« لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور ،

فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح »

« لطف الجمال صورة أخرى من عظمة الجمال ،

عرفتُ ذلك حينما أبصرت قطرة من الماء تلمع في غصن ،

فخيّل إليَّ أن لها عظمة لبحر لو صغُر فعلّق على ورقة »

« إذا كنت في أيام الطبيعة ،

فاجعل فكرك خالياً وفرّغه للنَّبت والشجر ، والحجر والمدر ،

والطير والحيوان ، والزهر والعشب والماء والسماء ،

ونور النهار وظلام الليل ، حينئذٍ يفتح العالم بابه ويقول لك : ادخل .. » .

« أليس عجيباً أن كل إنسان يرى في الأرض بعض الأمكنة كأنها أمكنةٌ للروح خاصة ،

فهل يدل هذا على شيء إلا أن خيال الجنة منذ آدم وحواء لا يزال يعمل في النفس الإنسانية » .

قال مصطفى صادق الرافعي :

« في جمال النفس يكون كل شيء جميلاً ،

إذ تُلقي النفس عليه من ألوانها ،

فتنقلب الدار الصغيرة قصراً لأنها في سعة النفس لا في مساحتها هي ،

وتعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على الظمأ ،

ويظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين في السماوات ،

ويبدو الفجر بألوانه وأنواره ونسماته كأنه جنةٌ سابحة في الهواء »

« إذا غاب عن عينيك ماهيّة شيء حاضر رآهُ غيرك ولم تره حضرتك ،

فهذا لا يعني أنه غير موجود ،

وإنما يؤكد قصور المخلوق وكمال الخالق »