكرته بعض المواقف
لا تمحوها آثار السنين واختلاط المواقف
ولي بالصف الأول موقف لم أنساه
لعلي أشير إليه فيما بعد
سعدنا بطرحك ونحن بانتظار الحلقة القادمة من الذكريات

محب من زهران 06-09-2011 12:20 PM

رفيق الدرب..شكرا على المرور ولطيف الشعور..


وأشكر باسم كل الحنابلة -الذين درسوا على الحنابل- كل من داخل معنا هنا من جيل الهتاتلة الذين درسوا على الهتول جمع هتلة وجيل الخصاصفة الذين درسوا على الخصف..

tarafen 06-10-2011 01:44 AM

حياك الله وبياك فضيلة الشيخ الدكتور محب من زهران

شرّفت ساحاتنا و قلوبنا وعقولنا

وقلّّبت أشجاننا وآلامنا وآمالنا بذكرياتك وخواطرك عن جيلنا (جيل الحنابلة)

وقد كنت أدرس في مدرسة موسى بن نصير وعشت تلك المعاناة

مع الأستاذ زكريا والأستاذ فاروق والأستاذ أبوعطوان وغيرهم كثير

رحم الله من مات منهم وعفا عن الأحياء

أكرر الترحيب وأنتظر باقي الحلقات ليكتمل عقد الذكريات

رغم أني أعلم كثرة أعمالك والتزاماتك ولكن نلتقي في ظلال الساحات

محبك ومغليك

محب من زهران 06-11-2011 08:22 AM

الأستاذ العزيز والفارس النبيل علي أبو علامة..



أشكرك على تلطفك وتكرمك وحسن استقبالك..



وعلى المشاعر اللطيفة والكلمات الظريفة..

محب من زهران 06-12-2011 12:00 AM

أستاذنا الغالي عبد الرحيم رمزي ..


أشكر حسن استقبالك وكريم اهتمامك..



وروعة أخلاقك ومسك سجاياك..

محب من زهران 06-12-2011 01:54 AM

البسبوسة والحصالة والمجتمع الدولي
 
الحلقة الثانية

البسبوسة والحصالة والمجتمع الدولي


ما زلت أتذكر مذاق ساندويتش الجبن الكرافت شدر مع الشطة!!مع تحياتي الخاصة لآل

الشطي والشطيين من آل رمزي..خصوصاً وأنا من اللاشطيين..واللاشطيون هم جمعية


مناهضة للشطة بأنواعها والفلافل الحارة بأشكالها حتى مع فوائدها التي تقال عنها..

وذلك حين كنت أشتريه من مقصف مدرسة الحسن ابن الهيثم الابتدائية..

وأما جبن الكرافت شيدر فهو صديق لي منذ الطفولة و لا أزال هذه الأيام أصيب منه في

بعض الأحيان..ولا أنسى في ذلك المقام ابنة عمه الحسناء الست قشطة تاج..

علبة من جبن الكرافت مع أخرى من قشطة التاج مع حبة تميس من تميس الطائف

خصوصا لو كان تميساً بخارياً مع علبة بيبسي أو سفن آب تلك كانت وجبتي المفضلة

وزادي المحبب وظلت كذلك حتى وقت قريب ..

وكان الوالد أطال الله عمره وعافاه ربما أعطاني إذا عدت من المدرسة قرشين وربما

قرشاً ..فأهرع فرحاً إلى الشارع لأشتري قطعة من حلوى البسبوسة التي كانت أثيرة

لدي..من بائع متجول..يضعها في جزء من قرطاس الله أعلم بحالها ونظافتها..فما إن

تقع في يدي إلا ويظهر عن يميني وعن شمالي شقيقاي الكبيران خضران وعبد الله

يتربصان بقطعة البسبوسة الأواكل..

وما زلت أتذكر توسلاتهما واستجداءهما لأعطيهما بعض تلك القطعة..فيكون الجواب مني

تصعيراً للخد..ونهراً شديدأً لهما بالابتعاد عني وإلا أخبرت والدي بقبيح صنيعهما وثقيل

تطفلهما!!..

ولكن حين يكون رد فعلهما زيادة في السؤال وإمعاناً في الاستجداء وأجد نفسي أنه لا

مناص من تقاسم الغنيمة مع هذين المتطفلين النهمين!!فإنني اضطر لأخذ نتفة صغيرة

من البسبوسة لا تزيد في حجمها عن حبة الفصفص الصغير الذي تبيعه النساء

التكرونيات في بسطاتهن المعروفة..وربما كانت أصغر من ذلك..فأقوم بتقسيم تلك النتفة

الصغيرة التي لا تكاد ترى إلى قسمين..وعبد الله وخضران يتحلقان حولي ويحملقان

بدهشة في غريب صنيعي ينتظران ما سوف أجود به عليهما..فإذا فرغت من التقسيم

أمسكت بالقسم الأكبر والتهمته على الفور..ثم أخذت القسم الثاني الأصغر فقسمته مرة

ثانية إلى قسمين اثنين..وأعطيت لعبد الله قسماً ولخضران قسماً!!!!!..والعجيب أنهما

كانا عفا الله عنهما وأجزل مثوبتهما يتسابقان لأخذ ذرات البسبوسة المتناثرة بين إبهامي

وسبابتي ويلتهمان ما قد ينجو منها من التفتت والسقوط..

وما زلت أتذكر صراخهما واستهجانهما واحتجاجهما واستنكارهما لذلك البخل المريع

والشح الفظيع..ومع ذلك فلا يكفان عن السؤال والاستجداء حتى آخر لحظة.. إلا بعد أن

أقضي على قطعة البسبوسة بالكامل..وربما ألقيت لأحدهما بالقرطاس فيسارع لأخذه

ويبدأ في تتبع خارطة وجود بقايا البسبوسة على ذلك القرطاس!!..

ومن الطرائف أن عبد الله وخضران ما يزالان يقومان بتعييري حتى الآن في كل مجلس

نجتمع فيه ونخرج من خلاله إلى فضاء الذكريات وعبق الماضي الجميل..

وحتى لا يحنق عليَّ أحد ويظهر التعاطف مع شقيقيَّ عبد الله و خضران على حسابي..

ويتهم والدي حفظه الله بالانحياز التام لي..أسوق هذه القصة الطريفة والواقعة

الظريفة..

فقد اعتاد والدي سلمه الله-وهو شهد الله سخي كريم مع الآخرين ومع أهله وأولاده لم

يبخل علينا بشيء يوماً من الأيام-على إعطاء كل منا بضعة قروش كل يوم تقريباً..

فأما عبد الله حفظه الله فربيب المطاعم والبقالات والكاكولا والبيبسي والكعك

والبسكويتات والحلويات لا تكاد تصنع معه الريال ولا الريالان ولا الثلاثة ريالات

شيئاً ..فهو يهبر هبراً من الوالد ومن الوالدة أطال الله عمرهما وعافاهما..ليشتري بها ما

لذَّ له من المأكولات والمشروبات وطاب..

وأما الشيخ خضران فقد كان جمَّاعة للقروش والريالات مناعاً للصرف حتى مع الجوع

والحاجات!!..كلما أعطاه الوالد قرشين أو أربعة قروش أو ربع ريال أو نصف ريال أو

ريال لا أذكر بالضبط..قال:مرحباً بقروشي الحبيبة..ونقودي اللبيبة..هذا مكانك الأمين

ومخبأك الدفين الذي لن تخرجي منه حتى حين !! ويبدو أنه لا حين لقروش خضران لو

ترك له الأمر..ثم يدسها في حصالة كبيرة..ويقوم بإخفاء الحصالة في حرز مكين في

حجرة نوم والدتي..

ومرت الأيام وكادت أن تغص الحصالة بالقروش والنقود بل قد غصت فعلاً..وخضران

يتأبطها كل يوم وربما اعتنقها وقبلها ثم ردها إلى مكانها..

والمكَّار عبد الله يراقب الوضع عن كثب..وربما احتاج عبد الله إلى سيولة..وسال لعابه

وهو يمر من أمام البقالة ولكن يده فارغة وجيبه خاوٍ ..فماذا يعمل؟؟..

قرر عبد الله وخطط تخطيطاً استراتيجياً للاستيلاء على ثروة خضران الطائلة وأن ذلك

هو الحل الأكيد والطريق السريع لسد حاجات نفقاته الباهظة اليومية على متطلبات البنية

التحتية الأساسية لكرشه ومعدته من كعك وبسكويت وحلوى وأيسكريم وعصير وكاكولا

وبيبسي و ميرندا وأنواع مختلفة من الساندويتشات..

ولكن عبد الله يعلم جيداً أن الغزو المباشر لحصالة خضران وثروته أمر مستبعد بل يكاد

يكون هو المستحيل بعينه..فخضران وهو معروف في صغره بشراسته وعصبيته وحدته

إذا اعتدي عليه لن يقف مكتوف الأيدي وسيلقن الغازي درساً صعباً لن ينساه أبداً..وفوق

ذلك فإن المجتمع الدولي و المتمثل في الوالدين حفظهما الله بمؤسساته المدنية

والعسكرية والأمنية سوف يعارض ذلك الغزو بشدة..خصوصاً وأن هذا المجتمع لديه من

الآليات والطرق والوسائل ما يقوم بردع المعتدي وتأديبه ورد الحق إلى أصحابه مع

عزل المعتدي عن العالم وحصاره اقتصادياً ومالياً واجتماعيا..

أما أنا وشقيقاتي الثلاث فكنا كحال الدول النامية أو ما يسمى بدول العالم الثالث هذه

الأيام لا نحل ولا نربط كما قال الشاعر العربي:


ويقضى الأمر حين تغيب تيم


ولا يسـتأذنون وهم شـــــهود

فماذا صنع عبد الله لتفادي حرب ضروس مع خضران وحتى يتجنب سخط ونقمة

المجتمع الدولي..

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

ابوحاتم 06-12-2011 03:26 AM

جعلتنا بارك الله فيك نتابع بشغف ماتسطر من ذكرياتك الجميلة ذكريات طالب واسلوبك السهل الممتنع بسلاسته وعفوية السرد الجميل ومماحكة الإخوة وغيرتهم من بعضهم البعض وصراحتك في وصف طبائع اخوتك في تلك الفترة بلغة جميلة وغير متكلفة وجعلتني في هذه الحلقة استرجع الماضي البعيد في المرحلة الإبتدائية بالمدرسة السعودية بمكة ولم يكن مجتمع مكة يختلف عن مجتمع الطائف والباعة المتجمهرين عند بوابة المدرسة البليلة واليغمش والدردنمة والبسبوسة والماسية والمشبك وخدود البنات والكربو والشرشو وكان الغالبية منهم يمنيين ويكون مايشبه السوق امام المدرسة إضافة الى التكرونيات والفصفص والحبحبوه واللوز السوداني وغيرها من المأكولات القديمة وانا متأكد ان العديد من المتداخلين لايعرفونها وساستعرضها مستقبلا في ذكريات من هنا وهناك مستقبلا ، فلك الشكر الجزيل على ذلك وفقك الله وسدد خطاك .
دمت بصحة وعافية

عبدالحميد بن حسن 06-12-2011 05:40 AM

الحبيب الغالي : محب
احببناك ايها المحب من قبل الذكريات وازداد حبنا لك من بعدها ، جعلنا الله واياك من المتحابين فيه لنكون على منابر من نور يوم القيامة .
لقد استمتعت كثيرا بهذه الحلقة وسابقتها واعجبني اسلوبك الجميل وترابط افكارك وجذبك للقارئ متعك الله بالصحة والعافية .
هذه الاشياء التي عددتها ومنها جبن الكرافت شيدر وابنة عمه الحسناء الست قشطة تاج لم اتشرف بمعرفتها الا من وقت قريب ناهيك عن الببسي والسفن ومثيلاتها وكذلك البسبوسة .
وكان ادام خبزتنا السكر إن وجد واذكر ان والدتي رحمها الله منحتني مقدارا منه في قارورة كان بها فلفل اسود وعند التهامي لخبزتي مع ذلك السكر كاد الفلفل ( يتلسلس مناخري ) ويحولني من فئة الشطيين ساكني الشرائع حفظهم الله واحيلك إلى هذا الرابط لتقرأ قصة ذلك في اول يوم لي في المدرسة .
http://www.sahat-wadialali.com/vb/sh...?t=9742&page=3
شكرا لك اخي الكريم ونحن في شوق لمعرفة ماذا صنع اخوك عبد الله حفظه الله لتفادي حرب ضروس مع خضران وحتى يتجنب سخط ونقمة المجتمع الدولي.
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

سليسلة ابو عبدالرحمن 06-12-2011 10:02 AM

[ اخي محب من زهران لك احبابك كثر من غامد وانا احدهم وان كان لم نتشرف بالمعرفه على ارض الواقع كما ذكر الاخ عبدالحميد بن حسن الا ان الكتاب يقراء من عنوانه فاهلا بك بين محبيك وانسابك واثرت ذكريات الطفوله والدراسه التعيسه في ذلك الوفت عما هو حاصل الان مما اذكره في الايام الاولى من الدراسه في مدرسه بني ظبيان الابتدائيه في منتصف الثمانينات اي اننا جيل مخضرم بين الحنابله والهدوم جمع هدم وكان مديرها انذاك رائدالتعليم في المنطقه الاستاذ سعد المليص حفظه الله ومتعه بالصحه وكنا نقف طوال الحصه على رجل واحده ومن كثر وقوفنا كدنا ننسى المشي اما العقاب الذي لن ننساه فهي الضرب برؤسنا الصغيره على جدران المدرسه حتى كدنا نفقد عقولنا وكانت كلمات المدير -ما اخاف على رؤؤسكم ولكن خوفي على جدار المدرسه لانها كانت من الطين المدهون بنوره وتعريفها هي ماده البويات اليوم عفا الله عنهم مدرسين ومدراء فلم تكن الدراسه صعبه بقدر ما كانت طريقه التدريس والفرق شاسع بين الامس واليوم ونحمد الله عاى ذلك والمعذره على الاطاله فقد اثارها دكتور زهران وللجميع تحياتي

عبدالرحيم رمزي 06-13-2011 01:11 PM

أنا أتابع كل ما تسطر من ذكرياتك الجميلة هنا
وأعجبتني صراحتك في وصف تعاملك مع أخوتك في تلك الفترة
وأقول تحمْد الله يا دكتور
ما دام كنت تاكل ساندويتش الجبن الكرافت شدر مع الشطة
وأحياناً قشطه وتميس بخاري وبيبسي وأنت في الابتدائية
أما جيلنا فقد كان فطورنا يالمدرسة الابتدائية خبزه وماء وسكر في قارورة الحبر
أو ماء وعقش في أيام موسم العقش
وأحياناً خبزه قافره إذا وجدت
لك الشكر الجزيل على الذكريات
ونحن في انتظار ماذا صنع عبد الله لتفادي حرب ضروس مع خضران
وفقك الله وسدد خطاك

محب من زهران 06-14-2011 01:49 PM

tarafen

أشكرك على حسن المرور وجميل الشعور والحديث ذو شجون ..

يا ذكريات في الطفولة قد نمت


حتى أظلت وارف الوجـــــــدان

محب من زهران 06-16-2011 04:57 PM

أبو حاتم

البليلة واليغمش والدردنمة والبسبوسة والماسية والمشبك وخدود البنات والكربو والشرشو

أشرح لنا الدردنمة والكربو والشرشو


أما خدود البنات فقد رأيت من يسميها في الديرة بعد أن أنتقلنا إليها في أوائل منتصف التسعينيات الهجرية بــــ زغود البنات...


شكرا على المرور وعلى لطيف ورقيق الشعور

ابوحاتم 06-20-2011 06:54 PM

النص لمحب من زهران
أبو حاتم

البليلة واليغمش والدردنمة والبسبوسة والماسية والمشبك وخدود البنات والكربو والشرشو

أشرح لنا الدردنمة والكربو والشرشو
اخي محب من زهران انت اخذتنا الى ايام الزمن الجميل الى البراءة والطفولة والشقاوة البريئة اما استفسارك عن اسما بعض المأكولات التي تباع عند بوابة المدارس في تلك الحقبة فهي كمايلي:
الدردنمة
هي الإيسكريم بلغة اليوم وكانت تباع على عربة من الخشب باربع عجلات بداخلها برميل من الخشب بداخله اسطوانة من الألمونيوم او النحاس يوضع بداخلها عصير الخربز ويوضع في الفراغ بين برميل الخشب والإناء الأسطواني قطع من الثلج ويمسك بالغطاء ويورها بسرعة حتى يبداء السائل بالداخل يتحول الى ايسكريم او على الأقل هذا ماكنا نشاهده يصير ولكن نحن يهمنا ماكنا نتحصل عليه من طعم لذيذ ، واعتقد ان نفس العربة ولإسم موجود بالشام
الكربو
هو مايسمى بالكرنبو وهي تسالي اندونوسية وهي اصغر من المنفوش واكثرسماكة منه ويباع الآن في البقالات الأندنوسية المنتشرة في هذه الأيام .
الشرشو
هي قطع من القثاء مقطعة شرائح صغيرة بطول اصبع السبابة توضع اكوام صغيرة لايتعدى عددها ست اوسبع قطع والكوم بقرش وبجوارها طاسة متوسطة بها خل فتبل قطعة القثاء بالخل ثم بالملح وتاكلها اذالقيت قثاء جربها واعطني رأيك ، في السابق لم نكن نعرف الخيار ونادر مانشوفه واليوم القثاء هي التي اصبحت نادر وجودها .




محب من زهران 08-12-2011 09:52 PM

كل عام والجميع بخير وصحة وسلامة وعافية وستر وراحة بال وغفران وتوبة. .


اعتذر عن التأخر في إنزال الحلقة الثالثة


وها هي الحلقة الجديدة ترفل في القدوم إليكم كالغيداء في أثوابها يوم زفافها

فأهلاً ومرحباً بالجميع والشكر ثانية للمشرفين الكرماء والمشاركين الأعزاء والقراء الأوفياء

محب من زهران 08-12-2011 10:11 PM

الحلقة الثالثة



قروش قروش


أستطاع عبد الله بعد متابعة مستمرة ودقيقة وحذرة لخضران أن يصل إلى مكان الكنز

المدفون والحصالة الممتلئة بالقروش من فئة قرش وقرشين وأربعة قروش..

وكانت هذه هي الخطة الأولى لعبد الله في الاستيلاء على هذه الثروة الكبيرة..

وهي معرفة وتحديد مكان الثروة دون معرفة أحد أوإثارة حفيظة خضران أو المجتمع

الدولي الوالد والوالدة سلمهما الله وعفا عنهما..

وبالفعل تمكن عبد الله من تحديد ومعرفة مكان الحصالة في دولاب متوسط الحجم في

غرفة الوالدة حفظها الله..

وأما الخطة التالية فهي إيجاد الطريقة الآمنة التي يتم بها الاستيلاء على هذه الثروة

دون إثارة أي شكوك..

وهنا قام عبد الله بعد أن أصبحت الحصالة في حجره وبين يديه بفتحها..

وقام بأخذ جزء منها لعله يعادل العشرين بالمائة من كامل الثروة الخضرانية أو أقل

بقليل..وأخفاه في جيبيه عن اليمين والشمال..

وكأني به وقد بدا فاغرا فاه وبدت أنيابه ونواجذه سروراً بهذه الغنيمة الباردة..

و قد اغرورقت عيناه بدموع الفرح والنصر والتمكين من ثروة خضران المسكين..

وزيادة في المكر والتخطيط قام بإعادة الحصالة إلى مكانها الآمن..

واستأنف بعد ذلك تنفيذ الخطة الثانية حيث خرج إلى الشارع المؤدي إلى بيتنا وكان

ترابياً لم يعبَّد بعد..

وأخذ يخفي بعض القروش في التراب ويظهر بعضها أو جزءً منها في أماكن محددة

حددها وحفظها وعلَّمها بعلامات يعرفها..

ثم طلب مني ومن خضران في صباح أحد الأيام لعله يوم الجمعة الذهاب معه إلى

البقالة وكان الوقت بعد شروق الشمس بقليل..

وأظهر لنا أربعة قروش زعم أنه وفرها من مصروف المدرسة وما هي إلا من قريشات

خضران المجلوبة وبيزاته المنهوبة..

وذهبنا معه للبقالة طمعا في أن يشتري لنا قطعة حلوى..

وزيادة في المكر والدهاء لم يخيب ظننا عبد الله الكريم فقد اشترى لكل منا قطعة حلوى

بقرش واشترى لنفسه قطعتين لأنه الأكبر سناً وقدراً وكرشاً ومكرا!!..

وفي طريق العودة ولا أزال أذكر ذلك الموقف تماما..

إذا بعبد الله يصرخ بين ظهرانينا وهو ينظر تحت قدميه:

قروش!!قروش..قروش..

وإذا به يهوي سريعاً إلى الأرض ليجثو مرة على ركبتيه و يحبو تارة بيديه ورجليه

ليلتقط كالصقر الصياد قروشاً متناثرة هنا وهناك..

وما هي إلا لحظات وأنا وخضران في غمرة المفاجأة مذهولين..حتى صرخ خضران هو

الآخر قائلاً:

قروش..قروش!!..

وهوى سريعاً إلى الأرض وأقبل يحبو ويبحث في التراب بيديه ويقول:

يا ويلتى أين هذه القروش المنثورة عن حصالتي حبيبتي وقرة عيني..

وكنت آخر القوم هجوماً على تلك الغنيمة العظيمة..والثروة الجسيمة..

وأقلهم غنيمة ومورداً وقروشاً..

وإن كنت أكثرهم صراخاً وصياحاً:

قروش..قروش..قروش!!!..

وأظن أني أصبت نحو ستة قروش على كل هذا الصراخ والصياح..

وأما خضران فقد حصل على نحو عشرين قرشاً-ريال-آه يا زمن الريال..

وأما كبيرنا الذي خدعنا بالمكر وقادنا إلى هذه الغنيمة بعد الفجر فقد أصاب نحو

خمسين قرشاً..

ولقد تشاجرنا وكدنا نتقاتل ونحن نتدافع ونتعارك لالتقاط تلك القروش هنا وهناك..

هذه لي ..وأنا الذي رأها..وأنا من وجدها..

وبعد أن أمضينا نصف ساعة نبحث ونحفر وننقب في الأرض عسى أن نعثر على كنز

جديد وقرش مفيد قمنا وقد تلطخت ثيابنا بالتراب واغبرت وجوهنا من الغبار

والهباب..

وأتذكر ابتسامة عبد الله الماكرة وهو يحمل قروشه بين يديه ويمسح بكمه المتروب

عرق جبينه وصدغيه..

وأما خضران المخدوع الممكور به المضحوك عليه فقد نهض فرحاً منتشياً فقد حصل

على مورد إضافي وفير سوف يملأ به حصالته تماماً..والتي لم يعد فيها حيز إلا قليلاً..

وعندما وصلنا البيت سبقت الجميع لأبشر والدتي حفظها الله وعافاها بخبر غزوتنا

وغنيمتنا..

وإن كنت أقلهم سعادة وابتهاجاً لقلة ما قبضته يداي وحازه جيباي..

واتجه خضران إلى حصالته وكنت مرافقاً له ودخل غرفة والدتي وحين هممت بالدخول

معه زجرني ونهرني..

فدخل وتوقفت عند الباب..

ثم لم أصبر ففتحت الباب ودخلت ووجدته قد استخرج حصالته وألقى فيها بالقروش

العشرين قرشاً بعد آخر..

ثم نهرني وزبرني وأمرني بالخروج حتى لا أعرف المكان الذي سوف يدسها فيه..

وخرج خضران من الغرفة وهو سعيد في غاية السعادة ولم يكن عفا الله عنه يعد

قروشه ولا يجرد موجودات حصالته بل كان همه الأول ملأ الحصالة بالقروش تماماً..

ولم يكن يعلم المسكين أن تلك القروش التي ظفر بها كانت من حر ماله ومن جملة

قروشه ومن سويداء حصالته..

وأما رجل الأعمال والمال عبد الله فقد أقبل يأكل ويشرب بتلك القروش الخمسين

ويفرتك فيها حتى انتهت..

وما إن انتهت قروش عبد الله حتى قرر تكرار تلك العملية الناجحة والفرصة السانحة..

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

عبدالحميد بن حسن 08-13-2011 12:31 AM

اخي محب حياك الله وكل عام وانت ومن تحب بخير وسعادة تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال .
ما اخفيك انا معجب بذكاء عبد الله وما ابالغ لوقلت بدهائه ، حيث فكر في هذه الخطة وإن كانت ستجعله يخسر بعض الغنيمة لكن سيفوز بنصيب الاسد منها والاهم من ذلك يسلم انتقام خضران وربما القوى العظمى هههههه .
سننتظر خطته الجديدة في الهجوم على ثروة خضران فلا تطول علينا بارك الله فيك وجعلك من عتقائه في هذا الشهر الفضيل .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

محب من زهران 08-14-2011 01:26 AM

الأستاذ القدير عبد الحميد بن حسن..




كل عام وأنت بخير وصحة وسلامة وتقبل الله منا جميعا صالح الأعمال وغفر لنا..



سوف نرى قريباً بإذن الله نهاية المطاف لمشروع عبد الله في الاستيلاء على ثروة خضران..



شكرا لحسن مرورك وجميل تعليقك

خالد السعد 09-01-2011 05:49 AM

الاخ محب زهران موضوعك حرك في نفسي اشياء واشياء وحياك الله كنت بالصف الاول وكنت مستمعا لانني لم اكمل السن النظاميه واللي سجلني خالي محمد العجمه رحمة الله عليه كان مدرسا بالمدرسه وشفت مدرس الرياضه بالمدرسه يفرش طلاب امام عيني وكان عمري خمس سنوات ونصف يجرد ثيابهم الي الصدر وليس معهم فنايل لابسين سراويل ويضربهم بمطرق اركوض علي الجلد علي البطن والظهر وتخيل طالب لم يسجل نظامي يري هذا المنظر لقد عقدني واحسست بخوف شديد سامحهم الله جميعا كان تعليم ارهاب مع احترامي لهم

محب من زهران 09-03-2011 09:37 PM

أبو حاتم شكرا على الشرح الوافي الكافي لأكلات كانت معروفة في الزمن الماضي أيام التصافي وكل عام وأنتم بخير

عبدالرحيم بن قسقس 09-07-2011 09:12 PM

.

*****

أخي الكريم محب من زهران

نتابع جديدك فلك التحية والتقدير

درست بداية العام الدراسي 1394هـ في الطائف بمعهد اعداد المعلمين الثانوي بالطائف وسكنت مع الأستاذ عبدالله (بن ناصر) وكان يدرس معنا طلاب مرفهين وطلاب كأحوالنا وفيه أقل والحمد لله على النعمة

المهم كانت الطائف تمتاز بالجمال في تلك الفترة وبحدائق نجمة وبشارع البريد وبالسوق المميز وكانت أيام جميلة رغم صغر السن

واصل سرد الذكريات ولك التحية والتقدير

*****

ابوميس 10-03-2011 12:29 PM

مرحبأ هيل عد السيل بك وبعزوتنا زهران فى منتداك ومنتدى الجميع اخى الكريم اسلوبك رائع ارجو ان لاتحرمنا منه ومن ماتختزنه ذاكرتك من احداث وذكريات جميله ومؤلمه كللتى ذكرتها اما عن شخصى لا يمكن ان انيى مدرس فلسطينى فى المرحله المتوسطه اسمه مصطفى والذى لا اعتقد ان هناك مدرس فى الدنيا اشد واغلض واقسى من قلب هاذا الرجل رغم اسلوب تدريسه الرئع لنا اكرر الترحيب بك فى منتداك لك منى كل المحبه والاحترام


الساعة الآن 11:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir