ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة الإسلامية (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   هنـــــــــــــــــــا مسابقة القـــــــرآن الكريم (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=5233)

أبوناهل 09-15-2008 10:38 PM


أصحاب الأيكة هم قوم النبي شعيب عليه السلام
- وهم أصحاب الأيكة أي الشجر الكثير الملتف -
وقد تعهد الله بعذابهم بتكذيبهم شعيباً،
وقطعهم الطريق، وتطفيفهم المكيال والميزان
ويقال أنهم عبدوا شجرة كبيرة وضخمة معمرة بجوار
بلدتهم ( مدين) أرض معان شمال الجزيرة في الأردن
أما عذابهم فكان :
الرجفة وقيل الصيحة وقيل يوم الظلة
ولكن هذه القوبات قد نستشف أنها جاءت متتابعة
... أي أنهم أصابهم حر شديد، وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام، فكان لا ينفعهم مع ذلك ماء ولا ظل، ولا دخولهم في الأسراب، فهربوا من محلتهم إلي البرية، فأظلتهم سحابة، فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بظلها، فلما تكاملوا فيه أرسلها الله ترميهم بشرر وشهب، ورجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة من السماء، فأرهقت الأرواح وخرجت الأشباح وكانت الرجفة أي
الهزة العنيفة آخر ماأهلكهم والله أعلم ...

عبدالله رمزي 09-16-2008 03:43 PM

بارك الله فيكم جميعاً ..
ابن القرية وأبو ناهل جزاكم الله خير إجابتكما صحيحة نعوذ بالله من عذابه ونسأله العفو والمغفرة ..



السؤال السابع عشر
قال تعالى :- ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)


الأسئلة
أين أهبط بآدم وأين أهبط بحواء ؟
ومن كان ثالثهما في الهبوط من الجنة وأين هبط به ولماذا ؟.



(لعدم تواجدي مساء بجوار النت اضطررت إلى إنزال المسابقة الآن)

إبن القرية 09-16-2008 08:48 PM



الجواب السابع عشر

إختلفت الرويات حول مكان الهبوط ..

روى الإمام الطبري في تاريخه

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال .. أهبط آدم بالهند

فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء ، فلذلك

سميت المزدلفة ، وتعارفا بعرفات ، فلذلك سميت عرفات

وتعارفا بجمع فلذلك سميت جمعاً.

- وذكر أيضا .. أن الجبل الذي أهبط عليه آدم ذروته من أقرب

ذرا جبال الأرض إلى السماء.

- وهذا ما يؤكده علماء الجغرافيا في العصر الحديث ،حيث

أكدوا أن أعلى ارتفاع عن سطح البحر قمة

إفرست من سلسلة جبال الهمالايا بأرض الهند حيث يبلغ ا

رتفاعها (8848م ) ويتضح من خلال الرسم

المقارن بين جبال الأرض ما يؤكد ذلك.

- وجاء في عرائس المجالس للثعالبي: ( إن الله أوحى إلى آدم

أن لي حرماً بحيال عرشي فأته فطف به كما يطاف حول

عرشي، وصلّ عنده كما يصلى عند عرشي، فهنالك أستجيب

دعاءك.. فانطلق آدم ومن أرض الهند إلى أرض مكة لزيارة

البيت وقيض الله ملكاً يرشده).

ورد في ابن كثير

عن الربيع بن أنس قال : خرج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة فأخرج آدم معه غصنا من شجر الجنة على رأسه تاج من شجر الجنة وهو الإكليل من ورق الجنة . وقال السدي : قال الله تعالى" اهبطوا منها جميعا " فهبطوا ونزل آدم بالهند ونزل معه الحجر الأسود وقبضة من ورق الجنة فبثه بالهند فنبتت شجرة الطيب فإنما أصل ما يجاء به من الطيب من الهند من قبضة الورق التي هبط بها آدم وإنما قبضها آسفا على الجنة حين أخرج منها . وقال عمران بن عيينة : عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أهبط آدم بدحنا أرض الهند . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس قال : أهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها دحنا بين مكة والطائف . وعن الحسن البصري قال : أهبط آدم بالهند .. وحواء بجدة .. وإبليس بدستميسان من البصرة على أميال ..وأهبطت الحية بأصبهان .. رواه ابن أبي حاتم . وقال أبو محمد بن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار بن الحرث حدثنا محمد بن سعيد بن سابق حدثنا عمر بن أبي قيس عن الزبير بن عدي عن ابن عمر قال : أهبط آدم بالصفا وحواء بالمروة . وقال رجاء بن سلمة : أهبط آدم عليه السلام يداه على ركبتيه مطأطئا رأسه وأهبط إبليس مشبكا بين أصابعه رافعا رأسه إلى السماء . وقال عبد الرزاق : قال معمر أخبرني عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال إن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير. وقال الزهري عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها " رواه مسلم والنسائي

ورد في القرطبي

وفي قول ابن عباس . وقال الحسن : آدم وحواء والوسوسة . وقال مجاهد والحسن أيضا : بنو آدم وبنو إبليس . والهبوط : النزول من فوق إلى أسفل , فأهبط آدم بسرنديب في الهند بجبل يقال له " بوذ " ومعه ريح الجنة فعلق بشجرها وأوديتها فامتلأ ما هناك طيبا , فمن ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم عليه السلام . وكان السحاب يمسح رأسه فأصلع , فأورث ولده الصلع . وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ) الحديث وأخرجه مسلم وسيأتي . وأهبطت حواء بجدة وإبليس بالأبلة , والحية ببيسان , وقيل : بسجستان . وسجستان أكثر بلاد الله حيات , ولولا العربد الذي يأكلها ويفني كثيرا منها لأخليت سجستان من أجل الحيات.


وقال السدي.. نزل آدم بالهند ونزل معه الحجر الأسود وبقبضة من ورق الجنة، فبثه في
الهند فنبتت شجرة الطيب هناك

وعن ابن عمر قال.. اهبط آدم بالصفا، وحواء بالمروة. رواه ابن أبي حاتم أيضاً.

والله أعلم

جزاك الله خير

عبدالله رمزي 09-17-2008 09:42 PM

شكراً لك يا ابن القرية ووفقك الله لما يحب وكتب الله لك الأجر أتيت بكل ما ورد
بارك الله فيك



السؤال الثامن عشر

قال تعالى :-( ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)


الأسئلة
من المراد في قوله يَأْمُرُكُمْ ؟
ما المقصود بالأمانات ؟
ورد حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في أهمية الأمانة أذكره ؟

أبوناهل 09-17-2008 10:02 PM


( قال العلماء ) نزلت الآية في ولاة الأمور , عليهم أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها , وإذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالعدل ,

وهناك من العلماء من يؤكد شمولية أداء الأمانة في كل مناحيي الحياة وهناك سلسلة
عن الأمانة ووجوب أدائها في موقع الشيخ بن عثيمين رحمه الله ...
وقد اختلف الناس في الأمانات ; فقال قوم : هي كل ما أخذته بإذن صاحبه . وقال آخرون : هي ما أخذته بإذن صاحبه لمنفعته . الصحيح أن كليهما أمانة ; ومعنى الأمانة في الاشتقاق أنها أمنت من الإفساد .

لذلك أمر الله تعالى : بأدائها إلى أربابها ( مستحقيها)

هذه الآية في أداء الأمانة والحكم عامة في الولاية والخلق ; لأن كل مسلم عالم , بل كل مسلم حاكم ووال . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن , وكلتا يديه يمين وهم الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا } .

وقال صلى الله عليه وسلم : { كلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته , فالإمام راع على الناس وهو مسئول عنهم , والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عنهم , والعبد راع في مال سيده وهو مسئول عنه : ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته } . فجعل صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة كل هؤلاء رعاة وحكاما على مراتبهم , وكذلك العالم الحاكم فإنه إذا أفتى يكون قضى , وفصل بين الحلال والحرام , والفرض والندب , والصحة والفساد ; فجميع ذلك فيمن ذكرنا أمانة تؤدى وحكم يقضى , والله عز وجل أعلم .

إبن القرية 09-17-2008 10:41 PM



بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الثامن عشر

من المراد في قوله يَأْمُرُكُمْ ؟

ما المقصود بالأمانات ؟


أَيْ مَا اُؤْتُمِنَ عَلَيْهِ مِنْ الْحُقُوق "إلَى أَهْلهَا .. وفيها أربع مسائل

المسألة الأولى : اختلف الناس في الأمانات ; فقال قوم : هي كل ما أخذته بإذن صاحبه . وقال آخرون : هي ما أخذته بإذن صاحبه لمنفعته . الصحيح أن كليهما أمانة ; ومعنى الأمانة في الاشتقاق أنها أمنت من الإفساد .

المسألة الثانية : أمر الله تعالى .. بأدائها إلى أربابها , وكان سبب نزولها أمر السرايا ; قاله علي ومكحول . وقيل .. نزلت في ( عثمان بن أبي طلحة أخذ النبي صلى الله عليه وسلم منه المفتاح يوم الفتح ودخل الكعبة , فنزل عليه جبريل بهذه الآية , وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها , فدعا عثمان , فدفع إليه المفتاح ) , فكانت ولاية من الله تعالى بغير واسطة إلى يوم القيامة , وناهيك بهذا فخرا . وروي أن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم سأل النبي عليه السلام أن تجمع له السدانة والسقاية , ونازعه في ذلك شيبة .. فأنزل الله تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية .

المسألة الثالثة : لو فرضناها نزلت في سبب فهي عامة بقولها , شاملة بنظمها لكل أمانة ; وهي أعداد كثيرة , أمهاتها في الأحكام : الوديعة , واللقطة , والرهن , والإجارة , والعارية . أما الوديعة : فلا يلزم أداؤها حتى تطلب , وأما اللقطة فحكمها التعريف سنة في مظان الاجتماعات , وحيث ترجى الإجابة لها , وبعد ذلك يأكلها حافظها , فإن جاء صاحبها غرمها , والأفضل أن يتصدق بها . وأما الرهن : فلا يلزم فيه أداء حتى يؤدي إليه دينه . وأما الإجارة والعارية : إذا انقضى عمله فيها يلزمه ردها إلى صاحبها قبل أن يطلبها , ولا يحوجه إلى تكليف للطلب ومؤنة الرد . وقال بعض علمائنا في الإجارة : يردها أين أخذها إن كان موضع ذلك فيها .

المسألة الرابعة : قوله تعالى .. ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال ابن زيد .. قال أبي : هم السلاطين , بدأ الله سبحانه بهم ، فأمرهم بأداء الأمانة فيما لديهم من الفيء , وكل ما يدخل إلى بيت المال حتى يوصلوه إلى أربابه , وأمرهم بالحكم بين الناس بالعدل , وأمرنا بعد ذلك بطاعتهم , فقال ..( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) . قال القاضي : هذه الآية في أداء الأمانة والحكم عامة في الولاية والخلق ; لأن كل مسلم عالم , بل كل مسلم حاكم ووال . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن , وكلتا يديه يمين وهم الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا ).

ورد في تفسير القرطبي

اختلف من المخاطب بها ; فقال علي بن أبي طالب وزيد بن أسلم وشهر بن حوشب وابن زيد : هذا خطاب لولاة المسلمين خاصة , فهي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمرائه , ثم تتناول من بعدهم . وقال ابن جريج وغيره : ذلك خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة في أمر مفتاح الكعبة حين أخذه من عثمان بن أبي طلحة الحجبي العبدري من بني عبد الدار ومن ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وكانا كافرين وقت فتح مكة , فطلبه العباس بن عبد المطلب لتنضاف له السدانة إلى السقاية ; فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فكسر ما كان فيها من الأوثان , وأخرج مقام إبراهيم ونزل عليه جبريل بهذه الآية . قال عمر بن الخطاب : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية , وما كنت سمعتها قبل منه , فدعا عثمان وشيبة فقال : ( خذاها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ) . وحكى مكي : أن شيبة أراد ألا يدفع المفتاح , ثم دفعه , وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : خذه بأمانة الله . وقال ابن عباس : الآية في الولاة خاصة في أن يعظوا النساء في النشوز ونحوه ويردوهن إلى الأزواج . والأظهر في الآية أنها عامة في جميع الناس فهي تتناول الولاة فيما إليهم من الأمانات في قسمة الأموال ورد الظلامات والعدل في الحكومات . وهذا اختيار الطبري . وتتناول من دونهم من الناس في حفظ الودائع والتحرز في الشهادات وغير ذلك , كالرجل يحكم في نازلة ما ونحوه ; والصلاة والزكاة وسائر العبادات أمانة الله تعالى . وروي هذا المعنى مرفوعا من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها ) أو قال : ( كل شيء إلا الأمانة - والأمانة في الصلاة والأمانة في الصوم والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع ) . ذكره أبو نعيم الحافظ في الحلية . وممن قال إن الآية عامة في الجميع البراء بن عازب وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب قالوا : الأمانة في كل شيء في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن والودائع , وقال ابن عباس : لم يرخص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك الأمانة .

ورد حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في أهمية الأمانة أذكره ؟

هناك عدة أحاديث وردت حول أهمية الأمانة .. منها

عن أبي هريرة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك (الجامع الصغير )

عن ابن عمر .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم ( الجامع الصغير )


وعن أبي هريرة قال .. بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث إذ جاء أعرابي فقال .. متى الساعة ؟ قال ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال .. كيف إضاعتها ؟ قال( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .. رواه البخاري

وعن حذيفة في حديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. ( وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا ) .. رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم .. ( كلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته , فالإمام راع على الناس وهو مسئول عنهم , والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عنهم , والعبد راع في مال سيده وهو مسئول عنه : ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته ) .

وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها ، حتى يقتص للشاة الجمّاء من القرناء )

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال .. (ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) . رواه البغوي

والله أعلم

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

عبدالرحيم بن قسقس 09-18-2008 01:08 AM

.

*****

ماشاء الله اسئلة منوعه يقدمها الأخ العزيز عبدالله رمزي

وإجابات كامله وشامله يكتبها جميع الأخوان وأخص بالذكر إجابة الأخ العزيز إبن القرية على السؤال السابع عشر

وليس لدي أي اضافة على إجابة الأخ العزيز أبو ناهل والأخ العزيز إبن القرية على السؤال الثامن عشر

*****

عبدالله رمزي 09-18-2008 09:24 PM

ما شاء الله تبارك الله .. تنافس شريف في سرعة من يجيب وهذا يدل على اهتمامكم بالقرآن وتفسيره فجزآكم الله خير الجزاء وأجزل الله لكم الأجر ..

إجابة موفقة وهكذا ورد في التفاسير وكانت إجابة أبن القرية شاملة لأكثر من تفسير


السؤال التاسع عشر


قال تعالى :-( مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا )


الأسئلة
ما المقصود بالشفاعة؟
ما المراد بالنصيب والكفل؟

إبن القرية 09-18-2008 10:01 PM



بسم الله الرحمن الرحيم


الجواب التاسع عشر

ما المقصود بالشفاعة؟



ورد في تفسير الطبري .. مايلي ..


فيه مسألتان .. الأولى .. قوله تعالى ( من يشفع )أصل الشفاعة والشفعة ونحوها من الشفع وهو الزوج في العدد ; ومنه الشفيع ; لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا . ومنه ناقة شفوع إذا جمعت بين محلبين في حلبة واحدة . وناقة شفيع إذا اجتمع لها حمل وولد يتبعها . والشفع ضم واحد إلى واحد . والشفعة ضم ملك الشريك إلى ملكك ; فالشفاعة إذا ضم غيرك إلى جاهك ووسيلتك , فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع وإيصال المنفعة إلى المشفوع له .

الثانية .. واختلف المتأولون في هذه الآية ; فقال مجاهد والحسن وابن زيد وغيرهم هي في شفاعات الناس بينهم في حوائجهم ; فمن يشفع لينفع فله نصيب , ومن يشفع ليضر فله كفل . وقيل : الشفاعة الحسنة هي في البر والطاعة , والسيئة في المعاصي . فمن شفع شفاعة حسنة ليصلح بين اثنين استوجب الأجر , ومن سعى بالنميمة والغيبة أثم , وهذا قريب من الأول . وقيل : يعني بالشفاعة الحسنة الدعاء للمسلمين , والسيئة الدعاء عليهم . وفي صحيح الخبر : ( من دعا بظهر الغيب استجيب له وقال الملك آمين ولك بمثل ) . هذا هو النصيب , وكذلك في الشر ; بل يرجع شؤم دعائه عليه . وكانت اليهود تدعو على المسلمين . وقيل : المعنى من يكن شفعا لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر , ومن يكن شفعا لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر . وعن الحسن أيضا : الحسنة ما يجوز في الدين , والسيئة ما لا يجوز فيه . وكأن هذا القول جامع . والكفل الوزر والإثم ; عن الحسن وقتادة . السدي وابن زيد هو النصيب . واشتقاقه من الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط . يقال : اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه كساء وركبت عليه . ويقال له : اكتفل لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا من الظهر . ويستعمل في النصيب من الخير والشر , وفي كتاب الله تعالى " يؤتكم كفلين من رحمته " [ الحديد : 28 ] . والشافع يؤجر فيما يجوز وإن لم يشفع ; لأنه تعالى قال " من يشفع " ولم يقل يشفع . وفي صحيح مسلم ( اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب ) .


ما المراد بالنصيب والكفل؟

في صحيح الخبر .. ( من دعا بظهر الغيب استجيب له وقال الملك آمين ولك بمثل ) . هذا هو النصيب , وكذلك في الشر ; بل يرجع شؤم دعائه عليه . وكانت اليهود تدعو على المسلمين . وقيل : المعنى من يكن شفعا لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر , ومن يكن شفعا لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر . وعن الحسن أيضا : الحسنة ما يجوز في الدين , والسيئة ما لا يجوز فيه . وكأن هذا القول جامع . والكفل الوزر والإثم ; عن الحسن وقتادة . السدي وابن زيد هو النصيب . واشتقاقه من الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط . يقال : اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه كساء وركبت عليه . ويقال له : اكتفل لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا من الظهر . ويستعمل في النصيب من الخير والشر , وفي كتاب الله تعالى " يؤتكم كفلين من رحمته " [ الحديد : 28 ] . والشافع يؤجر فيما يجوز وإن لم يشفع ; لأنه تعالى قال " من يشفع " ولم يقل يشفع . وفي صحيح مسلم ( اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب )


ورد في ابن كثير

وقوله " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " أي من يسعى في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب من ذلك ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها أي يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه ونيته كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء " وقال مجاهد بن جبر : نزلت هذه الآية في شفاعات الناس بعضهم لبعض وقال الحسن البصري قال الله تعالى " من يشفع " ولم يقل من يشفع وقوله " وكان الله على كل شيء مقيتا " قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوراق مقيتا أي حفيظا وقال مجاهد شهيدا وفي رواية عنه حسيبا . وقال سعيد بن جبير السدي وابن زيد قديرا وقال عبد الله بن كثير المقيت المواظب وقال الضحاك : المقيت الرزاق. وقال ابن حاتم : حدثنا أبي حدثنا عبد الرحيم بن مطرف حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل عن رجل عن عبد الله بن رواحة وسأله رجل عن قول الله تعالى " وكان الله على كل شيء مقيتا " قال مقيت لكل إنسان بقدر عمله وقوله " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم أو ردوا عليه بمثل ما سلم فالزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة . قال ابن جرير : حدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي حدثنا هشام بن لاحق عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته " فقال له " وعليك " فقال له الرجل : يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي فقال " إنك لم تدع لنا شيئا .

والله أعلم

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

عبدالله رمزي 09-19-2008 10:16 PM

شكراً لك يا ابن القرية على جهدك وغجابتك ماشاء الله تبارك الله ..



السؤال العشرون

قال تعالى :-( مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )


الأسئلة
في من نزلت هذه الآية؟
مامعنى أدعياءكم ؟
في قوله تعالى (وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ) قصة جميلة وحزينة اذكرها ؟

إبن القرية 09-19-2008 10:47 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب العشرين

فيمن نزلت هذه الآية؟


قال مجاهد .. نزلت في رجل من قريش كان يدعى ذا القلبين من دهائه , وكان يقول : إن لي في جوفي قلبين , أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد . قال : وكان من فهر . الواحدي والقشيري وغيرهما .. نزلت في جميل بن معمر الفهري , وكان رجلا حافظا لما يسمع . فقالت قريش .. ما يحفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان . وكان يقول .. لي قلبان أعقل بهما أفضل من عقل محمد . فلما هزم المشركون يوم بدر ومعهم جميل بن معمر , رآه أبو سفيان في العير وهو معلق إحدى نعليه في يده والأخرى في رجله ; فقال أبو سفيان .. ما حال الناس ؟ قال انهزموا . قال : فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك ؟ قال : ما شعرت إلا أنهما في رجلي ; فعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده . وقال السهيلي .. كان جميل بن معمر الجمحي , وهو ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح , واسم جمح .. تيم ; وكان يدعى ذا القلبين فنزلت فيه الآية , وفيه يقول الشاعر .. وكيف ثوائي بالمدينة بعد ما قضى وطرا منها جميل بن معمر قلت .. كذا قالوا جميل بن معمر . وقال الزمخشري : جميل بن أسد الفهري . وقال ابن عباس : سببها أن بعض المنافقين قال : إن محمدا له قلبان ; لأنه ربما كان في شيء فنزع في غيره نزعة ثم عاد إلى شأنه الأول ; فقالوا ذلك عنه فأكذبهم الله عز وجل . وقيل : نزلت في عبد الله بن خطل . وقال الزهري وابن حبان .. نزل ذلك تمثيلا في زيد بن حارثة لما تبناه النبي صلى الله عليه وسلم ; فالمعنى .. كما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا يكون ولد واحد لرجلين . قال النحاس .. وهذا قول ضعيف لا يصح في اللغة , وهو من منقطعات الزهري , رواه معمر عنه . وقيل .. هو مثل ضرب للمظاهر ; أي كما لا يكون للرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى تكون له أمان . وقيل : كان الواحد من المنافقين يقول : لي قلب يأمرني بكذا , وقلب يأمرني بكذا ; فالمنافق ذو قلبين ; فالمقصود رد النفاق . وقيل .. لا يجتمع الكفر والإيمان بالله تعالى في قلب , كما لا يجتمع قلبان في جوف ; فالمعنى : لا يجتمع اعتقادان متغايران في قلب . ويظهر من الآية بجملتها نفي أشياء كانت العرب تعتقدها في ذلك الوقت , وإعلام بحقيقة الأمر , والله أعلم .

القلب بضعة صغيرة على هيئة الصنوبرة , خلقها الله تعالى في الآدمي وجعلها محلا للعلم , فيحصي به العبد من العلوم ما لا يسع في أسفار , يكتبه الله تعالى فيه بالخط الإلهي , ويضبطه فيه بالحفظ الرباني , حتى يحصيه ولا ينسى منه شيئا . وهو بين لمتين : لمة من الملك , ولمة من الشيطان ; كما قال صلى الله عليه وسلم . خرجه الترمذي ; وقد مضى في " البقرة " . وهو محل الخطرات والوساوس ومكان الكفر والإيمان , وموضع الإصرار والإنابة , ومجرى الانزعاج والطمأنينة . والمعنى في الآية : أنه لا يجتمع في القلب الكفر والإيمان , والهدى والضلال , والإنابة والإصرار , وهذا نفي لكل ما توهمه أحد في ذلك من حقيقة أو مجاز , والله أعلم .

أعلم الله عز وجل في هذه الآية أنه لا أحد بقلبين , ويكون في هذا طعن على المنافقين الذين تقدم ذكرهم ; أي إنما هو قلب واحد , فإما فيه إيمان وإما فيه كفر ; لأن درجة النفاق كأنها متوسطة , فنفاها الله تعالى وبين أنه قلب واحد . وعلى هذا النحو يستشهد الإنسان بهذه الآية , متى نسي شيئا أو وهم . يقول على جهة الاعتذار : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .

مامعنى أدعياءكم ؟

في قوله تعالى
(وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ )

الأدعياء جمع الدعي وهو الذي يدعى ابنا لغير أبيه أو يدعي غير أبيه والمصدر الدعوة بالكسر فأمر تعالى بدعاء الأدعياء إلى آبائهم للصلب فمن جهل ذلك فيه ولم تشتهر أنسابهم كان مولى وأخا في الدين وذكر الطبري أن أبا بكرة قرأ هذه الآية وقال أنا ممن لا يعرف أبوه فأنا أخوكم في الدين ومولاكم . قال الراوي عنه : ولو علم - والله - أن أباه حمار لانتمى إليه ورجال الحديث يقولون في أبي بكرة نفيع بن الحارث .

أجمع أهل التفسير على أن هذا نزل في زيد بن حارثة . وروى الأئمة أن ابن عمر قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت : " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " [ الأحزاب : 5 ] وكان زيد فيما روي عن أنس بن مالك وغيره مسبيا من الشأم , سبته خيل من تهامة , فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد , فوهبه لعمته خديجة فوهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه , فأقام عنده مدة , ثم جاء عمه وأبوه يرغبان في فدائه , فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعث .. ( خيراه فإن اختاركما فهو لكما دون فداء ) . فاختار الرق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حريته وقومه ; فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك .. ( يا معشر قريش اشهدوا أنه ابني يرثني وأرثه ) وكان يطوف على حلق قريش يشهدهم على ذلك , فرضي ذلك عمه وأبوه وانصرفا . وكان أبوه لما سبي يدور الشأم ويقول .. بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل فوالله لا أدري وإني لسائل أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل فيا ليت شعري هل لك الدهر أوبة فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا غربها أفل وإن هبت الأرياح هيجن ذكره فيا طول ما حزني عليه وما وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي فكل امرئ فان وإن غره الأمل فأخبر أنه بمكة ; فجاء إليه فهلك عنده . وروي أنه جاء إليه فخيره النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا وانصرف .. وقتل زيد بمؤتة من أرض الشأم سنة ثمان من الهجرة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمره في تلك الغزاة , وقال : ( إن قتل زيد فجعفر فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ) . فقتل الثلاثة في تلك الغزاة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي زيد وجعفر بكى وقال .. ( أخواي ومؤنساي ومحدثاي ) .


روي في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة كلاهما قال سمعته أذناي ووعاه قلبي محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) . وفي حديث أبي ذر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ) .

والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم .. زينب بنت جحش التي كانت امرأة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا .. تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم الله تعالى في ذلك "والله يقول الحق" في ذلك "وهو يهدي السبيل" سبيل الحق

والله أعلم

تفسير القرطبي

وتفسير الجلالين



جزاك الله خير

دمت في حفظ الله


عبدالله رمزي 09-20-2008 10:01 PM



بارك الله فيك وجزاك الله الخير كله ومتعك بالصحة والعافية . إجابة شاملة وموفقة ..



السؤال الواحد والعشرون

قال تعالى :-( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور )
ٌ
الأسئلة
ما المقصود بسبا؟
ما هي مزايا جنتيهم ؟
ماهي العقوبة التي نالوها من الله ؟

أبوناهل 09-20-2008 10:15 PM


قال علماء النسب منهم محمد بن إسحاق: اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان قالوا: وكان أول من سبى من العرب فسمي سبأ لذلك،

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة سمعت عبد الله بن العباس يقول: إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال: بل هو رجل، ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة، فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان، وقد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظهن هناك ولله الحمد.

وقوم سبأ سكنوا يلاد اليمن

ذكر غير واحد من علماء السلف والخلف من المفسرين وغيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جدا حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين وغرسوا فيهما البساتين والأشجار المثمرة الأنيقة، وزرعوا الزروع الكثيرة، ويقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب وسلط إليه سبعين واديا يفد إليه وجعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ومات ولم يكمل بناؤه فكملته حمير بعده، وكان اتساعه فرسخا في فرسخ وكانوا في غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار ما يتساقط فيه من نضجه وكثرته وذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث ولا الدواب الموذية لصحة هوائهم وطيب فنائهم
......... ولكن بسبب كفرهم وبطرهم

فلما عبدوا غير الله وبطروا نعمته وسألوا بعد تقارب ما بين قراهم وطيب ما بينها من البساتين وأمن الطرقات سألوا أن يباعد بين أسفارهم وأن يكون سفرهم في مشاق وتعب وطلبوا أن يبدلوا بالخير شرا كما سأل بنو إسرائيل بدل المن والسلوى البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل فسلبوا تلك النعمة العظيمة والحسنة العميمة بتخريب البلاد والشتات على وجوه العباد كما قال تعالى فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ قال غير واحد: أرسل الله على أصل السد الفار، وهو الجرذ ويقال: الخلد.

فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئا إذ قد حم القدر ولم ينفع الحذر كلا لا وزر، فلما تحكم في أصله الفساد سقط وانهار فسلك الماء القرار، فقطعت تلك الجداول والأنهار، وانقطعت تلك الثمار، وبادت تلك الزروع والأشجار، وتبدلوا بعدها برديء الأشجار والأثمار.

والله أعلم ...

إبن القرية 09-21-2008 12:18 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الحادي والعشرون


ما المقصود بسبا؟


قرأ نافع وغيره بالصرف والتنوين على أنه اسم حي , وهو في الأصل اسم رجل ; جاء بذلك التوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم روى الترمذي قال : حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد قالا حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي قال حدثنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله , ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم ; فأذن لي في قتالهم وأمرني ; فلما خرجت من عنده سأل عني : ( ما فعل الغطيفي ) ؟ فأخبر أني قد سرت , قال : فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال : ( ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك ; قال : وأنزل في سبإ ما أنزل ; فقال رجل : يا رسول الله , وما سبأ ؟ أرض أو امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة . فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة . وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار . فقال رجل : يا رسول الله وما أنمار ؟ قال : ( الذين منهم خثعم وبجيلة ) . وروي هذا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو " لسبأ " بغير صرف , جعله اسما للقبيلة , وهو اختيار أبي عبيد , واستدل على أنه اسم قبيلة بأن بعده " في مساكنهم " . النحاس : ولو كان كما قال لكان في مساكنها . وقد مضى في " النمل " زيادة بيان لهذا المعنى . وقال الشاعر في الصرف : الواردون وتيم في ذرى سبأ قد عض أعناقهم جلد الجواميس وقال آخر في غير الصرف : من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيلها العرما وقرأ قنبل وأبو حنيفة والجحدري " لسبأ " بإسكان الهمزة . " في مساكنهم " قراءة العامة على الجمع , وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم ; لأن لهم مساكن كثيرة وليس بمسكن واحد . وقرأ إبراهيم وحمزة وحفص " مسكنهم " موحدا , إلا أنهم فتحوا الكاف . وقرأ يحيى والأعمش والكسائي موحدا كذلك , إلا أنهم كسروا الكاف . قال النحاس : والساكن في هذا أبين ; لأنه يجمع اللفظ والمعنى , فإذا قلت " مسكنهم " كان فيه تقديران : أحدهما : أن يكون واحدا يؤدي عن الجمع . والأخر : أن يكون مصدرا لا يثنى ولا يجمع ; كما قال الله تعالى : " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم " [ البقرة : 7 ] فجاء بالسمع موحدا . وكذا " مقعد صدق " [ القمر : 55 ] و " مسكن " مثل مسجد , خارج عن القياس , ولا يوجد مثله إلا سماعا . " آية " اسم كان , أي علامة دالة على قدرة الله تعالى على أن لهم خالقا خلقهم , وأن كل الخلائق لو اجتمعوا على أن يخرجوا من الخشبة ثمرة لم يمكنهم ذلك , ولم يهتدوا إلى اختلاف أجناس الثمار وألوانها وطعومها وروائحها وأزهارها , وفي ذلك ما يدل على أنها لا تكون إلا من عالم قادر .

ما هي مزايا جنتيهم ؟

إن الآية التي كانت لأهل سبأ في مساكنهم أنهم لم يروا فيها بعوضة قط ولا ذبابا ولا برغوثا ولا قملة ولا عقربا ولا حية ولا غيرها من الهوام , وإذا جاءهم الركب في ثيابهم القمل والدواب فإذا نظروا إلى بيوتهم ماتت الدواب . وقيل : إن الآية هي الجنتان , كانت المرأة تمشي فيهما وعلى رأسها مكتل فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها ; قاله قتادة . وروي أن الجنتين كانتا بين جبلين باليمن . قال سفيان : وجد فيهما قصران مكتوب على أحدهما : نحن بنينا سلحين في سبعين خريفا دائبين , وعلى الآخر مكتوب : نحن بنينا صرواح , مقيل ومراح ; فكانت إحدى الجنتين عن يمين الوادي والأخرى عن شماله . قال القشيري : ولم يرد جنتين اثنين بل أراد من الجنتين يمنة ويسرة ; أي كانت بلادهم ذات بساتين وأشجار وثمار ; تستتر الناس بظلالها . " كلوا من رزق ربكم " أي قيل لهم كلوا , ولم يكن ثم أمر , ولكنهم تمكنوا من تلك النعم . وقيل : أي قالت الرسل لهم قد أباح الله تعالى لكم ذلك ; أي أباح لكم هذه النعم فاشكروه بالطاعة

ماهي العقوبة التي نالوها من الله ؟

قال تعالى ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ)

والعرم فيما روي عن ابن عباس : السد فالتقدير : سيل السد العرم . وقال عطاء : العرم اسم الوادي . قتادة : العرم وادي سبأ ; كانت تجتمع إليه مسايل من الأودية , قيل من البحر وأودية اليمن ; فردموا ردما بين جبلين وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض , فكانوا يسقون من الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث على قدر حاجاتهم ; فأخصبوا وكثرت أموالهم , فلما كذبوا الرسل سلط الله عليهم الفأر فنقب الردم . قال وهب : كانوا يزعمون أنهم يجدون في علمهم وكهانتهم أنه يخرب سدهم فأرة فلم يتركوا فرجة بين صخرتين إلا ربطوا إلى جانبها هرة ; فلما جاء ما أراد الله تعالى بهم أقبلت فأرة حمراء إلى بعض تلك الهرر فساورتها حتى استأخرت عن الصخرة ودخلت في الفرجة التي كانت عندها ونقبت السد حتى أوهنته للسيل وهم لا يدرون ; فلما جاء السيل دخل تلك الخلل حتى بلغ السد وفاض الماء على أموالهم فغرقها ودفن بيوتهم . وقال الزجاج : العرم اسم الجرذ الذي نقب السكر عليهم , وهو الذي يقال له الخلد - وقاله قتادة أيضا - فنسب السيل إليه لأنه بسببه . وقد قال ابن الأعرابي أيضا : العرم من أسماء الفأر . وقال مجاهد وابن أبي نجيح : العرم ماء أحمر أرسله الله تعالى في السد فشقه وهدمه . وعن ابن عباس أيضا أن العرم المطر الشديد . وقيل العرم بسكون الراء . وعن الضحاك كانوا في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام . وقال عمرو بن شرحبيل : العرم المسناة ; وقاله الجوهري , قال : ولا واحد لها من لفظها , ويقال واحدها عرمة . وقال محمد بن يزيد : العرم كل شيء حاجز بين شيئين , وهو الذي يسمى السكر , وهو جمع عرمة . النحاس : وما يجتمع من مطر بين جبلين وفي وجهه مسناة فهو العرم , والمسناة هي التي يسميها أهل مصر الجسر ; فكانوا يفتحونها إذا شاءوا فإذا رويت جنتاهم سدوها . قال الهروي : المسناة الضفيرة تبنى للسيل ترده , سميت مسناة لأن فيها مفاتح الماء . وروي أن العرم سد بنته بلقيس صاحبة سليمان عليه الصلاة والسلام , وهو المسناة بلغة حمير , بنته بالصخر والقار , وجعلت له أبوابا ثلاثة بعضها فوق بعض , وهو مشتق من العرامة وهي الشدة , ومنه : رجل عارم , أي شديد , وعرمت العظم أعرمه وأعرمه عرما إذا عرقته , وكذلك عرمت الإبل الشجر أي نالت منه . والعرام بالضم : العراق من العظم والشجر . وتعرمت العظم تعرقته . وصبي عارم بين العرام ( بالضم ) أي شرس . وقد عرم يعرم ويعرم عرامة ( بالفتح ) . والعرم العارم ; عن الجوهري .

وقال تعالى ( وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ )

وقرأ أبو عمرو ( أكل خمط ) بغير تنوين مضافا . قال أهل التفسير والخليل : الخمط الأراك . الجوهري : الخمط ضرب من الأراك له حمل يؤكل . وقال أبو عبيدة : هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة . الزجاج : كل نبت فيه مرارة لا يمكن أكله . المبرد : الخمط كل ما تغير إلى ما لا يشتهى . واللبن خمط إذا حمض . والأولى عنده في القراءة " ذواتي أكل خمط " بالتنوين على أنه نعت لـ " ـأكل " أو بدل منه ; لأن الأكل هو الخمط بعينه عنده , فأما الإضافة فباب جوازها أن يكون تقديرها ذواتي أكل حموضة أو أكل مرارة . وقال الأخفش : والإضافة أحسن في كلام العرب ; نحو قولهم : ثوب خز . والخمط : اللبن الحامض وذكر أبو عبيد أن اللبن إذا ذهب عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه فهو سامط ; وإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط وخميط , فإن أخذ شيئا من طعم فهو ممحل , فإذا كان فيه طعم الحلاوة فهو فوهة . وتخمط الفحل : هدر . وتخمط فلان أي غضب وتكبر . وتخمط البحر أي التطم . وخمطت الشاة أخمطها خمطا : إذا نزعت جلدها وشويتها فهي خميط , فإن نزعت شعرها وشويتها فهي سميط . والخمطة : الخمر التي قد أخذت ريح الإدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد . ويقال هي الحامضة ; قاله الجوهري . وقال القتبي في أدب الكاتب . يقال للحامضة خمطة , ويقال : الخمطة التي قد أخذت شيئا من الريح ; وأنشد : عقار كماء النيء ليست بخمطة ولا خلة يكوي الشروب شهابها

( وَأَثْلٍ )

قال الفراء : هو شبيه بالطرفاء إلا أنه أعظم منه طولا ; منه اتخذ منبر النبي صلى الله عليه وسلم , وللأثل أصول غليظة يتخذ منه الأبواب , وورقه كورق الطرفاء , الواحدة أثلة والجمع أثلاث . وقال الحسن : الأثل الخشب . قتادة : هو ضرب من الخشب يشبه الطرفاء رأيته بفيد . وقيل هو السمر . وقال أبو عبيدة : هو شجر النضار . النضار : الذهب . والنضار : خشب يعمل منه قصاع , ومنه : قدح نضار .

( وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ )

تفسير الطبري

جزاك الله خير

ونأسف على الإطالة.. ولكن للفائدة

دمت في حفظ الله

عبدالله رمزي 09-21-2008 10:25 PM

الأخوة الأفاضل / أبو ناهل وأبن القرية
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء إجابة موفقة



السؤال الثاني والعشرون

قال تعالى :-( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ )



الأسئلة
من هم أصحاب القرية؟
لماذا ارسل إلى هذه القرية ثلاثة من الرسل؟
من الرجل الذي قال لهم اتبعوا المرسلين وما قصته؟

إبن القرية 09-21-2008 11:06 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الثاني والعشرون


من هم أصحاب القرية؟


هذه القرية هي أنطاكية في قول جميع المفسرين فيما ذكر الماوردي . نسبت إلى أهل أنطبيس وهو اسم الذي بناها ثم غير لما عرب ; ذكره السهيلي . ويقال فيها : أنتاكية بالتاء بدل الطاء . وكان بها فرعون يقال له أنطيخس بن أنطيخس يعبد الأصنام ; ذكره المهدوي , وحكاه أبو جعفر النحاس عن كعب ووهب . فأرسل الله إليه ثلاثة : وهم صادق , وصدوق , وشلوم هو الثالث . هذا قول الطبري . وقال غيره : شمعون ويوحنا . وحكى النقاش : سمعان ويحيى , ولم يذكرا صادقا ولا صدوقا . ويجوز أن يكون " مثلا " و " أصحاب القرية " مفعولين لـ اضرب , أو " أصحاب القرية " بدلا من " مثلا " أي اضرب لهم مثل أصحاب القرية فحذف المضاف . أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار هؤلاء المشركين أن يحل بهم ما حل بكفار أهل القرية المبعوث إليهم ثلاثة رسل . قيل : رسل من الله على الابتداء . وقيل : إن عيسى بعثهم إلى أنطاكية للدعاء إلى الله .

لماذا ارسل إلى هذه القرية ثلاثة من الرسل؟

لشدة طغيانهم .. وتكذيبهم الرسل .. قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا " أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر فلم لا أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رسلا لكنتم ملائكة وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا " أي استعجبوا من ذلك وأنكروه وقوله تعالى : " قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين " وقوله تعالى حكاية عنهم في قوله تعالى " ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون " وقوله تعالى : " وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسول

من الرجل الذي قال لهم اتبعوا المرسلين وما قصته؟

وجاء من أقصى مدينة هؤلاء القوم الذين أرسلت إليهم هذه الرسل رجل يسعى إليهم ; وذلك أن أهل المدينة هذه عزموا , واجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرسل الثلاثة فيما ذكر , فبلغ ذلك هذا الرجل , وكان منزله أقصى المدينة , وكان مؤمنا , وكان اسمه فيما ذكر " حبيب بن سري " . وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الأخبار. حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا مؤمل بن إسماعيل , قال : ثنا سفيان , عن عاصم الأحول , عن أبي مجلز , قال : كان صاحب يس " حبيب بن مري " حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : كان من حديث صاحب يس فيما حدثنا محمد بن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه اليماني أنه كان رجلا من أهل أنطاكية , وكان اسمه " حبيبا " , وكان يعمل الجرير , وكان رجلا سقيما , قد أسرع فيه الجذام , وكان منزله عند باب من أبواب المدينة قاصيا , وكان مؤمنا ذا صدقة , يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون , فيقسمه نصفين , فيطعم نصفا عياله , ويتصدق بنصف , فلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه , عن عمل ربه , قال : فلما أجمع قومه على قتل الرسل , بلغ ذلك حبيبا وهو على باب المدينة الأقصى , فجاء يسعى إليهم يذكرهم بالله , ويدعوهم إلى اتباع المرسلين , فقال : { يا قوم اتبعوا المرسلين } حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن عمرو بن حزم أنه حدث عن كعب الأحبار قال : ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم أخو بني مازن بن النجار الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة حين جعل يسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجعل يقول : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ فيقول : نعم , ثم يقول : أتشهد أني رسول الله ؟ فيقول له : لا أسمع , فيقول مسيلمة : أتسمع هذا , ولا تسمع هذا ؟ فيقول : نعم , فجعل يقطعه عضوا عضوا , كلما سأله لم يزده على ذلك حتى مات في يديه . قال كعب حين قيل له اسمه حبيب : وكان والله صاحب يس اسمه حبيب .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن الحسن بن عمارة , عن الحكم بن عتيبة , عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل , عن مجاهد , عن عبد الله بن عباس أنه كان يقول : كان اسم صاحب يس حبيبا , وكان الجذام قد أسرع فيه حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } قال : ذكر لنا أن اسمه حبيب , وكان في غار يعبد ربه , فلما سمع بهم أقبل إليهم وقوله : { قال يا قوم اتبعوا المرسلين } يقول تعالى ذكره : قال الرجل الذي جاء من أقصى المدينة لقومه : يا قوم اتبعوا المرسلين الذين أرسلهم الله إليكم , واقبلوا منهم ما أتوكم به. وذكر أنه لما أتى الرسل سألهم : هل يطلبون على ما جاءوا به أجرا ؟ فقالت الرسل : لا , فقال لقومه حينئذ : اتبعوا من لا يسألكم على نصيحتهم لكم أجرا ..حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قال : لما انتهى إليهم , يعني إلى الرسل , قال : هل تسألون على هذا من أجر ؟ قالوا : لا , فقال عند ذلك : { يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون } حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار , وعن وهب بن منبه
{ اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون } : أي لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى , وهم لكم ناصحون , فاتبعوهم تهتدوا بهداهم وقوله : { وهم مهتدون } يقول : وهم على استقامة من طريق الحق , فاهتدوا أيها القوم بهداهم .

القول في تأويل قوله تعالى : { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون } يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هذا الرجل المؤمن { وما لي لا أعبد الذي فطرني } : أي وأي شيء لي لا أعبد الرب الذي خلقني { وإليه } يقول : وإليه تصيرون أنتم أيها القوم وتردون جميعا , وهذا حين أبدى لقومه إيمانه بالله وتوحيده , كما .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار , وعن وهب بن منبه قال : ناداهم , يعني نادى قومه بخلاف ما هم عليه من عبادة الأصنام , وأظهر لهم دينه وعبادة ربه , وأخبرهم أنه لا يملك نفعه ولا ضره غيره , فقال : { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة } ثم عابها , فقال : { إن يردن الرحمن بضر } وشدة { لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون }

وقوله : { أأتخذ من دونه آلهة } يقول : أأعبد من دون الله آلهة , يعني معبودا سواه { إن يردن الرحمن بضر } يقول : إذ مسني الرحمن بضر وشدة { لا تغن عني شفاعتهم شيئا } يقول : لا تغني عني شيئا بكونها إلي شفعاء , ولا تقدر على دفع ذلك الضر عني { ولا ينقذون } يقول : ولا يخلصوني من ذلك الضر إذا مسني .

وقوله : { إني إذا لفي ضلال مبين } يقول : { إني } إن اتخذت من دون الله آلهة هذه صفتها { إذن لفي ضلال مبين } لمن تأمله , جوره عن سبيل الحق .
وقوله : { إني آمنت بربكم فاسمعون } فاختلف في معنى ذلك , فقال بعضهم : قال هذا القول هذا المؤمن لقومه يعلمهم إيمانه بالله .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب , وعن وهب بن منبه { إني آمنت بربكم فاسمعون } إني آمنت بربكم الذي كفرتم به , فاسمعوا قولي وقال آخرون : بل خاطب بذلك الرسل , وقال لهم : اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي , وأني قد آمنت بكم واتبعتكم ; فذكر أنه لما قال هذا القول , ونصح لقومه النصيحة التي ذكرها الله في كتابه وثبوا به فقتلوه . ثم اختلف أهل التأويل في صفة قتلهم إياه , فقال بعضهم : رجموه بالحجارة .. حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون } هذا رجل دعا قومه إلى الله , وأبدى لهم النصيحة فقتلوه على ذلك . وذكر لنا أنهم كانوا يرجمونه بالحجارة , وهو يقول : اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي , حتى أقعصوه وهو كذلك وقال آخرون : بل وثبوا عليه , فوطئوه بأقدامهم حتى مات . ذكر من قال ذلك .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب , وعن وهب بن منبه قال لهم : { وما لي لا أعبد الذي فطرني } . . إلى قوله : { فاسمعون } وثبوا وثبة رجل واحد فقتلوه واسضتعفوه لضعفه وسقمه , ولم يكن أحد يدفع عنه حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن بعض أصحابه أن عبد الله بن مسعود كان يقول : وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره
{ قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون } يقول تعالى ذكره : قال الله له إذ قتلوه كذلك فلقيه : { ادخل الجنة } فلما دخلها وعاين ما أكرمه الله به لإيمانه وصبره فيه { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي } يقول : يا ليتهم يعلمون أن السبب الذي من أجله غفر لي ربي ذنوبي , وجعلني من الذين أكرمهم الله بإدخاله إياه جنته , كان إيماني بالله وصبري فيه , حتى قتلت , فيؤمنوا بالله ويستوجبوا الجنة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : ثني ابن إسحاق , عن بعض أصحابه أن عبد الله بن مسعود كان يقول : قال الله له : ادخل الجنة , فدخلها حيا يرزق فيها , قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها , فلما أفضى إلى رحمة الله وجنته وكرامته { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين }حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { ادخل الجنة } فلما دخلها { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } قال : فلا تلقى المؤمن إلا ناصحا , ولا تلقاه غاشا , فلما عاين من كرامة الله { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } تمنى على الله أن يعلم قومه ما عاين من كرامة الله , وما هجم عليه حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث , قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء , جميعا عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله : { قيل ادخل الجنة } قال : قيل : قد وجبت له الجنة ; قال ذاك حين رأى الثواب * حدثنا ابن بشار , قال : ثنا مؤمل , قال : ثنا سفيان , عن ابن جريج , عن مجاهد { قيل ادخل الجنة } قال : وجبت لك الجنة * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام , عن عنبسة , عن محمد بن عبد الرحمن , عن القاسم بن أبي بزة , عن مجاهد { قيل ادخل الجنة } قال : وجبت له الجنة حدثنا ابن بشار , قال : ثنا يحيى , عن سفيان , عن عاصم الأحول , عن أبي مجلز , في قوله : { بما غفر لي ربي } قال : إيماني بربي , وتصديقي رسله

والله أعلم

تفسير ابن كثير

والطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

عبدالرحيم بن قسقس 09-21-2008 11:27 PM

.

*****

السؤال الثاني والعشرون

قال تعالى :- ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ )


الأسئلة

من هم أصحاب القرية؟


مدينة أنطاكية

لماذا ارسل إلى هذه القرية ثلاثة من الرسل؟

الثلاثة الرسل هم

صادق وصدوق وشلوم

وقوله تعالى " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما "

أي بادروهما بالتكذيب " فعززنا بثالث " أي قويناهما وشددنا أزرهما برسول ثالث

قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبابي قال كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا واسم الثالث بولص

والقرية أنطاكية " فقالوا " أي لأهل تلك القرية " إنا إليكم مرسلون " أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له

وقاله أبو العالية وزعم قتادة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية

" قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا " أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر فلم لا أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رسلا لكنتم ملائكة

وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا "

أي استعجبوا من ذلك وأنكروه

وقوله تعالى : " قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين " وقوله تعالى حكاية عنهم في قوله تعالى " ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون "

وقوله تعالى : " وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا "

من الرجل الذي قال لهم اتبعوا المرسلين وما قصته؟

( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا )

قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه أن أهل القرية هموا بقتل رسلهم

فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى أي لينصرهم من قومه

قالوا وهو حبيب وكان يعمل الحرير وهو الحياك وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة

وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اسم صاحب يس حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه

وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز كان اسمه حبيب بن سري

وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اسم صاحب يس حبيب النجار فقتله قومه

وقال السدي كان قصارا

وقال عمر بن الحكم كان إسكافا

وقال قتادة كان يتعبد في غار هناك " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم

(تفسير ابن كثير)

*****

عبدالله رمزي 09-22-2008 10:11 PM

شكرا لكم و بارك الله فيكم إجابة موفقة وكاملة ...



السؤال الثالث والعشرون

قال تعالى :-( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ )


الأسئلة
ماهي الصافنات الجياد؟
ورد في التفسير أن سليمان اشغل عن الصلاة فما الذي اشغله عنها؟وماذا فعل بعد ذلك؟

الضمير في حرف الهاء في قوله ( ردوها) ورد فيه قولان اذكرهما ؟

إبن القرية 09-22-2008 10:35 PM



بسم الله الرحمن الرحيم


الجواب الثالث والعشرون


ماهي الصافنات الجياد؟


يعني الخيل جمع جواد للفرس إذا كان شديد الحضر ; كما يقال للإنسان جواد إذا كان كثير العطية غزيرها ; يقال : قوم أجواد وخيل جياد , جاد الرجل بماله يجود جودا فهو جواد , وقوم جود مثال قذال وقذل , وإنما سكنت الواو لأنها حرف علة , وأجواد وأجاود وجوداء , وكذلك امرأة جواد ونسوة جود مثل نوار ونور , قال الشاعر : صناع بإشفاها حصان بشكرها جواد بقوت البطن والعرق زاخر وتقول : سرنا عقبة جوادا , وعقبتين جوادين , وعقبا جيادا . وجاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر والأنثى , من خيل جياد وأجياد وأجاويد . وقيل : إنها الطوال الأعناق مأخوذ من الجيد وهو العنق ; لأن طول الأعناق في الخيل من صفات فراهتها . وفي الصافنات أيضا وجهان : أحدهما أن صفونها قيامها . قال القتبي والفراء : الصافن في كلام العرب الواقف من الخيل أو غيرها . ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار ) أي يديمون له القيام ; حكاه قطرب أيضا وأنشد قول النابغة : لنا قبة مضروبة بفنائها عتاق المهارى والجياد الصوافن وهذا قول قتادة . الثاني أن صفونها رفع إحدى اليدين على طرف الحافر حتى يقوم على ثلاث كما قال الشاعر : ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا وقال عمرو بن كلثوم : تركنا الخيل عاكفة عليه مقلدة أعنتها صفونا وهذا قول مجاهد . قال الكلبي : غزا سليمان أهل دمشق ونصيبين فأصاب منهم ألف فرس . وقال مقاتل : ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس , وكان أبوه أصابها من العمالقة . وقال الحسن : بلغني أنها كانت خيلا خرجت من البحر لها أجنحة . وقاله الضحاك . وأنها كانت خيلا أخرجت لسليمان من البحر منقوشة ذات أجنحة . ابن زيد : أخرج الشيطان لسليمان الخيل من البحر من مروج البحر , وكانت لها أجنحة . وكذلك قال علي رضي الله عنه : كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة . وقيل : كانت مائة فرس . وفي الخبر عن إبراهيم التيمي : أنها كانت عشرين ألفا , فالله أعلم .

ورد في التفسير أن سليمان اشغل عن الصلاة فما الذي اشغله عنها؟وماذا فعل بعد ذلك؟

ذكر النحاس أن سليمان عليه السلام كان في صلاة فجيء إليه بخيل لتعرض عليه قد غنمت فأشار بيده لأنه كان يصلي حتى توارت الخيل وسترتها جدر الإصطبلات فلما فرغ من صلاته قال : " ردوها علي فطفق مسحا " أي فأقبل يمسحها مسحا . وفي معناه قولان : أحدهما أنه أقبل يمسح سوقها وأعناقها بيده إكراما منه لها , وليري أن الجليل لا يقبح أن يفعل مثل هذا بخيله . وقال قائل هذا القول : كيف يقتلها ؟ وفي ذلك إفساد المال ومعاقبة من لا ذنب له . وقيل : المسح ها هنا هو القطع أذن له في قتلها . قال الحسن والكلبي ومقاتل : صلى سليمان الصلاة الأولى وقعد على كرسيه وهي تعرض عليه , وكانت ألف فرس ; فعرض عليه منها تسعمائة فتنبه لصلاة العصر , فإذا الشمس قد غربت وفاتت الصلاة , ولم يعلم بذلك هيبة له فاغتم ; فقال : " ردوها علي " فردت فعقرها بالسيف ; قربة لله وبقي منها مائة , فما في أيدي الناس من الخيل العتاق اليوم فهي من نسل تلك الخيل . قال القشيري : وقيل : ما كان في ذلك الوقت صلاة الظهر ولا صلاة العصر , بل كانت تلك الصلاة نافلة فشغل عنها . وكان سليمان عليه السلام رجلا مهيبا , فلم يذكره أحد ما نسي من الفرض أو النفل وظنوا التأخر مباحا , فتذكر سليمان تلك الصلاة الفائتة , وقال على سبيل التلهف : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي عن الصلاة , وأمر برد الأفراس إليه , وأمر بضرب عراقيبها وأعناقها , ولم يكن ذلك معاقبة للأفراس ; إذ ذبح البهائم جائز إذا كانت مأكولة , بل عاقب نفسه حتى لا تشغله الخيل بعد ذلك عن الصلاة . ولعله عرقبها ليذبحها فحبسها بالعرقبة عن النفار , ثم ذبحها في الحال , ليتصدق بلحمها ; أو لأن ذلك كان مباحا في شرعه فأتلفها لما شغلته عن ذكر الله , حتى يقطع عن نفسه ما يشغله عن الله , فأثنى الله عليه بهذا , وبين أنه أثابه بأن سخر له الريح , فكان يقطع عليها من المسافة في يوم ما يقطع مثله على الخيل في شهرين غدوا ورواحا . وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

الضمير في حرف الهاء في قوله ( ردوها) ورد فيه قولان اذكرهما ؟


الهاء في " ردوها " للخيل , ومسحها قال الزهري وابن كيسان : كان يمسح سوقها وأعناقها , ويكشف الغبار عنها حبا لها . وقال الحسن وقتادة وابن عباس . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح فرسه بردائه . وقال : ( إني عوتبت الليلة في الخيل ) خرجه الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسلا . وهو في غير الموطأ مسند متصل عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أنس . وقد مضى في [ الأنفال ] قوله عليه السلام : ( وامسحوا بنواصيها وأكفالها ) وروى ابن وهب عن مالك أنه مسح أعناقها وسوقها بالسيوف . قلت : وقد استدل الشبلي وغيره من الصوفية في تقطيع ثيابهم وتخريقها بفعل سليمان هذا . وهو استدلال فاسد ; لأنه لا يجوز أن ينسب إلى نبي معصوم أنه فعل الفساد . والمفسرون اختلفوا في معنى الآية ; فمنهم من قال : مسح على أعناقها وسوقها إكراما لها وقال : أنت في سبيل الله ; فهذا إصلاح . ومنهم من قال : عرقبها ثم ذبحها , وذبح الخيل وأكل لحمها جائز . وقد مضى في [ النحل ] بيانه . وعلى هذا فما فعل شيئا عليه فيه جناح . فأما إفساد ثوب صحيح لا لغرض صحيح فإنه لا يجوز . ومن الجائز أن يكون في شريعة سليمان جواز ما فعل , ولا يكون في شرعنا . وقد قيل : إنما فعل بالخيل ما فعل بإباحة الله جل وعز له ذلك . وقد قيل : إن مسحه إياها وسمها بالكي وجعلها في سبيل الله ; .. والله أعلم

وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

والله أعلم

تفسير القرطبي


جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

عبدالله رمزي 09-23-2008 09:57 PM

ما شاء الله تبارك الله إجابة موفقة وكاملة فجزاك الله على ما تقدم كل الخير ووفقك في الدارين .

السؤال الرابع والعشرون

قال تعالى :-( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


الأسئلة
ورد في التفاسير إسم الرجل الذي مرعلى القرية ؟
أختلف في طريقة مروره على تلك القرية .. وضح ذلك؟
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟
ورد في الآية الكريمة قوله تعالى (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ) كيف أصبح هذا الرجل آية؟
كيف أستطاع أهل قريته معرفته بعد غياب مئة عام ؟

أبوناهل 09-23-2008 10:09 PM


بعض الروايات تؤكد أنه عزير (عليه السلام )
ومنهم من يسميه (عازار) ..
والنقاش كان بينه وبين الملك وبعض حاشيته

وقد جعله الله آية (معجزة) بأن خرج إلى الناس
فسألهم هل تعرفون عزيرآ قالوا نعم وقد مات منذ
مائة سنة ..
فقال إنه أنا ولم يصدقوه ..
فأتت عجوز معمرة من أهل البلدة فتعرفت عليه
وأقسمت أنه هو فأصبح ذو معجزة بإذن الله
والله أعلم .....

إبن القرية 09-23-2008 10:27 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الرابع والعشرون

ورد في التفاسير إسم الرجل الذي مرعلى القرية ؟


اختلفوا في هذا المار من هو .. فروى ابن أبي حاتم عن عصام بن داود عن آدم بن أبي إياس عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي بن أبي طالب أنه قال : هو عزير ورواه ابن جرير عن ناجية نفسه وحكاه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن وقتادة والسدي وسليمان بن بريدة وهذا القول هو المشهور وقال وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد هو أرميا بن حلقيا قال محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه أنه قال : وهو اسم الخضر عليه السلام وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي قال سمعت سليمان بن محمد اليساري الجاري من أهل الجاري ابن عم مطرف قال سمعت سلمان يقول إن رجلا من أهل الشام يقول إن الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه اسمه حزقيل بن بوار وقال مجاهد بن جبر هو رجل من بني إسرائيل وأما القرية فالمشهور أنها بيت المقدس مر عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها " وهي خاوية " أي ليس فيها أحد من قولهم خوت الدار تخوي خويا . وقوله" على عروشها " أي ساقطة سقوفها وجدرانها على عرصاتها فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة وقال " أنى يحيي هذه الله بعد موتها" وذلك لما رأى من دثورها وشدة خرابها وبعدها عن العودة إلى ما كانت عليه قال الله تعالى " فأماته الله مائة عام ثم بعثه " قال وعمرت البلدة بعد مضي سبعين سنة من موته وتكامل ساكنوها وتراجع بنو إسرائيل إليها فلما بعثه الله عز وجل بعد موته كان أول شيء أحيا الله فيه عينيه لينظر بهما إلى صنع الله فيه كيف يحيي بدنه.

أختلف في طريقة مروره على تلك القرية .. وضح ذلك؟

قال ابن عباس في رواية أبي صالح : إن بخت نصر غزا بني إسرائيل فسبى منهم أناسا كثيرة فجاء بهم وفيهم عزير بن شرخيا وكان من علماء بني إسرائيل فجاء بهم إلى بابل , فخرج ذات يوم في حاجة له إلى دير هزقل على شاطئ الدجلة . فنزل تحت ظل شجرة وهو على حمار له , فربط الحمار تحت ظل الشجرة ثم طاف بالقرية فلم ير بها ساكنا وهي خاوية على عروشها فقال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها . وقيل : إنها القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت , قاله ابن زيد . وعن ابن زيد أيضا أن القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا , مر رجل عليهم وهم عظام نخرة تلوح فوقف ينظر فقال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام . قال : ابن عطية : وهذا القول من ابن زيد مناقض لألفاظ الآية , إذ الآية إنما تضمنت قرية خاوية لا أنيس فيها , والإشارة ب " هذه " إنما هي إلى القرية . وإحياؤها إنما هو بالعمارة ووجود البناء والسكان . وقال وهب بن منبه وقتادة والضحاك والربيع وعكرمة : القرية بيت المقدس لما خربها بخت نصر البابلي . وفي الحديث الطويل حين أحدثت بنو إسرائيل الأحداث وقف إرمياء أو عزير على القرية وهي كالتل العظيم وسط بيت المقدس ; لأن بخت نصر أمر جنده بنقل التراب إليه حتى جعله كالجبل , ورأى إرمياء البيوت قد سقطت حيطانها على سقفها فقال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟

ورد في الآية الكريمة قوله تعالى (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ) كيف أصبح هذا الرجل آية؟

القول في تأويل قوله تعالى : { ولنجعلك آية للناس } يعني تعالى ذكره بذلك : { ولنجعلك آية للناس } أمتناك مائة عام ثم بعثناك . وإنما أدخلت الواو مع اللام التي في قوله : { ولنجعلك آية للناس } وهو بمعنى " كي " , لأن في دخولها في كي وأخواتها دلالة على أنها شرط لفعل بعدها , يعني : ولنجعلك كذا وكذا فعلنا ذلك , ولو لم تكن قبل اللام أعني لام كي واو كانت اللام شرطا للفعل الذي قبلها , وكان يكون معناه : وانظر إلى حمارك , لنجعلك آية للناس . وإنما عنى بقوله : { ولنجعلك آية } ولنجعلك حجة على من جهل قدرتي , وشك في عظمتي , وأنا القادر على فعل ما أشاء من إماتة وإحياء , وإنشاء , وإنعام وإذلال , وإقتار وإغناء , بيدي ذلك كله , لا يملكه أحد دوني , ولا يقدر عليه غيري . وكان بعض أهل التأويل يقول : كان آية للناس بأنه جاء بعد مائة عام إلى ولده وولد ولده شابا وهم شيوخ . ذكر من قال ذلك : 4645 - حدثني المثنى , قال : أخبرنا إسحاق , قال : ثنا قبيصة بن عقبة , عن سفيان , قال : سمعت الأعمش يقول : { ولنجعلك آية للناس } قال : جاء شابا وولده شيوخ . وقال آخرون : معنى ذلك أنه جاء وقد هلك من يعرفه , فكان آية لمن قدم عليه من قومه . ذكر من قال ذلك : 4646 - حدثني موسى , قال , ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي , قال : رجع إلى أهله , فوجد داره قد بيعت وبنيت , وهلك من كان يعرفه , فقال : اخرجوا من داري ! قالوا : ومن أنت ؟ قال : أنا عزير . قالوا : أليس قد هلك عزير منذ كذا وكذا ؟ قال : فإن عزيرا أنا هو , كان من حالي وكان . فلما عرفوا ذلك , خرجوا له من الدار ودفعوها إليه . والذي هو أولى بتأويل الآية من القول , أن يقال : إن الله تعالى ذكره , أخبر أنه حمل الذي وصف صفته في هذه الآية حجة للناس , فكان ذلك حجة على من عرفه من ولده وقومه ممن علم موته , وإحياء الله إياه بعد مماته , وعلى من بعث إليه منهم

قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟

قال الله له أي بواسطة الملك " كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم " قال وذلك أنه مات أول النهار ثم بعثه الله في آخر النهار فلما رأى الشمس باقية ظن أنها شمس ذلك اليوم فقال " أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه " وذلك أنه كان معه فيما ذكر عنب وتين وعصير فوجده كما تقدم لم يتغير منه شيء لا العصير استحال ولا التين حمض ولا أنتن ولا العنب نقص " وانظر إلى حمارك" أي كيف يحييه الله عز وجل وأنت تنظر " ولنجعلك آية للناس " أي دليلا على المعاد " وانظر إلى العظام كيف ننشزها " أي نرفعها فيركب بعضها على بعض وقد روى الحاكم في مستدركه من حديث نافع بن أبي نعيم عن إسماعيل بن حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ " كيف ننشزها " بالزاي ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقرئ " ننشرها " أي نحييها قاله مجاهد " ثم نكسوها لحما " وقال السدي وغيره تفرقت عظام حماره حوله يمينا ويسارا فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث الله ريحا فجمعتها من كل موضع من تلك المحلة ثم ركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارا قائما من عظام لا لحم عليها ثم كساها الله لحما وعصبا وعروقا وجلدا وبعث الله ملكا فنفخ في منخري الحمار فنهق كله بإذن الله عز وجل وذلك كله بمرأى من العزير فعند ذلك لما تبين له هذا كله " قال أعلم أن الله على كل شيء قدير " أي أنا عالم بهذا وقد رأيته عيانا فأنا أعلم أهل زماني بذلك وقرأ آخرون قال اعلم على أنه أمر له بالعلم.


كيف أستطاع أهل قريته معرفته بعد غياب مئة عام ؟

أنه جاء شابا على حاله يوم مات , فوجد الأبناء والحفدة شيوخا . عكرمة : وكان يوم مات ابن أربعين سنة . وروي عن علي رضوان الله عليه أن عزيرا خرج من أهله وخلف امرأته حاملا , وله خمسون سنة فأماته الله مائة عام , ثم بعثه فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة وله ولد من مائة سنة فكان ابنه أكبر منه بخمسين سنة . وروي عن ابن عباس قال : لما أحيا الله عزيرا ركب حماره فأتى محلته فأنكر الناس وأنكروه , فوجد في منزله عجوزا عمياء كانت أمَة لهم , خرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة , فقال لها : أهذا منزل عزير ؟ فقالت نعم ! ثم بكت وقالت : فارقنا عزير منذ كذا وكذا سنة قال : فأنا عزير , قالت : إن عزيرا فقدناه منذ مائة سنة . قال : فالله أماتني مائة سنة ثم بعثني . قالت : فعزير كان مستجاب الدعوة للمريض وصاحب البلاء فيفيق , فادع الله يرد علي بصري , فدعا الله ومسح على عينيها بيده فصحت مكانها كأنها أنشطت من عقال . قالت : أشهد أنك عزير ثم انطلقت إلى ملإ بني إسرائيل وفيهم ابن لعزير شيخ ابن مائة وثمان وعشرين سنة , وبنو بنيه شيوخ , فقالت : يا قوم , هذا والله عزير فأقبل إليه ابنه مع الناس فقال ابنه : كانت لأبي شامة سوداء مثل الهلال بين كتفيه , فنظرها فإذا هو عزير . وقيل : جاء وقد هلك كل من يعرف , فكان آية لمن كان حيا من قومه إذ كانوا موقنين بحاله سماعا . قال ابن عطية : وفي إماتته هذه المدة ثم إحيائه بعدها أعظم آية , وأمره كله آية غابر الدهر , ولا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض .

والله أعلم

تفسير .. ابن كثير

القرطبي

الطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

عبدالرحيم بن قسقس 09-24-2008 04:01 AM

.

*****

أخي العزيز عبدالله رمزي

جزاك الله خير وكتب لك الأجر والثواب

وجزا الله الأخوين ابو ناهل وإبن القرية خير وكتب لهم الأجر والثواب
ماشاء الله الإجابات شامله وكاملة وليس لدي أي اضافة

وللجميع خالص تحياتي

*****

عبدالله رمزي 09-24-2008 10:22 PM

ما شاء الله تبارك الله إجابة موفقة وكاملة فجزاكم الله على ما تقدمون كل الخير ووفقكم في الدارين .

السؤال الخامس والعشرون



قال تعالى :-( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )


الأسئلة
من هو المضطر؟
هل المظلوم يعتبر من المضطرين ؟
ورد في الحديث أن هناك ثلاثة دعوات مستجابة ماهي ؟
في وصية الرسول لمعاذ عندما أرسله على اليمن تحذير مهم ما هو؟

إبن القرية 09-24-2008 10:38 PM



بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الخامس والعشرون


من هو المضطر؟


قال ابن عباس : هو ذو الضرورة المجهود . وقال السدي : الذي لا حول له ولا قوة . وقال ذو النون : هو الذي قطع العلائق عما دون الله . وقال أبو جعفر وأبو عثمان النيسابوري : هو المفلس . وقال سهل بن عبد الله : هو الذي إذا رفع يديه إلى الله داعيا لم يكن له وسيلة من طاعة قدمها . وجاء رجل إلى مالك بن دينار فقال : أنا أسألك بالله أن تدعو لي فأنا مضطر ; قال : إذا فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه . قال الشاعر : وإني لأدعو الله والأمر ضيق علي فما ينفك أن يتفرجا ورب أخ سدت عليه وجوهه أصاب لها لما دعا الله مخرجا

هل المظلوم يعتبر من المضطرين ؟

نعم .. ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ لما وجهه إلى أرض اليمن ( واتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب ) وفي كتاب الشهاب .. ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام فيقول الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) وهو صحيح أيضا . وخرج الآجري من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ( فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر ) فيجيب المظلوم لموضع إخلاصه بضرورته بمقتضى كرمه , وإجابة لإخلاصه وإن كان كافرا , وكذلك إن كان فاجرا في دينه ; ففجور الفاجر وكفر الكافر لا يعود منه نقص ولا وهن على مملكة سيده , فلا يمنعه ما قضى للمضطر من إجابته . وفسر إجابة دعوة المظلوم بالنصرة على ظالمه بما شاء سبحانه من قهر له , أو اقتصاص منه , أو تسليط ظالم آخر عليه يقهره كما قال عز وجل : " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا " [ الأنعام : 129 ] وأكد سرعة إجابتها بقوله .. ( تحمل على الغمام ) ومعناه والله أعلم أن الله عز وجل يوكل ملائكته بتلقي دعوة المظلوم وبحملها على الغمام , فيعرجوا بها إلى السماء , والسماء قبلة الدعاء ليراها الملائكة كلهم , فيظهر منه معاونة المظلوم , وشفاعة منهم له في إجابة دعوته , رحمة له . وفي هذا تحذير من الظلم جملة , لما فيه من سخط الله ومعصيته ومخالفة أمره ; حيث قال على لسان نبيه في صحيح مسلم وغيره .. ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا .. ) الحديث .. فالمظلوم مضطر , ويقرب منه المسافر ; لأنه منقطع عن الأهل والوطن منفرد عن الصديق والحميم , لا يسكن قلبه إلى مسعد ولا معين لغربته . فتصدق ضرورته إلى المولى , فيخلص إليه في اللجاء , وهو المجيب للمضطر إذا دعاه , وكذلك دعوة الوالد على ولده , لا تصدر منه مع ما يعلم من حنته عليه وشفقته , إلا عند تكامل عجزه عنه , وصدق ضرورته ; وإياسه عن بر ولده , مع وجود أذيته , فيسرع الحق إلى إجابته .


ورد في الحديث أن هناك ثلاثة دعوات مستجابة ماهي ؟

في الحديث .. ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر

ودعوة الوالد على ولده )



في وصية الرسول لمعاذ عندما أرسله على اليمن تحذير مهم ما هو؟

في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ لما وجهه إلى أرض اليمن

( واتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب )


‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏أن ‏ ‏معاذا ‏ ‏قال ‏
‏بعثني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إنك تأتي قوما من ‏ ‏أهل الكتاب ‏ ‏فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك ‏ ‏وكرائم ‏ ‏أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) .. رواه مسلم


والله أعلم

تفسير القرطبي

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

عبدالرحيم بن قسقس 09-25-2008 05:26 PM

.

*****

ليس لدي أي اضافة بعد الاجابة الموفقة من الأخ العزيز إبن القرية

جزا الله القائمين والمشاركين والمتابعين كل خير

*****

عبدالله رمزي 09-25-2008 09:38 PM


إجابة موفقة وكاملة جزاك الله على ما تقدم كل الخير ووفقك الله لما تحب وترضى .. شكراً لك وشكراً لعبدالرحيم على مروره الكريم وتقبل الله منا ومنكم سائر الأعمال واسأل الله أن يجعل ما نقدّم خالصاً لوجهه الكريم ..

السؤال السادس والعشرون

قال تعالى :-( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى @ وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى @ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى


الأسئلة
في من نزلت هذه الآيات ؟
ما المقصود بأعطى قليلاً وأكدى؟

إبن القرية 09-25-2008 10:30 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب السادس والعشرون

في من نزلت هذه الآيات ؟


قال مجاهد وابن زيد ومقاتل .. نزلت في الوليد بن المغيرة , وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه فعيره بعض المشركين , وقال : لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار ؟ قال : إني خشيت عذاب الله ; فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله , فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال مقاتل : كال الوليد مدح القرآن ثم أمسك عنه فنزل : " وأعطى قليلا وأكدى "

ما المقصود بأعطى قليلاً وأكدى؟

أفرأيت يا محمد الذي أدبر عن الإيمان بالله , وأعرض عنه وعن دينه , وأعطى صاحبه قليلا من ماله , ثم منعه فلم يعطه , فبخل عليه . وذكر أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة من أجل أنه عاتبه بعض المشركين , وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه , فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله , ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الآخرة , ففعل , فأعطى الذي عاتبه على ذلك بعض ما كان ضمن له , ثم بخل عليه ومنعه تمام ما ضمن له . ذكر من قال ذلك .. حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث , قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء جميعا , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قوله ..( وأكدى ) قال الوليد بن المغيرة .. أعطى قليلا ثم أكدى .. حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد , في قوله ( أفرأيت الذي تولى ) .. إلى قوله ..( فهو يرى ) قال : هذا رجل أسلم , فلقيه بعض من يعيره فقال : أتركت دين الأشياخ وضللتهم , وزعمت أنهم في النار , كان ينبغي لك أن تنصرهم , فكيف يفعل بآبائك , فقال : إني خشيت عذاب الله , فقال : أعطني شيئا , وأنا أحمل كل عذاب كان عليك عنك , فأعطاه شيئا , فقال زدني , فتعاسر حتى أعطاه شيئا , وكتب له كتابا , وأشهد له , فذلك قول الله : { أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى } عاسره ( أعنده علم الغيب فهو يرى ) نزلت فيه هذه الآية. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله .. ( أكدى ) قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا مهران , عن أبي سنان الشيباني , عن ثابت , عن الضحاك , عن ابن عباس ( أعطى قليلا وأكدى ) قال .. أعطى قليلا ثم انقطع .. حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله ..( أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى ) يقول .. أعطى قليلا ثم انقطع

وقيل .. قطع ذلك وأمسك عنه . وعنه أنه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد الإيمان ثم تولى فنزلت : " أفرأيت الذي تولى " الآية . وقال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك : نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يتصدق وينفق في الخير , فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح : ما هذا الذي تصنع ؟ يوشك ألا يبقى لك شيء . فقال عثمان : إن لي ذنوبا وخطايا , وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه ! فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها . فأعطاه وأشهد عليه , وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة فأنزل الله تعالى : " أفرأيت الذي تولى . وأعطى قليلا وأكدى " فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله . ذكر ذلك الواحدي والثعلبي . وقال السدي أيضا : نزلت في العاص بن وائل السهمي , وذلك أنه كان ربما يوافق النبي صلى الله عليه وسلم . وقال محمد بن كعب القرظي : نزلت في أبي جهل بن هشام , قال : والله ما يأمر محمد إلا بمكارم الأخلاق ; فذلك قوله تعالى : " وأعطى قليلا وأكدى " . وقال الضحاك : هو النضر بن الحارث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حين ارتد عن دينه , وضمن له أن يتحمل عنه مأثم رجوعه . وأصل " أكدى " من الكدية يقال لمن حفر بئرا ثم بلغ إلى حجر لا يتهيأ له فيه حفر : قد أكدى , ثم استعملته العرب لمن أعطى ولم يتمم , ولمن طلب شيئا ولم يبلغ آخره . وقال الحطيئة : فأعطى قليلا ثم أكدى عطاءه ومن يبذل المعروف في الناس يحمد قال الكسائي وغيره : أكدى الحافر وأجبل إذا بلغ في حفره كدية أو جبلا فلا يمكنه أن يحفر . وحفر فأكدى إذا بلغ إلى الصلب . ويقال : كديت أصابعه إذا كلت من الحفر . وكديت يده إذا كلت فلم تعمل شيئا . وأكدى النبت إذا قل ريعه , وكدت الأرض تكدو كدوا وكدوا فهي كادية إذا أبطأ نباتها ; عن أبى زيد . وأكديت الرجل عن الشيء رددته عنه . وأكدى الرجل إذا قل خيره . وقوله : " وأعطى قليلا وأكدى " أي قطع القليل .

والله أعلم

تفسير .. ابن كثير

القرطبي

الطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

غرم الله الفرنك 09-26-2008 07:44 PM

تأكيدا علي إجابة إبن القرية اتمنى له وللقائمين على هذه المسابقة دوام التوفيق والنحاح انه سميع مجيب ,,,,,,,,,,

عبدالله رمزي 09-26-2008 09:38 PM

إجابة موفقة وكاملة بارك الله فيك


السؤال السابع والعشرون

قال تعالى :-( قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.. قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ )


الأسئلة
ورد في التفسير أن المائدة نزلت يوم معين ماهو ذلك اليوم؟
هل آمن الحواريين بعد نزول المائدة؟
ورد في التفسير أن اشد عذاباً يوم القيامة .. اذكرهم ؟
ما نوع العذاب الذي عذّبوا به ؟

إبن القرية 09-26-2008 11:18 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة السؤال السابع والعشرون

ورد في التفسير أن المائدة نزلت يوم معين ماهو ذلك اليوم؟

إن المائدة نزلت عليهم يوم الأحد غدوة وعشية ; فلذلك جعلوا الأحد عيدا , والعيد واحد الأعياد ; وإنما جمع بالياء وأصله الواو للزومها في الواحد ; ويقال : للفرق بينه وبين أعواد الخشب وقد عيدوا أي شهدوا العيد ; قاله الجوهري , وقيل : أصله من عاد يعود أي رجع فهو عود بالواو , فقلبت ياء لانكسار ما قبلها مثل الميزان والميقات والميعاد فقيل ليوم الفطر والأضحى : عيدا لأنهما يعودان كل سنة . وقال الخليل : العيد كل يوم يجمع كأنهم عادوا إليه , وقال ابن الأنباري : سمي عيدا للعود في المرح والفرح ; فهو يوم سرور الخلق كلهم ; ألا ترى أن المسجونين في ذلك اليوم لا يطالبون ولا يعاقبون ; ولا يصاد الوحش ولا الطيور ; ولا تنفذ الصبيان إلى المكاتب , وقيل : سمي عيدا لأن كل إنسان يعود إلى قدر منزلته ; ألا ترى إلى اختلاف ملابسهم وهيئاتهم ومآكلهم فمنهم من يضيف ومنهم من يضاف , ومنهم من يرحم ومنهم من يرحم , وقيل : سمي بذلك لأنه يوم شريف تشبيها بالعيد : وهو فحل كريم مشهور عند العرب وينسبون إليه , فيقال : إبل عيدية ; قال .. ( ظلت تجوب البلدان ناجية ) عيدية أرهنت فيها الدنانير وقد تقدم , وقرأ زيد بن ثابت " لأولانا وأخرانا " على الجمع . قال ابن عباس : يأكل منها آخر الناس كما يأكل منها أولهم .


هل آمن الحواريين بعد نزول المائدة؟

لم يؤمن منهم إلا القيليل .. وقيل أن عددهم كان إثني عشر رجلاً ( والله أعلم )



ورد في التفسير أن اشد عذاباً يوم القيامة .. اذكرهم ؟

عن أبي المغيرة القواس , عن عبد الله بن عمرو , قال : إن أشد الناس عذابا ثلاثة : المنافقون , ومن كفر من أصحاب المائدة , وآل فرعون .. حدثنا الحسن بن عرفة , قال .. ثنا المعتمر بن سليمان , عن عوف , قال : سمعت أبا المغيرة القواس يقول : قال عبد الله بن عمرو ..إن أشد الناس عذابا يوم القيامة : من كفر من أصحاب المائدة , والمنافقون , وآل فرعون



ما نوع العذاب الذي عذّبوا به ؟

فقال تعالى ذكره : إني منزلها عليكم أيها الحواريون فمطعمكموها . { فمن يكفر بعد منكم } يقول : فمن يجحد بعد إنزالها عليكم وإطعامكموها منكم رسالتي إليه وينكر نبوة نبيي عيسى صلى الله عليه وسلم ويخالف طاعتي فيما أمرته ونهيته , فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من عالمي زمانه . ففعل القوم , فجحدوا وكفروا بعد ما أنزلت عليهم فيما ذكر لنا , فعذبوا فيما بلغنا بأن مسخوا قردة وخنازير


والله أعلم

تفسير .. القرطبي

والطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

مشرف الإسلامية 09-26-2008 11:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


[web]http://sahat-wadialali.com/vb/misc.php?do=whoposted&t=5233[/web]

الأخ عبدالله رمزي

جزاك الله خيراً على ما تقوم به من جهد

وجعل ذلك في موازين حسناتك

فقد جعلتنا نبحث في كتاب الله عز وجل

وأثريت معلوماتنا القرانية


والشكر موصول لكل من شارك أو قرأ وأستفاد


جزاكم الله خيراً جميعاً



عبدالله رمزي 09-27-2008 09:45 PM


أخي الفاضل / ابن القرية
بارك الله فيك وشكراً لك إجابة كاملة وموفقة اسأل الله أن يثيبك عليها

السؤال الثامن والعشرون

قال تعالى :-( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا )


الأسئلة
ماذا يقصد زكريا عليه السلام بالموالي ؟
هل العاقر تشمل النساء والرجال أم أنها خاصة بالنساء فقط؟
ورد في تفسيرها بعض المسائل اذكر بعضاً منها ؟

إبن القرية 09-27-2008 10:27 PM



بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الثامن والعشرون

ماذا يقصد زكريا عليه السلام بالموالي ؟


الموالي ( أي الذين يلوني في النسب كبني العم )
من ورائي" أي بعد موتي على الدين أن يضيعوه كما شاهدته في بني
إسرائيل من تبديل الدين ..

والمقصود هنا .. توريث الدين والعلم .. وليس المال !!


عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله .. ( وَإِنِّي خِفْت الْمَوَالِي مِنْ وَرَائِي )
يَعْنِي بِالْمَوَالِي : الْكَلَالَة الْأَوْلِيَاء أَنْ يَرِثُوهُ , فَوَهَبَ اللَّه لَهُ يَحْيَى


هل العاقر تشمل النساء والرجال أم أنها خاصة بالنساء فقط؟

تشمل الرجــال والنســاء .. يقال .. امرأة عاقر .. ورجل عاقر .. كما قال عامر بن الطفيل .. لبئس الفتى أن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محض .. والله أعلم


ورد في تفسيرها بعض المسائل اذكر بعضاً منها ؟

قال تعالى ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا )

ورد فيها سبع مسائل


الأولى : قوله تعالى : " وإني خفت الموالي " قرأ عثمان بن عفان ومحمد بن علي وعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما ويحيى بن يعمر " خفت " بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء وسكون الياء من " الموالي " لأنه في موضع رفع " بخفت " ومعناه انقطعت بالموت . وقرأ الباقون " خفت " بكسر الخاء وسكون الفاء وضم التاء ونصب الياء من " الموالي " لأنه في موضع نصب ب " خفت " و " الموالي " هنا الأقارب وبنو العم والعصبة الذين يلونه في النسب . والعرب تسمي بني العم الموالي . قال الشاعر : مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : خاف أن يرثوا ماله وأن ترثه الكلالة فأشفق أن يرثه غير الولد . وقالت طائفة : إنما كان مواليه مهملين للدين فخاف بموته أن يضيع الدين , فطلب وليا يقوم بالدين بعده ; حكى هذا القول الزجاج , وعليه فلم يسل من يرث ماله ; لأن الأنبياء لا تورث . وهذا هو الصحيح من القولين في تأويل الآية , وأنه عليه الصلاة والسلام أراد وراثة العلم والنبوة لا وراثة المال ; لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة ) وفي كتاب أبي داود : ( إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ) . وسيأتي في هذا مزيد بيان عند قوله : " يرثني " .

الثانية : هذا الحديث يدخل في التفسير المسند ; لقوله تعالى : " وورث سليمان داود " وعبارة عن قول زكريا : " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " وتخصيص للعموم في ذلك , وأن سليمان لم يرث من داود مالا خلفه داود بعده ; وإنما ورث منه الحكمة والعلم , وكذلك ورث يحيى من آل يعقوب ; هكذا قال أهل العلم بتأويل القرآن ما عدا الروافض , وإلا ما روي عن الحسن أنه قال : " يرثني " مالا " ويرث من آل يعقوب " النبوة والحكمة ; وكل قول يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم فهو مدفوع مهجور ; قال أبو عمر . قال ابن عطية : والأكثر من المفسرين على أن زكريا إنما أراد وراثة المال ; ويحتمل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنا معشر الأنبياء لا نورث ) ألا يريد به العموم , بل على أنه غالب أمرهم ; فتأمله . والأظهر الأليق بزكريا عليه السلام أن يريد وراثة العلم والدين , فتكون الوراثة مستعارة . ألا ترى أنه لما طلب وليا ولم يخصص ولدا بلغه الله تعالى أمله على أكمل الوجوه . وقال أبو صالح وغيره : قوله " من آل يعقوب " يريد العلم والنبوة .

الثالثة : قوله تعالى : " من ورائي " قرأ ابن كثير بالمد والهمز وفتح الياء . وعنه أنه قرأ أيضا مقصورا مفتوح الياء مثل عصاي . الباقون بالهمز والمد وسكون الياء . والقراء على قراءة " خفت " مثل نمت إلا ما ذكرنا عن عثمان . وهي قراءة شاذة بعيدة جدا ; حتى زعم بعض العلماء أنها لا تجوز . قال كيف يقول : خفت الموالي من بعدي أي من بعد موتي وهو حي ؟ ! . النحاس : والتأويل لها ألا يعني بقوله : " من ورائي " أي من بعد موتي , ولكن من ورائي في ذلك الوقت ; وهذا أيضا بعيد يحتاج إلى دليل أنهم خفوا في ذلك الوقت وقلوا , وقد أخبر الله تعالى بما يدل على الكثرة حين قالوا " أيهم يكفل مريم " . ابن عطية : " من ورائي " من بعدي في الزمن , فهو الوراء على ما تقدم في " الكهف " .

الرابعة : قوله تعالى : " وكانت امرأتي عاقرا " امرأته هي إيشاع بنت فاقوذا بن قبيل , وهي أخت حنة بنت فاقوذا ; قاله الطبري . وحنة هي أم مريم حسب ما تقدم في " آل عمران " بيانه . وقال القتبي : امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران , فعلى هذا القول يكون يحيى ابن خالة عيسى عليهما السلام على الحقيقة . وعلى القول الآخر يكون ابن خالة أمه . وفي حديث الإسراء قال عليه الصلاة والسلام : ( فلقيت ابني الخالة يحيى وعيسى ) شاهدا للقول الأول . والله أعلم . والعاقر التي لا تلد لكبر سنها ; وقد مضى بيانه في " آل عمران " . والعاقر من النساء أيضا التي لا تلد من غير كبر . ومنه قوله تعالى : " ويجعل من يشاء عقيما " [ الشورى : 50 ] . وكذلك العاقر من الرجال ; ومنه قول عامر بن الطفيل : لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محضر

الخامسة : قوله تعالى : " فهب لي من لدنك وليا " سؤال ودعاء . ولم يصرح بولد لما علم من حاله وبعده عنه بسبب المرأة . قال قتادة : جرى له هذا الأمر وهو ابن بضع وسبعين سنة . مقاتل : خمس وتسعين سنة ; وهو أشبه ; فقد كان غلب على ظنه أنه لا يولد له لكبره ; ولذلك قال : " وقد بلغت من الكبر عتيا " . وقالت طائفة : بل طلب الولد , ثم طلب أن تكون الإجابة في أن يعيش حتى يرثه , تحفظا من أن تقع الإجابة في الولد ولكن يخترم , ولا يتحصل منه الغرض .

السادسة : قال العلماء : دعاء زكريا عليه السلام في الولد إنما كان لإظهار دينه , وإحياء نبوته , ومضاعفة لأجره لا للدنيا , وكان ربه قد عوده الإجابة , ولذلك قال : " ولم أكن بدعائك رب شقيا " , أي بدعائي إياك . وهذه وسيلة حسنة ; أن يتشفع إليه بنعمه , يستدر فضله بفضله ; يروى أن حاتم الجود لقيه رجل فسأله ; فقال له حاتم : من أنت ؟ قال : أنا الذي أحسنت إليه عام أول ; فقال : مرحبا بمن تشفع إلينا بنا . فإن قيل كيف أقدم زكريا على مسألة ما يخرق العادة دون إذن ؟ فالجواب أن ذلك جائز في زمان الأنبياء وفي القرآن ما يكشف عن هذا المعنى ; فإنه تعالى قال : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " [ آل عمران : 37 ] فلما رأى خارق العادة استحكم طمعه في إجابة دعوته ; فقال تعالى : " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة " [ آل عمران : 38 ] الآية .

السابعة : إن قال قائل : هذه الآية تدل على جواز الدعاء بالولد , والله سبحانه وتعالى قد حذرنا من آفات الأموال والأولاد , ونبه على المفاسد الناشئة من ذلك ; فقال : " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " [ التغابن : 15 ] . وقال : " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " [ التغابن : 14 ] . فالجواب أن الدعاء بالولد معلوم من الكتاب والسنة حسب ما تقدم في " آل عمران " بيانه . ثم إن زكريا عليه السلام تحرز فقال : ( ذرية طيبة ) وقال : " واجعله رب رضيا " . والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة , وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة . وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس خادمه فقال : ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) فدعا له بالبركة تحرزا مما يؤدي إليه الإكثار من الهلكة . وهكذا فليتضرع العبد إلى مولاه في هداية ولده , ونجاته في أولاه وأخراه اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والفضلاء ..

للفائــدة

وأما قوله تعالى ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )

فقد ورد فيها .. أربع مسائل

الأولى : قوله تعالى : " يرثني " قرأ أهل الحرمين والحسن وعاصم وحمزة " يرثني ويرث " بالرفع فيهما . وقرأ يحيى بن يعمر وأبو عمرو ويحيى بن وثاب والأعمش والكسائي بالجزم فيهما , وليس هما جواب " هب " على مذهب سيبويه , إنما تقديره إن تهبه يرثني ويرث ; والأول أصوب في المعنى لأنه طلب وارثا موصوفا ; أي هب لي من لدنك الولي الذي هذه حاله وصفته ; لأن الأولياء منهم من لا يرث ; فقال : هب لي الذي يكون وارثي ; قاله أبو عبيد ; ورد قراءة الجزم ; قال : لأن معناه إن وهبت ورث , وكيف يخبر الله عز وجل بهذا وهو أعلم به منه ؟ ! النحاس : وهذه حجة متقصاة ; لأن جواب الأمر عند النحويين فيه معنى الشرط والمجازاة ; تقول : أطع الله يدخلك الجنة ; أي إن تطعه يدخلك الجنة .

الثانية : قال النحاس : فأما معنى " يرثني ويرث من آل يعقوب " فللعلماء فيه ثلاثة أجوبة ; قيل : هي وراثة نبوة . وقيل : وراثة حكمة . وقيل : هي وراثة مال . فأما قولهم وراثة نبوة فمحال ; لأن النبوة لا تورث , ولو كانت تورث لقال قائل : الناس ينتسبون إلى نوح عليه السلام وهو نبي مرسل . ووراثة العلم والحكمة مذهب حسن ; وفي الحديث ( العلماء ورثة الأنبياء ) . وأما وراثة المال فلا يمتنع , وإن كان قوم قد أنكروه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) فهذا لا حجة فيه ; لأن الواحد يخبر عن نفسه بإخبار الجمع . وقد يؤول هذا بمعنى : لا نورث الذي تركناه صدقة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخلف شيئا يورث عنه ; وإنما كان الذي أباحه الله عز وجل إياه في حياته بقوله تبارك اسمه : " واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول " [ الأنفال : 41 ] لأن معنى " لله " لسبيل الله , ومن سبيل الله ما يكون في مصلحة الرسول صلى الله عليه وسلم ما دام حيا ; فإن قيل : ففي بعض الروايات ( إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة ) ففيه التأويلان جميعا ; أن يكون " ما " بمعنى الذي . والآخر لا يورث من كانت هذه حاله . وقال أبو عمر : واختلف العلماء في تأويل قوله عليه السلام : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) على قولين : أحدهما : وهو الأكثر وعليه الجمهور أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث وما ترك صدقة . والآخر : أن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يورث ; لأن الله تعالى خصه بأن جعل ماله كله صدقة زيادة في فضيلته , كما خص في النكاح بأشياء أباحها له وحرمها على غيره ; وهذا القول قاله بعض أهل البصرة منهم ابن علية , وسائر علماء المسلمين على القول الأول .

الثالثة : قوله تعالى : " من آل يعقوب " قيل : هو يعقوب بن إسرائيل , وكان زكريا متزوجا بأخت مريم بنت عمران , ويرجع نسبها إلى يعقوب ; لأنها من ولد سليمان بن داود وهو من ولد يهوذا بن يعقوب , وزكريا من ولد هارون أخي موسى , وهارون وموسى من ولد لاوي بن يعقوب , وكانت النبوة في سبط يعقوب بن إسحاق . وقيل : المعني بيعقوب هاهنا ابن يعقوب بن ماثان أخو عمران بن ماثان أبي مريم أخوان من نسل سليمان بن داود عليهما السلام ; لأن يعقوب وعمران ابنا ماثان , وبنو ماثان رؤساء بني إسرائيل ; قاله مقاتل وغيره . وقال الكلبي : وكان آل يعقوب أخواله , وهو يعقوب بن ماثان , وكان فيهم الملك , وكان زكريا من ولد هارون بن عمران أخي موسى . وروى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يرحم الله - تعالى - زكريا ما كان عليه من ورثته ) . ولم ينصرف يعقوب لأنه أعجمي .

الرابعة : قوله تعالى : " واجعله رب رضيا " أي مرضيا في أخلاقه وأفعاله . وقيل : راضيا بقضائك وقدرك . وقيل : رجلا صالحا ترضى عنه . وقال أبو صالح : نبيا كما جعلت أباه نبيا .

والله أعلم

تفسير .. القرطبي

والجلالين

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله


عبدالرحيم بن قسقس 09-28-2008 04:08 AM

.

*****

ماشاء الله تبارك الله إجابة كاملة من الأخ العزيز إبن القرية

ليس لدي أي إضافة

*****

غرم الله الفرنك 09-28-2008 07:41 PM

ابن القرية أجاب , وفا وكفا فجزاه الله كل خير وختم بالصالحات اعمالنا .........................

عبدالله رمزي 09-28-2008 09:47 PM


بارك الله فيك وأحسن الله إليك وكتب لك الأجر العظيم

وشكراً لعبدالرحيم والبرق على مرورهم ومتابعتهم

لزيادة الفائده بخصوص العاقر من الرجال والنساء ورد في كتاب الله قوله تعالى ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) الشورى 50


السؤال التاسع والعشرون

قال تعالى :-( فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )


الأسئلة
مامعنى المخاض.
تمنت مريم الموت في الآية .. لماذا ؟




تقبّل الله منّا ومنكم الصيام والقيام من المحتمل أن يكون الشهر ناقصاً لذلك قررت أن انزل السؤال الثلاثون هذه الليلة ..



السؤال الثلاثون

قال تعالى :-( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)


الأسئلة
ما هي الزيادة التي وردت في هذه الآية الكريمة؟



اسأل الله لي ولكم ولكل من دخل على هذه الصفحة المباركة الزيادة التي وردت في هذه الآية الكريمة اللهم آمين .


وكل عام وأنتم بخير واعذرونا إن حصل منّا قصور





إبن القرية 09-28-2008 10:11 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب التاسع والعشرون


مامعنى المخاض؟


أجاءها " اضطرها ; وهو تعدية جاء بالهمز . يقال : جاء به وأجاءه إلى موضع كذا , كما يقال : ذهب به وأذهبه . وقرأ شبيل ورويت عن عاصم " فاجأها " من المفاجأة . وفي مصحف أبي " فلما أجاءها المخاض " . وقال زهير : وجار سار معتمدا إلينا أجاءته المخافة والرجاء وقرأ الجمهور " المخاض " بفتح الميم . و ابن كثير فيما روي عنه بكسرها وهو الطلق وشدة الولادة وأوجاعها . مخضت المرأة تمخض مخاضا ومخاضا . وناقة ماخض أي دنا ولادها . " إلى جذع النخلة " كأنها طلبت شيئا تستند إليه وتتعلق به , كما تتعلق الحامل لشدة وجع الطلق . والجذع ساق النخلة اليابسة في الصحراء الذي لا سعف عليه ولا غصن ; ولهذا لم يقل إلى النخلة .

تمنت مريم الموت في الآية .. لماذا ؟

تمنت مريم عليها السلام الموت من جهة الدين لوجهين

أحدهما : أنها خافت أن يظن بها الشر في دينها وتعير فيفتنها ذلك .

الثاني : لئلا يقع قوم بسببها في البهتان والنسبة إلى الزنا وذلك
مهلك . وعلى هذا الحد يكون تمني الموت جائزا , وقد مضى هذا المعنى مبينا في سورة " يوسف " عليه السلام والحمد لله . قلت : وقد سمعت أن مريم عليها السلام سمعت نداء من يقول : اخرج يا من يعبد من دون الله فحزنت لذلك .

وقوله تعالى إخبارا عنها " قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد ولا يصدقونها في خبرها وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية فقالت " يا ليتني مت قبل هذا " أي قبل هذا الحال " وكنت نسيا منسيا " أي لم أخلق ولم أك شيئا قاله ابن عباس وقال السدي قالت وهي تطلق من الحبل استحياء من الناس يا ليتني مت قبل هذا الكرب الذي أنا فيه والحزن بولادتي المولود من غير بعل " وكنت نسيا منسيا " نسي فترك طلبه كخرق الحيض إذا ألقيت وطرحت لم تطلب ولم تذكر وكذلك كل شيء نسي وترك فهو نسي وقال قتادة " وكنت نسيا منسيا " أي شيئا لا يعرف ولا يذكر ولا يدرى من أنا وقال الربيع بن أنس " وكنت نسيا منسيا " هو السقط وقال ابن زيد لم أكن شيئا قط وقد قدمنا الأحاديث الدالة على النهي عن تمني الموت إلا عند الفتنة عند قوله " توفني مسلما وألحقني بالصالحين " .


الجواب الثـلاثون

قال تعالى .. ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)

ما هي الزيادة التي وردت في هذه الآية الكريمة؟

روي من حديث أنس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : " وزيادة " قال : ( للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ) وهو قول أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب في رواية . وحذيفة وعبادة بن الصامت وكعب بن عجرة وأبي موسى وصهيب وابن عباس في رواية , وهو قول جماعة من التابعين , وهو الصحيح في الباب . وروى مسلم في صحيحه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) وفي رواية ثم تلا ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " وخرجه النسائي أيضا عن صهيب قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم موعدا عند الله يريد أن ينجزكموه قالوا ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر ولا أقر لأعينهم ) . وخرجه ابن المبارك في دقائقه عن أبي موسى الأشعري موقوفا , وقد ذكرناه في كتاب التذكرة , وذكرنا هناك معنى كشف الحجاب , والحمد لله . وخرج الترمذي الحكيم أبو عبد الله رحمه الله : حدثنا علي بن حجر حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين في كتاب الله ; في قوله " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال : ( النظر إلى وجه الرحمن ) وعن قوله : " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " [ الصافات : 147 ] قال : ( عشرون ألفا ) . وقد قيل : إن الزيادة أن تضاعف الحسنة عشر حسنات إلى أكثر من ذلك ; روي عن ابن عباس . وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة آلاف باب . وقال مجاهد : الحسنى حسنة مثل حسنة , والزيادة مغفرة من الله ورضوان . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الحسنى الجنة , والزيادة ما أعطاهم الله في الدنيا من فضله لا يحاسبهم به يوم القيامة . وقال عبد الرحمن بن سابط : الحسنى البشرى , والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ; قال الله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " [ القيامة : 22 - 23 ] . وقال يزيد بن شجرة : الزيادة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتمطرهم من كل النوادر التي لم يروها , وتقول : يا أهل الجنة , ما تريدون أن أمطركم ؟ فلا يريدون شيئا إلا أمطرتهم إياه . وقيل : الزيادة أنه ما يمر عليهم مقدار يوم من أيام الدنيا إلا حتى يطيف بمنزل أحدهم سبعون ألف ملك , مع كل ملك هدايا من عند الله ليست مع صاحبه , ما رأوا مثل تلك الهدايا قط ; فسبحان الواسع العليم الغني الحميد العلي الكبير العزيز القدير البر الرحيم المدبر الحكيم اللطيف الكريم الذي لا تتناهى مقدوراته . وقيل : " أحسنوا " أي معاملة الناس , " الحسنى " : شفاعتهم , والزيادة : إذن الله تعالى فيها وقبوله .

والله أعلم

تفسير القرطبي

وابن كثير

( والحمد لله رب العالمين )

الأخ العزيز .. عبد الله رمزي .. جزاك الله خير

وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمـــال

وكل عام وأنت بخير

وأرجو المعذرة إن حصل مني قصور

دمت في حفظ الله


الساعة الآن 03:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir