![]() |
الاخوة الكرام ابو حاتم عبد الرحيم قسقس الاخت نزهة المشتاق ازدانت زاوية الذكريات بكم وبابداعاتكم ، والمعذرة على جمعكم في رد واحد لان كل واحد منكم يستحق ردا مطولا مفصلا يليق بمقامه ولكنني رغبت في الاختصار وقدركم عندي اكبر . جزاكم الله خيرا على جهودكم الموفقة . ( قرصانك يا ابا توفيق وصلت وامتلخ جاري ابو حاتم قرصه ونص قرصي ولو ما انتبهت كان امتلخ ايدي مع القرص لكنها سلمت منه ، ويوم قلت له ليش تمتلخ نص قرصي قال لي بعين حمراء (رح يا واد لا أهبدك باتقل شي قدامي ) اما البلال فسوف اختاره على طبطابي ( ترجمتها في حلقة رقم 13 من ذكريات ابي حاتم لمن يرغب الترجمة ) . شكرا لكم جميعا وننتظر المزيد وفقكم الله وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري . |
تستهويني كثيراً هذه الزاوية وهي عندي تضاهي إجازة نهاية الأسبوع .. محطة إسترخاء وفائدة وتجديد والأجمل أنّ كل ذلك على نحو ماتع . أغلب أصدقائي (مكاكوه) وأبوحاتم يعرف بعضهم وآخر لقاء بيننا الثلاثاء الماضي ومما ناقشته معه التلبيبة وقال أحدهم (إنته ياأبوناهل تخصص تقليب مواجع) وذكر لنا بعض قصص التلبيبة الممتعة . وأذكر قبل سنوات سألت أحدهم عن شراب مشهور عندهم يشبه شراب اللوز يقدم في العيد وله إسم نسيته الآن فرد علي : مافي حاجه بهادا الإسم في مكة فتداخل آخر وبلهجة منفعلة وقال : قوم ياواد إش عرفك إنته ... فحاولت تهدأة الموقف فقلت : بس تراه مكاوي زيّك فرد عليّ : سيبك منّه هادا (من معرفته بالصحابه رضّى على عنتر) وبالفعل صدق فهو شراب معروف (قهوة لوز ) أو الله أعلم . |
أبو حاتم 0 ينطبق عليك المثل جا يطل وغلب الكل 0 لم أكن متصور وانأ اعلم انك ابن مكة انك متغلغل في اللهجة ألمكاويه لدرجة تفوقك على احمد قنديل واحمد السباعي 0 رحمهما الله 0 والله انك أثريت اللهجة بالمحافظة عليها وتوثيقها 0 لك كل الإعجاب 0 وهذا المنتدى كشف لنا عن المواهب التي كنا لا نعلمها بهذا الكم مثلك تحياتي 00 |
فاكرين حواري مكة والمركاز هيا تعالوا نقرأ ماكتبه ابن الحرم عن هذه المجالس العامرة بأهل الحي المكاوي يقول عن حارة الفلق: حارة الفلق حارة الفلق وما ادراك ما حارة الفلق تلك الحارة التي قوض اركانها واخذت من اطرافها حتى اصبحت بقية باقية من حارة كبيرة كان لها شان في يوم من الايام سكنها العلماء والاعيان ومدرسي المسجد الحرام فكان فيها الشيخ زكريا بيلا رحمه الله والشيخ حسين فلمبان رحمه الله والشيخ هاشم سباك رحمه الله وكلهم درسوا بالمسجد الحرم وغيرهم من الاعيان سميت بالفلق نسبة الى سيدنا عبدالله بن الزبير رضي الله عنه حين فلق ذلك الجبل ليعمل طريق للمرور الى المسجد الحرام وسكن ذلك الحي وبقي الاسم والمسمى حتى وقتنا الحاضر وحدود هذه الحارة من الناحية الشرقية النقا ومن الغرب جبل قرن المطل على حارة الباب وريع الرسام ومن الشمال حارة السليمانية ومن الجنوب حارة الشامية والقرارة والتي ازيلت تماما واصبح حدودها الجنوبية المسجد الحرام كانت حارة الفلق قبل انشاء النفق المعروف تعج بالسكان والذين تفرقوا بسبب مشروع النفق فانتشروا في المخطاطات في اطراف مكة وكان في الفلق عدة مراكيز يجلس بها كبار اهل الحي وكان اشهرها مركاز بيت نائب الحرم والذي يجلس به السيد زيني هاشم نائب الحرم رحمه الله ومركاز تحت عمارة الميرة وكان يجلس به الاخوة من بيت اليلي والبابقي وغيرهم ومركاز بيت الخياط وكان بجوار مسجد العداس وكان يجمع سائقين الوايتات حيث كان يقوم بتلبية طلبات المحتاجين للماءحيث كان لديه وايتات لنقل الماء ومركاز الاخوة من بيت الكسار وكان ملاصق لدارهم يجلس بهم عميد اسرتهم واخوانه واهل الحي من حوله وكان هناك مركاز محمود زرد وبجوار القهوة خلف مسجد العداس وغيرها وقد كانت تلك المراكيز يجتمع بها اعيان الحارة ويكون بينهم نقاشات واحاديث مستفيضة وربما حل بها بعض معضلات الحارة وبعد ان حل في الحي نفق الفلق اختفت تلك المراكيز لانتقال اهلها الى خارج الفلق ولم يبقى سوى مركاز نائب الحرم والذي انتهى بوفاة السيد زيني ومركاز الكسار والذي انتهى هو الاخر بموت عميد الاسرة ثم قام شباب الحي وانشأوا مركاز على كتف جبل صغير يطل على الشارع العام ويظهر منه المسجد الحرام وكان يرتاد هذا المركاز بعض ابناء الكسار وابناء الزامل والخضري وغيرهم وكان هذا المركاز مجمع لابناء الحي لمن مر بالحي وكان مجمع لاغلب ابناء الحي في يوم عيد الفطر المبارك فيجتمعون بعد صلاة العيد ويتقابلون ويتعايدون ثم يقومون بلعبة المزمار اللعبة الشعبية بمكة ثم يغادر كل منهم الى منزله وفي هذه الايام بدأت معاول الهدم في ازالة البقية الباقية من حارة الفلق وازالت اخر مركاز في هذا الحي العريق فهل نجد من يجمع سكان هذا الحي في مركاز جديد.. كاتب المقال :ابن الحرم تاريخ النشر:06-02-1432 05:32 |
اخي مشرف عام 3 : انا سعيد جدا بمشاركتك واضافتك الجميلة والتي اشتملت على معلومات عن حارة الفلق ولماذا سميت بهذا الاسم ومعلومات قيمة عن المراكز واصحابها ، وهذا لا شك سيسعد مرتادي الذكريات ويثري معلوماتهم كما اسعدني واثرى معلوماتي . لك مني خالص الشكر والتقدير على ما تفضلت به ، بارك الله في جهودك وكل عام وانتم بخير . |
يطيب لي أن اتقدم بخالص التهاني لكل مرتادي هذه الزاوية وكتابها بمناسبة عيد الاضحى المبارك ، اعاده الله علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين بالخير واليمن والبركات والنصر والتمكين للاسلام والمسلمين ، كما اسأله سبحانه أن يديم الامن والاستقرار على بلادنا الحبيبة وعلى جميع بلدان المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ، وأن يكشف الغمة عن اخواننا في سوريا واليمن ويحقن دماءهم وينصرهم على الطغاة والجبابرة ، إنه سميع مجيب . [IMG][/IMG] |
الحلقة الرابعة عشرة لعيونكم كمان هذي محادثه مكاويه معتوق / يواد يابو سراج عمر / هلا ابوالأمجاد معتوق / كيف الأحوال عمر / خليها على الله ياصاحبي معتوق / بلا في شكلك ... خاربها من بدري ... اشبك عمر / لا بس البزوره وأمهم جابولي الصمرقع معتوق / صفقهم ياواد أحسن لك عمر / يابن الحلال الحرمه دي زي المرض قاعدتلي زي اللقمه في الخانوق معتوق / ياواد اندر من البيت ولاتقعد خلقتك في خلقتها طول النهار عمر / ندرت عينك من حقها ، هوا أنا ايش اللي مقعدني في البيت إلا الطفر هادي الأيام حايفني من جد معتوق / من جد ... سيبك يا واد من الهرج ..... المهم أنا رايح المركاز عمر / والله انت مره رايق ......وآنا تراها قافله معايا بالدشيش معتوق / افا يا ابوسرج روق المنقا .... يبغالك حجر باعشن وبراد منعنش يصك الرأس وصكتين ضومنه على كيفك . عمر / يقولو تور قال احلبه ......أنا ما قتلك إنك رايق وفايق معتوق / ياواد البس التوب والبقشه وحط الغبانة ، وقابلني قبل مركاز العمدة عند رباط المريعاني ، ابغاك في هرجة . عمر / من جد ... ابشرولايهمك يا ابوصدقة معتوق / خلاص بعد شوية أمرك عمر / هيا لا تتأخر .. معتوق / بس ترى أنا أمر على الوجيه من عند أبو معتوق وقافي واجيك عمر / افا عليك يا واد لا تشيل هم .. جيلك على طول معتوق / الله عليك يا ابوسراج .. يالله احصلك في المركاز عمر / على خير* * معتوق / هلا ابوسراج عسى ماتأخرت عليك . عمر / لا ولايهمك بس وغوشتني ايش الهرجة ، عسى مافي خلاف . معتوق / ايشبك ايش الهرجة بينك وبين ام العيال ولا انا غريب عمر / افا ياصاحبي انت اكتر من اخو ، بس الولية تبغى طلبات كتيرة قبل مانطلع الموسم شي دقيق وشي حمص وشي سمن بري وشي تمر عشان المعمول والغريبة وزي مانت عارف السنة ماكرينا البيت الإيرانيين دي السنة قليلة والبقية مايدفعو كروة طيبة ، ياسيدي ماابغى اوجع لك راسك بهمومي وانت تعرف البير وغطاه ، بس انت ندرتني من البيت على ملا وشي عسى مافيه خلاف يالله قوللي تراك وغوشتني . معتوق / الهرجة ومافيها عندي كم قرش ماني محتاجها دحين وخليها عندك فك فيها حاجتك ومتى ما اسغنيت عنها ردها بعد الحداره ، عمر / مستورة والله يا ابوصدقة وشايلك لعوزه ياصاحبي . معتوق / وحيات ربي ماتردني الله يشكر فضلك ونردها لك بلأفراح ياصاحبي ، وربنا ييسر ويكون الموسم هادي السنة طيب واسددك من يوم ما ينتهي الموسم معتوق / قوم ياواد بلا بكش وخلينا نروح المركاز نعمر حجرين واغلبك صكتين ضومنه وهرجك لايكتر ويمكن يجي الدلال ويجيب معاه كروه للديوان والمبيتات حقتك بس انت قول يارب . اخر الهرجة هذا اللي عندي بصراحه وأتمنى أن الموضوع يكون عجبكم وأي واحد عنده إضافات أتمنى انو ما يبخل علينا والله يعطيكم العافيه * * وهذه ابيات للشاعر الحجازي عبدالله دبلول :ــــ الأيام المنسية مشارب توته مبخرة ومغراف نظيف يلمع وشربة مديني مشجرة وزير بغطا ومربع وخارجه حلوه مرشوشه وجلاله عربيمفروشه وطوالات زي الفل وكفوف بالحنهمنقوشه وغرفه سقفها قندل وغوله متوسطهالروشان وشنطه من ابو هندل تعزف لناالالحان ونصبة الشاهي القديمه وطاسه وكمفنجال وبراد عليه القيمه ودافور نفس شغال وشيبه على جبهته سجدة متكي تكوةالعمدة ولده واقف يروحله وعمال بتكبسةالحرمه وتحكيله على اللي سار من فتووزغدته وكيف طرطش عليها الزيت وكيفعدملها كرتته وعن منه قليلة الزوق وكيف ندرتبشوشتها قدام سعدو و مرة معتوق وكيف كسرتبقيمتها وعم بكر اللي خلاها شماته قدامالحرمه المضروبه روحيه مرة الفلاته داخل بشبشبزنوبه عينه فيها شحاته والقورة مرقعهبالقوبه وجانا اليوم المراقب وياما ندرلهبكر بالدف سأله ليه ياواد غايب ومنته مداومفي الصف وقبل الواد مايجاوب راح ناسفلكهو بكف وقاله القوبه ادعكها ياخايب بتومواتكحل بال??? وقالتله عن اللبان اليوم زودنازبديه ومن حظنا كان فرحان ومن بدرياتجبرت طبليه وجانا الخضري بالدوار واخدنا منهملوخية وبدنجان احمر وخضار وبصل للكشنهالمقلية وعن اسعد ولد عثمان اليوم ودوهالصحيه وقع في يد التمرجي امان وادالهشرنقه بس هيه من ساعتها الواد ورمان وامهتكمدله هيه زغر فيها وقالها كان الله يهدكيا وليه نازله زي البغبغان وزوز وزوزياصفيه جبتيلنا اسرارالجيران اخبارالامة المخفيه هادا راديو ولا لسان زي الازاعهالمصريه انا جاي الم حواسي والم الطاسهالمكفيه واغمض عيني واقيل شويه لحدالعصريه غمض عينه الشيبه ونام حط رجلهعلى المسند وشخر غطته بشرشف مبلول بموية وردوكادي معطر ولما ادن على طول قام لقى توبهمنشى ومبخر حط على كتفه الاحرام وحسب نفسهانه اتأخر قالتله اشبك يا صديق ماتبغى تخشالبيتلمه ولدك ماسكلك ابريق والكحل معبنتك سلمى قال سامحيني ياام شفيق لو انينغزتك كم كلمه بس اني حاسس بالطيق وكفايهسامحيني ياحرمه اندارت واخدت منه التوب وقالت لهاسكت ياشيبه صابره عليك صبر ايوب علشان قلبكمليان طيبه ودايمن ترضى تكون مغلوب ولاقدشفت منك عيبه قصره نزل صديق السوق وراح جالس عالدكه شويه وطب عليه معتوق وحط التكايهواتكى وقله شوفت الواد المصفوق البارحعكله كم عكه علشان عارفني مزنوق يعني هادياصول بشكه زعل وقال كلام فاضي داه لازميتحمل ملبن ويجيب كل المقاضي وحتى النفوستصفى وأنت انساها ياسيدي وامسحها فيوشي خلاص تكفى ونادى التاني وقاله شوف هاديماهي طبيعتنا بالله مانته مكسوف تبغى تشوهسمعتنا هادا راجل عنده ظروف ولاتنسى ولدحارتنا بينك وبينه بالمعروف ولا تسيببشكتنا قاله تأمر ياعمي واللي تقولهعلينا فرض لو تبغى افصدلك دمي وكلمتكم ماتنزل في الأرض شاهدنا انفض المولد واخدله جبنهوشريك طلع البيت لقى فتوه وحمته بيدقواسويك ومنه بتسوي طبطاب الجنه وسعدوهقاعده بتتحنى وصفيه تولع في الاتريك شافوهحماده وصاح جدو وقام الكل باس يده حس بالرضاوالحب وانه ماحد قده كده كانوا ايامزمان رضي وحب وعطف وحنان والتسامح شيمتهم والأدب كان لهمعنوان وهادي الأيام المنسية لسه لها فيالنفس بقيه وكل عام وانتم بخير و في النهاية أقول أهل مــــــــــــكـــة حمــــــــااااام * * و مالي شغل بالباقي |
صحيح يا أبو حاتم أهل مكه حمام ------واهل المدينه قماري واهل جده تمام----والطائف أهله كناري تسلم على جمال المحادثة باللهجة المكاوية وعلى قصيدة دبلول ذكرتني الليلة كنت في عزيمة عشا عند ناس من جماعتي ولما جت وحده من الحضور بتروح لبيتها قلت بكل تلقائية وي انتي بتندري يافلانة قالت مهما تكوني مكاوية مكاوية لهجتك غلبتك كل عام وانت بصحة وسعادة وجميع أهل الساحات بخير ومسرات |
حلقة مميزة كسابقاتها يا ابا حاتم ، وكم كبير من المفردات المكاوية الجميلة ، وقصيدة حجازية للشاعر المحبوب عبد الله دبلول . بارك الله في جهودك ومتعك بالصحة والعافية . وننتظر المزيد والمزيد استمر وفقك الله .. واتمنى من الاخت نزهة المشتاق أن تكرمنا ايضا بما لديها . وفقكما الله وتقبلا خالص تحياتي وشكري وتقديري . |
حباً وكرامة يا أستاذي واليوم أنقل لكم موضوعاً عن إنارة شوارع وأزقة مكه المكرمه زمان يقول مكاوي: الأتاريك الإتاريك : مفردها إتريك وهو عبارة عن مصباح يشتعل بوقود الكيروسين ( القاز) الإتريك مصباح يعطي نورا ابيضا وهاجا مكون من قاعدة معدنية على شكل شبه اسطواني مثبت علها أسياخ مفتوحة من الأعلى تغطى بهيكل معدني على شكل تاج مع اسطوانة من الزجاج يتم إسقاطها بين الأسياخ لمنع دخول الهواء ويبرز من القاعدة عامود اسطواني صغير مثقوب ( الرأس ) يتحكم به ما يسمى بي ( البلف) يربط بالرأس ما يسمى بالفتيلة ويشحن الإتريك بواسطة عامود معدني ( الطرمبة) يتم تحريكة حتى يمتلىء بالغاز فيتحول نور الاتاريك الى اللون الناصع البياض و هو أشكال و أحجام مختلفة منها الجلاسي (القعادي) الذي يوضع على الأرض أو على قاعدة و العلاقي الذي يعلق في سقف المكان او الغرفة ولعل الصوره أدناه للإتريك تغني عن الوصف.(المرجع منتدى إشارة - يوسف ناشيء) إتريك مشابهة للذي كان يعلق قرب مسجد البازي. http://store2.up-00.com/Mar11/3tY92525.jpg وقديماً كانت الحارات وأزقتها تضاء بواسطة الاتاريك ، وفي حي الطندباوي بمكة المكرمة وبالقرب من مسجد البازي كان هناك منزل يعرف بحوش الأتاريك لا زال موجوداً إلى الآن . يعمل به مجموعة من الرجال الأكفاء يتولون إشعال الأتاريك قبيل صلاة المغرب ، ويحمل كل منهم عصاه الغليظة المصنوعة من خشب القصب على كتفه ومعلق على طرفيها مجموعة من الاتاريك المضاءة ثم يقومون بحملها وتركيبها على الأماكن المحددة لها غالباً ما تكون في البرحات وقرب المساجد ، وأذكر إتريكاً كان يعلق على عامود قرب الجدار الجنوبي لمسجد البازي وله حبل يعلق به الإتريك ثم يرفع مثل العلم على السارية ، وبعد طلوع الفجر يمرون عليها لإطفائها وتجميعها وإعادتها إلى حوش الأتاريك لصيانتها وتنظيف زجاجها وإعادة تعبئتها بالقاز.أنتهى. |
اختي نزهة المشتاق : سلطت الضوء على جانب جديد من جوانب الحياة القديمة في مكة المكرمة حيث نقلت لنا هذا الموضوع عن الاضاءة فيها . بارك الله في جهودك . مثل هذه المواضيع تبين للنشئ الجديد ماهية الحياة القديمة سواء في المدن او القرى ، ولعل بعضهم لا يكاد يتصور هذا النمط من الحياة ولا يعرف أن هناك شيئ اسمه اتريك ... ولهذا لا بد لنا طالما نحن نتكلم عن ذكريات الماضي أن نختار مثل هذا الموضوع الذي تكرمت بنقله لنا اختي الكريمة ليبن الصورة لشباب وشابات اليوم كما اسلفت . واسمحي لي اختي الكريمة وليسمح لي القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن انقل صورة عن الماضي في القرى . كانت القرى إلى عهد قريب محرومة من الوسائل الحديثة ، والناس يستخدمون الدواب مثل الجمال والحمير اكرمكم الله في تنقلاتهم وحمل اثقالهم بل الغالبية العظمى منهم لا يملكون جمالا ولا حميرا بل يحملون اثقالهم على ظهورهم ويقطعون المسافات الطوال مشيا على اقدامهم ، ولا يوجد اضاءة الا الفوانيس والقيز ( جمع قازة ) وهي علبة صغيرة كعلبة زيت الفرامل تعبى بالقاز ( الكيروسين ) ويوضع بداخلها فتيلة من القطن ويشعل طرف ذلك الفتيل وتعطي اضاءة ضعيفة لكنها تمشي الحال ، وكنت استخدمها للقراءة في الليل ويترك دخانها اثرا اسودا في فتحات الانف يشاهد بكل وضوح اليوم الثاني عندما ينبلج نور النهار ، اما الاتاريك فلا توجد الا عند قلة من الناس مثل العم سعيد بن عطية رحمه الله ، ولا تستخدم الا في المناسبات الكبيرة مثل الزواجات . ثم بدأت الاحوال تتحسن ولله الحمد فانتشترت الاتاريك واصبحت في اكثر البيوت ثم بدأت الكهرباء في الباحة وبلجرشي ، ثم استخدم الناس بعض المولدات الكهربائية حتى من الله علي بلادنا بالخيرات وتحسنت الاوضاع واصبحت القرى لا تقل اضاءة عن المدن الرئيسية ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى . وقبل أن اختم اذكر لكم موقفا طريفا حصل وانا شاهد على ذلك . في احدى المناسبات في قرية العبالة حمل احدهم الاتريك الوحيد في احد المجالس واراد أن يعلقه في احدى سلاسل المرزح فبدل ما يعلقه بالسلك المعدني المخصص لذلك علقه بالماسورة التي تنتهي بفتيلة الاتريك فانكسرت الفتيلة واصبحنا في ظلام دامس وخيم الصمت الا من بعض الاصوات التي توجهت بالنقد اللاذع لمعلق الاتريك ( انا اعرفه جيدا واعرف المنزل ولكن لن اخبركم به حتى لا يدفعني الثمن غاليا :mad_argue: ) شكرا لك اختي الكريمة نزهت لمشتاق على ما تفضلت به من معلومات ولا زلنا ننتظر منك ومن جاري الحبيب وممن يتكرم علينا من بقية الاخوان والاخوات المزيد من المعلومات ، بارك الله في جهودكم وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري . |
لقد كان يشدني ويستوقفني موزع الاتاريك وهو يحمل مجموعه في خشبه مملؤه من الجانبين بالاتارك 0 ويمشي يوزعها على اعمده وضعت لذلك وكم كنت ارثي له وهو يمشي بها مولعة ولكنها ظروف الحياة وقسوتها 0 وما كان ابن البلد يستعيب منها وكان كل العماله من اهل البلد ومحل الاحترام 0 صور 0 من الماضي 0 جميله 0 بجمال ذلك الزمن واهله وجمل اختيارك وليس من رءا كمن سمع 0 تحياتي 00 |
بوركت الجهود ياأساتذتي الكرام كم تمتعنا هذه الزاوية القيّمة |
بورك في أرواح تنير للأجيال الجديدة أماكن ماضيهم التليد بصورة أوبحكاية أستاذيّ الكريمين عبدالحميد بن حسن ونايف بن عوضة أنا واحدة من بناتكم وقد عشت فترة ولادتي مع أهلي في القرى على نور الإتريك والفانوس والقازة والقمرية وعشت في مكة المكرمة على ضوء القمر واللمبات البرم آن ذاك واللمبات القلم وشهدت عامل الأتاريك الذي يحمل عصى الأتاريك ويرفعها بحبل ليشدها على صارية شاخصة بقرب بيتنا كم كنت أستمتع بمنظر نور الأتاريك وأقف مع بنات الجبل قريباً منه إلى أن يفرغ من نصب الإتريك ويحمل البقية ويمضي مكملاً عمله الجميل لعمري تلكم حياة نقيّة إن لم تخل من متاعب الجسد فإنها خالية من متاعب النفس كالأرق والملل الذي لم يكن يعرف طريقه إلى تلك النفوس الوضيئة بما تقدمه من أعمال جليلة وسأقدم هنا حرفة أخرى وهي: منجّد الطراريح أو نداف القطن: هذه الحرفة اشتهر بها اخوتنا اليمنيون والسوريون على حد سواء نقلتها عن الكاتب مكاوي في منتدى مّا يقول مكاوي والذي نقلها بدوره عن كاتب أو مؤرخ لايحضرني اسمه وأعدكم بالبحث عنه مهنة المنجد او حرفة الندافة واللّتي كانت مشهوره ومعروفة في مكة المكرمة ايام كان الناس ينامون على فراشات القطن في الارض في السطوح وينصب النامسية وكانت مجالسهم مساند الطرف والليانات التي تفرش على الكرويتات في مجالسنا العامرة وكانت من البساطة بمكان في تلك الايام كانت مهنة المنجد مهنة رابحة وخاصة قرب ايام العيد ومناسبات الزواجات يوم كان الكل يخطب ود المنجد ليقوم بندف القطن وكذلك تنجيد المساند والليانات وخياطة بيوت المخدات والمتاكي وبذلك يتكون المجلس المكي أدوات المنجّد وكانت ادوات المنجد تتكون من: القوس وهو قطعة من الاثل ومن العود الدقيق ويقوس ويربط في طرفيه خيط ويشد ليتم ضرب القطن بواسطته وتوضع قطعة من الخشب الصغير المربعة الشكل بين الخيط والقوس حتى تفصل الخيط عن القوس ولتساعد على الحركة اثناء الندافة وابرة للخياطة ، وخيزران لمواساة القطن بعد وضعه في القماش المعد للخياطة ، وكشتبان ويسمى الوقاة والمصبعة ، وهي قطعة حديد او نحاس تساعد على دفع الابرة حتى يتفاعل الندف مع العمل لتحمي الإصابع من وخزة طرف الابرة ، ومكينة الخياطة ، وعصا أو حديد لترويض (ضرب) القطن قبل ندفه حيث ياتي القطن مكبوسا ويضرب حتى يتفكك طريقة العمل يوضع القطن على الارض اوعلى الحصير ويضرب بعصا او حديد وذلك لتليين القطن ثم يروط بالقوس بوضع القوس على القطن ويضرب القوس بما يشبه المضرب المتين فيتطاير القطن الى الاتجاه الاخر وقد نعم وانتفش ثم يعبأ في القماش ويخيط عليه بعد تعديله ويعمل منه الطراحات والاغطية وليانات الجلوس والمخدات والمساند والمتاكي وغيرها وكان المنجد يقوم بتجديد الكنبات والمجالس العربية العالية التي كانت في مجالس عِلٌية القوم حيث ان الكنبات تعتبر حديثة نوعا ما ولم تكن بهذه الكثرة وقد ينجدها المنجد فيعيدها بافضل مما كانت ولا مبالغة في ذلك فقد شاهدت ذلك بنفسي وقد عمل ذلك المنجد ابراهيم قطان الذي كان له محل في السليمانية أمام رباط الكاتب وقد انتقل الى دار الاخرة رحمه الله تعالى وفي اواخر ايام المهنة بقي بعض المتشبثين بطراريح القطن وأصروا على عدم تركها وفي المقابل كنا نسمع أصوات من يجوبون الشوارع للبحث عن هؤلاء المتشبثين بها بين الحارات فيجدون القليل منهم وكان هؤلاء العمال ممن عمل عند المنجدين الاوائل وتركوا المهنة ووجدوا انفسهم خارج الاهتمام وقد اشتهرت اسر مكية بهذه المهنة وكانت تسمى ( بيت القطان ) وكانت مهنة مكسبة في زمانها وبدات المهنة تفقد اهميتها بعد دخول الاسفنح والباطرمه وغرف النوم واسليب هاي وغيرها ففقد المنجد مهنته وتلاشت المهنة فلا نراها إلا في الجنادرية جزء من تراث الصناعات اليدوية القديمة شيئاً من ذكرياتي مع منجد الطراريح أذكر أن والدتي كانت تجهز الطراريح المراد تنجيدها بخلع تلبيساتها الأولية وتترك لباسها الأبيض والذي مصنوع من قماش الدوت عليها وترصها في حوش البيت أو غرفة نطلق عليها مخزن وعندما تسمع صوت منجد الطراريح حين ينادي في الزقاق منجد طرارييييييح ويمد صوته بالياء حتى تبعثنا واخوتي إليه أن تعال ثم يأتي ويلقي نظرة على عدد وحجم الطراريح المراد تنجيد قطنها ليعود نظيفاً وخالياً من الحسك والوسخ ثم يتقاطع مع الوالدة أو الوالد إن كان موجوداً على سعر الندف والتلبيسة الجديدة من نفس قماش الدوت وعادة ماتكون والدتي قد جهزت تلبيسات جديدة من قماش الدوت وتلبيسات ملونه من القماش المتين الملون ثم يتوكل على الله عامل التنجيد ويبدأ عمله الجميل من الصباح الباكر حتى منتصف النهار ولاننسى أن نقدم له الفطور والشاهي والماء إلى أن ينتهي وأذكر مرة أنه عمل عندنا ليومين متتابعين |
اختي الكريمة نزهة المشتاق : بارك الله في جهودك وحسن اختيارك لما تكتبين وحرصك على امتاع القارئ وتزويده بالمعلومات باسلوب شيق وسهل وممتع ، حيث لا يستطيع ترك الموضوع الا وقد اتى عليه بكامله . استمري وفقك الله فالمشتاقون لكتاباتك كثر ولله الحمد . لك من الشكر اجزله ومن الدعاء اكمله وفقك الله ورعاك وتقبلي خالص تحياتي وتقديري . |
الابنة نزهة المشتاق كان قبل القطن 0 ما يسمى بالدبيلاء او الطرف كنا نحضره من ألعقبه وكنت بعد ما سافرت احضره من جبال الطايف ويستعمل للمساند والتكايات خاصة وهو أجود من القطن وكان يستر الحال هو والقطن ورحم الله الماضي وما حواه 0 أما بالنسبة للقطن فأقول 0 ذكرتيني 0 المنجد 0 أحضرت منجد بعد أن جمعت له كل ما في البيت من مخدات وطرا ريح 0 واتفقت معه وبداء العمل وتوجهت أنا للسوق لإحضار بعض الطلبات وعند عودتي فوجيت 0 بان القطن كله احترق بسبب زهرة سجارة 0 المنجد 0 وإذا به يصفق كف بكف 0 من الخوف 0 لكني تحمدت الله على سلامة البيت وكلفته بإحضار قطن بدله على حسابي وشافها كبيره 0 إن التعريف بالماضي مهم للأجيال 0 ونحن نجني عليهم إذا لم نعرفهم ونزرع فيهم ان من لا ماضي له 0 لا 0 حاضر له 0 تحياتي 00 |
يقول الكاتب عبدالله محمد ابكر في كتابه صور من تراث مكة صفحة 137 في باب اهل مكة في الحرف و الصناعات
__________________________________________________ __________ كان اهل مكة اهل حرف و صناعات فلا تتكاد ترى فيها عاطلا او هاملا يتسكع في الشوارع لا عمل له فيقال مثلا: ((مؤذن)) و هو الذي ينادي للصلاة, ((القبرجي)) و هو الذي يحفر القبور لدفن الموتى, ((الصائغ)) و هو من اهل الذهب و الفضة, ((لبان)) و هو ممن يحلبون الابقار ثم يبيعون الحليب بعد غليه على النار,((الجزار)) و هو بائع اللحم بعد ذبح الدواب,((جوهرجي)) من الذين يتاجرون في الجواهر و الفصوص و الاحجار الكريمة, ((النجار)) و ((الحداد)) و هم من اهل البناء و اصلاح الابواب و صيانتها, ((التمار)) و هم من باعة التمور, ((خياط)) و هم من اهل الخياطة و الحياكة و التطريز, ((القطان)) و هو الذي يقوم بفتل القطن ثم عمل الفرش للجلوس عليها و للنوم او ما يسمى بالطراريح و اللحف و المخدات و غيرها,((فكهاني)) و هو الذي يبيع الفواكه ((كتبي)) و ((كتبخانه)) و هم من اهل الكتب و المكتبات و هلم جرا ((المطبقاني)) ((البندقجي)) ((القهوجي)) ((السبحي)) ((الكعكي)) ((الدباغ)) ((الحلواني)) و غيرهم الكثير و كل هؤلاء حاليا اسماء اعرق عوائل مكة منذ ذلك الزمن فقد كان اجدادهم شيوخا بنو ثروتهم بايديهم __________________________________________________ ____________ المهن و الصناعات بمكة اولا:##مهنة التنجيد##: كان القطن ياتي الى مكة من الخارج فيحشونه اهل القطن بعد تنظيفه و تنجيده في الطراريح كما يحشون المخدات و اللحف حتى احشرو المكينات الكهربائية للتنجيد فصارو يشتغلون بها في تنظيف القطن و تنجيده |
الرائعون أساتذتي الكرام مرحباً بكم في زاويتكم العامرة بكل جميل الأستاذ القدير عبدالحميد بن حسن بكم ومعكم نثري هذه الزاوية واعذروني إذ حشرت نفسي بينكم وماقادني إلا حب الماضي وأنتم أحد أطراف ذلك الماضي العريق وأمتن لكم تشجيعي في المضي معكم على درب الذاكرة الممتعة !!!!!!!!!!!! والدنا القدير نايف بن عوضه الحمدلله على سلامة بيتك آن ذاك من احتراق القطن وأذكر أن والدي يرحمه الله كان يدخن وكذلك المنجد فأشارت أمي عليهما بالتدخين خارج البيت بعيد عن القطن إذا ما أرادا التدخين أثناء النجادة فقال اليمني المنجد صادقه والله بنت الرجال ولكم علي مااحط ولاسيجاره في فمي لين أكمل نهاري معكم اليوم فوفا بوعده الأستاذ حازم أمتعتنا بإضافتك الثمينة وأظن بأن الكاتب الذي وعدت بالبحث عنه هو من أشرت إليه ودي وتقديري لسمو أرواحكم الطيبة سأعود إليكم بحرفة ما إمّا لأهل مكة أو لقرانا دمت بخير |
حرفة السقا أو البازان تعالوا نستذكر أيام السقّا عندما يجوب الأزقة بحماره المحمل ببرميل الماء ليقوم بتفريغ الماء في تنك صفيح السمن ابو شوكه وملعقة آن ذاك http://arab4load.info/uploads/file13039662022.jpg حمار السقا وعربيته وبرميل الماء ويحملها عامل آخر معه على كتفه وهي معلقة إلى خشبه طويلة وسلاسل كالميزان في كل جهة تنكه او تنكتين ماء ليفرغهاالعامل بدوره في حنفيات البيوت المكاوية وهذه صورة السقا يقول هذا الكاتب الماضوي عن حرفة السقا والبازان مايلي البازانات في مكة المكرمة البازان في عرف أهل الحجاز عامة : هو مكان مورد الماء وجمعه بازانات ، وقيل : هو اسم موظف – عمر بازان – كان قد أرسله أحد أمراء المغول في العراق عام 1326هـ لإعادة إصلاح خط المياه المدمر . وقيل : أنه اسم رجل وضع البازانات في العهد التركي . وقد ذهب رسم البازان اليوم فلم يبق إلا اسمه ، إلا أنه بقى اثر في حارة المسفلة ، وهو سبيل الملك عبد العزيز الذي أنشأه سنة 1358هـ ، وهو عبارة عن قبة ومواسير معمولة من الفخار مثل الزير والشراب فتمد هذه المواسير من عين زبيدة وتصب في هذه القبة ، ويعمل من أسفل هذه القبة ما يسمى بـ (البزبوز) فيأتي الناس ويستقون ، وكانوا يتزاحمون في رص (التنك) والشراب لأخذ الماء إلى البيوت ، وكانوا يحفظون الماء في الحنفيات المبنية من اللبن والحجر داخل البيوت ، فعندما ينقطع الماء من البازان http://arab4load.info/uploads/file13039662021.jpg يأخذون من هذه الحنفيات . أما عدد البازانات التي كانت موجودة في حارات مكة ، فمنها : بازان في المدعى ، وبازان في شعب عامر ، وبازان في أجياد ، وفي جرول وفي المسفلة وفي الشبيكة وفي سوق الليل ، وفي القشاشية وفي الشامية وفي الجودرية وكان يسمى بازان التمارة وربما يوجد في الحارة الواحدة أكثر من بازان إذا كانت كبيرة من حيث السكان . وما دمنا بصدد الحديث عن البازان والعين والماء فلنذكر شيئاً عن ا(السقا) و (الزفة) في مكة المكرمة قديما . السقا : بتشديد السين والقاف – هو من يقوم بعملية استقاء الماء من البئر بواسطة الحبل المربوط على الدلاء ، فتجلب من البئر إما بواسطة اليد أو بواسطة البكرة المعلقة على خشبة تكون على وسط فم البئر أو بواسطة البقر أو الإبل . وأما (الزفة – بتشديد الزاي والفاء) فهي حمل الماء في تنكتين – أي (صفيحتين) بواسطة عصا يضعها الإنسان على منكبه ويربط كل تنكة في طرف العود فيمشي بهما ، وبعضهم يحمل تنكة واحدة فقط فوق رأسه كما تحمل النساء الفلاحات بمصر الماء من نهر النيل في جرة يضعنها فوق رؤوسهن . لنا ولكم عودة عن حرفة السقا أوالبازان |
الابن العزيز حازم : انورت زواية الذكريات بوجودك وسعدنا جميعا بمشاركتك القيمة وما نقلته عن الكاتب عبدالله محمد ابكر عن مهن اهل مكة فقد اجاد وافاد واجدت وافدت حفظك الله . لك خالص شكري وتقديري وتقبل خالص تحياتي وتقديري . |
( بكم ومعكم نثري هذه الزاوية واعذروني إذ حشرت نفسي بينكم
وماقادني إلا حب الماضي وأنتم أحد أطراف ذلك الماضي العريق وأمتن لكم تشجيعي في المضي معكم على درب الذاكرة الممتعة ) لم تحشري نفسك بيننا يا نزهة المشتاق بل اثريت زاوية الذكريات واجدت وافدت روادها واتيت بمعلومات جميلة وموثقة ومدعمة بالصور كتلك المداخلة الخاص بالسقا . ونحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به وتفضل على بلادنا الحبيبة من نعم لا تعد ولا تحصى ومن ذلك نعمة المياه هذا النعمة العظيمة التي توجب علينا المحافظة عليها وعدم تبذيرها . ولو تأمل احدنا فيما يستهلك هو من المياه ولنضرب مثلا بالوضوء حيث يستهلك المتوضئ كمية كبيرة من الماء وهذا مخالف لتعاليم ديننا الحنيف الذي يحتم علينا عدم الاسراف في استخدام الماء عند الوضوء . وهناك من يغسل سيارته بكمية كبيرة جدا من المياه العذبة والذي يكلف اللتر الواحد منها خزينة الدولة اكثر من لتر البنزين وقس على ذلك جميع النواحي التي نستخدم فيها المياه . ولهذا يجب علينا المحافظة على هذه النعمة وتدريب اولادنا وبناتنا واهلنا على ذلك . لكم جميعا خالص شكري وتقديري . |
السلام عليكم جميعا إخوتي ورحمة الله وبركاته ، وبعد : إنقطعت عن هذه الزاوية لمدة طويلة والأسباب يعرفها أخي الحبيب عبدالحميد وقد تقبلها مني على مضض وإن لم يكن بها مقتنعا تمام الاقتناع لكنه مع ذلك لم يبد تذمرا ولسان حاله يقول ( وين بتغدي عن خبزة الشريحي واللبن يامحمد )؟! عموما عدنا والعود أحمد ، وقبل أن استأنف ذكرياتي أود أن اهمس في أذن أخي أبي حاتم بعد أن قرأت مافاتني من حلقاته المكاوية الشيقة وأقول ـ توفي قبيل الحج بأيام قلائل عمدة الشامية الشيخ عبدالله أبو الريش تغمده الله برحمته وكان ممن تربطني بهم علاقة جيدة وإنني أكاد أجزم بأن معلوماتك عن عادات أهل مكة ومجتمعها تضاهي وربما تزيد على ماكان عنده في هذا الخصوص فهنيئا لك هذه الذاكرة وعيني عليك باردة وماشاء الله لاقوة إلا بالله . اضطررت لاعادة نشر الحلقة رقم 21 حتى يتم ربط الأحداث بعضها ببعض فالمعذرة على التكرار : الحلقة رقم 21 عدت من الطائف إلى الرياض براً برفقة زميلين لي من قبيلة عتيبة يمتلك أحدهما سيارة من نوع مازدا سيدان صفراء اللون أشبه ماتكون بالتاكسي لكنه على أية حال أفضل منا فهو يمتلك سيارة ونحن لا نمتلك وكنا على موعد من المرجع لتوجيه كل منا للعمل في منطقته بعد رحلة عسير ولذا لم يكن لأي منا سكن في الرياض إلا من كان له قريب أو صديق يأوي إليه فثقافة السكن في الفنادق لم تكن منتشرة وحتى لو كانت كذلك فالرواتب حينها ضعيفة لاتكاد تفي بالغرض وهي لم تصرف بعد كوننا خريجين جددا . كان المنقذ لي كالعادة والدي الحنون ( محمد بن شويل ) متعه الله بالصحة والعافية فقد سلمني مفاتيح إحدى الفلل التابعة لإدارته بالناصرية للسكن فيها حتى تتضح لي الرؤيا . سكنت أنا وصاحب السيارة في تلك الفيلا أما رفيقنا الثالث فكانت له أخت في الرياض سكن عندها، صمنا أول ثلاثة أيام من رمضان في تلك الفيلا حيث كنا نذهب وقت الدوام للمديرية لمعرفة الجديد عن التوزيع ثم نعود بعد العصر للنوم فيها ومن ثم الذهاب إلى قهوة أمام مبنى كلية قوى الأمن قبل المغرب للإفطار ( كانت القهوة الوحيدة التي تقدم وجبة الإفطار في رمضان بسعر معقول ـ تمر وسنبوسك وشوربة إضافة إلى القهوة العربية ـ ويمكن أن يطلق عليها مصطلح وجبة ـ مجازا ـ وإلا فإنها ... يالله لك الحمد .. ) ولو كان هناك غيرها حتى ولو كان في الخرج لما ترددنا في الذهاب إليه ليس كرها في الأكل ولكن كرها في طيب الذكر الذي مازلنا حديثي عهد به مبنى الكلية وما جاوره ...! لكن ... وماحيلة المضطر إلا ركوبها ... ! وللمعلومية كنا نعود لتناول وجبة السحور فيها لنفس السبب ( قلة ذات اليد.( في اليوم الرابع من رمضان صدر قرار التوزيع وإذا به يتضمن تعييني بالمديرية العامة في الرياض أما زميليّ ( العتبان ) فكان تعيينهما في مدينة جدة ... المدينة التي اعشقها بجنون !! ياللمفارقات العجيبة ، علمت فيما بعد أن صاحب السيارة ذهب إلى المسؤول عن التعيين في بيته دون أن يخبرني ( وطاح عليه ) بلهجة العتبان ليحقق له هذه الرغبة وأنا ياغافل لك الله !! ( نذالة !! ـ صدق اللي قال ـ ترجع لجدودها ولو قَرَحت ! أليس كذلك؟! صدمة كانت أعنف لي من صدمة فتح خطاب التعيين التي تحدثت عنها من قبل ..وضربتين في الرأس توجع . وياليت أغنية طلال المداح رحمه الله ) لملم جروحك وانسحب ، مالك نصيب في اللي تحب ( قد ظهرت في ذلك الوقت لربما كان في ترديدي لها ما يخفف عني وقع الصدمات العنيفة المتتالية !! ـ الناصرية ـ لمن لايعرفها حي راقٍ ـ وخاص ـ كبير وكبير جدا كان يقطنه الملك سعود رحمه الله وأصبح فيما بعد مقرا للضيافات الحكومية وليس به حينها محلات تجارية ولابقالات أو اسواق أو مطاعم ولذا لم تكن تتردد عليه سيارات الأجرة آنذاك إلا فيما ندر ومن أجل ذلك تجد صعوبة قصوى في التنقل داخله أومنه في الوقت الذي تشاء مالم تكن لديك سيارة تحت تصرفك أو تخرج للبحث عنها قبل مشوارك بوقت كاف ، وفي حال خدمتك الظروف وحصلت على سيارة أجرة فإن سائقها في الغالب يطلب منك من الأجر مالا يطلبه من غيرك خارج الحيّ لمعرفته بأنك مضطر للخضوع لطلبه والا فلن تجد سيارة إلا بعد فوات الأوان . هذه مقدمة أردت من خلالها تبصير المتابع بصعوبة موقفي بعد مغادرة زميلي صاحب السيارة إلى جدة وتركي وحيدا بدون سيارة وبدون رفيق حتى وإن كنت في سكن ذا خمسة نجوم ( فجنة بلا ناس ماتنداس ) على رأي صاحب المثل وقد صدق والله فيما قال ، فما بالكم بمن كان إلى جانب وحدته تلك مكلوما ؟! نتابع في الحلقة القادمة ... كيف كنت بعد مغادرة صاحب السيارة أذهب إلى عملي وكيف أعود منه ؟ ولماذا كنت أتناول فطور يوم رمضان في بعض الأحيان بعد صلاة العشاء بوقت طويل ؟ وماهي ردة فعل الوالد الحنون محمد بن شويل أطال الله عمره على الطاعة على كل ذلك ؟! الحلقة رقم / 22 نظرا لصعوبة الحصول على سيارة أجرة في ذلك الحي ( حي الناصرية ) فقد كنت اتكبد مشوارا طويلا كل يوم مشيا على الأقدام للبحث عنها واذا تكاسلت عن المشي فإني انتظر وقتا يزيد في بعض الأحيان على الساعة لكي اظفر بها تمر مصادفة من أمامي وأكون محظوظا عندما تكون فارغة ويوافق قائدها على نقلي وخاصة في الصباح عند الذهاب إلى الدوام والذي بدأت اتأخر عن موعده يوما بعد آخر ، اما قبيل موعد الإفطار في يوم رمضان فالحصول على التاكسي في ذلك الحي اشبه بالمستحيل ولذا كان إفطاري في كثير من الأحيان بعد صلاة العشاء إلا فيما ندر فاسترعى ذلك إنتباه الشخصية التي أدين لها بالفضل عليّ بعد الله ، الرجل الصالح والوالد الحنون محمد بن سعيد شويل متعه الله بالصحة والعافية وختم له بخاتمة الإيمان فما كان منه إلا أن استدعاني على انفراد وسلمني عشرة الآف ريال نقدا ( كان راتبي وقتها الفي ريال ومائة وريالين ) وقال لي إذهب واشتر لك سيارة ! ذهبت في اليوم التالي مباشرة بعد صلاة العشاء إلى الحراج وطبعا كنت غشيما ( من دون خبرة ) ومتعافيا ( لدي مبلغا لابأس به من المال ) وصدّاقا ( سليل مجتمع يغلب على أهله الظن الحسن ) وطحت في مجموعة من الشريطية لايخافون الله فورطوني في سيارة مازدا بدون لوحات ( دليل على أنها جديدة ) ومظرها الخارجي يوحي بأنها كذلك كانوا يزاودون عليها تحت الأضواء الكاشفة بالميكرفون فوقفت عليّ بأحد عشر الف ريال فأخذتها وكنت أتوقع أنني فزت بما لم يفز به الأوائل ( كانت قيمة الجديدة من مثيلاتها في الشركة وقتئذ واحد وعشرين الفا وسبعمائة ريال ) وفي اليوم التالي ذهبت بها إلى العمل منتشيا وبعد الدوام حاولت تشغيلها في يوم قائض شديد الحرارة وأنا صائم فلم تشتغل وعندما فتحت الكبّوت وإذا بالماكينة مشعورة وحينها أدركت أنها قد تعرضت لحادث سير شنيع وانها مسمكرة ! لكن على رأي المثل ( إذا وقعت يافصيح لاتصيح ) أكلت المقلب وضممته إلى المقلبين السابقين ( مقلب التعيين ومقلب التحية ) ولم يكن لي بداً من التكيف معه ، فاستنجدت ببعض الأخوة الذين أسعفوني ببطارية جديدة اشتغلت معها السيارة فعدت بها إلى مقر السكن أجر أذيال الخيبة واتجرع كأس الحسرة والندامة . بما أن السيارة بدون لوحات ولأنني حديث عهد بالعمل ورئيسي سيئ التعامل والأخلاق فضلت ألآ اعرض عليه نفسي واستأذنه في مراجعة المرور لاستخراج لوحات لها ولذا سلمتها لأبن أحد الأقارب وكان في إجازة مدرسية آنذاك ( وبالمناسبة كانت تلك أول سنة دراسية يدخل فيها رمضان في إجازة الصيف ) وذلك لمراجعة مرور الرياض لهذا الغرض وفي طريقه إلى مبنى المرور توقف عند اشارة مرور في حي الناصرية خلف إحدى السيارات الفارهة من نوع ( كاديلاك ) يقودها شخص من ذوي البشرة السوداء وكانت ـ أعني الكاديلاك ـ متقدمة قليلا عن الخط فما كان من الجندي الذي كان متمركزا عند تلك الإشارة إلا أن طلب من قائد تلك السيارة الرجوع إلى الخلف وإلى مابعد الخط الأبيض وكأن الهدف على ما جاءت به الأقدار ـ أصبع ملاسي ـ فرجع أخينا بقوة وكان مع الصيام متضايقا ومن الأمر منزعجا فارتطمت مؤخرة سيارته بشدة بمقدمة سيارتي في الوقت الذي اضاءت فيه الإشارة لونها الأخضر فانطلق كالسهم تاركا خلفه محبوبتي تزداد توجعا على مابها من توجع . كان وقع الخبر على أخيكم كوقع الصاعقة ولذا قررت التخلص من السيارة برمتها فذهبت بها في نفس الليلة إلى الحراج وبعتها تحت الميكرفون على شخص يمني بتسعة الآف ريال . علم الرجل الفذ بالسالفة فزادني خمسة الاف ريال أخرى وكرر نفس العبارة إذهب واشتر لك سيارة ! اشتريت هذه المرة من شخص أعرفه سيارة من نفس النوع لم يمض عليها معه سوى اشهر معدودة وبسبعة عشر الف ريال وبهذا حلت مشكلة المواصلات لكن مشكلة السكن لم تزل تؤرقني ! بعد يوم أو يومين من شراء تلك المحروسة كنت مستلما نوبة في مقر عملي وقبل المغرب بحوالي ساعة تقل أو تزيد قليلا فوجئت بالخفير المناوب على الباب يخبرني بأن هناك شخصا عند البوابة الرسمية سماني بإسمي يريد مقابلتي فخرجت مسرعا تتوارد على ذهني اسئلة جمة عن كنه هذا الشخص الذي جاء إلى مقر عملي الغير محبوب لدى كثير من الناس وفي هذا الوقت بالذات ليسأل عني ويريد مقابلتي ؟ من هو ياترى ؟ وكيف علم بأني مناوبا ؟ وماذا يريد ؟! نستكمل بقية القصة في الحلقة القادمة بإذن الله . |
اسفرت وانورت واستهلت وامطرت مرحبا واهلا وسهلا يا ابو عبدالله حياك الله وعلمك ، ورحم الله عمدة الشاميه الشيخ عبدالله ابو الريش واسكنه فسيح جناته والهم اهله الصبر والسلوان وعلى ذكرالعمد ذكرتني بعمدة السليمانية الشيخ عبدالقادر جانشاه فقد كان يمثل العمدة الذي يعمل على تذليل الصعاب لأهل حارته مهما كانت ، وهومع العمدة البصنوي كانو من العمد المرموقين في مكة رحمهم الله رحمة واسعة ، ماعلينا اعجبوني الشريطية الذين قرطسوك وباعوك السيارة بمكينتها المضروبة وكما ذكرت هاذي اكبر من تادية التحية للعريف ولكن مثل هذه الأمور هبت لك ميت قلب والا لما وصلت اليه من نجاح في عملك ، على كل حال الله يعطينا خير الجايات يا ابو عبدالله .
لكن اعجبني اسلوبك في شدنا للحلقة القادمة في قطع الحلقه بهذا الشكل لنخمن منهو الشخص الذي جاء للعمل وناداك باسمك لايكن اليماني الذي بعته السيارة المضروبة جا يردها ويبغى دراهمه ، ( لاتتحير ياواد ابوعبدالله علينا بالحلقة الجديدة ) الله يعطيك الصحة . |
( مرحبا هيل عد المطر والسيل ) ليس غريبا على الأخ الوفي ( أبو سعيد ) والذي قل في هذا العصر نظيره ، يعطي بدون من ودون أن ينتظر الجزاء إلا من الرب الكريم ، لست وحدك فأياديه بيضاء على كل من عرفه فانطبق عليه قول الشاعر: ولولم يجد في كفه غير روحه ***** لجاد بها فليتق الله سائله تعود بسط الكف حتى لو انه ***** أراد انقباضا لم تطعه أنامله في النفس من مناقب هذا الإنسان الشيء الكثير أرجو الله أن تسنح الظروف لأرد له بعض جميله ومرة ثانية يا أبا عبد الله أقول لست وحدك من أكل مقلب السيارة فقد اجتمعوا علي في حراج السيارات وزاودوا على سيارة ( كريزلر ) أعجبني منظرها فقال أحدهم خلوه هذا طلبه عندي وهو يقصد في قرارة نفسه ( دواه عندي ) وكان المحرج والمزاود منهم والوقت بعد المغرب ولمعوني بها بمبلغ ( 17000 ) ريال خسرت عليها في خلال أسبوع أكثر من ( 5000 )ريال وبعتها بألفي ريال وكان الشاري فيها من الزاهدين ننتظر الآتي ففي جعبتك الكثير مرحبا بك وبإطلالتك . |
ذكريات مع مزاد السيارات
سلامات تعيشو وماتاكلو غيرها ورد ونقانق ود |
أخي وتاج راسي أبو عبدالله سأتجاوز الحديث عن ذكرياتك رغم إعجابي الشديد بها وتعلقي بمتابعتها رغم معرفتي بكثير منها أقول سأتجاوز ذلك إلى شئ قد لا يخطر ببالك فأنا رغم مروري الدائم بتوقيعك إلا إني وقفت كثيرا عنده اليوم شكوى وألم وصحراء قاحلة.......... يبدو أن لذلك علاقة بما تكتب يخيل لي أحيانا أنه لم يمر بك لحظة راحة واحده صحيح أن الإنسان خلق في كبد إلا أن المكابدة كانت معك مستمرة وهذا فيما يبدو غيض من فيض هل صحيح أن الإنسان ابن بيئته؟! تطبعه بطابعها وتلبسه بثوبها هل صحيح أنه ما في زمانك من ترجو مودته؟ هل ستظل تسير في هذه الصحراء القاحلة؟ أم أن الزهور ستنبت في أطرافها ؟ |
اخي الحبيب : محمد بن عجير اشتاقت زاوية الذكريات لذكرياتكم المشرفة والتي تعتبر بمثابة شق الطريق في الصخر والوصول إلى القمة من اصعب الطرق ، ولعل شبابنا الطموح يستقى الدروس منها ويعلم كل طامح ومجتهد أن طريق النجاح غير ممهد ، وصدق الشاعر عندما قال : لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله ............. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا وإن كانت هذه الصعاب تعتبر بمثابة النار للذهب حيث تنقيه من الشوائب وتصفيه ليصبح لامعا براقا . استمتعت كثيرا بما سطرته اناملك الكريمة ، متعك الله بالصحة والعافية وزادك من فضله ، وتكفى لا تتأخر علينا . تقبل خالص تحياتي وعظيم احترامي . |
كالعادة يا أبا عبد الله سردك لذكرياتك باسلوب أدبي سلس يجعل القاري يستمتع بالمتابعة ، رغم قساوة ومرارة هذه الذكريات إلاّ أن اسلوبك في سردها خفف من قساوتها أعجبتني مداخلة الفقيه عبد الرزاق وخاصة ساعة ما طاح بين الشريطية وبعد ما انصفق باعها بالفين وهو والله ما يستاهل الصفقة لكن هذا نظام الحراج مصافقة واصل بارك الله فيك نحن نستمتع بأسلوبك وبصدقك في وصف معاناتك وليس بمعاناتك فما كان يؤلمك نحن محبيك يؤلمنا ..وفقك الله . علي بن حسن |
أبشر يا أبا حاتم لن يطول انتظارك بحول الله . فرج الله عنك ياأباصالح كما فرّجت عني ، حرّ الغشيشة لم يبرد من يومها إلى أن اطلعت على مداخلتك . اسعدني تواجدك يانزهة المشتاق في هذا المتصفح وللعلم فإني من أشد المعجبين بما تكتبين . الحبيب أبوسهيل : تقول أنا رغم مروري الدائم بتوقيعك إلا إني وقفت كثيرا عنده اليوم شكوى وألم وصحراء قاحلة.......... يبدو أن لذلك علاقة بما تكتب يخيل لي أحيانا أنه لم يمر بك لحظة راحة واحده صحيح أن الإنسان خلق في كبد إلا أن المكابدة كانت معك مستمرة وهذا فيما يبدو غيض من فيض هل صحيح أن الإنسان ابن بيئته؟! تطبعه بطابعها وتلبسه بثوبها هل صحيح أنه ما في زمانك من ترجو مودته؟ هل ستظل تسير في هذه الصحراء القاحلة؟ أم أن الزهور ستنبت في أطرافها ؟ أخي / فتحت بتساؤلاتك موضوعا شائكا يحتاج إلى صفحات لتغطية جميع جوانبه لكني سأختصر بالقدر الذي لايخل بالمعنى الذي اود توضيحه ، قد لايكون ما أكتبه بالضرورة يعني الشكوى والألم فقد علمونا في مراحل تعليمنا الأولى أن الأنسان لا يشتكي إلا لمن يجد عنده البرء ، إني فقط اسرد احداثا وقعت لي بالفعل وليس من الأمانة الأدبية أن اقوم بتحريفها للحصول على تعاطف من القرّاء أو في المقابل تبديلها لتبدو صورتي أكثر جمالا عندهم ، والهدف الأساسي من ايرادها هو تعليم النشء الجديد جوانب الضعف التي من الممكن أن يؤتى احدهم من قبلها وليكون في مستقبل أيامه على حذر منها وهو مايشير اليه أحد الابيات التي تضمنها التوقيع ، أما الصحراء فتبدو قاحلة بالفعل لكن مع ذلك يحتظن جزءٌ منها أغلى الثروات ! انظر إلى صحراء نيفادا والنفود وصحاري ليبيا ونيجيريا والجزائر وغيرها !. تخيلك في بعض الأحيان أنه لم تمر بي لحظة راحة واحدة ، فالحقيقة أن التحدث بنعمة الله من المستحبات إن لم يكن من الواجبات وفضل الله عليّ وعلى كثير من خلقه كبيرولو تفهمنا منطوق الآية الكريمة ( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) لتقبلنا كثيراً من المنغصات وصدق الحق حيث قال ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) عفا الله عن غفلتنا وتقصيرنا وجعل ما أصابنا كفارة عن كل ذلك ( مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ). الإنسان بالفعل إبن بيئته يؤثر فيها ويتأثر بها فإن كانت بيئته بيئة سوء فالغالب أنها ستكون ذات طابع سيء علي سلوكه والعكس بالعكس ومع ذلك لايمكن أن نقول أنها كل شيء ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره ) . جواب سؤالك عن صحة قول الشاعر ـ مافي زمانك من ترجو مودته ؟ يحمله الشطر الثاني من البيت ( إلا كريم لأبناء الكرام صفا ) وعندي ولله الحمد من هولاء كثر وأنت منهم . أما بخصوص سيري في الصحراء فهو مستمر سواء نبت الزهر في أطرافها أم لم ينبت ، ولك الود سابقا ولاحقا ودمت بخير وعلى خير . أخوي الكريمين / علي وعبد الحميد ، لكما جزيل الشكر على التعقيب ويسعدني تواجدكما مع بقية الأحبة في هذه الصفحة فأنتما من المبادرين كالعادة في التشجيع والمؤازرة . تحياتي للجميع . |
اخي الحبيب وجاري العزيز ابو حاتم اين انت ؟ طال انتظارنا . اخي الحبيب محمد بن عجير طال الانتظار ونحن في شوق لمعرفة الزائر . اختي الكريمة نزهة المشتاق نحن في شوق لابداعاتك ارجو الا تتأخري عنا كثيرا وفقك الله . |
من دفاتري العتيقة سيرة ذاتية بكل عفويّة سأضعها هنا علها تروق للذكريات من هنا وهناك تلبية لدعوة الأستاذ القدير عبدالحميد بن حسن بارك الله في عمره ومعذرة سنخرج عن ذكريات مكة بعض الوقت لأعود بكم لذكرياتي مع القرية في الصغر وهي عبارة عمايشبه المقامة الشعرية بعض الشيء وإن جانبت قصيدة الشعر كثيراً رحلت عنها طفلة في عامي الرابع أسير عابره ، ممتلئة براءة عفوية مغايره لكنني أذكر تفاصيل الحياة الوادعة في قريتي في بيت جدي الجميل فتحت عيني مبصره سلم خشب مؤدياً للسطح ذو سماء مقمره وفي فناء بيتنا تحت عناقيد العنب جدي صنع لي مرجمه أرجم بها الطير إذا حط على أشجار لوز مثمره أيضاً صنع لي من خشب صندوق أخفي داخله بعض حصى مبعثره عمى الصغير كان يشري لي لعب إذا نزل بلجرشي وحمص عليه حلوى فاخره ومعصباً أخضر مطرز بالقصب وشنطة صغيرة وكندره كنت ارتديها ميمنه في ميسره ! وفي المراعي راعيه أركض وألهو حول جدي تحت ظل العرعره شقيةً لا شاكره محبته ولا بشيء من أدب مقدره وكلبي ذو مفتاح فضي ذنبه أمام صبية قريتي أجرجره ! كنت وحق ربنا صغيرة مدللـه وجدتي (عليّة) تأتي إلينا زائره بقفة مليئة باللوز والزبيب والثمر كأنها أميرة حفية بأهلها موقره فتصنع أمي قهوة لذيذة مبهره وتدعو الجارات في وقت الضحى على فطور صنعته بيديها الماهره ! تدور بالدله بكل فخر واعتزاز فقهوة أمي دائماً محل تقدير الجميع فاخره وفي الوداع لا يفوتها أن تمنح الجارات من بخور المبخره ! وتنحل الكبار من هدايا جدتي أمي لها شخصية حكيمة مؤثره أذكر بأن قلبها غضب علي ذات يوم لأنني دفعت من فوق الجدار بنت جارنا في حفرة عميقة مشجره لأخذها مرجمتي ؛ تلك الفتاة الماكره فعمدت والدتي لرمة طويلة ملفلفه فربطتني حول مرزح بيتنا تصيح بي مزمجره !!!! هذا جزاء المجرمه وتلسع أقدامي عصاها الحاره تقول يا بنيتي : توبي وكوني عاقله فأستغيث جدتي حبيبتي هيا انقذيني (مزهره) لكن أمي أقسمت ألا تفك قيدي جدتي حتى تقر عين جارتي فتنطلق من جدتي بضع جمل ما كنت أفقه ما تقول ! فقط تعابير الغضب في وجهها مرتسمه توحي إلي أنها مشفقةً مستنكره ! أما أبي بالكاد أذكر وجهه فدائما مسافرٌ لمكة المكرمه يرحل صباحاً أو مساءً باردٍ في ليلة شديدة الرياح ممطره الناس في ذاك الزمان يرحلون من القرى إلى المدن بحثاً عن الدراهم والعمل بهمة عالية ومقدره ومنذ ذلك الزمان تطورت وسائل التنقل والسفر فوق الجمال والبغال والحمير حتى شٌغفنا بأزيز الطائره مضت حياتي كيفما شاء القدير أن تكون كبرت حتى صار عمري دون العاشره ثم دخلت المدرسه مشتاقة إلى العلوم النادره لكنني دخلتها يا للأسف متأخره وكنت جدا شاطره وعن سواعد اجتهادي دائما مشمره بنهم أقرأ وأكتب في عجل حتى وصلت الجامعه بسرعة الصاروخ كنت قادره فصدمتي كانت بها كبيرة وخاسره إذ جاء زوجي قائلاً : يا زوجتي تخيري إما أنا أو الدراسه فكري فكنت حقاً خائبه وحائره نفذت في غضاضة أوامره وكلما لبيت له مطالبه أمعن بإذلالي 00 فكان مثل( 00000 ) لا يرعوي حتى رأينا آخره واليوم قد أصبحت وحدي سابحه وفي خضم أمواج الحياة الهادره مكافحه لأسرتي ؛ قد صرت رباناً حصيف يقود باقتدار باخره حتى متى أوصلتها بر الأمان أوصدت بابي باحتساب صابره لربنا الكريم أشكو عثرتي ( حامدة أنعمه وشاكره ) |
نزهة المشتاق : فتحت الصفحة بغية تدشين الحلقة الجديدة من ذكرياتي والتي الح علي استاذنا الفاضل عبد الحميد في تقديمها للقراء الإعزاء فإذا بي سائح بين سطور مشاركتك الجميلة اتنفس من رحيق ازهارها واستمتع بصوت مرجمتها واتألم لأنين كاتبتها وهي مصلوبة على مرزح سافلتها فآليت على نفسي ألا اقتطع من جمال الطرح بزيادة الكم ، لك مني التحية ولي الإعجاب بقدرتك على النظم والتصوير بعفوية زادت من جمال المقطوعة وتناسق جزئياتها ، انها إيذان بميلاد شاعرة من نوع فريد . |
اختي نزهة المشتاق : لم افاجأ بهذه المقامة الرائعة التي توجت بها مشاركاتك الجميلة لانك موهلة لتقديم مثل ذلك واكثر ، زادك الله من فضله . وتقبلي خالص تحياتي وتقديري واحترامي . |
الله الله يا نزهة المشتاق هذه ملحمة تستحق أن يطلع عليه كل من له ماضي يلهمه أنتي ساردتي قصتك وكنتي ملهمه وكل ماضينا يشدنا كالملزمة نفخر به وننحني لريحه المفعمة بودي أن استمر 0 ولكن شغلني إبداعك في التصوير والحبكة الشعرية الزجلية ووالله انك رائعة تقبلي تقصيري واحترامي 00 |
أخي العزيز محمد بن عجير رحم الله والدك ووالدي استمتعت بأسلوبك الراقي في السرد القصصي الجذاب وأتمنى لو أن كل ما كتبته يتم تجميعه في كتاب ولن يعز عليك ذلك فكل ما ورد يستحق التدوين والرجوع اليه وذكرتني 0 سيارتك المازدا 0 سيارة مازدا جديده اشتراها الأخ الصديق اللواء على ابن احمد بعد أن تخلص من 0 الأبجر 0 وهو 0 كدلك 0 قديم يا ما كشتنا فيه 0 المهم المازده كان فيها أزرار يقفل الكهربة عموما 0 زى 0 ما تقول حراسه ونبهوه إلى ذلك في الشركة ونسي بعد مرور بعض الوقت 0 والرجال حاول بشتى الوسايل يمشي بسيارته الجديده ولكنها تتفتف 0 وعرضها على كثير من المهندسين ولم يحلو مشكلتها 0 قلت له فيه كهربائي ممتاز اسمه أبو البنات 0 خلينا نوديها عنده 0 وفعلا 0 وديناها وأول ما دخل فيها وشاف الأزرار 0 كبسه وطلب من صبيه واسمه حسن قال جيب المفك 0 فقلت أنا لابو احمد شفته ضغط على زر 0 حينها تذكر 0 وقال لو سمحت خذ عشرين ريال وأنا عرفت إنني السبب فقال أبو البنات 0 ولو 0 خلينا نحللها 0 قال حلال عليك وانت ابو الاولاد 0 وأنا استأهل 0 حقيقة استمعت بهذه الذكريات وليت عبدا لله حفظه الله يعرف عنها ليدرك حجم النعمة التي هو فيها 0 اقر الله به عينك وعين والدته وعذرا لتأخري لأنني كنت أتابع واستمتع تحياتي 00 |
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد : فإنه من دواعي سروري واغتباطي أن أفاء الله علي بشيء من اعتدال المزاج .. وارتياح البال .. وقليل من العافية ولله الحمد .. مكنتني من قراءة تكملة لسطور قديمة لأخي أبو عبدالله كنت أطنه قد طنشها كما تطنش بعض المعاملات الهامة والمطالب الملحة في إداراتنا المبجلة .. إلا أن عودة مسلسل الذكريات لأبي عبدالله تؤكد لنا أن أبو عبدالله لازال عند وعده حتى لو مرت أشهر على اختفائه عن الساحة ..أنا أرى أنه نظر إليها ك ( معاملة ) لا بد أن تنجز بحكم طبعه الوظيفي الصارم .. لذا فقد ولدت من جديد هدية وتحفة من تلك السلسة الرائعة لأحداث مر عليها قرابة أربعة عقود .. سبح بنا في الخيال لكي نتذكر تلك الأيام خلال الأعوام ( 94 - 95 - 96 ) أيام بداية الطفرة المالية وأيام النزوح الجماعي من القرى إلى المدن وأيام البحث عن موطيء قدم بين من سبقونا .. أنا وكثير من الزملاء في البداية بالكاد تمكن بعضنا من إمتلاك دباب هوندا بكفرين 70 لون أحمر نربطه بسلسلة وقفل بباب العزبة التي شاركني فيها عدد من الزملاء : أحمد بن شويل وأحمد الجميلة وسعيد الزبير ثم شاركنا عدد من الإخوة فيما بعد الأخ صالح العبائر وحسن العفاس و .... ذكرني أبو عبدالله بالمازدا .. كانت حلم من الأحلام لا يساويه الآن سوى امتلاك : لامبورغيني .. أو مزراتي .. أو بورش .. وقد قدر لي يوما ما أن أمتلك تلك السيارة التحفة عام 1396 مويل 76 بعد مناورة مع بائعها انتهت بسلام ولتلك المازدا سلسلة من الأحداث والذكريات آمل أن أجد ما يمكنني من سردها مستقبلا ولو أثقلت عليكم المذكرات السابقة حفلت بتدخل قوي وهجوم كاسح من قبل أخي العزيز أبو حاتم سعدنا جميعا عندما سبح بنا الخيال لنشاطره أيام من جدية التعليم والمعلمين .. أيام الإخلاص والشعور بالمسئولية والإنتحار من أجل العمل .. ثم أعقبها بأحلى باقات السرد القصصي لعادات الزواج المكي والذي كان هو نفسه فارس الأحلام والعريس الحجازي المكي حيث اكتملت روعة الفرح بحشد هائل من الإمكانات الفنية التي قد لا تتوفر لأي عريس في مدينة أخرى غير مكة .. فإذا قورنت بعريس في الباحة آنذاك هنا لا توجد مقارنة لذوي الحظ التعيس وخاصة عندما يرى معيار دندنة العريس بمدى اتساخ ثوبه ( وإن كان هناك شيء من المبالغة .. إلا أن العريس من غير اللائق أن يكون ثوبه نظيف جدا يوم زواجه بينما والده وإخوته من شدة الإستعداد .. ليس لديهم الوقت الكافي لتغيير ملابسهم بأخرى نظيفة .. هذا أعتقد ما قبل عام 1390 ) أخيرا وفي سلسلة المذكرات توجت بذلك النظم القصصي الشعري الرائع للأخت ( نزهة المشتاق ) عندما سردت قصة حياة مختصرة كل سطر منها يذكرنا بحياة مرت علينا بكل حلاوتها ومرارتها .. أعادت لنا ذكريات : المرجمة والحذف - ( هذه أهم شيء بالنسبة لي ولأخوتي في درب النضال ضد - البرجوازيين - من القرى المجاورة وضد كل من يتجرأ للمرور بالقرب من نقاط التفتيش عند رؤوس مساريب القرية حيث يتم الفرز حسب المزاج والهوية لكل العابرين ) - من الذكريات أيضا مسألة ( المعصب ) فاللون الأصفر هو اللون السائد أما ( المعصب الأخضر ) فقد تنازل العرف به لكي يكون من نصيب ( العروس ) ...سعدنا باستعادة العديد من المصطلحات كلها جميلة إلا أن أجملها شكل ذلك الكائن البشري المربوط على ( المرزح ) والسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته البرجوازية : مصطلح ساد يوما ما في الأنظمة الثورية الشيوعية والإشتراكية ومما يدخل في هذا المعنى طبقة المواطنين الأثرياء حتى لو كان ثراؤهم شريفا إلا أنه ينظر إليهم على أنهم مصاصي دماء الشعوب .. وفي كثير من الدول سلبت منهم أملاكهم مما زاد عن حاجتهم الأساسية (يسمح له بامتلاك وحدة سكنية واحدة فقط وسيارة واحدة .....) والباقي يوزع على بقية الشعب |
أساتذتي الكرام الأستاذ الرائع محمد عجير الأستاذ المفضال عبدالحميد بن حسن الوالد الطيب نايف بن عوضه الأستاذ القدير بن ناصر يطيب لي مروركم وسروركم بتلك السيرة البسيطة للقروية الصغيرة واعذروني فهي من بداياتي القديمة والتي لاترقى لمستوى القص الأدبي الرفيع الذي تتحفونا به ولا القصيدة كونها يعتريها الكثير من الهنات العروضية وقد سررت جداً بإشاداتكم وتشجيعكم الدائم لأختكم وابنتكم وسأترك المجال للرواد ليسردوا لنا ذكرياتهم العطرة وسأتابع عن كثب حتى نرجع للذكريات المكاوية أو كل بحسب منطقته اللتي عاش فيها أحلى وأغلى الذكريات لكم الود ويانع الورد تحايا تليق بمقامكم الكريم |
الحلقة رقم 23 في العام الذي تخرجت فيه 1396هـ لم تكن نظرة الناس لرجل المباحث كما هي عليه الآن فثقتهم به صفرا ولا يكاد يقترب منه أحد وكأنه مصابا بالجرب وعندما يكون بعضهم في مجلس ما ويعلم أن من بين الحضور من يعمل في هذا القطاع فإن شيئا من الضيق قد يبدو عليه فتنطق به ملامح وجهه سواء بقصد أو عن غير قصد فضلا عن أنه قد يسمعك همسه إلى من بجواره محذرا إياه من وجود دبوس مع الحاضرين ! والغريب أن اولئك لا يضمرون شرا للدولة ولا لولي الأمر وربما لا يتداولون امورا تتعلق بشيء له علاقة بالسياسة وما في حكمها لا من قريب ولا من بعيد لكن ذلك يرجع إلى جهل الكثيرين منهم بطبيعة عمل رجل المباحث واعتقادهم بأنه سيف مسلط على الرقاب لا يتورع عن الإيقاع بالآخرين والنيل منهم والصعود على اكتافهم لا خوف من الله يردعه ولا يحتكم إلى دين أو ملّة أو ضمير ، على ذكر الدبوس تذكرت نكتة طريفة للمرحوم راشد بن حزم غفرالله له واسكنه فسيح جناته ساوردها باختصار ، كنا معزومين ليلة من الليالي عند أخينا الفاضل عبد الرحمن بن رمزي في مكة وكنت برتبة مقدم حينها وكان الحاضرون جميعا لاتكلفة بيني وبينهم فدار حديث بين راشد وأحد الحاضرين له علاقة ببعض الظروف التي كانت تعيشها البلاد أيام غزو العراق للكويت وتواجد القوات الأمريكية على أراضي المملكة فقال له احد المتواجدين من باب الدعابة وبصوت مرتفع اسكت لايسمعك الدبوس فالتفت راشد إلي وقال هذا ماعاد بدبوس ، كبرت رتبته ، هذا مسمار ، مسمار بن سافرة !! ومن لايعرف مسمار بن سافرة عليه العودة إلى الديرة وتفقد أحد ( المصاريع ) وسيعلم مدى دقة الوصف (هم يعرفون الأولى عشان يعرفون الثانية ) !! عليك الشرح ياعبد الحميد . أعود لموضوعي وأقول بأني قد احتلت كثيرا للخروج من قطاع المباحث العامة بسبب هذه النظرة السلبية مما دعاني في يوم من الأيام في بدايات عملي فيه إلى تقمص شخصية مريض نفسي لعل وعسى أن يلحظ ذلك رئيسي المباشر فيكتب عني تقريرا مفاده عدم صلاحيتي للاستمرار في هذا المجال فيتم نقلي إلى أي قطاع أمني آخر و تلك نظرة قاصرة مني وقتها حمدت الله كثيرا فيما بعد على أنها لم تستمر طويلا ولم تفض إلى ما كنت اهدف إليه . حاولت في هذه المقدمة المقتضبة أن اقدم للقارئ الكريم نبذة عما كان يدور في اذهان بعض العامة عن هذا القطاع في ذلك الوقت وأنا منهم حتى لا يكون استغرابي من تطوع شخص للمجيء بنفسه لزيارتي وفي مقر عملي محل استغرابه ، بالعودة إلى الموضوع الرئيس موضوع الزائر أقول عندما اخبرني الخفير المناوب بأن هناك شخصا سماني باسمي يريد مقابلتي خرجت مهرولا من غرفة المناوبة لأتعرف على هذا المجهول غير المنتظر فالجمتني المفاجأة ، ! لم يكن سوى الرجل الوقور محمد بن شويل إبن الخمسين سنة تقريبا وقتها والذي اخجل حتى من ظلّه، لقد جاء بمفرده صائما يقود سيارته بنفسه رغم منصبه الكبير وكثرة مشاغله محملا بكل ما لذّ وطاب من اصناف الطعام والشراب المعدّين داخل منزله ! فلِمَ كل هذا التقدير؟! ولمن ؟! إنه لشخص في سن إبنه ضاقت به السبل حتى أودى به الحال أيامها إلى تقمص شخصية رجل مجنون هربا من العمل في المباحث العامة ! شيء لم اكد اصدقه ! هذا الرجل الفذ الخيّر اراد الفوز بأجر صائم ولم يدر حتى اللحظة أنه بهذا التصرف العفوي انتشل نفسا من الضياع وأعتقها من السير في طريق مظلم مجهول لايعلم بما يحفّه من مخاطر إلا الله ! لقد اعاد إليّ الثقة بنفسي بعد أن زعزتها نظرات الآخرين فتغير بذلك موقفي من كلما يدور حولي وزادني منه ذلك خجلا على خجل . لم انبس ببنت شفه ، عانقته رغم أني لم أكن غائبا عنه ولا أدري ما إذا كان قد أحس ببرد دمعتي المنسابة على وجنتي وهي تلامس خديه أم لا لكن مثله لم يكن ليغفل عن ملاحظة ما خلفّه ذلك الموقف من ارتباك ظاهرعليّ كان من نتاجه ردة فعلي التي تجلت بوضوح في صمتي المطبق فما كان منه إلا أن ودعني متمنيا لي إفطارا شهيا وانصرف، نقلت وبمساعدة أحد الأفراد ما احضره لي من طعام إلى غرفتي في حالة شرود ذهني لم اعهد لها مثيلا في نفسي من قبل وبدأت اتناول إفطاري. في الحلقة القادمة بإذن الله نتعرف على وصية هذا الأب المعلم والتي اسداها لمحدثكم بعد أيام فقط من زيارته تلك وذلك عندما كنت في طريقي إلى الطائف للمشاركة في احتفالات عيد رمضان التي اقيمت على شرف الملك خالد رحمه الله في ذلك العام وهي وصية من العيار الثقيل والثقيل جدا ، فانتظروني ! |
مافعله الشيخ الجليل يكتب له في صحائفه يوم لاينفع مال ولابنون الامن اتى الله بقلب سليم وقد ورد في الحديث
مرت جنازة على الرسول صلى الله عليه وسلم فأثنى عليـها الصحابة بالخير، فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت ثم مرت جنازة أخرى، فذكرها الصحابة بالشر،فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت فسأل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم عما يريده بقوله هذا،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) [متفق عليه]. جعل الله مافعله معك ـــ وبالتأكيد قد فعله مع غيرك كثيرـــ في موازين حسناته واثابه على كل عمل خيًر قام به . وقد قال الشاعر :ــ من يفعل الخير لايعدم جوازيه لايذهب العرف بين الله والناس امتعتنا ابو عبدالله بما سطرت وذكرتنا بأمثال الشيخ الجليل محمد بن شويل أطال الله في عمره وجمعنا الله به مع والدينا جميعا في مستقر رحمته إنه سميع مجيب |
. ***** اقتباس:
كان أطفال القرية يرقبون تلك القفة فوق رأس تلك السيدة القادمة من بعيد ويرغبون معرفة من هي ويتمنون شيء مما بقفتها ويغبطون صديقهم على قدوم قريبته وهو في المقابل يحدثهم بصلة القرابة ويشعرهم برغبته في الذهاب ليبشر اهله بقدومها كبير العائلة يقرر تدبير لحم الغداء أو العشاء وربما يفكر في ذبح أحد خرافه (شركة) وهو سيأخذ القسم الأكبر لكي يكرم ضييفته وأهل بيته وجيرانه الضيفة تقترب والاطفال يتابعون وصولها وأهل البيت يجهزون القهوة واللطف ويتجمهرون للترحيب وهي تبادلهم التراحيب وتقدم قفتها لكبيرة البيت التي بدورها تنولها لمن يصغرها لتضعها في العلية وبعد التحايا تأخذ مكانها بجوار مكان كبير العائلة وتأخذ نفس طويل ثم يقدم لها طاسة الماء ومعها تحمد الله وتشكره ويتبادلن النساء التراحيب والسؤال عن الأبناء والبنات والأقارب والجيران ومع الحديث تقدم القهوة واللطف بعد القهوة تطلب الضيفة قفتها التي ينبعث منها رائحة الريحان والكادي لتقدم ما فيها والأطفال يترقبون ماذا ستقدم لهم وكبير العائلة يترقب علم ضيفته ليحدد سب قدومها ومدة بقائها وهل هي على وفاق مع زوجها وعيالها زاوية أبا ياسر تعيدنا للماضي ولمورثنا الاجتماعي وذكريات الأيام بجمالها وقسوة أرضها وخضرة شجرها ومعها يسطر الأخوة حديث الذكريات فلهم جميعاً كل تحية وتقدير ***** |
الساعة الآن 11:57 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir